أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 25

الموضوع: تأملات في المنهج الفكري المقاوم / تقدمة / تابع الحلقات

  1. #11
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    المشاركات : 227
    المواضيع : 67
    الردود : 227
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي




    وعلى الرغم من أن المقاومة الفلسطينية قد التقطت أنفاسها ثانية واكتست ثوبا جديدا من خلال حركات المقاومة الإسلامية : حماس والجهاد الإسلامي إلا أن حجم المؤامرة كبير ولا يستهان به ؛ فنحن لا نستطيع أن ندعي بأن عقد التسعينات كان عقد إجماع شعبي ، بل لعل قطاعات ليست بالمتواضعة كانت لا تزال مخدوعة بالحل السلمي وواقعية النضال المعتدل، وأكاد أزعم بأن العمليات العسكرية الضخمة التي كانت تقوم بها حركتا حماس والجهاد الإسلامي كانت تشكل حالة من الجدل الشعبي والرفض من قبل التوجهات اللاإسلامية. صحيح أن الفعل المقاوم قد تحول مع انتفاضة الأقصى إلى حالة شعبية وخيار مجمع عليه فصائليا ، إلا أن نوعا من الاهتزازات الصوتية تحاول بين الفينة والأخرى أن تحدث بعض الاختراقات في هذا الإجماع وتساعد وسائل الإعلام المتنفذة والأطر الرسمية على ذلك من خلال طرح بعض التساؤلات والتشكيك في بعض الأنماط الجهادية وتجيير نتائج العمل الجهادي المقاوم لصالح القرار السياسي الرسمي .
    ومن تلك المحاولات المشبوهة ، ما تقوم به وسائل الإعلام من إضفاء صفة الشرعية على مصطلحات العدو وتسويقها في الأسواق الشعبية دون جمارك ؛ فالحرب ضد الإرهاب وإنهاء حالة العنف بين الجانبين ووقف إطلاق النار وانسحاب الطرفين إلى ما قبل الثامن والعشرين من أيلول كل ذلك تعج به وسائل العلام دون مناقشة أو تصحيح.
    من ناحية ثانية تطلق فقاعات التشكيك عبر وسائل الإعلام والمحافل الرسمية حول جدول انتفاضة وإمكانية صمودها وما إذا كانت حققت النتائج المرجوة وأن الشعب قد مل وتعب وخارت قواه فلا بد من مراجعة للذات وتصحيح للمسارات تحت مبررات الواقعية المرحلية واختلال موازين القوة .
    ويبدو لي أن اخطر ما يثار في هذه الحملة المسمومة هو محاولة سلب المقاومة من مقدراتها وطاقاتها الفاعلة؛ ولعل ذلك يبدو واضحا من خلال النظر إلى العمليات الاستشهادية التي باتت تؤرق العدو وتقض مضجعه على أنها حالة من العدمية والإرهاب وأنها على حد زعمهم ضد مصالح الشعب الفلسطيني ،وأنها يجب أن تدان هذه العمليات إدانة جماعية سياسية من قبل القوى والفصائل والأنظمة وأن تجرم شرعية من خلال فتاوى دينية تلبي رغبة شارون وبوش من علماء السلاطين في المستويات الدينية العالية كالأزهر ومجمع البحوث الإسلامية .
    وحتى لا نغيب عن احتياجات العصر وضرورات الوعي والفهم لا بد من مناقشة ذلك كله ووضعه في إطاره الفكري السليم .
    فالخيار السلميى،حتى وأن كنا نعتقد بأنه مجرد وهم في ذاكرة المفاوض الفلسطيني ليزيد من خلاله رصيد في البنوك الدولية ، ولا يمثل على مستوى الواقعي سوى سراب حرقته آلة القمع الصهيوني ومحت آثاره من خلال الاجتياحات المتكررة والاعتداءات المتنوعة ،ومع ذلك ، فهب أن هذا الخيار ما زال خيار استراتيجي ووحيد وهل تبنيه يعني إسقاط ورقة المقاومة ،الورقة الوحيدة الضاغطة في معركة اللاتكافؤ التفاوضي ،هذا مع إيماننا المسبق أن أكذوبة السلام مرفوضة شرعا وعقلا وسياسية ،وقد أصدرت رابطة علماء فلسطين فتوى بهذا الشأن خونت فيه من يعقد صلحا مع اليهود ويفرط في المسجد الأقصى أو أي ذرة من تراب فلسطين وصدرت فتاو إسلامية عالمية لنخب من العلماء المشهورين وعلى رأسهم الشيخ العلامة يوسف القرضاوي وقد فرق جمهور العلماء بين ما عرف قديما لصلح الحديبية ،وهو هدنة مشروطة بزمن وتفريعات يجيزها الشرع ،إما إقامة سلام دائم مع عدو غاصب ومكافئتهم بإعطائه صك اعتراف وطني ومسؤول بأن له حقا في أكثر من ثمانين بالمائة من أرض فلسطين ،ثم موالاته والذوبان في مشروعه وتحول الكيان السياسي إلى أداة أمنية بيد الغاصب المستبد .
    وفي هذا يقول سبحانه: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل )1
    ،( يا أيها الذين أمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يأسوا من الآخرة كما يأس الكفار من أصحاب القبور )، وقوله أيضا في سياق من قتل وهجر واغتصب ودمر :(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يحرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ،إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون .)
    إذن كيف يجوز لن أم نهادن القاتل ونسالمه بعد هذا النهي، يقول الله سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء من دون المؤمنين ، ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، إنها الخيانة التي وسم الله بها وجوه أصحاب هذا الاتجاه . وكيف لمؤمن أن يسالم القتلة المردة أصحاب منطق الغدر المتكرر ( كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ) العمل ينقض ما وقعه الليكود والليكود ينسف ما أقره العمل لتعود حركة المفاوضات العبثية إلى جولة سيزيفية جديدة يحمل فيها المفاوض صخرة العم ثانية من أسفل الوادي ليصل إلى انتكاسة جديدة على طريق التخبط التفاوضي .
    التوقيع :
    د. رمضان عمر رئيس رابطة ادباء بيت المقدس في فلسطين المحتلة

