أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: قراءة في ديوان "مرايا النفس" للشاعر عاطف الجندي

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي قراءة في ديوان "مرايا النفس" للشاعر عاطف الجندي

    قراءة في مرايا النفس
    ( ديوان عاطف الجندي)


    قد يتحول العصفور إلي تمساح ليظل الصمت ضوءًا بين الممات والحياة، حتى يعلن التاريخ شهادة " نسر " يؤمن بالشعر .
    كانت هذه الشهادة ضرورية بعدما أبحرت في صفحات ديوان " مرايا النفس " للصديق الشاعر " عاطف الجندي " ولمستُ الخوف الذي يعتريه حين يحلم بالشمس، فيتردد قليلاً، ثم ينعكس ذلك التردد علي الوجه الآخر متمثلاً في المرأة والتي ما لبث أن وجدها – رغم ضعفها – تمنحه الجرأة، فبدأت أسئلته حول الصمتِ
    "أأصمت؟ للصمت طعم الخنوع، وما كنتُ يوم أجيدُ المماتَ"
    يقول " أنا رجل أتته الشمس في كف .. وسار بدرب أغنية ولا ينطق "
    ويزيد النفسُ قليلاً، فيتحول من الصمتِ إلي التمتمات، فيكرر لفظة " خلف " كما في " خلف الحلم "، "خلف جدار"، "خلف الناي"، "خلف الأمجاد "، وبتتبع نجد أن الذي كان يفصله عن العالم معنوياً هو الحلم، ثم تحول إلي مادي وهو الجدار لكنه قد يشوبه الصمت فأنطقه وأصبح "الناي"، وبعدها تولدت " الأمجاد " .
    وهنا بدأ يعلن عن نفسه بتكرار " أنا " في حواراته مع المرأة مثل قوله "أنا الفلاح"، أنا فخّارك"، "أنا في الحب عصفورُ"، ثم يقول:- " أنا ليلاي لا أهوي حديث النفس " .
    ومازال يفترض في المرأة الدفء عند الشتاء لأنها قد لا تشعر بالبرودة، فيحاول ارتداءها ويكثر منها ولكن هيهات " وألبس عند الشتاءِ الكثير ويبقي الصقيع بغير انتهاء / وأعجب حين أري في المسير نساءً يسرن بنصف الرداء " .
    وبالتالي يصل إلي نتيجة أولية وهي استدعاء الحظ ليكون بينه وبين المرأة كحل وسط
    " وأنا وأنتِ وحظنا في المنتصف / لم نعرف البدر ولن نر الشمس " .
    ولا يستسلم للمرأة مبرراً ذلك بقوله :-
    " يا سيدي الغواص مهلاً / هذه القيعان حبلي بالطحالب والردى "
    ويؤكد رؤيته فيها عندما منحته "الصُّدفْ " فرصة لذلك بقولة "الآن عادت مثل أرنبةٍ تجرجر في المساء صغارها " ولكن ترد الوقائع حين ينسي بخل المرأة في دفع مقابل " درس خصوصي " بمجرد أن عرضت مفاتنها وطرحت سؤالها " ماذا "؟
    حيث يقول :- " قالت قبّل .. بعد القبلةِ قالت أحمق / قلتُ لماذا؟ قالت بعد القبلة ماذا؟! "
    فإذا همّ بها وأرادها واجهته بالحجة في قصيدة " أنا والنخلة " إذً كيف تعيش المرأة بين الشقاء وصنع الغذاء ونفاق العمات ثم يطيب منها الجمال، فيستسلم ظاهريا بقوله :-
    " إذا ما أردت ابتعاد المنايا .. فلا تسأل النحل أين العسل "
    ويضيف في " قسمة " قوله " لكِ الموتُ والكبرياء .. ولي بين هذا وذاك البكاء "
    ويقيم في نفسه رأيه فيها لكنه ما زال " علي حافة الصمت " فيقول :-
    " علي حافة الضوء نمشي .. علي حافة الصمت نمشي كثيراً ولا نستريح سوى في الخصام وأنت إلي حفلة الضوء تمشين في غابة اللون تأتي النسور إليك ولست سوي طائر في فضاء اليمام " .
    ويدرك في لحظة أن العلاقة بين الرجل والمرأة تمثل " مباراة " بين فريقي الأهلي والزمالك، فهو إذ يطلب الجمال ترفض وإذ يصمت تختلق الإثارة ولو بالخصام كي يكون الحوار، وما أن بدأ الحوار حاولت أن توقعه في شباك " المأذون " فيهرب، بعد أن حدد قدرها الحقيقي ويقرر الإعلان عن نفسه ثانيةً وامتداد جذوره، فالوطن الأكبر..، يقول:- " في بيت الحب بني جدي، وأقام أبي فكساه سنا / وبثوب العرس أتت أمي تحلم بالشمس، فكنت أنا " و" الأنا " ظاهرة في أشعار صديقنا " عاطف الجندي " وليست الأنا النرجسية وإنما منطلقا من أعرف نفسك أولاً وحدد قدراتك كي تستطيع المواجهة والتفاعل مع المجتمع، فهو يقول في " مرايا النفس " :-
