المتسول ..لمحة من الأدب الروسي .

بسم الله الرحمن الرحيم

المتسول ..لمحة من الأدب الروسي

عبدالغني خلف الله

قيل أن متسولاً كفيف البصر اعتاد الجلوس في زاوية إحدي الحدائق العامة بإحدي المدن .. حتي أنه أصبح جزءاً من جغرافيا المكان ..يحضر في الصباح ويلتحف ملابسه الثقيلة علّها تقيه البرد القارص وتظل يده ممدودة لكل العابرين فيضعون في ثنايا كفه ما تيسر من المال ..وفي المساء يلملم أشيائه وما جمعه من مال ويرحل ليعود ثاني يوم لمواصلة التسول ..وفي ذات مرة مر به رجل رق لحاله فأدخل يده في جيبه بحثاً عن أي شيء يعطيه له ..لكنه لم يجد شيئاً .. أدخل يده داخل جيب سترته وظل يبحث في ثنايا ملابسه عن أي شيء دون جدوي .. في تلك اللحظة فاضت مشاعره بإنسانية عارمة فانكب علي يد المتسول يقّبلها ويضغط عليها بمحبة وهو يردد عبارة أنا آسف جداً .. لم أجد ما أعطيه لك .. أخذ المتسول يد الرجل وضمها إلي صدره وهو يقول في تأثر بالغ ( طوال خمسة أعوام وأنا أمد يدي ولم يعطني أحد ..أنت الوحيدالذي أعطاني ..أنت الوحيد الذي أعطاني ..).

ربما كانت القبلة واللمسة الحانية أغنى لديه مما جمعه من المال
أو ربما لأنه شعر بإنسانيته لحسن المعاملة
نص أثار شجوني ورغم أنه يظهر للمتلقي كنص يحمل حدث عادي
إلا أنه يحمل دلالة عميقة وأدبيات تسمو بنا عاليا شأن الأدب الروسي دائما
أديبنا المكرم ...
أحني لسمو حرفك القلم وأرفع لك القبعة على هذا النص الرائع
تقديري الكبير

نص ثري بما حمل من شعور وفكرة جاءت رغم عاديتها نابضة بالمعاني

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

بنتاي العزيزتان آمال وربيحه ..هذا الحس الإنساني العالي هو ما نريد له أن يتمدد في مجتمعاتنا ..هذا مع تحياتي .

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((والكلمة الطيبة صدقة))؛ الحديث متفق عليه.
فالكلمة الطيبة تقرب القلوب وتذهب الحزن وتؤلف القلوب
وقد يكون لها في النفوس وقع أكبر من كنوز العالم كله.
لوحة قصية جميلة مرسومة بحس إنسان وذكاء قاص
ونص عميق المغزى حيك بأسلوب رائع
دمت ودام أدبك الناضج.

قصة إنسانية مؤثرة جدا
أحزنتني واثرت بي

شكرا لك أستاذي

بوركت