  2. #12
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    المشاركات : 227
    المواضيع : 67
    الردود : 227
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    وإذا كانت هذه العملية السلمية قد رفضت شرعا كما بينت النصوص القرآنية سابقا فأن هذه العملية مرفوضة عقلا وسياسة أيضا ؛ ذلك أن الأرض مقابل السلام المشوب أصلا بضبابية وقحة ومفارقات عجيبة ومغالطات جمة ،هو مفهوم مرفوض ولا يجوز أن يكون معيارا للحل المنتظر ؛لأن الأرض الفلسطينية أرض مغتصبة من بحرها وحتى النهر والأخر على طاولة المفاوضات مستعمر غاصب ،وقد ثبت بالأدلة الشرعية والتاريخية أنه لا يملك حقا في هذه الأرض حتى يمتلك حرية المحاورة عليها ،وراعي هذه العملية هو الآخر لا يتمتع بالصلاحيات التي تمكنه من إنصاف طرف لصالح طرف فاليهود الذين دخلوا فلسطين باسم إبراهيم ( مع إيماننا بأن إبراهيم ما كان نصرانيا ولا يهوديا ) لم يدخلوها وهي خلو من أهلها بل إن اليبوسين أصحاب تلك الأرض في ذلك الزمان هم الذين مكنوا إبراهيم عليه السلام دخولها والإقامة فيها حتى إن إبراهيم لما أراد أن يدفن زوجه سارة لم يجد مكانا لذلك حتى ابتاع قطعة أرض من يبوسي ثم لو صدقنا جدلا بأن إبراهيم قد تملك هذه الأرض فيجب أن تقسم هذه الأرض بين أبنائه بالتساوي لا أن تنحصر بين إسحاق ويعقوب دون سائر الورثة ، هذا مع الإشارة إلى القرآنية التي تنفي ا فتراضيتها وتنسف احتماليتها قال تعالى ( وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)فالله سبحانه وتعالى عدل كريم لا يحابي أحد ولا ينتصر للظالم .
    ثم أن المدة التي قضاها اليهود في فلسطين لا تتجاوز الأربعمائة سنة وهي مدة قصيرة جدا إذا ما قيست بتاريخ هذه الأرض هذا من نحو أما من نحو أخر فأن خروجهم منها كان خروجا مذلا مهينا لم يخلف حضارة مشرفة وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة فشل محاولاتهم في العثور على آثار دينية أو تاريخية أما العرب الفلسطينيون فقد لازموا هذه الديار عبر حقب التاريخ الممتدة وهم باقون فيها بقاء التين والزيتون ؛إذا كيف يجوز أن يملك من ليس له حق في التمليك من ليس له حق في الملك ممن له الملك الكامل ثم يكون ثمن هذا التنازل بأن تقدم للغاصب وثيقة أمنن وسلم ليهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد . أما الشبه الثانية التي يثيرها المبطلون من أصحاب الاتجاه المتخاذل في محاولة منهم لإخماد جذوة المقاومة والرجوع إلى حالة الاستجداء لتبقى لهم مناصبهم وتزيد في البنوك أرصدتهم ،هذه الشبهة تتمثل في جملة من التساؤلات حول جدوى الانتفاضة ، وهل تستطيع المقاومة أن تحدث اختراقات نوعية وتغيرات جذرية.ولعلهم يسارعون إلى الادعاء مسبقا بأن الشعب قد مل وخارت قواه ولم يعد قادرا على المواصلة ؛ لذا لا بد من وقفة مع الذات وإعادة جدولة النضال الفلسطيني بما يتناسب مع التغيرات الدولية .
    وللرد على ذلك كله نقول :إن المقاومة ليست خيارا فلسطينيا اختاره الشعب من متعدد ، وما كانت في يوم من الأيام قرارا يتخذ بناءا على ميتا فيزكيا الخيال الجنوح المتسرع ، بل هي قدر كل محتل ووسيلة كل حر و أداة كل مظلوم وغاية كل طموح للخروج من آفة الظلم وذل الاستعباد وهي دليل على البقاء وهي دليل على البقاء كما عبر عن شيخ المقاومين (الشيخ أحمد ياسين ) عندما قال أنا أقاوم فأنا موجود .
    إن أحدا لا يستطيع أن يزعم أن طريق المقاومة مفروشة بالورود والرياحين وأن المحتل الغاصب سيربت على أكتاف المجاهدين ويسلمهم أوسمة البطولة والنصر بعد كل عملية يحققون فيها نقلة نوعية في العمل البطولي المقاوم .
    و تكاليف الجهاد صعبة عصية شديدة على النفس ولكنها مفروضة بأمر الله جل وعلا (كتب عليك القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )ونعلم أيضا بأن الأشلاء والدماء والجماجم والبيوت المهدمة تكاليف باهضة الثمن لكنها ضريبة العز والتحرر .
    وللحرية الحمراء باب لكل يد مدرجة تدق
    وهي علامة على الصحة والإيمان واستحقاق النصر ودخول الجنة يقول سبحانه : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) ويقول أيضا : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )
    ثم،من ذا الذي يزعم بأن مقاومات الشعوب تدخل معيار الربح والخسارة ،من قال أن أفغانستان التي تكبدت أكثر من مليونين شهيد قد طبقت هذا المعيار على حركتها الجهادية ومن قال أن الجزائريين قد استسلم للمستعمر الفرنسي بعد النصف الأول من الشهداء ، ومن قال أن الشيشان وفيتنام حالات استثنائية في تاريخ الشعوب ،ثم أليست هذه الحالة المشرقة التي سطرها حزب الله في الجنوب اللبناني مع هذا العدو الغاصب حرية بالأخذ والاعتبار.