    " أنا من عانق الأشجار أغزوا النجم بالمقلاع " ..، ويعترف أنه يوماً ما كان يستجدي المرأة ..، وإن كان بلا قصد يأخذ الاستجداء شكل الأمر، فيقول :-
    " ولكني بلا قصدٍ تركت القلب للغادة .. أحبيني كسنبلةٍ " أحبيني كزنبقةٍ " أحبيني فلا مأوي بلا عينيكِ .."
    ويبدو أنه تنبه أن الحب في الشعر لا يكون إلا بالمشاركة الفاعلة ومواكبة الأحداث، بل وجب عليه التقاط المعاني وبسرعة الصوت والإشعاع، فيكون الإبداع، وتكون خصوبة التربة لينتج السلام والأمن، فهو يقول :- " أنا فخارك المخلوط بالحناءِ والطين " ويواجه نفسه ليقول "ماذا ستفعل غير أن تأبي وترفض كل مغتصبٍ وتغضب، هاهنا ستكون ثورتك المجيدة – في سبيل الله – شيئا كالعبادة / اغضب بملء الصدر أمسك في ربوع الخلد يوما بندقية / اغضب وإن نلت الشهادة لن تموت لك القضية / وتكون عند شهادة التاريخ نسراً من شهب "
    ولأنه قرر أن يكون " نسراً " مع النسور وأمام التاريخ بدأ خوض معاركه في القضايا الاجتماعية والوطنية ..، وبدأ يواجه الفقر ساخراً بقوله " فقلت المهر؟ قالت بالثمين .. فنام اللحن فوق رصيف حزني / وغام الكون وانكسرت عيوني " .. !!.
    ومن الفقر والانكسار إلي قضية الأخلاق والشهامة، فيقول:-
    " صديقي الذي سافرت زوجه صوب بئر من الزيت تبغي العمارة / يقول بأن الدنانير تأتي إلي حافة الحلم تبني وفي حسنها ألف قصرٍ وتعطيه تاج الإمارة / تعجبت من منطق كيف يرضي .، وكيف تكون الحياة تجارة / ونوعا من السوء يدعي دعارة " .
    وهنا يواجه اللطمة في المرأة، فهي إما تسافر للعمل وإما تعطي العسل بغير سؤال .، ويزيد من إصرارها انتشار قضايا الفساد والخلل .، وتضيع الأمم ..، ويتأثر بقوله تعالي :- {لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم } ليتذكر " صلاح الدين " وقضايا " التحرير " ويجد أن الحل في " الشعبً ذاته ..فهو يقول :- " نستجدي صلاح الدين وخلفنا ضغط الزناد أبو لهب /
    فتخيلوا شعبا بقاعات المراقص والطرب / الشعب نارٌ في وجوه عدوكم، والشعب كنزٌ لو ترومون الذهب "
    وهكذا يتضح – بعد النبش في الذاكرة الإبداعية للصديق عاطف محمد سالم الجندي – أنه تأثر بمدرسة "النسر الأدبية " والتي يعد فيها عضواً بارزاً ويجيد أدوات "مسطرة النقد الشعرية" ..، تلك المسطرة التي صهل بها " الحصان الناري " فكانت مميزة عن غيرها وجامعةً لكل الفنون في إطار شعري ..، .
    وقد نجح شاعرنا في استخدام الصور والتلاعب اللفظي وبعض الإسقاطات والرمزية، وظهر قاموسه اللغوي بتكرار عدد من الألفاظ بعينها في مواضع مختلفة، وألفاظ أخري تختلف في معانيها وإنما تتفق في جناس تام قاصداً التورية التي تولد جهداً مشاركا بين المبدع والمتلقي.،
    وعلي سبيل التورية قوله " أبي قد مات تحت الشمس ..، وكان الداء مصريا وفيروساً يعانق موته كبدي، وكان النعش " فهنا كلمة " كبدي " للوهلة الأولي يتصور المتلقي أنها تعني " الكبد " ذلك العضوفي جسم الإنسان يرشح ذلك كلمة " فيروس " التي سبقتها، في حين أن الشاعر هنا أراد ب " كبدي " معني التعب الذي لحق به بعد وفاة أبيه، كما أن جملة " أبي قد مات تحت الشمس .." إسقاط علي ما كان ينعم به من الحرية التي تشوبها القيود الخارجية وقد أثرت في الابن، فظل يحلم بالشمس والضوء والثورة ويظهر التلاعب اللفظي أيضا في الجناس بين " صَدف "، "صُدف" بفتح الصاد في الأولي وضمها في الثانية ومثال " قلع"، "خلع"، وكلتا اللفظين يحتمل معان كثيرة، وأما من ناحية حُسن الاستهلال والخاتمة في قصائد " الجندي " والصور المبتكرة فإن ذلك يظهر جلياً في جمل شعرية ولاسيما في قصائد " الومضة "، كما إنه في حاجة إلي تكثيف أكثر والاستفادة من الفنون الأخرى والدراما والألوان والحركات ولاسيما في قصائده الطويلة وأسئلة أين الموروث والتضمين؟ رغم وجود الفأس والمحراث والمنجل وكذلك التأثر بالقرآن الكريم والتناقض بين القرية والمدينة .، أو الإشعاع الفضائي وفنون الزرع ..
