على مر العصور والحياة ترحل من كائن وتحيا في آخر،لا تدوم لأحد ولا تمنع من أحد هيه للكل ولكن الذي يحيا الحياة بمعنى الحياة قليل،فالحياة ليست فقط تلك التي يعيشها البشر في الدنيا بل الحياة هي الى ما لا نهاية اما لحظات الموت فتلك لحظات عبارة عن لحظات سكون كما يسكن الشجر عند خفة سرعة تيار الهواء وكما يسكن البشر الى انفسهم في لحظات تأمل ومحاسبة للنفس فكذلك هي لحظات السكون تكون للمحاسبة عن العمل.
وإذا ما تبصرنا في الحياة الدنيا وجدناها هي الفترة الوحيدة من حياة الكائنات التي يستطيعون فيها العمل من آجل الكسب الدنيوي أو الكسب الآخروي،ولذلك فالدنيا دار للعمل قصيرة الآجل تنتهي في لحظة ربما تكون ركون للراحة والدعة وترك العمل وهنا يلوح الإفلاس ولو كان غني من المادة الدنيوية وأما الآخر فيكون جهد وتعب وصبر حتى ظفر وهذا بالتأكيد أنه هو الكاسب وهو الغني الحقيقي لإن ثروة الدنيا تزول وثورة الآخرة لا ينقطع ثمارها أبداً.
لك هي الدنيا آيها الناس فالنغتنمها ولا ندع الشيطان يغتنمنا فيها،هي للعمل وللسعادة أيضاً ولكن سعادتها تأتي من كثر العمل،فالنعمل وقلوبنا متعقلة بأمل الفوز بالآخرة.