  3. #13
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    المشاركات : 227
    المواضيع : 67
    الردود : 227
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي الجهاد والمرابطة

    وهذا القدر الذي نتحدث عنه ، هو قدر واقعي فرضته الظروف الحالية وقدر تاريخي فرضته النبوءات الشرعية المتعددة ؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من اختار منكم ساحلا من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة ) ويقول الحق سبحانه : (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )
    فالحرب سجال ، يوم لك ويوم عليك (وتلك الأيام نداولها بين الناس )
    ثم من قال بأن الخسائر والمصائب هي حظ فلسطيني خالص . إن قراءة سليمة وواعية للحدث تثبت أن الأخر قد تكبد من الخسائر ما فاق توقعاته واحتمالاته ، فقد ضربت نظريته الأمنية وأصابته المقاومة في المقتل ، وكبدته خسائر جسدية واقتصادية ومعنوية باهظة ، وألقت الكرة في ملعبه وحولته من باحث عن التوسع إلى مدافع مرتبك ، نعم لقد تحولت المدن الرئيسة : تل أبيب والقدس ونتانيا ويافا وحيفا إضافة إلى المستوطنات والحواجز الأمنية إلى ساحات حرب دامية ، يتراقص قيها الموت ليل نهار. نعم ( إن تكون تألمون فأنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون )
    لم يعد في ذاكرة هذا المحتل الغاصب مشروع شرق أوسطي جديد ، كما نظر له بيرس في بداية التسعينات من خلال اتفاقيات أسلو الهزيلة ، بل عاد بيرس وبيلين وساس وعوفوديا وشارون كلهم يفكرون في منطق الفصل الأحادي الجانب والعزل الأمني وكلها أفكار تتعارض مع الفكر التوسعي .
    أما الشبهة الأخيرة التي سنتعرض إليها في هذا البحث المتعلقة بأدوات الفعل المقاوم فالقول فيها واضح وبسيط .
    فإذا كان القتل و الاعتداء في ظروف المسالمة والاعتدال مذموما عقلا ومرفوضا شرعا ، فقد يصبح غاية شرعية وحتمية عقلية في حالات خاصة كالحروب ودفع المفاسد ، وبهذا جاء القرآن حينما امتدح الاعتداء في سياق الرد على الجرائم ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) وطالب الأمة بالأنفة والشهامة وعدم الخنوع أمام غطرسة الظالم وجبروته ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) وطالب الأمة بأن تأخذ بثأرها وتنتقم من عدوها إذا أمعن فيها الطعان وأفحش السلب والنهب ( فاقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) بل أقر ناموسا ثابتا تتحرك فيه الجماعات المسلمة في سياساتها الداخلي والخارجية ( يا أبها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى ) ، لا بد أن تتحقق هذه المعادلة فأن قتل العدو لنا مدنيين قتلنا له مدنين وأن اغتال لنا قادة اغتلنا له قادة فالسن بالسن والعين بالعين والجروح قصا ص .
    وهنا تدخل قضية المدنيين التي يتندرون بها ويتذرعون ، نعم كان الرسول يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه ، انسجاما مع قوله تعالى : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا)، وقد فصل العلماء القول في هذه المسألة ، وبينوا دلالة التعبير القرأني ( ولا تعتدوا) الذي احتمل عدة وجوه ، ذكر منها ابن العربي _ في كتابه أحكام القرآن _ ثلاثة أوجه :
    أحدها : أن الآية منسوخة بقوله : (وقاتلوا المشركين كافة ) و ( فاقتلوا المشركين حيث ثقفتموهم )
    الثاني : لا تعتدوا : أي لا تقاتلوا على غير الدين.
    الثالث : لا تقاتلوا إلا من قاتل ، وهم الرجال البالغون ، أما النساء والأطفال والشيوخ والرهبان فلا يقتلون ؛ لذلك أمر آبو بكر الصديق _ رضي الله عنه – يزيد بن أبي سفيان حين أرسله إلى الشام ألا يتعرض لهؤلاء، وإذا كانت هذه الحادثة تمثل أخلاقية الإسلام في الجهد فإن تفسيرات العلماء وتفصيلاتهم تدل على حصانة الوعي الإسلامي في أدب السياسة الجهادية ؛ قال سحنون : والنساء إن قاتلن قتلن في حالة المقاتلة وبعدها لعموم اللفظ في قوله : (وقاتلوا الذين يقاتلونكم )
    وللمرأة أثار عظيمة في القتال : منها الإمداد بالأموال والتحريض على القتال ، وزاد العلماء: وقد يخرجن ناشرات شعورهن نادبات مثيرات ، كل ذلك مبيح لقتلهن ، وكذا القول في الصبي والشيخ والراهب إن أعانوا على المسلمين .
    ولعل ( قضية المدنين ) في الصراع مع العدو الغاصب تختلف عن الوجه الذي ناقشناه سابقا من خلال النصوص الشرعية والأدلة الفقهية نم زاويتين : أولا أن الكيان الغاصب أعلن عن نفسه بأنه دولة جيش فالتجنيد إجباري ينال الصبي والصبية والشيخ والمرأة ويتضح ذلك من خلال الأعداد الضخمة بما يعرف بجنود الاحتياط الذين يتم استدعائهم بين الفينة والفينة ، ثانيا : أن النصوص السابقة جلها يتعلق في مسألة الفتوحات الإسلامية وهذا له أحكامه الخاصة دون أحكام الدفع عندما تحتل الأراضي وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ،روى أنس بن مالك أن جارية وجد رأسها قد رض بين تحجرين فسألوها من صنع هذا بك ، آفلان ، آفلان حتى ذكروا يهوديا فأومأت برأسها ، فأخذ اليهودي فأمر به الرسول أن يرض رأسه بالحجارة ،وفي رواية فقتله رسول الله بين تحجرين (القرطبي |ج 2|ص359)
    أما العمليات الاسشهادية التي تمثل أرقى ما توصلت إلية يد الإبداع المقاوم أجل ما عرفته هذه القضية منذ عشرات السنين ، هذا السلاح الفتاك الذي بات يقض مضاجع العدو ويزلزل كيانه ، هذا السلاح العبقري الذي حقق للأمة توازنا لطالما فقدته الأمة إنه توازن الرعب الذي راهنت علية المقاومة ثم كسبت هذا الرهان هذا السلاح الفتاك الذي نظر إليه العالم نظرة وجل وتخوف ،فقام ولم يقعد ونادى بأعلى صوته أن أوقفوا هذا المارد العنيد ، فكان تنت ومشل وشرم الشيخ وبيرنس وغيرهم وغيرهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
    إن العمليات الاستشهادية ليست دخيلة على الفقه الإسلامي المعاصر وليست بدعة لفصيل في زمن حائر ، إنها قضية أصيلة أصالة هذا الدين وليس للمترددين والمتخاذلين أي سند شرعي في تشويه هذه الصورة المشرقة ، روي عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبن عمران قال : (غزونا القسطنطينية وعلى جماعة عبد الرحمن بن الوليد ،والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة ،فحمل رجل على العدو فقال أبو أيوب الأنصاري سبحان الله !أنزلت هذه الآية فينا معاشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر دينه ، قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله عز وجل (وأنفقوا ف سبل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) والإلقاء باليد إلى التهلكة : أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد ) فلم يزل أبو أيوب مجاهدا حتى قتل في القسطنطينية ، وقبره هناك ، روى هذا الحدبث حذيفة والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك والترمذي (القرطبي /2 / 361)
    وقال العلماء : لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش ، إذا كان فيه قوة ، وكان لله فيه نية خالصة. وذلك بين في قوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) ، وقد رأى العلماء أن ذلك جائز لعدة أوجه : منها
    1+ طلب الشهادة
    2_ وجود النكاية
    3_تجرئة المسلمين على الأعداء
    4_إضعاف نفوسهم ؛ ليروا أن هذا صنع واحد، فما ظنك بالجميع