    * ولأن شاعرنا أحد نسور الأدب، ويبحث دوماً عن الجديد الذي يستخلصه من المتناقضات والآراء المختلفة، أهمس في أذنه بأن السرعة لا تعني التعجل وترك ما يؤخذ علي الشاعر بحجة التجريب، وعلي سبيل المثال في قصيده " اغضب ص48 " يقول :- " لا .. لا هنالك من محارٍ ولا صدف " لو استبدل " ولا " بـ " أو" لاستقام الوزن، وأرجوألا يعيد ذلك لأحقية الشاعر في " منع المصروف " وقد منع " محار " من الصرف وبالتالي اختفي التنوين .. ذلك لأنها ليست ضرورة شعرية قياسية، وكما في قوله " لم نعرف البدر .. ولن نر الشمس ص29 " تفعيلة القصيدة هي متفاعلن ولكنه في " بدر ولن " أصبحت مفتعلن وهي لا تأتي إلا في تفعيله مستفعلن أما " نر الشمس " تحولت إلي مفاعلتن .
    وكذلك في قصيدة " ابتسامة " قوله :-
    " في عينيك تحملني ابتسامةْ / كعصفور يعانق طيره الأول / ويرسم خيط أحلامِه / وأغرق فيكِ .. في عينيك تصحبني السلامَةْ . " .
    الرويُّ هنا هو الهاء الساكنة، ولا بد لحركة ما قبل الساكن أن تكون واحدةً، ففي السطر الأول نجد "الميم" حركتها " الفتح " ويؤكدها السطر الرابع في " السلامَةْ "، أما في الثالث كلمة " أحلامِه " تمثل مشكلتين .. أولاهما أن هاء الضمير الذي تحرك ما قبلها لا تصلح أن تكون روّيًّا، وثانيهما أن " الميم " مكسورة لأن " أحلام " وقعت مضافاً إليه مجروراً، وبما يخالف السطر الأول والرابع، وهو ما يسمي بعيب " سناد التوجيه " في القافية ويعني اختلاف حركة ما قبل الروي المعيد ..، وأرجو أيضا ألا يرجع صديقنا ذلك إلي أنها شعر تفعيلة ولا يلتزم بالروي ّ أوإلي الأخطاء المطبعية مثل كلمة " ستذهو" كتبت بالذال وأصلها من " الزهو" بحرف " الزين " وكلمة " محببه " فإن الباء الثانية هي في الأصل حرف الياء لتكون الجملة " وأما القبر فدانّ من الصلوات أودعها قلوبا من محبيه " .
    وإذا كانت الصورة الخيالية أهمّ ما يميّز القصيدة، فإن " الجندي " حاول بثها في قصائده
    " أعيد البث من شعري علي الأقمار إشعاعاً فضائيا..، أريد الحب والأحلام أنسي لسعة السوطْ ليمضي الحبر كالعصفور من بيت إلي بيت.. وإن لم تقدري ثوري.. وكوني الآن تمساحاً ورديني إلي الموت "
    وكما أنه نجح في بعض الصور مثل " غابة اللون " و"أغزو الشمس" فقد تكرر استخدام التشبيه في " كزنبقةٍ " و" كسنبلةٍ " و" مثل أرنبةٍ " وكان من الأعمق حذف أداة التشبيه لاتساع المعني ..، وقد أوقعه إصراره علي توليد الصورة في النثرية أو علي الأقل في الصورة المستهلكة مثل قوله " وعادت مثل أرنبةٍ تجرجر في المساء صغارها " ..،
    وما أروع تلك الصورة التي تأتي انسيابية وبغير تكلف في قوله :-
    " فهل نحن جنسّ يحس الفصولَ .. وحواء جنسّ بخط استواء؟! "
    فهو في تساؤله شبه حواء بخط الاستواء، لكنه لم يستعمل أدوات التشبيه، وأظهر ذلك التركيب اللغوي في الجملة الشاعرة، حتى كانت هذه الصورة بروعتها ناجمةً عن صدق التجربة وأصالة الموهبة .، وأدت إلي حسن الخاتمة في قصيدة فصول.
    أما عن الرسالة التي يحملها شاعرنا فقد أكد في مختتم الديوان وبقصيدة قضيتي أنه " عاشق " وثائر للعروبة في مجدها متخذاً من القصيدة مركبته التي تدخل في عمق القضايا المهمة ..، فيقول:-
    " آمنت بالشعر الطليق قضّيةً تفني حياتي ثم تحييها ".
    ويتبقي .. إننا أمام شاعر يمتلك أدواته ويؤمن بالشعر، فيتطلع دوماً إلي الحرية والضوء ولا ينفصل عن قضايا الوطن، مثلما يرتبط ارتباطاً وثيقا بالأطفال حين يكتب لابنته " سارة " عن القيم والعقائد والوحدة الوطنية، ويلعب دوراً – من خلال الإبداع – في الوعي القومي وتجميل الذاكرة .

