اليوم العالمي للأمومة( أحن لأمي وقهوة أمي ولمسة أمي وأذكر حين الطفولة أنني من صدرها قد رضعت )..بهذه الكلمات الحانية ندلف إلي الاحتفال باليوم العالمي للأمومة والرضاعة الطبيعية ..وبالمقابل لم تقصر الذاكرة الجمالية لشعراء السودان فكتبوا لنا بكل الروعة والحميمية ..وهي مناسبة أتضرع فيها إلي الله العلي القدير بأن يتقبل الوالدة ..نفيسة بت الفكي المبارك قبولاً حسنا .. ويتغمدها بوافر رحمته وكل الأمهات المتوفيات في الفردوس الأعلى من الجنة ..ذلك لأنها وكل الأمهات يقمن بأصعب وظيفة في الحياة علي الإطلاق ..فقد تكون المرأة معلمة أو محاسبة أو طبيبة أو مهندسة أو ضابط شرطة ..وقد تشعر بالتعب والإرهاق وهي تعود مساء كل يوم من المصلحة التي تعمل بها وتتضاعف مسئولياتها إن كانت متزوجة ..لكن التحدي الأكبر والأصعب عي الإطلاق أن تزاوج بين الوظيفة والبيت وتنشئة الأطفال لاسيما في الأشهر الأربعة الأولي من الوضوع ..وخصوصاً مهمة الرضاعة الطبيعية ..وما بات يعرف ب(المساكنة المستدامة ) للطفل الرضيع ..إذ عندما تغيب الأم المرضعة عن طفلها لفترات طويلة تنتج لنا طفلاً توحدياً .. بمعني أن الطفل الذي يعيش لوحده ساعات أطول بعيداً عن أمه ولا يتصل بالعالم من حواليه يتوحد مع ذاته ليصبح في المستقبل شخصاً إنطوائياً ..لذلك تمنح المرأة العاملة ساعات رضاعة محددة حسب المتطلبات النفسية للطفل وضرورات الرضاعة الطبيعية ..وكان أول قانون قد صدر لتنظيم ساعات الرضاعة قد صدر في العام 1903 وتم تعديله في العام 1953 وظل ذلك التعديل المجحف في حق المرأة العاملة مستمراً إلي أن تم تعديله في العام 2000 أي بعد خمسين سنة تقريباً ويمنح هذا التعديل المرأة المرضعة 14 أسبوعاً مدفوع الأجر ..وفي بعض الدول العربية تمنح المرأة العاملة 6 أشهر إجازة أمومة ورضاعة مدفوعة الأجر ومع تنامي الحاجة الماسة للرضاعة الطبيعية تمنح بعض الدول الأوربية إجازة عام كامل مدفوع الأجر وبالعدم تمنح المرأة 6 أشهر والزوج ستة أشهر بالتناوب لتحقيق أهداف المساكنة المستمرة للطفل بواسطة أحد الأبوين ..وينصح الأطباء بالرضاعة الطبيعية لما أودعه الخالق من أسرار في لبن الأم ..بداية يحتوي كل ثدي علي حدة بكل ما يحتاجه الطفل من ماء ونشويات ودهون ..لذلك يمنع إعطاء الأطفال حديثي الولادة الماء لأن الكليتين لا تصبحان جاهزتان للعمل إلا بعد مرور أيام ..كذلك ممنوع إرضاع الطفل بهذا الثدي قليلاً ثم التحول إلي الثدي الآخر لأن أول اللبن في الثدي يختلف عن آخره ..كذلك يختلف لبن الأم ليلاً عنه نهاراً ويحتوي ( السرسوب أو اللبا) ذاك اللبن الأصفر علي عناصر تقي الطفل الرضيع من الأمراض وتقلل من الاحتقان المؤلم للثدي ..ولبن الأم خال من الجراثيم ودرجة حرارته تناسب الطفل وتحميه من الإصابة بالإسهال والنزلات والأمراض الأخري لا سيما في الأشهر الأربعة الأولي ..إن الأمهات الرضع عباره عن مصانع صغيرة للألبان النظيفة وأي إجازات وإعانات تمنحها الدولة للأم المرضعة هي استثمار في رأس المال البشري لذلك إلي مزيدٍ من الإهتمام والرعاية بهذه الشريحة الهامة ..التهنئة نسوقها لكل الأمهات بهذه المناسبة والتحية للمنظمة السودانية لتعزيز المصالح الفضلي للطفل والأم( سابا) وعلينا أن نتذكر بأن كل الطغاة والجبابرة في التاريخ لم يتمتعوا برعاية أمومة ورضاعة طبيعية لذلك جاءت اتجاهاتهم في الحياة سالبة وبالله التوفيق .من أرشيف كتاباتي الصحفية .