  4. #14

  5. #15
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    المشاركات : 227
    المواضيع : 67
    الردود : 227
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي الجهاد والمرابطة

    هذه هي السمة الثالثة لملامح المنهج الجهادي المقاوم ،وهي سمة بارزة فاعلة ’ ، طرقها القرآن في صفحاته وتحدث عنها الرسول _صلى الله عليه وسلم _في قبساته وجلاها العظماء في سيرهم وتضحياتهم ،إنها منهج السراة المهتدين وسبيل الدعاة المخلصين وأقصر الطرق لتخليص العباد وتحريرهم من الطغاة المعتدين .
    يقول الحق سبحانه: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
    إنها طريق الجهاد والمرابطة أعظم به من منهج وأكرم بها من طريقة دونها خرط القتاد ومن أجلها ترحل المطايا وتضرب أكباد الإبل ، وبها تعز الأمم وبغيرها تذل وتهان وتباد .
    قال صلى الله غليه وسلم: (لرباط يوم في سبيل الله ، من وراء عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان أعظم أجرا من عبادة ألف سنة ، صيامها وقيامها ، ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين من غير شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا _ أراه قال _ من عبادة ألف سنة صيامها وقيامها ، فإن رده الله تعالى إلى أهله سالما لم تكتب عليه سيئة ألف ، وتكتب له الحسنات ويجري له أجر الرباط إلى يوم القيامة.)
    وروى البخاري في صحيحه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعس عبد الدينار ، وعبد الدرهم وعبد الخميصة ؛ إن أعطى رضي ، وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه،مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحرلسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة ن إن استأذن لم يؤذن له ، وإن شفع لم يشفع)
    هذا هو منهج العظماء من أمة محمد وديدن الطامحين وسبيل العارفين ، هذا هو خيار المنحازين إلى قول الحق سبحنه : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الأخر وجاهد في سيسل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين)
    وقد لخص هذا الخيار وحسم القول فيه الإمام المجاهد عبد الله بن المبارك في درته النفيسة التي بعث بها للإمام التقي العابد الفضيل بن عياض
    يا عابد الحرمين لو أبصرــتا لعلمت أنك في العبادة تلعب
    من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنــا تتخضب
    أو كان يتعب خيله في باطـل فخيولنا يوم الصبيحـة تتعب
    ريح العبير لكم ونحن عبـيرنا وهج السنابك والغبار الأطيب
    هذا هو المنهج الذي من خلاله تتحقق التقوى وتخلص النفوس لبارئها وتتجلى حقيقة التقرب إلى الله عز وجل بالنفس والمال والولد وتتحقق العبودية الخالصة لله سبحانه؛ لأن الحياة لله والموت لله ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )
    إنه المعيار الحقيقي لأهلية المؤمن في إيمانه واستحقاقه لما أعده الله له في الجنة ، قال تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
    وإذا ما تعانقت المصابرة والمجاهدة في هذه الآية تعانقا يرسم صورة جلية لملامح الشخصية الناجية من عذاب الله قي اليوم الأخر فأن تعانقا أخر في آية كريمة أخرى يرسم ملامح الشخصية في نسق قريب من هذا التعانق قال تعالى في أواخر سورة آل عمران :( يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )
    وقد تجلت هذه السمة من خلال جملة من الأحاديث الصحيحة . نذكر منها حديثا سنجعله شاهدا على ما نعتقد ونرى؛ لما للحديث من علاقة مباشرة بالمعركة التي تدور رحاها في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ؛ومنها حديث أبي هريرة قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق ، وما حوله ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله ، لا يضرهم من خذلهم ، ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة 9) قال الهيثمي : رجاله ثقات
    والظاهر، أن منطق الاستعلاء والأنفة والتمايز_ من خلال هذا المنهج الرباني_ هو السمت البين في طبيعة هذه الطائفة ،أما الغربة النموذجبة التي ارتقت في أعلى صورها من خلال هذا التوحد والانفراد فإنها تمثل ركنا أساسيا مكونا لهذه الجماعة ،وهي غربة أصولية طيبة ،بل هي نفحة من نفحات الحديث النبوي الشريف ومبشراته ؛فطوبى لها من غربة وأنعم بها من فئة قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء )
    إذا نحن نضن بهذه الخصوصية ونرضى بأن نكون القليل في زمن كثر خبثه وزاد غيه ( ثلة من الأولين ،وقليل من الآخرين )
    نعم ، سنحتكم إلى هذا الحديث الشريف ونحن نتطلع إلى دور سياسي رائد في هذه البقعة المقدسة ،ونتيه على الآخرين عندما نشعر بأننا اقتربنا من منهج الصالحين الذي ارتضاه لنا سيد المرسلين وخاتم النبيين وقائد المجاهدين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
    ولعل أزمة الواقعين والثورين الذين خاضوا تجارب محدودة في العمل المقاوم تكمن في فقدان هذه السمة وتجاوزها ؛ إذ أن الشخصية الواقعية عندهم قد بنيت بناء هشا قابلا للتبدد والانهيار، من خلال خضوعها المطلق لعمليات المد والجزر والضغط النفسي

