أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الغــــضـــــب ....!!

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2003
    الدولة : الطائف
    المشاركات : 749
    المواضيع : 578
    الردود : 749
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي الغــــضـــــب ....!!

    الغضب نفخة من نفخات الشيطان الرجيم ـ نعوذ بالله منه ـ يسيطر به

    على صاحبه ..... فيفقده اتزانه ، فيقول ويعمل ما يوبق دنياه وأخراه

    وكم من عاقل فقد عقله حال غضبه فأرداه الشيطان في داهية ، وألقاه في هاوية !

    وكم من رجل غضب في لحظة شيطانية ، فتكلم بما يوجب له النار ، وكان

    الغضب سبب تلك الخطايا والأوزار !

    وكم من رجل حليم ، غضب فظلم ، وسخط فحرم ، وتكلم فندم !

    وكم من زوج محبٍ لزوجته ، ملكت عليه لُبَّه ، وتمكنت من قلبه ، فوقعت فيما

    يسخطه ، فغضب منها غضبة أوقعته فيما كان يحذر ، فمدَّ يده عليها بغير حق

    وتكلم عليها بباطل ، وربما طلَّقها بغير جرم ، فندم يوم لا ينفعه الندم ، فخرجت

    من بيته وهو لها محب ، وفرَّق بينهما الغضب !

    وكم من والد غضب من ولده ، فضربه ضرباً مبرحاً ، حتى أعطبه وأرداه

    وأوقع به من العطب في بدنه ، ما جعل الوالد الحزين يندم على ذلك مدى عمره

    ولو تأمل بعقله لوجد أن السبب لا يستحق هذا الغضب !

    وكم من رجل عاقل تعرض له بالأذى أو الخطأ رجل آخر ، فنفخ الشيطان

    في قفاه ، فتقاتلا كالأعداء ، فقتله أو جرحه ، فكانت السجون من بعد بيته

    موطن سكنه وحزنه ، أو كان السيف البتار الذي دُقَّ به عنقه ثمرة

    من ثمرات الغضب ! وكم ، وكم ، وكم ...

    وللعاقل أن يسأل : ما وسائل كبح جماح الغضب ؟ وكيف نتخلص منه ؟

    يجب أن تعلم أن الغضب إنما هو نفخة من نفخات الشيطان على الإنسان

    فلتحذر من عدوك ، فإنه يريدك أن تغضب

    ليتكلم على لسانك ، ويبطش بيدك ، ويركل بقدمك ...

    فعن سليمان بن صرد ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت جالساً مع النبي

    ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورجلان يستبان ، فأحدهما احمرَّ وجهه ، وانتفخت

    أوداجه ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب

    عنه ما يجد لو قال : أعوذ بالله من الشيطان . ذهب عنه ما يجد " .

    فقالوا : إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " تعوذ بالله من الشيطان "

    فقال : وهل بي جنون ؟

    ( صحيح البخاري (6/337 ـ 3282 )

    هل رأيت ماذا قال ؟! جربها أنت مع من تراه يخاصم ويهاجم ، وقل له :

    استعذ بالله من الشيطان ، فهل تراه يقولها من أول وهلة ؟ جرِّب لتعرف...

    والآن .. هل ترغب بمعرفة الأجور العظيمة التي أعدها الله تعالى

    لمن كتم غيظه وكف غضبه ؟؟

    فعن معاذ بن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله عليه وسلم :

    " من كظمَ غيظاً وهو يستطيعُ أن ينفِذَه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس

    الخلائق ، حتى يُخيره في أي الحور شاء "

    ( صحيح سنن الترمذي 2/197 ـ 1645 )

    وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله

    صلى الله عليه وسلم :

    " ما من جُرعةٍ أعظم أجراً عند الله من جُرعة غيظٍ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله "

    ( صحيح سنن ابن ماجه 2/407 ـ 3377 )

    وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال :

    قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ... ومن كفَّ غضبه ، ستر الله عورته

    ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ..."

    ( رواه الطبراني في الكبير ، انظر : السلسلة الصحيحة 2/608 ـ 906 )

    ولكي تسيطر على غضبك يجب عليك :

    - أن تفارق المكان الذي غضبت فيه إلى حين ، فيخسأ الشيطان ، ويعود إليك

    الاتزان ، فإذا غضبت من زوجتك فلا تقعد معها في البيت بل اخرج من المنزل

    لبضع ساعات ، لتعود إليه وقد ذهب غضبك ، وأمعنت الفكر في المشكلة التي وقع

    عليها الخلاف ومن أجلها الشجار ، وكذلك الحال عندما يحدث بينك وبين غيرك

    شجار أو عراك أو خصومة ، اخرج ، لتنجو ..

