فهل أنتم تاركي لي صاحبي ؟ !
القصة بتصرف .
مرة قال أبو بكر الصدّيق لعمر بن الخطاب كلمة أغضبته ، فجرى سيدنا أبو بكر يصالحه ، فرفض عمر ، فذهب أبو بكر للرسول صلى الله عليه وسلم يخبره ما حدث خوفا من الذنب ، فقال له صلى الله عليه وسلم : " يغفر الله لك يا أبا بكر " ثلاثا . ثم ندم عمر ، فذهب إلى بيت أبي بكر فلم يجده ، فعلم أنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب إليه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم مغضبا محمر الوجه ، فعرف ذلك الصدّيق فجثا على ركبتيه وهو يقول : " أنا كنت أظلم ، أنا كنت أظلم " فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " إن الله قد بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدق ، وواساني بماله ونفسه ، فهل أنتم تاركي لي صاحبي ، فهل أنتم تاركي لي صاحبي " . فما أوذي أبو بكر بعدها أبدا .
" فهل أنتم تاركي لي صاحبي "
كلمة عجيبة ، خرجت من أوفى الناس ، وخير الناس خُلُقا ، عليه الصلاة والسلام .
كلمة تُبكي الجلامد لو كانت تعقل ، ولكننا نمر عليها مرّ الريح ، دون أدنى تدبر لمعانيها .
تركنا خير البشر بعد الأنبياء وفضائله وراء ظهورنا ، وبحثنا عن غيره ممن هم دونه في الفضل – أيا كانوا - .
نتغنى بدرة عمر ، صباح مساء ( طيلة عمري لم أسمع خطيبا إلا ويمتدح هذه الدرة ، ولا واعظا من الوعّاظ المعروفين إلا وتغنى بها ، حتى جعلوها المخلّص للمسلمين ، كما يسوع المخلّص للنصارى ) ،
ولا تبكينا " فهل أنتم تاركي لي صاحبي " .
أبو بكر الذي نسيه الكثير ، بل تناسوه ، وانشغلوا بدرة عمر بن الخطاب ، وخلافة عمر بن عبدالعزيز ، وقيادة صلاح الدين ، وصراعات ابن تيمية ، وتجديد محمد بن عبدالوهاب ، وتنظيم حسن البنا .
تدبرها أخي وأنتِ أختي .
فكّر في معانيها .
عش معها .
وستذرف منها عيناك دمعا كم تمنيناه .