  6. #16
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    المشاركات : 227
    المواضيع : 67
    الردود : 227
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    وخلاصة ما أريد قوله في هذا الجانب :أن نوعا من التربية النفسية على الثبات والمصابره كان لازما لصياغة شخصية فلسطينية مقاتلة قادرة على مواصلة النفس الكفاحي بما يتلائم مع طول المعركة المصيرية . هذا مع الأخذ بالاعتبار أن الجانب الآخر قد أعد عدته وملأ كنانتة لكي يقذف بسهام الضغط النفسي على الخصم المقابل ؛لأنه يدرك أن الهزيمة في هذه المعركة للطرف الذي يصرخ أولا وهذا ما أوضحه رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إسحاق رابين في طريقة تعامله مع الإنتفاضة الأولى حينما قال : علينا أن نبقي الفلسطينيين داخل الزنازين حتى لا يشعروا بأن لهم حاجة في ما بعد الغرف ،وعندها سينحصر الحلم الفلسطيني في التحرر من الزنزانة لا نم السجن .
    إن أصحاب الرؤى السياسية الواقعية هم الذين انصاعوا لنظرية الأمن الإسرائلية فارتفعت أصواتهم في معركة الشد البطيء لينزلقوا في أودية سحيقة . وقد أغرى هذا التهاون والتنازل عدوهم بهم فأعاد حصارهم كرات ومرات عله يحصل على تنازلات ،وقد حصل .
    لقد انهزمت الواقعية السياسية والواقعية الثورية لأنها لم تأخذا بقانون المصابرة ولم تتسلح بأسباب العزيمة .
    لقد ظن أصحاب هذا المنهج الهزيل أن هذا التنازل سيهون عليهم المصيبة ويقلل فيهم الخسائر ويسهل عليهم الطريق ؛وما علم هؤلاء أن الأسد إذا ما روض ليحاكي الحمير فأن المحاكاة ستكون بداية الطريق للتدجين وقد يصل الأمر إلى حد أن يدع آكل اللحم ويستبدل مكانه الحشائش والحبوب ، نعم إننا ندرك أن العدو لا يحسن المسامحة مع الضعفاء ،.
    إن مشروع التنازل العربي تحت غطاء الواقعية السياسية لم يزد هذه القضية إلا بؤسا وقد تمثل ذلك في :
    تشجيع المحتل الغاصب على التمادي في غطرسته
    - اعتراف للغاصب بملكيته للأرض
    - تحول أصحاب هذا الاتجاه من محاورين ومطالبين بالحق المسلوب إلى مبررين ومدافعين عن وجود هذا المحتل ومتفانين في خدمة .
    وقديما قال الشاعر :
    ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح لميت إلام
    وقال آخر :
    على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
    وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
    أما أصحاب النهج القويم ، الذين يستجيبون لله وللرسول، فهؤلاء لا تزيدهم سطوة الظالم إلا عزما ، قال تعالى ( الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم أجر عظيم*)ولا تثير في نفوسهم اشاعات التهديد والتهويل إلا ثقة واطمئنانا ، ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا :حسبنا الله ونعم الوكيل)
    هؤلاء هم الذين يخرجون من بعد القرح أصلب عودا وأقوى شكيمة وأكثر إصرارا على المواصلة لأنهم تربوا في مدرسة محمد وتذاكروا سيرته فعرفوا الحق حقا فاتخذوه سبيلا ، نعم عندما ضربت الحركة الإسلامية ضربات متتالية وموجعة ظن الناس أن المعركة قد انتهت وقاسوا فصيلا على فصيل وبدت خيوط المؤامرة محكمة في آذان المهزومين ولسان حالهم يقول لقد انتهت الحركة الإسلامية ، وإذا بالمارد المطعون يتململ ململما جراحه عازما على المضاء فكان عماد عقل وعياش وقوافل المجاهدين وبدأت رقعة المد الإسلامي المقاوم تتمدد وتتسع مع كل ضربة غاشمة غبية
    وهذا ما سنفصل القول فيه في فصول لاحقة ،بيد أننا نريد أن نقرر هنا حقيقة ثابتة ذلك أن هذا المنهج الجديد القديم منهج ثابت وفاعل وموروث توارثه الخلف الصالحون عن السلف الصالحين .
    عندما رجع جيش المسلمين من معركة أحد ظن المرجفون في المدينة أن ما أصاب المسلمين من لأواء وقرح قد يشكل فرصة سانحة للقضاء على هذه الجماعة الناشئة ، وكان \ابو سفيان قد أعد عدة محكمة للحاق بفلول المسلمين ليستأصل شأفتهم ، فما كان من رسول الله إلا أن تنبه إلى هذه الحبكة الأليمة ، وعرف أن المعركة لم تنته بعد، بل لعلها ستبدأ في هذه اللحظة. لذا جد الرسول في طلب العدو وواعدهم حمراء الأسد وخرج مع أصحابه رغم الجراح والألم وأرى عدوه صلابة وشكيمة مما جعل أبا سفيان يلملم جنده ويعود أدراجه إلى مكة؛ لتتحول الهزيمة إلى نصر .