    عرفْتُ طعْمَ الندى بالصومِ مُرْتَجَلاً .... و النورُ منطقةٌ أرنو إلى فيها

  2. #2
    الصورة الرمزية عاطف الجندى شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : القاهرة / مصر الثورة
    المشاركات : 917
    المواضيع : 86
    الردود : 917
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الشحات محمد مشاهدة المشاركة
    قراءة في مرايا النفس
    ( ديوان عاطف الجندي)


    قد يتحول العصفور إلي تمساح ليظل الصمت ضوءًا بين الممات والحياة، حتى يعلن التاريخ شهادة " نسر " يؤمن بالشعر .
    كانت هذه الشهادة ضرورية بعدما أبحرت في صفحات ديوان " مرايا النفس " للصديق الشاعر " عاطف الجندي " ولمستُ الخوف الذي يعتريه حين يحلم بالشمس، فيتردد قليلاً، ثم ينعكس ذلك التردد علي الوجه الآخر متمثلاً في المرأة والتي ما لبث أن وجدها – رغم ضعفها – تمنحه الجرأة، فبدأت أسئلته حول الصمتِ
    "أأصمت؟ للصمت طعم الخنوع، وما كنتُ يوم أجيدُ المماتَ"
    يقول " أنا رجل أتته الشمس في كف .. وسار بدرب أغنية ولا ينطق "
    ويزيد النفسُ قليلاً، فيتحول من الصمتِ إلي التمتمات، فيكرر لفظة " خلف " كما في " خلف الحلم "، "خلف جدار"، "خلف الناي"، "خلف الأمجاد "، وبتتبع نجد أن الذي كان يفصله عن العالم معنوياً هو الحلم، ثم تحول إلي مادي وهو الجدار لكنه قد يشوبه الصمت فأنطقه وأصبح "الناي"، وبعدها تولدت " الأمجاد " .
    وهنا بدأ يعلن عن نفسه بتكرار " أنا " في حواراته مع المرأة مثل قوله "أنا الفلاح"، أنا فخّارك"، "أنا في الحب عصفورُ"، ثم يقول:- " أنا ليلاي لا أهوي حديث النفس " .
    ومازال يفترض في المرأة الدفء عند الشتاء لأنها قد لا تشعر بالبرودة، فيحاول ارتداءها ويكثر منها ولكن هيهات " وألبس عند الشتاءِ الكثير ويبقي الصقيع بغير انتهاء / وأعجب حين أري في المسير نساءً يسرن بنصف الرداء " .
    وبالتالي يصل إلي نتيجة أولية وهي استدعاء الحظ ليكون بينه وبين المرأة كحل وسط
    " وأنا وأنتِ وحظنا في المنتصف / لم نعرف البدر ولن نر الشمس " .
    ولا يستسلم للمرأة مبرراً ذلك بقوله :-
    " يا سيدي الغواص مهلاً / هذه القيعان حبلي بالطحالب والردى "
    ويؤكد رؤيته فيها عندما منحته "الصُّدفْ " فرصة لذلك بقولة "الآن عادت مثل أرنبةٍ تجرجر في المساء صغارها " ولكن ترد الوقائع حين ينسي بخل المرأة في دفع مقابل " درس خصوصي " بمجرد أن عرضت مفاتنها وطرحت سؤالها " ماذا "؟
    حيث يقول :- " قالت قبّل .. بعد القبلةِ قالت أحمق / قلتُ لماذا؟ قالت بعد القبلة ماذا؟! "
    فإذا همّ بها وأرادها واجهته بالحجة في قصيدة " أنا والنخلة " إذً كيف تعيش المرأة بين الشقاء وصنع الغذاء ونفاق العمات ثم يطيب منها الجمال، فيستسلم ظاهريا بقوله :-
    " إذا ما أردت ابتعاد المنايا .. فلا تسأل النحل أين العسل "
    ويضيف في " قسمة " قوله " لكِ الموتُ والكبرياء .. ولي بين هذا وذاك البكاء "
    ويقيم في نفسه رأيه فيها لكنه ما زال " علي حافة الصمت " فيقول :-
    " علي حافة الضوء نمشي .. علي حافة الصمت نمشي كثيراً ولا نستريح سوى في الخصام وأنت إلي حفلة الضوء تمشين في غابة اللون تأتي النسور إليك ولست سوي طائر في فضاء اليمام " .
    ويدرك في لحظة أن العلاقة بين الرجل والمرأة تمثل " مباراة " بين فريقي الأهلي والزمالك، فهو إذ يطلب الجمال ترفض وإذ يصمت تختلق الإثارة ولو بالخصام كي يكون الحوار، وما أن بدأ الحوار حاولت أن توقعه في شباك " المأذون " فيهرب، بعد أن حدد قدرها الحقيقي ويقرر الإعلان عن نفسه ثانيةً وامتداد جذوره، فالوطن الأكبر..، يقول:- " في بيت الحب بني جدي، وأقام أبي فكساه سنا / وبثوب العرس أتت أمي تحلم بالشمس، فكنت أنا " و" الأنا " ظاهرة في أشعار صديقنا " عاطف الجندي " وليست الأنا النرجسية وإنما منطلقا من أعرف نفسك أولاً وحدد قدراتك كي تستطيع المواجهة والتفاعل مع المجتمع، فهو يقول في " مرايا النفس " :-
