طاعة الزوجات وديمقراطية الرجال
سعدت بالمشاركة في نقاش هذه القضية الهامة بإذاعة القوات المسلحة ( أف . أم .97 )..وكان قدري أن أدافع عن الرجل في وجه الهجوم الكاسح الذي شنته المشاركات من الجنس اللطيف ..وأتمني أن أكون قد مثلتكم يا هؤلاء خير تمثيل بالرغم من حالكم المائل في بعض الأحيان ..وطاعة الزوجة قيمة دينية من العيار الثقيل ..فقد حدثنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه بأن الزوجة التي تؤدي صلواتها وتصوم رمضان وتطيع زوجها تدخل الجنة ..معني الحديث ..فاي قيمة أكبر من هذه الدرجة الرفيعة والجائزة العظيمة ..وهذا معناه أن طاعة الزوج تمثل ثلث المسافة نحو الجنة وأتمني أن أكون قد أصبت في فهم الحديث الشريف..ولكن الإسلام عندما شدد علي طاعة الزوجة لزوجها لم يضع تلك الطاعة في إطار العبد والسيد أو الآمر والمأمور ولا هي طاعة تقوم علي القهر والاضطهاد وإنما هي طاعة تُمنح بمحبة وطيب خاطر للزوج .. وليس كل من يتزوج يحظي تلقائياً بهذه الميزة.. وهنا تأتي أهمية ديمقراطية الرجل ..فتقوم العلاقة علي أساس من التفاهم ولا باس من الحوار والنقاشات الهادئة والهادفة ليس بمنطق المثل الذي يقول ( المرأة شاورها وخالفها ) ولكن بمفهوم ( نصف رايك عند أخيك ) لا سيما وأن المراة اليوم ليست كالمرأة بالأمس تلك التي لا تتجرأ بذكر اسم زوجها وتتحاشي المرور بشارع يجلس قربه ثلة من الرجال حتي وإن كان ذلك ليلاً .. المراة التي تصنع الطعام وتنتظر الأطباق المتسخة لتغسلها .. إمرأة سلبية جاهلة وغير متعلمة ..وحتي وهي بهذه الصفات كانت نعم النساء .. تحافظ علي تراث القبيلة وأواصر الأسرة وتشارك في الزراعة وجني المحاصيل وتجلب الماء من محطة المياه ..أما نساء اليوم فهن من طراز آخر ..لديها شخصيتها المستقلة وقد حظيت بتراكم خبرات لا بأس به في الحياة ..وهي القاضي وضابط الشرطة والطبيب والمحاضر الجامعي والمعلم ..فكيف نتوقع منها أن تكون بلا شخصية ولا طعم ولا لون ..وقد مرت المراة عبر التاريخ بفترات عصيبة وأخري طيبة ..فقد رفعها قدماء الإغريق إلي مصاف الآلهة ظناً منهم بانها هي من تخلق الإنسان باعتبار العملية البيولوجية من حمل وولادة ..وهبط بها العرب في الجاهلية إلي درجة الحضيض ..ودسوها في التراب وهي حية .. قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد ..وجاء الإسلام ليمنحها تلك المكانة السامية ويحرم قتلها خشية إملاق أو خوف من عار ..وكان الرسول الكريم يمازح زوجاته بل وثبت أنه تسابق مع عائشة رضي الله عنها ..وأوصانا نحن المسلمين خيراً بالنساء ..وفي دول أخري من العالم لا تزال المرأة لغز يحير اللباب .. وللبولنديين حكمة تقول ( إن فاتتك الحافلة أو المرأة فلا تنتظرهما لأن غيرهما سيأتي ) ..وهكذا تختلف نظرة الشعوب للمرأة وفي السودان يسعد الجنوبيون بولادة الأنثي لأنها ستضيف أبقاراً جديدة لقطيع العائلة عندما تكبر وتتزوج بعكس الذكر فإنه يتزوج خصماً علي قطيع الأسرة وفي الوسط ينظر إليها بأنها مصدر الحكمةوالإلهام ..وهي في غرب السودان شرف القبيلة وبإشارة منها تقوم حروب طاحنة والشقي من يثبت عليه موقفاً سالباً يتسم بالجبن أو الهروب من ساحة المعركة وفي هذه الحالة تستطيع (الحكامة) .. وهي شاعرة كل قرية بالريف.. مسحك من وجه الأرض ببيت واحد من الشعر ولن يكون أمامك سوي المغادرة والاختفاء بقية حياتك أما في شمال السودان فهي الجميلة الأنيقة ملهمة الشعراء والفنانين وفي الشرق فنجان جبنه بشمالا يسوي الدنيا بحالا..وفي اعتقادي أن طاعة الزوجة وديمقراطية الرجل ..وجهان لعملة واحدة تقوم علي التوازن ..والتوازن هو اساس الحياة ومفتاحها السحري لفك طلاسمها وسبر أغوارها ..ودمتم في رعاية الله وحفظه .

من أرشيف كتاباتي الصحفية .