أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مشاهدة تحت السلاح لمشهد في فصل من مسرحية واقعية جدا ....

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 8
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي مشاهدة تحت السلاح لمشهد في فصل من مسرحية واقعية جدا ....

    مشاهدة تحت السلاح لمشهد في فصل من مسرحية واقعية جدا ....
    قصة/ محمد خليل


    (قصة قصيرة .. مهداة الى الشعب الفلسطينى الصابر)


    سيداتي آنساتي سادتي


    من مسرح القتل العمد أحييكم.. ودون ترحيب بكم أدعوكم لمشاهدة مشهد جديد.. من المسرحية العالمية المعروفة .. (إقتلهم قبل أن يقتلوك)

    والتي بهذا المشهد لم يتم فصلها الأول .. وعلى وعد صادق أن تروا كل مشاهدها أولا فأول ..

    (مجموعة إرشادات وتعريفات أولية لزوم فهم المشهد) ..

    (رجاء هام جدا)

    سدوا آذانكم .. وافتحوا عيونكم .. إفتحوها عن آخرها ..

    (ممنوعات)

    قزقزة اللب .. الصراخ .. الضحك ..

    (مرغوبات)

    قرض الأظافر بالأسنان..البحث عن الإرادة تحت الأقدام .. نسمح بارتعاشات المفاصل والشفاه ..

    (المكان)

    غرفة ضيقة واطئة باهتة باردة في سجن من نار بلا أسوار ..

    (الزمان)

    الماضي والحاضر والمستقبل .. الإنسان الذي كان والكائن وما سيكون .. في بلاد النيل والإسلام والزيتون ..

    (الديكور)

    أنا وأمي وأبى ..

    (الخلفية)

    هواء راكد .. شمس غاضبة غائبة غاربة في محيط من الثلج .. وقمر حزين جنين يأبى أن يخرج من رحم الشمس ..

    (الإضاءة)

    نيران المدفعية .. وبقعة ضوئية خفيفة واهنة كومضة أمل في قلب فقد الأمل ..

    (الموضوع)

    هل ترون هذه البندقية التي في يدي؟ .. ذات يوم إشتراها أبى .. لتهديها لي أمي في عيد ميلادي الأول .. إشترى معها أيضا عددا من الشواخص الصغيرة .. ويوم عيد الميلاد .. وعندما حل المساء جلس أبى وأمي وأضاءا شمعة صغيرة .. (معلومة صغيرة) .. كانت الشمعة هي مصدرنا الوحيد للإحتفال والإضاءة .. قدمت أمي البندقية وأنا غارق في تعبيرات عينيها .. هل تبتسمان؟.. هل تصرخان؟.. هل تضحكان؟ .. هل فيهما مزيج من كل ذلك؟ .. أعيتني الحقيقة..

    وضع أبى الشواخص أمامي ووصل عيني بعينيه وأمي تهتف:

    ـ إضغط على الزناد وصوب يا ياسر..

    رفعت البندقية إلى عيني ثم أنزلتها وقلت :

    ـ في أي اتجاه أصوب يا أماه ؟ ..

    قالت :

    ـ صوب نحو الجنوب يا كبداه..

    رفعت البندقية إلى عيني ثم أنزلتها وقلت :

    ـ الشمال ينظر نحوى متوثبا ..

    قالت:

    ـ إذن صوب نحو الغرب ..

    رفعت البندقية إلى عيني ثم أنزلتها وقلت :

    ـ الغرب يرقبني محذرا متحفزا ..

    بحزن وألم فاهت :

    ـ إذن صوب نحو الشرق ..

    متنهدا رددت :

    ـ هل أصوب على أموات يا أمي ؟

    أجابت والحسرة تملؤها:

    ـ إذن أرحني وصوب نحوى ونحو أبيك..

    من فزعي صرخت :

    وماذا أفعل بعدكما وحدي؟ ..

    ـ جأرت بقوة وجسارة :

    ـ تحيا وتنمو وتصوب نحو الجميع .. وتستولد السماء جديدا يحميك ويؤاخيك ..

    (واويلتاه عليك يا أماه .. واحسرتاه عليك يا أبتاه ) ..

    وبينما أمي تدربني .. تدللني تعلمني .. تضاحكني تشجعني .. إرتعشت الأرض واهتزت .. ذعرت الشمعة

    فانطفأت..إرتجفت المنضدة فانكسرت.. إرتعدت الجدران فسقطت .. وعلت ضحكات مديدة من أفواه حديدية

    فحكمت.. والبندقية من يدي سقطت .. وأمي صرخت.. وأشلاء أبى انتثرت .. والدنيا أظلمت .. وصرخت

    وصحت وبكيت .. ..كانت أمي منكفأة على وجهها بنفس الهيئة التي كانت تجلس عليها .. وبينما كانت تلفظ

    آخر شعاع لها.. كانت تردد بصوت في طريقه إلى البعيد القريب.. (إمسك بالبندقية وصوب يا ياسر)..