    " أنا من عانق الأشجار أغزوا النجم بالمقلاع " ..، ويعترف أنه يوماً ما كان يستجدي المرأة ..، وإن كان بلا قصد يأخذ الاستجداء شكل الأمر، فيقول :-
    " ولكني بلا قصدٍ تركت القلب للغادة .. أحبيني كسنبلةٍ " أحبيني كزنبقةٍ " أحبيني فلا مأوي بلا عينيكِ .."
    ويبدو أنه تنبه أن الحب في الشعر لا يكون إلا بالمشاركة الفاعلة ومواكبة الأحداث، بل وجب عليه التقاط المعاني وبسرعة الصوت والإشعاع، فيكون الإبداع، وتكون خصوبة التربة لينتج السلام والأمن، فهو يقول :- " أنا فخارك المخلوط بالحناءِ والطين " ويواجه نفسه ليقول "ماذا ستفعل غير أن تأبي وترفض كل مغتصبٍ وتغضب، هاهنا ستكون ثورتك المجيدة – في سبيل الله – شيئا كالعبادة / اغضب بملء الصدر أمسك في ربوع الخلد يوما بندقية / اغضب وإن نلت الشهادة لن تموت لك القضية / وتكون عند شهادة التاريخ نسراً من شهب "
    ولأنه قرر أن يكون " نسراً " مع النسور وأمام التاريخ بدأ خوض معاركه في القضايا الاجتماعية والوطنية ..، وبدأ يواجه الفقر ساخراً بقوله " فقلت المهر؟ قالت بالثمين .. فنام اللحن فوق رصيف حزني / وغام الكون وانكسرت عيوني " .. !!.
    ومن الفقر والانكسار إلي قضية الأخلاق والشهامة، فيقول:-
    " صديقي الذي سافرت زوجه صوب بئر من الزيت تبغي العمارة / يقول بأن الدنانير تأتي إلي حافة الحلم تبني وفي حسنها ألف قصرٍ وتعطيه تاج الإمارة / تعجبت من منطق كيف يرضي .، وكيف تكون الحياة تجارة / ونوعا من السوء يدعي دعارة " .
    وهنا يواجه اللطمة في المرأة، فهي إما تسافر للعمل وإما تعطي العسل بغير سؤال .، ويزيد من إصرارها انتشار قضايا الفساد والخلل .، وتضيع الأمم ..، ويتأثر بقوله تعالي :- {لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم } ليتذكر " صلاح الدين " وقضايا " التحرير " ويجد أن الحل في " الشعبً ذاته ..فهو يقول :- " نستجدي صلاح الدين وخلفنا ضغط الزناد أبو لهب /
    فتخيلوا شعبا بقاعات المراقص والطرب / الشعب نارٌ في وجوه عدوكم، والشعب كنزٌ لو ترومون الذهب "
    وهكذا يتضح – بعد النبش في الذاكرة الإبداعية للصديق عاطف محمد سالم الجندي – أنه تأثر بمدرسة "النسر الأدبية " والتي يعد فيها عضواً بارزاً ويجيد أدوات "مسطرة النقد الشعرية" ..، تلك المسطرة التي صهل بها " الحصان الناري " فكانت مميزة عن غيرها وجامعةً لكل الفنون في إطار شعري ..، .
    وقد نجح شاعرنا في استخدام الصور والتلاعب اللفظي وبعض الإسقاطات والرمزية، وظهر قاموسه اللغوي بتكرار عدد من الألفاظ بعينها في مواضع مختلفة، وألفاظ أخري تختلف في معانيها وإنما تتفق في جناس تام قاصداً التورية التي تولد جهداً مشاركا بين المبدع والمتلقي.،
    وعلي سبيل التورية قوله " أبي قد مات تحت الشمس ..، وكان الداء مصريا وفيروساً يعانق موته كبدي، وكان النعش " فهنا كلمة " كبدي " للوهلة الأولي يتصور المتلقي أنها تعني " الكبد " ذلك العضوفي جسم الإنسان يرشح ذلك كلمة " فيروس " التي سبقتها، في حين أن الشاعر هنا أراد ب " كبدي " معني التعب الذي لحق به بعد وفاة أبيه، كما أن جملة " أبي قد مات تحت الشمس .." إسقاط علي ما كان ينعم به من الحرية التي تشوبها القيود الخارجية وقد أثرت في الابن، فظل يحلم بالشمس والضوء والثورة ويظهر التلاعب اللفظي أيضا في الجناس بين " صَدف "، "صُدف" بفتح الصاد في الأولي وضمها في الثانية ومثال " قلع"، "خلع"، وكلتا اللفظين يحتمل معان كثيرة، وأما من ناحية حُسن الاستهلال والخاتمة في قصائد " الجندي " والصور المبتكرة فإن ذلك يظهر جلياً في جمل شعرية ولاسيما في قصائد " الومضة "، كما إنه في حاجة إلي تكثيف أكثر والاستفادة من الفنون الأخرى والدراما والألوان والحركات ولاسيما في قصائده الطويلة وأسئلة أين الموروث والتضمين؟ رغم وجود الفأس والمحراث والمنجل وكذلك التأثر بالقرآن الكريم والتناقض بين القرية والمدينة .، أو الإشعاع الفضائي وفنون الزرع ..