  7. #17
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    المشاركات : 227
    المواضيع : 67
    الردود : 227
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    الوحدة والشمولية
    لا يستطيع أحد أن يزعم أن قضية فلسطين قد تحسم ضمن خيارات حزبية ضيقة، وأن فصيلا من الفصائل قد يضع حدا لهذا الاحتلال إذا ما تبنى إستراتيجية واضحة في المقاومة ،
    ولا يستطيع أحد أن ينكر ،أن حجم المؤامرة العالمية وطبيعة الصراع في منطقتنا لا تسمح بالتفرد والارتجال .
    ولا يجوز لأي كائن كان أن يزعم بأنه صاحب الوصاية في أمر هذه القضية ، وأن من حقه أن يتخذ قرارات فردية مدعيا أنه ممثل للشعب ومن حقه أن ينوب عنه في قضاياه المصيرية .
    إننا نؤمن أن حلبة الصراع التاريخي الممتد على الأرض المقدسة الطاهرة بين اليهودية والإسلام قد نسجت معالمها بخيوط متنوعة الأشكال والألوان وأن الكتل السياسية المتناطحة على صخرة الإسراء و المعراج لا يجوز أن تختزل في كتلتين متقابلتين يمثل إحداها الجانب المتطرف في الكيان الصهيوني ويتمثل الطرف الآخر في سلطة مصطنعة تنوب عن الشعب في أحلامه وآلامه ،إن مقولة الممثل الشرعي والوحيد في سياق التعاقبات التاريخية المفعمة بالأحداث والمؤامرات الدولية المليئة بالمخاطر والأهوال عبارة تثير السخرية والاستهجان.
    فنحن نؤمن بأن قضية فلسطين هي قضية الماضي والحاضر والمستقبل ،إنها قضية الأمة ، إنها القضية الوحيدة التي قسمت العالم إلى قسمين ولا مجال للحيادية في هذا التقسيم .
    ولعلنا نؤمن أيضا بأن القدم الإسرائيلية العفنة لن تطأ تراب القدس الطاهر قبل أن تمر في سلسلة طويلة من الانتهاكات والافسادات لأن هذه الأفعى الصهيونية التي وصلت برأسها إلى قلب مدينة القدس ،ما زال ذيلها يعبث في أصقاع مترامية من المعمورة ليحيل الإنسانية إلى ركام من اللا أخلاقية والانعدام .
    وإذا كانت فكرة الوطن القومي وأرض الميعاد في أذهان الرومانسيين اليهود قديما قد وجدت لها مساحات واسعة في الذهنية الغربية ؛فان تحقيقها قد استغرق عدة قرون لينصهر فيها الفكر العالمي والواقع السياسي انصهارا ينسجم مع التطلعات الصهيونية ، ولا بأس بأن تمر عملية المسح الطويلة من بوابات متعددة تشمل الاجتماع والاقتصاد والسياسة و الأديان .
    وقد تحدثنا في الفصل السابق عن أثر الصهيونية في تذويب الفكر المسيحي وتميعيه وتحريفه ليتحول إلى فكر مساند للرؤية الإسرائيلية ،
    أما عن السياسة والاجتماع والاقتصاد فقد استطاعت الصهيونية العالمية أن تخترق العالم وتقوض أركانه من خلال إنجازات فكرية وعملية وجمعيات سرية وعلنية نالت المرافق السابقة كلها
    ففي الاجتماع والخلاق كانت نظريات فرويد ودوركايم تحطم النسيج الاجتماعي وتبدد البناء الأخلاقي
    وفي الاقتصاد كانت الرأسمالية الغربية توجه الغريزة البشرية إلى أحط أدوارها الهمجية من خلال تبنيها العقل الحيواني في احتياجات الإنسان المادية أما على الزاوية الشرقية فكان ماركس بنظريته الاشتراكية ومادية التاريخية ينسف حقوق الأفراد ويصادر طاقاتهم .
    وعلى المستوى السياسي نجحت المنظمات السرية اليهودية في إحداث تغيرات في التصورات والوقائع ؛فتحدث ثورة في فرنسا عام 1789بدعم وتخطيط صهيوني وتغري نابليون عام 1799 بأن يبادر في حملاته الاستعمارية في الشرق الأوسط لتحقيق حلمهم المنتظر في فلسطين،ن وتسعى جاهدة في تحطيم الخلافة الإسلامية العثمانية من خلال عدة محاولات تبدأ مباشرة بعد مؤتمر بازل في سويسرا بقيادة هرتسل الذي أعلن آنذاك عن قيام دولة إسرائيل وتمر جموع الغزاة إلى الدولة العثمانية عبر بوابة سلانيك وتنشأ حركتا الاتحاد والترقي وتركيا الفتاة اليهوديتين ويغزل الخليفة وتسقط الحلافة وتتعلمن الدولة وتصبح الطريق ممهدة أمام الأطماع الصهيونية،
    وتقوم الثورة البلشفية التي يشعل أوارها اليهود ليشنق القياصرة وتتبدد الكهنوتية لصالح الفكر اليهودي.
    ولا عجب أن يصبح اليهود الابن المدلل لكل قوة عظمى تنتصر بعد حرب عالمية ؛ ليحصل اليهود على وعد من بريطانيا بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى ثم تحصل على اعتراف بهذا الوطن من الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.

  8. #18
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أخي الحبيب رمضان:

    نتابعك وباهتمام بالغ.

    جهد كبير وفكر رشيد وعمل مفيد تشكر عليه جداً.

    لقد نشرنا المقدمة في مجلة الواحة لهذا الشهر واعدين القراء بنشر هذا الذي كتبت على حلقات متتابعة في الأعداد القادمة من مجلة الواحة الثقافية.
    https://www.rabitat-alwaha.net/majalla07/afak02.htm


