على العهدِ ما حييت
لا أجدُ نفسي، وتبحث بين الأطياف عني نفسي، فمُذ غاردتْها روحك، صرتُ ..كالحمامة التائهةِ، أبحثُ عن ظلّكَ بين الأرجاء، أسابق الريح لألمس صوتك، أو أشم عطر قلبك الغالي، يا رجلاً يجري كالدماء في شراييني ويهبني معنى الحياة.. إن شئتَ سمّـِني شجرة من العصور القديمة تبحث عن غيثٍ كأنت، تسكن جنّة عينيكَ إن جفّت الأنهار من تحت جذورها يوماً، تمدّ أغصانها لترقص على أطرافها عصافير يومٍ ربيعيّ يطلّ على فصول عمري الآفل، والمنقضي بين ترقّبٍ وانتظار.
رَني* زهرة فتنتها أنوار الصباح، فانتعشت مياسمها متطايرة في فضاء فسيح، مدركة أن النهار يحمل عطر قدومك، وأن الخريف لا بدّ أن يتبعه شتاء، أوُقدُ فيه مدفأة الشوق وعلى أعتاب الانتظار أجلس، أسامر الحنين، وأكتب بجمر الانتظار أشعاري.
يا من غادرتَ نحو جنّة ليست تتبع قلبي، أنا طفلة روحك البريئة، ما زلت أجدل شعر الليل وعلى أعتاب الفجر أنشد لحن الوفاء، أرسل مع النوارس حنيني، و أكتب على سطح البحر رسالتي، أضمها بين مجاديف الصيادين، أو حتى أدسّها في قارورة عطري الفارغة، لعلها يوماً تضرب شواطئ قلبك، فتعود إليّ بملحمةٍ عنوانها لحظة اللقاء.
أنا المنتظرة على أعتاب الشوقِ حتى يدركني نهار عينيك.. نعم أنتظرك ويبقى الشوق يراودُ أحلامي عن نفسها لتطمع أن يكون قريباً يوم اللقاء. نعم أنتظرك وبين يديّ كتاب الحب والحنين، مكتوب عليه: "على العهد ما حييت"..
* رَني= فعل أمر لــ رأى، يرى
منى الخالدي