    * ولأن شاعرنا أحد نسور الأدب، ويبحث دوماً عن الجديد الذي يستخلصه من المتناقضات والآراء المختلفة، أهمس في أذنه بأن السرعة لا تعني التعجل وترك ما يؤخذ علي الشاعر بحجة التجريب، وعلي سبيل المثال في قصيده " اغضب ص48 " يقول :- " لا .. لا هنالك من محارٍ ولا صدف " لو استبدل " ولا " بـ " أو" لاستقام الوزن، وأرجوألا يعيد ذلك لأحقية الشاعر في " منع المصروف " وقد منع " محار " من الصرف وبالتالي اختفي التنوين .. ذلك لأنها ليست ضرورة شعرية قياسية، وكما في قوله " لم نعرف البدر .. ولن نر الشمس ص29 " تفعيلة القصيدة هي متفاعلن ولكنه في " بدر ولن " أصبحت مفتعلن وهي لا تأتي إلا في تفعيله مستفعلن أما " نر الشمس " تحولت إلي مفاعلتن .
    وكذلك في قصيدة " ابتسامة " قوله :-
    " في عينيك تحملني ابتسامةْ / كعصفور يعانق طيره الأول / ويرسم خيط أحلامِه / وأغرق فيكِ .. في عينيك تصحبني السلامَةْ . " .
    الرويُّ هنا هو الهاء الساكنة، ولا بد لحركة ما قبل الساكن أن تكون واحدةً، ففي السطر الأول نجد "الميم" حركتها " الفتح " ويؤكدها السطر الرابع في " السلامَةْ "، أما في الثالث كلمة " أحلامِه " تمثل مشكلتين .. أولاهما أن هاء الضمير الذي تحرك ما قبلها لا تصلح أن تكون روّيًّا، وثانيهما أن " الميم " مكسورة لأن " أحلام " وقعت مضافاً إليه مجروراً، وبما يخالف السطر الأول والرابع، وهو ما يسمي بعيب " سناد التوجيه " في القافية ويعني اختلاف حركة ما قبل الروي المعيد ..، وأرجو أيضا ألا يرجع صديقنا ذلك إلي أنها شعر تفعيلة ولا يلتزم بالروي ّ أوإلي الأخطاء المطبعية مثل كلمة " ستذهو" كتبت بالذال وأصلها من " الزهو" بحرف " الزين " وكلمة " محببه " فإن الباء الثانية هي في الأصل حرف الياء لتكون الجملة " وأما القبر فدانّ من الصلوات أودعها قلوبا من محبيه " .
    وإذا كانت الصورة الخيالية أهمّ ما يميّز القصيدة، فإن " الجندي " حاول بثها في قصائده
    " أعيد البث من شعري علي الأقمار إشعاعاً فضائيا..، أريد الحب والأحلام أنسي لسعة السوطْ ليمضي الحبر كالعصفور من بيت إلي بيت.. وإن لم تقدري ثوري.. وكوني الآن تمساحاً ورديني إلي الموت "
    وكما أنه نجح في بعض الصور مثل " غابة اللون " و"أغزو الشمس" فقد تكرر استخدام التشبيه في " كزنبقةٍ " و" كسنبلةٍ " و" مثل أرنبةٍ " وكان من الأعمق حذف أداة التشبيه لاتساع المعني ..، وقد أوقعه إصراره علي توليد الصورة في النثرية أو علي الأقل في الصورة المستهلكة مثل قوله " وعادت مثل أرنبةٍ تجرجر في المساء صغارها " ..،
    وما أروع تلك الصورة التي تأتي انسيابية وبغير تكلف في قوله :-
    " فهل نحن جنسّ يحس الفصولَ .. وحواء جنسّ بخط استواء؟! "
    فهو في تساؤله شبه حواء بخط الاستواء، لكنه لم يستعمل أدوات التشبيه، وأظهر ذلك التركيب اللغوي في الجملة الشاعرة، حتى كانت هذه الصورة بروعتها ناجمةً عن صدق التجربة وأصالة الموهبة .، وأدت إلي حسن الخاتمة في قصيدة فصول.
    أما عن الرسالة التي يحملها شاعرنا فقد أكد في مختتم الديوان وبقصيدة قضيتي أنه " عاشق " وثائر للعروبة في مجدها متخذاً من القصيدة مركبته التي تدخل في عمق القضايا المهمة ..، فيقول:-
    " آمنت بالشعر الطليق قضّيةً تفني حياتي ثم تحييها ".
    ويتبقي .. إننا أمام شاعر يمتلك أدواته ويؤمن بالشعر، فيتطلع دوماً إلي الحرية والضوء ولا ينفصل عن قضايا الوطن، مثلما يرتبط ارتباطاً وثيقا بالأطفال حين يكتب لابنته " سارة " عن القيم والعقائد والوحدة الوطنية، ويلعب دوراً – من خلال الإبداع – في الوعي القومي وتجميل الذاكرة .