    ولكن البندقية كانت بعيدة عن يدها .. من حسن حظي أو سوئه ــ لست أدرىـ نجوت .. كيف؟.. أيضا لست

    أدرى .. مددت يدي إلى ثديها وأخرجته .. بينما الضحكات المعربدة لا تزال تدوي وتعربد ..وضعت الثدي

    في فمي ورحت أرتشف في نهم .. لكن ـ مع الأسف ــ كنت أرتشف دما ممتزجا بغبار الأنقاض

    ورائحة الدمار.. مددت يدي أضرب حولي .. أصرخ وأبكى ..فاصطدم ذراعي بالبندقية محشورة بين

    الأرض وجزء من الحطام .

    ( إظلام كامل ) .. إنتهت مشاهدة المشهد ..

    ـ عزيزى المستمع المشاهد ..

    إذا كنت قد فهمت شيئا مما رأيت فاكتب لنا .. فقد يسعدك الحظ لتفوز بجائزة من جوائزى النفيسة :

    ( الجوائز )

    هى أشلاء أبى وأمى وجدى أيضا .. وإذا لم تكن فهمت .. والطبع لن تفوز بجائزة من جوائزى.. فإنى

    أستميحك العفو .. وألتمس لك ومنك المعذرة ..

    ( كلمة أخيرة )

    هس هس هس هس .. أرجوكم .. ممنوع التصفيق

  2. #2
    الصورة الرمزية خالد الجريوي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    المشاركات : 1,330
    المواضيع : 83
    الردود : 1330
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    سنصفق

    لهذا المشهد المسرحي

    الذي صور بعنايه

    جميل سيدي ما جاد به مدادك

    " وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين "


    تحياتي

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 8
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    المبدع الانسان الاستاذ خالد اناالذى ينبغى ان أصفق لك على صبرك وأناتك فى قراءة هذه القصة التى كتبت فى مدينة الأسكندرية عقب احداث مخيم صابرا وشاتيلا مباشرة كل التحية والتقدير محمد خليل

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    كالحريق ..يسري بلطف فى العشب الجاف ..تسللت كلماتك إلي أقصي نقطة في ضميري فأبكتني ..لكأنك تصوب بندقيتك نحوي دون سواي ..استيقظوا يا هؤلاء من غفوتكم قبل أن تندموا ولات حين مناص .دمت وفلسطين الحبيبة في رعاية الله وحفظه

  5. #5
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 8
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    المبدع الجميل الاتاذ عبد الغنى خلف الله كلماتك رغم انها أحرقتك الاانها (واسمح لى بالقول ) انها اثلجت صدرى واشعرتنى اننا متواصلون رغم المسافات طالت او قصرت كل الشكر لسيادتكم على قراءتكم واطرائكم وأتمنى ان أكون قدتكنت من قول كلمة صادقة صالحة يقبلها الله منا يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم صدق الله العظيم (وكلام سليم ) خلص تحياتى لك وجميع المشرفين على هذا الموقع الظيم ..
    محمد خليل عضو اتحاد كتاب مصر

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    أما أن القصة كتبت في الاسكندرية عقب المذبحة الهكمجية في مخيمي صبرا وشاتنيلا عاك 1982 فهذا ما باغتني حدا أعادني لقراءة النص من جديد
    هنا أفكار متنوعة
    هنا وحدة الحس وترابط الأخوة برغم ما يزرعون من قواعد للتفرقة
    هنا حقيقة الوجع الفلسطيني الماثل لأعيننا
    هنا حقيقة تكرر مشاهد الذبح ذاتها منذ كانت القضية ..
    لقد قرأتها أول ما قرأتها مشهدا في غزة.. وكان دقيقا صادق الوصف
    وإذا بها في مخيم للفلسطينين ذبّح أهله قبل عقود ثلاث .... وما يزال المشهد دقيقا صادق الوصف
    ولو قلت لي في دير ياسين
    لكان المشهد دقيقا صادق الوصف
    وفي جينين
    وفي
    وفي

    اللهم لا حول ولا قووة إلا بك

    نص موجع أيها الكريم

    دمت مبدعا
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 8
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    الاخت العزيزة الشاعرةالرقيقة ربيحة .. تحيةطيبة وأدام الله عليك قلمك وابداعك وقدرتك الجميلة علىاستخلاص الدلالات ..بهرنى والله تعليقك .. وجعلنى اوقن اننا جميعا مصر وسوريا والاردن وفلسطين ودول المغرب والخليج العربى فى مركب واحد ..اللهم اجعل هذا المركب يصارع الامواج دون ان يتوقف او يغرق وسلمت وسلم الجميع من المواجع التى اوجعتنا حدا جعل الوجيعة هى الواقع والسلامة هى الاستثناء .. مع خالص تحاتى وتقديرى لسيادتك وكل من حولك ومعك .. محمد خليل عضو اتحاد كتاب مصر ..

المواضيع المتشابهه

  1. زيارة سلطانية "مسرحيةٌ ذاتُ فصل ٍواحدٍ"
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 24-03-2014, 08:17 PM
  2. ثقافة .. مسرحية ذات فصل واحد ..
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 11-03-2012, 04:21 PM
  3. "خلي السلاح صاحي" ... يداً بيد مع إيران وحزب الله ...
    بواسطة تراتيل ورد في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-08-2006, 10:46 PM
  4. السلاح الذي لم يستخدم بعد ( صقور العراق)
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-12-2005, 08:02 PM
  5. خاتمة لمشهد يبدأ ... !
    بواسطة الأندلسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-12-2004, 07:01 PM