احـفـظ بـنـي فـكـاهـلي قد أنَّ من ثقل الذنوب
احـفـظ لـيـوم تـشـتـري لي فيه أكفاناً وطيب
فـإذا وُضـعتُ على شفير القبر في الظرف العصيب
دُقَّ الـسـماءَ بأخلص الدعوات... واجأر (يا قريب)
أفـكـك ربـاط الـرأس عني قبل أن أمسي غريب
ودِّعْ أبـاك بـدمـعـة تـنـداح مـن ذَوْب القلوب
مـن ذوب قـلـب يـمـزج القرآن بالدمع السكيب
ودّعْ أبـاك بـقـبـلـة حـرى لـذيـاك الـمشيب
عـلّـي أضـمـخ وجـنـتـي من حر قرآن يذوب
عـلّـي أمـسّ بـبـرد وجـهـي حـرَّ أواه منيب
عـلّـي أمـسّ فـمـا تـضمخ من كتاب الله طيب
واقـرأ بـفـاتـحـة الكتاب عليَّ واسأل (يا مجيب)
واخـتـم دعـاءك يـا حبيبي بالصلاة على الحبيب
* * *
أبـنـيَّ إن أمـسـيـتُ مـنـفـرداً بهاتيك الديار
والـتـرب صـار وسادتي والترب صار هو الدثار
مـا مـن رفـيـق مـؤنس في وحشتي وسط القفار
فـاسـألْ إلـه الـعـرش يـا ولـدي لنا تاج الوقار
* * *
أبـنـيَّ أن أدخـلـتُ فـي قـبري وقد هيل التراب
ولـقـيـتُ مـا لاقـيتُ من هول الفجيعة والمصاب
ونـفـضـتَ ما حمل الغبارُ من التراب عن الثياب
وجـلـسـتَ تـنصت للملقن في اصطبار واحتساب
وانـفـضَّ جـمعُ الحاضرين من القبور إلى الشعاب
فـاجـلـسْ عـلـى قـبري وآنسني بفاتحة الكتاب
* * *
أبـنـيَّ إن حـان الفراق... وصرتُ من أهل القبور
وانـفـضَّ عـني الناس والأهلون... أرتقب المصير
وسعيتَ في سبل الحياة... وصرتُ ذكرى في الصدور
وأتـى إلـيـنـا زائـر مـن أهـل هاتيك القصور
وحـمـلتُ فيمن يحملون... وكنتَ من بين الحضور
عـرّجْ عـلـى قـبـري رويداً... واسأل الله الغفور
زرنـي بـنـيَّ هنيهة... من قبل أن تضحي المزور
فـالـطـل مـنك لوابل... يهمي على قلبي السرور