    أخي الغالي محمد الشحات
    شكرا لهذه الدراسة الواعية لديواني الثاني مرايا النفس و الصادر فى 2006
    اتمنى أن تتحفنى بدراسة نقدية جديدة عن ديواني السادس أنت ِ القصيدة الصادر فى 2010
    فهناك فارق بالطبع
    دمت بخير حال
    شاعر وناقد / عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر / مدير دار الجندي للنشر والتوزيع بالقاهرة

  3. #3
    الصورة الرمزية نجوى الحمصي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : الكويت
    المشاركات : 850
    المواضيع : 84
    الردود : 850
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي


    قراءة في مرايا النفس
    ( ديوان عاطف الجندي)

    ماأجمل وجدان وكيان هذا الشاعر
    عاطف الجندي
    قرأت هنا وبريشته المبدعة مايمتع الروح والنفس
    جماليات صور نقية صادقة روح وإحساس
    وماأغناك يامن قرأت وأبحرت في ديوانه
    و ثروتك اللغوية ونقدك حجة قوية في بيانك
    أستاذنا محمد الشحات محمد
    كل ما كتبت وأنت من يجيد بمواضيعه
    الإستيلاء على ظمأ القارئ واهتمامه
    أقرأ وبشغف أستهل وأتمهل وأعيد القراءة
    لأنك بحر علم وجمال سرد وثقافة عالية نفخر بتواجدها
    شكراً بحجم الكون ولن تكفي وتفيك حق قدرك وعطائك
    كم كان متعة شعاع إلقاؤك الضوء
    على جمالية الديوان وجمال كيان وقلم شاعرنا الرائع
    دمت بيننا نور ينبثق منه الجَّمال
    وكله ثراء لغة وعلم وأخلاق


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وطني أنت النبض في شريان دمي

  4. #4
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    القدير محمد الشحات محمد
    اختيار موفق لشاعر تنساب الحروف بين يديه كالحرير وتأتلق قصائده معزوفات تلامس الروح بسمو أفكارها وعمق رؤيتها ورونق بنائها
    وقراءة أبدعت في وضع صورة للشاعر من خلال مختارات مقتطفة من أشعاره بإتقان ومهارة لتخدم الفكرة العامة
    مبهر أستاذي في التغلغل بين الحرف واستكشاف عوالمه
    دمت بسمو وخير

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاطف الجندى مشاهدة المشاركة

    أخي الغالي محمد الشحات
    شكرا لهذه الدراسة الواعية لديواني الثاني مرايا النفس و الصادر فى 2006
    اتمنى أن تتحفنى بدراسة نقدية جديدة عن ديواني السادس أنت ِ القصيدة الصادر فى 2010
    فهناك فارق بالطبع
    دمت بخير حال


    أهلاً و مرحباً بك أخي الشاعر الصدوق/

    عاطف الجندي


    لقد تشرفتُ بقراءة ديوانك "مرايا النفس" عند صدوره ، وكتبتُ هذه الدراسة ، و طرحت في نادي أدب الريحاني و قتها ، و نشرت في كتابي ظواهر أدبية عبر الشبكة العنكبوتية" الصادر في أول 2008 ، و بعدها قرأتُ لك "صباح الخير ياسارة" ، و "للنار أغنيةٌ أخيرة" ، و بين يديّ "أنتِ القصيدة" ، و يسرّني أن أُسجّل إعجابي به ، و توكيد الطفرة الشاعرية فيه ، وحتى يتم نشر الدراسة حوله هنا على "ملتقى الواحة الثقافية" بمشيئة الله ..