    - أن تستعيذ بالله من شرِّ الشيطان وتلبيسه وتوهيمه وغمزه ولمزه ، فإنه

    القادر ـ سبحانه ـ أن يحميك من شرِّ وضُرِّه . قال تعالى :

    [ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ]

    - أن تجلس إذا كنت قائما ، وتضطجع إذا كنت جالساً ، وهو خلاف ما يريده

    منه عدوك ...

    - تأمل حالك عندما تغضب ! تنتفخ أوداجك ، ويحمرّ وجهك ، ويتشنَّج

    بدنك ، وتضطرب أطرافك ، وتزداد خفقات قلبك ، فتقوم من جلوسك

    وتقعد من رقودك ، وتستعد للعراك والنزال ، فعليك حينها بهذه الوصية النبوية

    من خير البرية ـ صلى الله عليه وسلم :

    أن تطفىء الغضب بالوضوء ، فالشيطان مخلوق من نار ، والنار لا يطفئها

    إلا الماء ، فعليك به ،تنجو من شروره ـ بإذن الله ..

    - أن تصمت حال غضبك فلا تتكلم حتى لا تندم ، فغالب الكلام في وقت الغضب

    لا يسر ، ولذلك أرجو أن تقوم بهذه التجربة أو تطلبها من غيرك ، فإذا

    غضبت يوماً من الأيام أدر جهاز تسجيل الأصوات ليسجل كلامك ، لتسمع

    بعد ذلك ما يسؤك ولا يسرك !

    فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله

    صلى الله عليه وسلم :" من كفَّ غضبه كفَّ الله عنهُ عذابهُ ، ومن خزن لسانهُ

    ستر الله عورته "

    ( أخرجه أبو يعلى والدولابي ، انظر السلسلة الصحيحة 5/ 475 )

    - أن تحذر من دواعيه الجالبة له والمتسببة فيه ، فإذا علمت من نفسك أنك

    غالباً تغضب في بعض الأماكن فلا تذهب إليها ، وإذا كان في العادة لقاؤك

    ببعض من تعرف سيثير غضبك ، فلا تلقاه إلا في وقت ضرورة إلا ما وجب

    عليك من صلة رحم ، ولو كنت لا ترتاح للقيا بعضهم ...

    - أن تسيطر على نفسك ، وتتحكم في قولك وفعلك ، وهل الشديد إلا من

    حكم نفسه قبل أن يحكم غيره ؟!

    فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله

    صلى الله عليه وسلم :

    " ليس الشديدُ بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "

    ( صحيح البخاري 7/130 ـ 6114 )

    - قراءة القرآن بصوت مسموع ، فإن الشيطان يفر من القرآن ..

    قال تعالى :

    [ قل أعوذ برب الناس . ملك الناس . إله الناس . من شر الوسواس الخناس ]

    والخناس هو الشيطان يخنس أي يختبىء ويهرب عند ذكر الله ، فإذا غفل العبد

    عن الذكر حضر العدو فوسوس ، والشيطان لا يقرب بيت يقرأ فيه بالبقرة

    وآل عمران ...

    - احرص على استقرار حالتك الطبية ، فإن لبعض الأمراض تأثير بالغ في

    الحالة النفسية للمصاب بها ، كمرض السكر والضغط ، فإن لها أعظم الأثر

    في كثرة الغضب والتهيج النفسي ، فحاول أن لا يرتفع منسوب السكر

    وكذلك الضغط في الدم ، لتسلم !

    - انظر بعين فاحصة لأسباب الغضب ، فلعل بعضها لا يستحق هذا منك

    فهل يحق لك أن تغضب من أجل الكرة مثلاً ؟! أعتقد أنك أكبر من هذا !

    وربما تجد أنك ربما تغضب غضباً يُغضب الله عليك !!

    فتدبر ! حتى لا تخسر ..

    سؤال أخير :

    هل تغضب لله تعالى ؟

    وهل غضبك لله كغضبك لنفسك ؟

    فإذا رأيت حدود الله تنتهك فهل يتمعر وجهك غيرة وغضباً

    وتفور دماء الحمية الإيمانية في أوردتك ؟

    أم أن الأمر لا يعنيك ؟!
    اللهم اعز الاسلام والمسلمين وحفظ بلاد الحرمين من كل سوء يارب

  2. #2