النارجيلة
--------------------------------------------------------------------------------
اتخذ من كورنيش البحر , ملاذاً له , وشماغه المعطر برائحة عرقه , يتربع على كتفيه , وشعره المجعّد ,بات مأوى لمجهولي , خشاش الأرض ,يريد أن يهرب من مشاكله , التي تراكمت عليه , وأبت الآ تندمل ! يحمل كل يوم برّاده الأحمر , المزركش , الذي خفت نجومه , أكثر من ذي قبل , وموقده الغازي, وقطع الفحم لمزاجه , ويجلس هناك في مكانه المعتاد , الذي يعرفه الجميع هنا , ويسمونه النارجيلة ’ لكثرة ما يخرج من دخانها عبر منخريه , وما بين كررة غمّ , وزفرة نفس, يجد مئات الحلول لهمومه , ولكن مع قرب غروب الشمس , تغرق مشاكله في عمق البحر00وهكذا ! حذّروه هذه المرة , كل من عرفه , أن المد والجزر , بات يغازل الموج , وهو مصرٌ, على إكمال آخر زفرة بالنارجيلة ! والموج المتلاطم , ضرب خاصرته , وفجأة أنسل إلى البحر مغامراً ! والجميع بلسان واحد ــ كلما تعمق في داخله ــ ( يا ساتر يارب000 ) وفي آخر خرْجة قال : بعد أن رفع يديه عالياً , الحمد لله 00أنقذتُ الطفل !!وهو يرى بقايا النارجيلة تطوف من حوله