مِنَّه !!..رزقني الله سبحانه و تعالى مساء يوم 10 - 10 - 2010 بطفلة كتمام البدر في الليلة الظلماء , و قد كنت - و زوجي - نترقب ولادتها منذ شهور , و كانت و لله الحمد و المنة ولادة يسيرة في دقائق معدودة عدنا بعدها من المشفى لنسعد بطفلتنا الجديدة لولا ما دهمنا من اختلاط ناجم عن قصور طبي في التجريف الاستقصائي بعد الولادة , مما تسبب لزوجتي بعطالة في عضلة الرحم , و نزوف شديدة أدخلتها في صدمة نزفية اضطرتني لنقلها مجددًّا للمشفى , حيث أعيدت لغرفة العمليات , و خضعت للاستقصاء تحت التخدير , بينما كنت و طفلتي ابنة الساعتين نرفع أدعيتنا على أجنحة الأنين , و نغسلها بدموع الرجاء , فمنَّ الله علينا بواسع كرمه و محيط رحمته بتعويض الدم المفقود في الصدمة النزفية ( رغم ندرة الزمرة الدموية ) و بجهود الأطباء - و أخص بالشكر و العرفان الطبيب النبيل و القدير : د. غيث حبيب , و الطبيبة : د. زينب اليوسف - و بالفرج بعد محنة عسيرة كادت تدمر ما تبقى من حياتي .و قد توكلت على الله و تيمنت بمقدم الطفلة الجديدة و استبشرت باليمن الذي جاء معها , فسميتها ( مِنَّة ) و أدعو ربي أن يتقبلها بقبول حسن و أن يجعلها - لي و لأمها - قرة عين و رضى نفس و مدخلًا إلى الجنةوهذه هديتي لها ( حبيبة أبيها و مهجة روحه ) :
|
وَ دُعاءٍ ؛ جَناحُهُ خَفقُ أَنَّهْ |
|
|
فَضَحَ الدَّمعُ سِرَّهُ فِي الدُّجُنَّهْ |
أَنا , وَ الصَّبرُ , وَ ابنَتِي , وَ هَنادي |
|
|
تَتَلاقَى عُيُونُنا كالأَسِنَّهْ (1) |
نَقدَحُ الرُّعبَ مِنْ زِنادِ رَجاءٍ |
|
|
صَدَقَ القَلَبَ لَكِنِ اختانَ ظَنَّهْ |
خَضَّبَ اليَأسُ صُفرَتِي بِشُكُوكٍ |
|
|
وَ هَنادي أَياسُها تَمرُ حِنَّهْ |
فإِذا الدَّمعُ وَ الدِّماءُ سُكارَى |
|
|
كُلُّ دَمعٍ يَمُدُّ بِالدَّمِ دَنَّهْ |
أَخَذُوها لِيُسعِفُوها ! وَ كُلِّي |
|
|
عَبَراتٌ يَجُرُّها الحُزنُ رَنَّهْ |
أَخَذُوها , وَ لِلجُرُوحِ نَزِيفٌ |
|
|
فِي فُؤادي , وَ فِي فَمِي أَلفُ لَعنَهْ |
وَ الأَطِبَّاءُ حَولَنا فِي هَياجٍ |
|
|
وَ الطَّبِيباتُ - حَيرَةً - حَسبُهُنَّهْ |
وَ ظَلَلنا - أَنا وَ أَنتِ - حَيارَى |
|
|
كَخُيُولٍ تَفَلَّتَتْ مِنْ أَعِنَّهْ |
يا ابنَةَ القَلبِ ؛ يا ابنَةَ الرُّوحِ ؛ مَهلًا |
|
|
قَلَبَ العُمرِ فِي يَدَيكِ مِجِنَّهْ |
يا ابنَةَ السَّاعَتَينِ ؛ رِعدَةُ خَوفِي |
|
|
أَصبَحَتْ فِي قَرارَةِ القَلبِ أَمنَهْ (2) |
يا سَنا النُّورِ ؛ يا مَلاءَكَ عُمري |
|
|
أَخرِجِي مِنْ ضَلالَةِ العُمرِ جِنَّهْ |
وَجهُكِ الغَضُّ بَلسَمٌ لِجُرُوحِي |
|
|
مُنذُ أَنْ كُنتِ فِي عِدادِ الأَجِنَّهْ |
وَ مُحَيَّاكِ كَهرَمانُ سُعُودٍ |
|
|
فَرَجُ الكَربِ مِنْ مَعانِيهِ شُحنَهْ |
قَدَّرَ اللَّهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَينا |
|
|
فَشَفاها , وَ رَدَّها بَعدَ مِحنَهْ |
فَغَدا الشَّوقُ أَدمُعًا مِنْ عُيُونٍ |
|
|
لِعُيُونٍ تَقاسَمَتْ ذَرفَهُنَّهْ |
وَ حَنِينًا حُداؤُهُ مِنْ كُبُودٍ |
|
|
لِكُبُودٍ تَلَوَّعَتْ خَلفَهُنَّهْ |
وَ لَقَدْ كَنتِ مِنَّةً مِنْ إِلاهي |
|
|
جَلَّ مَنْ مَنَّ . فاسمُكِ اليَومَ : " مِنَّهْ " |
|
|
..1- هنادي : زوجتي2- ابنة الساعتين : إشارة لابنتي التي كان عمرها ساعتين وقت الحادثة