    تحياتي وتقديري لمفكر مميز وشاعر جهبذ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    المشاركات : 227
    المواضيع : 67
    الردود : 227
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    إذن ، فنحن نؤمن أن المعركة أوسع من أن يتحمل أعباءها فصيل من الفصائل أو شعب من الشعوب؛ وهذا يستدعي أن تدع الأمة خلافاتها وتتجاوز النفوس الأثرة والأنانية وتستجمع الطاقات في بوتقة واحدة ، انسجاما مع قوله تعالى:
    ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ،واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ، وكنتم على شفى حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ))
    بيد أن هذه الوحدة ستبقى سلبية وعديمة الجدوى ما لم تحقق غايات التحرر الوطني وتنسجم كليا مع التوصيات الربانية ، ومن هنا فلا قيمة لأي وحدة تبنى على أسس التنازل والخيانة ، لا قيمة لأي وحدة تقوم على خيارات أوسلو أو مبادرات مدريد ، أما القيادة السياسية الموسعة فهي أيضا مرفوضة ما لم تتحر من تبعات أوسلوا وتبنى على خيارات جديدة ضمن دائرة العمل المقاوم:
    أما راية هذه الوحدة فلا يجوز أن يكون رهن الاستفتاء والمناقشة ؛ لأن قضية الولاء والبراء قضية حسم قيها القول والخطاب
    وإذا ما رفضنا الوحدة على أساس تفاوضي لأسباب تقدح في وطنية المشروع التفاوضي ،فإننا نرفض الوحدة على أساس علماني،لأن هذا الأساس سيحطم جوهر القضية وينزلق بها عن أقدس أركانها ويهبط بالجماعة المؤمنة إلى مستنقع العبودية لغير الله ،وأن لها ذلك وهي مطالبة شرعا بالتزام منهج الحق والابتعاد عن الهوى والضلال ،قال تعالى :( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ،ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرك واتبع هواه وكان أمره فرطا)
    نعم، سنرفض حتما تلك الدعوات اليسارية التي تنظر لوحدة ممسوخة ،سقفها الشرعية الدولية والأمم المتحدة وقرارات التقسيم ،ومبدأ الديموقراطية كتيار موحد للحياة السياسية والاجتماعية ،وعائه العلمانية وسبيله العصرية والواقعية .
    بيد أن هذا الرفض لمبدأ الالتقاء على أسس علمانية ،لا يمنع من وجود تفاهمات مشتركة في الساحة بما تخدم المصلحة العامة دون أن يكون هذا التفاهم ملزما لحالات انصهار مرفوضة شرعا.
    ومن هنا تظل الدعوة الخالدة في إنشاء تجمع إسلامي عالمي يصهر الجهود المترامية في بوتقة واحدة هي القضية الأساسية التي يجب أن تشغل العاملين على الساحة السياسية ، ولا يجوز أن تضرب صفحا عن هذا التوجه ؛ لأننا نعتقد أن مفهوم الجماعة قد وضع في مكانة عالية من الفروض
    الإسلامية ولنا قوله عليه السلام ( من فارق الجماعة قيد شبر خلع ربقة الإسلام من عنقه))
    ولنا أيضا في الحديث الذي رواه الشيخان وأبو داود عن حذيفة قال:(كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ،فقلت يا رسول الله:إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير ،فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم ،قلت :وهل بعد ذلك الشر من خير ؟قال نعم وفيه دخن، قلت :وما دخنه يا رسول الله ؟ قال:قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ، فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم ،من أجابهم قذفوه فيها ،فقلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )
    ومن هنا ،يجب أن نكون واضحين في حوارنا مع الآخر ،فلا مساومة مع العقيدة و لا جدال مع الحق ،ولا تبديل لأمر الله .
    بل يتجاوز فصل الخطاب عندنا أن نقول بكل ثقة : لا قيمة لأي تجمع على هذه البسيطة مهما جل وعظم في عيون صانعيه ما لم ينسجم انسجاما كليا مع مطلب الشرع .
    ومن هنا فقد حصر مفهوم الجهاد في الإسلام في الدفاع عن الدين والعقيدة ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )
    ومفهوم الجماعة في الفكر الإسلامي يتجاوز فلسفة التجمع الكمي والعددي والقلة والكثرة وهذا هو التفسير الصريح الذي ارتأاه بن مسعود حين ما قال الجماعة هي وان كنت وحدك وهو نفس التصور الذي عرضة القران لصورة إبراهيم علية السلام في مواجهة الكفر والطغيان : (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين )*
    أما التصورات التي يبتدعها العقل البشري ، فإنها تبقى مرفوضة جملة وتفصيلا ما لم يصادق عليها الشرع ، قال تعالى :
    ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) *

  10. #20
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    المشاركات : 227
    المواضيع : 67
    الردود : 227
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي معركة الأمعاء الخاوية/ رمضان عمر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    معركة الأمعاء الخاوية/ رمضان عمر
    تحية لأسرانا البواسل

