على وحشتي قد عَبَرْتُ
أجَوِّلُ في مُتْحَفِ الذَّاكرة..
أمَسِّحُ تلك الرفوفَ بعين التَمَلُّكِ
مسترجِعًا حمْلَها.. هامِسًا للغبارِ: انزلِقْ..
للهواءِ: ائتلِقْ..
للظلامِ: انفَلِقْ..
حاملاً شَمعةً أشْعَلَتْها التواريخُ..
هذا القِناع الذي ينعسُ الآنَ
مستلقيًا فوق أوَّلِ رَفٍّ
أليسَ لداءٍ عجوزٍ أرادَ اصطِحابيَ يومًا
على قاربٍ من مودّة؟!
فما كان مِنِّي سِوَى أن رَمَيْتُ رِمالَ التساؤُلِ
في أذْنِهِ إذ تراجَعَ..
لا ينتَوي أن يقَلِّلَ ساعاتِ نومِي
بآهٍ مقسَّمةٍ في صحون الظَّلام..
أرى وردةً تستكينُ على رَفِّها
حيثُ تشكو إلى مُتحَفي –بالتخاطرِ- قلةَ عُوَّادِها
من يُسَلِّمُ مستطردًا: أنتمُ السَّابِقون..
ونحنُ بوحشتكم في سكون الرؤى
لا حقون..
تناشِدُ.. ناظرةً نحو رَفٍّ يليها..
تدَقِّقُ في وهنِ الصَّوْتِ..
هذي السموم تصوغُ الوعيدَ لصاحِبِها
إذ رماها كما شبَكٌ في البحارِ وما شدَّها..
سَقَطَتْ بالجِوارِ أسيرة..
تزُومُ على رَفِّها بعد أن مزَّقَتْها يدُ المؤتَمَنْ..
تُدَقِّقُ بالرَّفِّ أسْفَلَها
كي تَرى امرأةً لستُ أعْرِفُ عَنْ وَصْفِها
غيرَ ما خَطَّهُ قَلَمُ الحَظِّ:
ياليتَها قد أتَتْ قَبْلَ هذا بعامينِ
-بَعدَ ازدحامِ الرفوفِ-
وإغلاقِ بابي علَيَّ أحاولُ
جَمْعَ الوريقَاتِ في زهرةٍ واحدة