    لك مني خالص الحب و التقدير

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.76

    افتراضي

    قراءة مستفيضة سلطت من خلالها أضواء عين الناقد الكاشفة على مساحات الجمال في شعر المبدع عاطف الجندي
    وتألقت كعادتك في اختيار مفاصل توجيه القراءة بمقتطفات من النوص تستحق الوقوف عليها وتحمل سمات النص فكرا وعمقا ونسيجا

    مبدع انت شاعرنا

    دمت بالق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجوى الحمصي مشاهدة المشاركة

    قراءة في مرايا النفس
    ( ديوان عاطف الجندي)

    ماأجمل وجدان وكيان هذا الشاعر
    عاطف الجندي
    قرأت هنا وبريشته المبدعة مايمتع الروح والنفس
    جماليات صور نقية صادقة روح وإحساس
    وماأغناك يامن قرأت وأبحرت في ديوانه
    و ثروتك اللغوية ونقدك حجة قوية في بيانك
    أستاذنا محمد الشحات محمد
    كل ما كتبت وأنت من يجيد بمواضيعه
    الإستيلاء على ظمأ القارئ واهتمامه
    أقرأ وبشغف أستهل وأتمهل وأعيد القراءة
    لأنك بحر علم وجمال سرد وثقافة عالية نفخر بتواجدها
    شكراً بحجم الكون ولن تكفي وتفيك حق قدرك وعطائك
    كم كان متعة شعاع إلقاؤك الضوء
    على جمالية الديوان وجمال كيان وقلم شاعرنا الرائع
    دمت بيننا نور ينبثق منه الجَّمال
    وكله ثراء لغة وعلم وأخلاق



    المتألقة/ نجوى الحمصي



    دبّت الحياة في هذه الدراسة بعد أن سعدتْ بوجودكِ هنا ، و قراءتكِ المُميزة

    إن أخي عاطف الجندي من الشعراء الذي أُحبُّ أن أقرأ لهم و أستمتع بقراءته دوماً ،

    و أنا لا أكتبُ إلاَّ إذا استفزني ما أقرأ .. ، و تعدُّ هذه الصفة من أسباب قلّة كتاباتي ،
    و إن كنتُ أعتزّ بما أكتبُ لأن فيه القيمة الحقيقية المعبّرة عماّ أقتنعُ به ، و إن كنتُ لا أُجزم أنه يقنع الآخرين

    دمتِ مفكّرة مبدعة ، و قارئة مُميزة ، و رفيقة حرفٍ


    مودتي و تقديري

  8. #8
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي

    .

    أنت هنا تعلمنا التوازن تماما كما تعلمنا كيف نمسك المجداف في بحرٍ لجيّ
    تجولتُ هنا في هذه الدراسة " البحر " ناظرا بعدستك التي أظهرت جمال الجزر والشواطئ
    كما بينت مواضع الخطر والخوف من دوامات البحر
    بأسلوب علميّ يدلّ على تمكّن ودراسة تتفرّد بهما أيها الجليل
    كذلك فقد ألقيت الضوء على بعض مواضع كثيرة في هذا الديوان للصديق الرائع
    الشاعر عاطف الجندي
    والذي وددتُ لو كان هذا الديوان بين يدي بعد ما قرأتُ بين سطورك
    وبعد كلّ ما أظهرت من الجمل الشعرية الجميلة
    تحية كبيرة أوجهها لك أستانا محمد الشحات
    وتحية إكبار للشاعر الكبير عاطف الجندي على هذه الإبداعات التي سوف تجعلني أبحث عنها
    وليت أستاذنا يرشدني على طريقة للحصول على نسخة من هذا الديوان

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في عشر نساء يجئن خلف العاصفة / بقلم عاطف الجندي
    بواسطة عاطف الجندى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-11-2011, 12:30 AM
  2. نظرة في مرايا الجندي
    بواسطة ايمان عبد الله في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 09-03-2009, 07:34 PM
  3. مهداة الى الشاعر المصري عاطف الجندي/ شعر لطفي الياسيني
    بواسطة لطفي الياسيني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 25-10-2008, 02:59 AM
  4. قراءة في ديوان "حبيبتي تفتح بستانها "للشاعر: محمود قحطان ، بقلم : ثريا حمدون
    بواسطة محمود قحطان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-07-2008, 03:31 AM