    لا يفصلنا عن سنا الشموخ العبقري سوى عالم ملائكي غريب من المد الأسطوري في معركة الموت الشريف ... ولا يثقل- منا- الكواهل سوى بون شاسع يبعدنا عن مسارح العزم والسؤدد؛ فنرى أنفسنا نكرع القذى في دعة العيش، وعمالقة التحدي يشمخون فوق الجراح ... ويصهرون القيد بعزم الإرادة المتجدد .
    هناك في الغيهب اليوسفي حيث يقبع الموت بجلاله الرهيب ولعبته العتية المؤلمة خلف ستار الظلم المتراكم... خلف ديجور السحق والتعذيب تشرئب أعناق مؤمنة صائمة .. تتحدى بصومها الكفاحي المتواصل كل سياسات الإذلال والتغييب وتقف على عتبة الانكسار والهزيمة صارخة في كل مذاقات العيش الذليل :
    لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
    وكيف يقاس فضل الحنظل المسعف في لحظات الردى في سد حاجة المفجوع لو أدركه الهلاك مع اختيار فصل من فصول لعبة الموت البطيء ، وأي موت وفي أي مكان!! .
    كلا وألف كلا لا يستوي المسير في صحراء النقب القاحلة مع بضع لقيمات يقمن أودك ، وقليل من القطرات يشفين ظمأك ثم تخلد لنوم قد يأتيك أو لا يأتيك فتتامل في سماء صافية تكون لك لحافا وأرض قاحلة تكون لك مهادا وبين ان تشق لك طريقا عتية في دهاليز سحيقة تسرج عتمة الليل-فيها- من دمك ولحمك وتدفع في غير دعة ضريبة العز لا ضريبة الملل في خندق جهادي متقدم أسوة بنبيك يوسف وإمامك أبي حنيفة وقائدك العز بن عبد السلام .
    شتان شتان، بين صحراء النقب وسجن النقب ، شتان شتان بين من عقد نية الصيام في الصباح الباكر فأعد السحور وأيقظ اهله فأكل مما لذ وطاب ثم قضى يوما ينتظر فيه مساءا يأتيه بفطور لا كأي عشاء يتلوه سمر وحلوى وشراب وطرب وبين معركة الأمعاء الخاوية معركة الموت حيث يشتد الصراع والصداع ويطير النوم مع رابع يوم وتأتي التساؤلات والتداعيات والعجز والكسل وخمول الهمة .
    الإضراب المفتوح صراع عنيف بين الإرادة وفتنة الطعام والشراب ، وأرضه صحاري الأمعاء القاحلة فوق جدباء النقب وعزل نفحة وعفن هدريم ؛ حيث لا نبات ولا ظل ولا معين على البلوى غير الله . الإضراب المفتوح جبهة اسطورية متقدمة مع الحقد الصهيوني الدفين، والتأمر العالمي اللعين.
    الإضراب الذي نتحدث عنه لا يمكن وصفه بمقامرة عبثية تلفعها وشاحات سنمائية اسطورية تدبلج في هوليوت لتفبرك مثالية لبطل اسطوري شكلي في روايات دكنز أو ترجل ايلنت أو قصة الين بمبرد ونظرية الشهيرة في العيش وسط البحار .
    الإضراب المفتوح يعني فتح معركة شرسة عدتها الموت مع اعداء لا يرقبون في اسير إلا ولا ذمة و لا خلقا ولا أعراقا ولا قوانين انسانية، ولكنه إعلان لنمط جديد من يو توبيا ) التسامي على الجراح والقفز عن الهموم الذاتية ونوع من التطوير الإبداعي لطبيعة الخطاب السياسي حينما تنعدم السبل التقليدية وتوصد الطرق الرسمية أمام هؤلاء العظام من أن ينالوا حقهم الطبيعي في الحرية والعيش الكريم فتصبح المعادلة غير التي ارادتها دولة النكران والقيد؛ لأن الحرة في عرف كل مناضل تموت ولا تأكل بثدييها
    ومن هنا الإضراب من خلال هذه الطبعة الثورية التمردية نوع من الإبداع السياسي في ربط الداخل بالخارج مهما ضاقت حلقات القيد وعلت أسوار التعتيم ليصل هذا الصوت المخنوق المعزول في زنازين القهر في عزل الرملة والنقب ومجدو وعزفر وحواره ونفحة وما أدراك ما سجن نفحة ، سجن نفحة هذا الذي افتتح في قلب الصحراء وبهندسة إجرامية خبيثة ، وعندما افتتح خضع إلى عملية تجريبية تنبؤك عن حقيقة وضعه وفضائع سره ؛ حيث قام خبراء الإجرام بوضع مجموعة من المواشي في احدى زنازينه لمعرفة مدى قدرتها على التكيف مع مناخه الصحراوي القاسي حيث الطقس المتقلب من الحار جدا إلى البارد جدا، ويحتاج الأسير في فصل الشتاء أن يلبس كل ما لديه من لباس ويغرس نفسه تحت كومة كبيرة من البطانيات قد تتوفر له وقد لا تتوفر ليبدأ بعدها بمقارعة البرد الشديد والرجف الأشد واسطكاك الأسنان وقرص الأطراف وأن له بعدها أن ينام .
    معركة الأمعاء الخاوية تذكير للأمة حتى تقوم بدورها العاجل والمسئول تجاه شريحة واسعة من خيرة شباب الأمة؛ فالمتواجدون في سجون الاحتلال ينيف عددهم عن سبعة ألاف وهذا العدد قابل للزيادة والنقصان ؛ لأن عملية الاعتقال اليومية مستمرة حيث تجاوز عدد الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال منذ 28 من أيلول 2000 أربعين ألفا
    معركة الأمعاء الخاوية تذكير للأمة بحقيقة ما يجري في سجون الاحتلال وتحت سوط الجلادين في أقبية التحقيق حيث الشبح المتواصل والهز العنيف والمنع من النوم ومن قضاء الحاجة والصعق بالكهرباء والتعرية من الملابس والضرب والركل والشتم .
    معركة الأمعاء الخاوية تذكرنا بقادة لنا أعزاء وبأسماء طال غيابها ( علاء الدين البازيان 24 عام في زنزانة مظلمة ) و( سعيد العتبة اعتقل عام 1978) و ( نائل البرغوثي اعتقل 78 ) و( ماهر يونس أعتقل 83 ) و( سمير القنطار اعتقل 79) و ( محمد أبو طير أمضى 23 عاما في المعتقل ولا يزال معتقلا ) ومحمد أمين الرازم اعتقل عام 81 ) و ( وحسن سلمة اعتقل عام 82 ) و ( عثمان علي مصلح اعتقل عام 82 ) و ( كريم يونس اعتقل عام 83 ) وأكرم منصور اعتقل عام 79 ) و ( ومحمد محمود ابراهيم 80) و ( وفؤاد الرازم اعتقل عام 80 ) وكلهم حكم عليهم بالمؤبد ولا يزالون في غياهب السجون.
    معركة الأمعاء الخاوية تذكرنا بالأطفال المعتقلين والنساء المعتقلات بالعائلات المعتقلة كعائلة الشيخ سعيد بلال الذي يعاني من مرض السرطان اللعين وأولاده الخمسة يقضون فترة السجن المؤبد في عزل الرملة وشطة ونفحة وهيدوريم حتى عبادة الضرير لم تغفر له هذه الإعاقة البصرية.
    فألف مرحى إلى صناع مجد العزيمة .. أساتذة التمرد الإبداعي في وجه سياسات الإجحاف ولا سقى الله أوردة لا ترق لأكباد نازفة وأمعاء خاوية نبحث عن لذة العيش الهنيء لأمة ديست كرامتها ومرغت عزتها فباتت تستجدي من عدوها هواء تتنفسه وأديما تطؤه ، ألف مرحا لكم يا صناع الحرية وأعانكم الله وخفف بلاءكم وجعل صبركم على الجوع والألم في ميزان حسناتكم وفك قيدكم بإذنه فهو على كل شيء قدير

    الشاعر الفلسطيني رمضان عمر

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. كرازايات فلسطين والمشروع الوطني المقاوم
    بواسطة عمر رمضان في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-10-2006, 04:54 PM
  2. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-08-2006, 10:53 PM
  3. ساعات نقدية مع الادب الاسلامي/ تابع الحلقات "مميز جداَ"
    بواسطة رمضان عمر في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 24-11-2005, 01:54 PM
  4. "مشاركة اولى" خمس على النهج المقاوم
    بواسطة خليل قطناني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-10-2004, 06:36 PM
  5. حي الزيتون )قصيدة مهداة لأهل هذا الحي المقاوم الأبي
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 19-05-2004, 08:30 PM