يا ساقي الحزن كأسي منك يرتعدُ
ثملت حتّى بكأس العشق أتَّحدُ
من سادن التيه قلبي فيك يجمعني
مُطِرتُ عشقاً بزهر الريف نتَّئدوا
يا مركب الوقت يا أحلام موعدنا
نُفنيكَ إن حقَّتِ الأحلام تَستَندوا
في ساحل العشق من آفاق قصّتنا
نخفيكَ ما ظلَّت الآفاق تَتَّقدوا
يا هاجس البوح في أوقات ذروتنا
تعليك ما قلَّت الأفكار تَنتَقدوا
هذي براكين أوراقي سيشعلها
ويح المسافات في آفاق من صمدوا
يا موكب الريح قل لي: كيف نشتعلُ؟
صنعت عذراً بسفحِ الغيم يرتعدُ
يا فطرة العشق كونيني هنا جبلٌ
إني بآفاقكِ العذراء لا أجدُ
إني بأرباب داء الحب مُعْتقَدٌ
صلبت قلبي..ولكن كيف أعتقدُ ؟
سهامهم من افتراس الغيم عاشقةً
ما أوقف الوقت أشواقي وما أقتصدوا !
هل سرت يوماً إلى قلبي,وعدتُ بهِ
أهوى على سفح زهوي ثم أعتمدُ
*** ***
هذي إلى حضرة الإنسان ترجعني
ناضلتُ لكنني في حضرتي جَسَدُ
روحي على مقلة الأحزان تشتعلُ
حاولت لكنها من حيرتي صَدَدُ
هذا أنا ! كيف أصوات الهوى صدئٌ ؟
يلوي كلامي بأشواقي فأنفردُ
حتى تواري رحيل الغيم خائفةً
تشدو بروحي وأقطار الهوى كمد
من بينهم غيمتي في الحزن غارقةً
دهراً,وقلبي على أعتابه عَتَدوا
ثارت هنا عاشقٌ من كونهم صَدَحَ:
إن الهوى فوق سفح الغيم يرتعدُ
يا ساقي الحزن يا آفاق قصَّتنا
إن الهوى حيث عُقمَ الوقت لا يلِدُ !
ما حيلتي في زمانٍ كان يفردهم
خوفاً من العشق .. ليت العشق يُمتَسَدُ !
ركبتُ خيل القوافي حيثما رحلوا
ليلاي آثرتُ مني .. كيف مَن وردوا ؟
هذي أحايين أوقاتي يشرّدها
خيل المسافات في آهات مَن شَرَدوا !
في كوكب الحسن في أسطورةَ المُقَلُ
من رقصةَ الحزن من قيثارةَ الزَبَدُ !
*** ***
يا سادن التيه هل لي فيك مُتَّسَعٌ ؟
وساقي الحزن مثلي صدَّه الأَبَدُ !
غنّى بدهمان راح الحب يخدعهُ
مِن مشرق الحلم بل مِن ظِلِّه المددُ
يا أيها الظلُّ قل لي : من يعانقه
شعراً إلى حاقن الأحزان في الأَمَدُ !
من وحي جبريل كان الظلُّ يعشقهم
يا عاشق الصمت قف؟حَشدُ الرؤى شُهَدوا !
هل أشعل الوقت من يقتات موعدنا ؟
نشكوكَ مِن مقلة الأسرار مَن وعَدوا !؟
والكاتب العهد يشدو كي يودِّعنا
بل عازفٌ ألماً .. وويلَ مَن صَعَدوا ؟!
أصواتهم كِسَفٌ قنواءُ حيلتها
أجَّتْ لنا زُمرَاً حتّى بنا التَحَدوا !
أجسادهم صَنَمٌ يختالُ في تَرفٍ
صلّى لنا غَزَلاَ حتّى بنا سَجَدوا
هذي مواقيت أحلامي تجمعهم
كي لا أرى قبلة الأشواق توتَصَدُ
روحي مقامات أذكارٍ تُكلِّلُها
أرض المسافات .. ويحهم بها قعدوا!
كلُّ المقامات في قلبي تعانقهم
باب المسافةِ نارٌ ويلهُ الجَسَدُ !
من خاطف الضوء .. كيف الضوء يجمعهم ؟
كالجامع الجمر في نار الهوى رَمَدُ !
يا موسم الحب في ميلاد موعدنا
عد نوصد التيه ما لاح الهوى موصدُ !