حـمـى الوادي المتصدع
حمى الوادي المتصدع مرض فيروسي حاد يصيب الماشية والإنسان وينتمي إلى مجموعة الحميات النزفية التي تشمل عدة أمراض أهمها لايسا، مايبرج، ابيول الحمى الصفراء. وأول ما تم إكتشاف المرض كان بين الحيوانات في الوادي المتصدع في كينيا عام 1933 م ويسمى أيضاً حمى الوادي المنفطر، حمى الوادي المشقوق. وتعتبر القارة الأفريقية هي الموطن الأساسي لهذا المرض. وفي عام 2000 م ولأول مرة أُكتشف المرض في اليمن والمنطقة الجنوبية من المملكة العربية السعودية.
طرق إنتقال المرض:
عن طريق لدغ البعوض الناقل للمرض بين الحيوانات والإنسان. كما يمكن للعدوى أن تنتقل للإنسان عن طريق تداول نسيج الحيوانات المصابة أثناء الذبح والجزارة أو إستنشاق الرذاذ المتطاير من الحيوانات المصابة وبعد فترة الحضانة ( فترة دخول الفيروس للجسم حتى ظهور الأعراض ) والتي قد تبلغ من 3 - 20 يوم تبدأ الأعراض.
لا تنتقل العدوى مباشرة من الإنسان المريض إلى السليم. ولكن قد تحدث في المختبرات عند التعامل مع الفيروس نفسه.
الأعراض والعلامات السريرية:
تتراوح الأعراض بين عدم ظهور أي عرض وأعراض بسيطة (مثل حمى، صداع، وهن، تعب عام، آلام عضلية ومفصلية ) وقد تحدث إصابات شديدة من هذه الأعراض بالإضافة إلى غثيان وقيء، التهاب ملتحمة وشبكية العين مع رهاب الضوء، التهاب الدماغ، نزيف من الجهاز الهضمي والأغشية المخاطية ونمشات جلدية، ويمكن أن يتطور النزيف بسرعة بعد تحسن الحالة العامة ويؤدي إلى الوفاة خلال 3 أيام. ولله الحمد هذه المضاعفات تحدث بنسب قليلة (حوالي 2%) من إجمالي الحالات.
نسبة حدوث الوفاة قليلة ولله الحمد بين المرضى (حوالي 1%) ولكن قد تصل إلى 50% في وجود مضاعفات. أما الحيوانات فهي مرتفعة جداً في صغارها قد تصل إلى 90% وتسبب اجهاضات للحيوانات بنسب عالية.
الفئات الأكثر إصابة:
الأشخاص المعرضون للدغ البعوض ( الذين ينامون في الخلاء في المناطق الموبوءة ) والأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات المصابة مثل : الجزارين وعمال نقل الحيوانات والأطباء البيطريين.
طرق مكافحة المرض:
( أ) على المستوى الشخصي:
1- وتشمل الوسائل التي يمكن أن يسلكها الانسان لوقاية نفسه من التعرض للبعوض الناقل من خلال عزل الغرف بالسلك المضاد للبعوض وإستخدام المبيدات للرش داخل الغرف وإستخدام الكريمات الطاردة للبعوض وإرتداء الملابس الطويلة.
2- إتخاذ الاحتياطات اللازمة لوقاية الجسم من ملامسة دم الذبائح وأنسجتها.
(ب) المجـتـــمـــــــع:
وفي حالة حدوث حالات وبائية لهذا المرض في منطقة ما يجب تضافر الجهود على المستوى الرسمي والشعبي لدرء مخاطر إنتشار المرض وذلك من خلال الآتي:
1- التوعية الصحية بالمرض، مسبباته، طرق إنتشاره ومكافحته، وذلك بهدف رفع الوعي الصحي لدى كافة أفراد المجتمع مثل طلاب المدارس وأئمة المساجد والفئات الأخرى.
2- التخلص من الماشية المصابة وإعدامها بالطرق الصحيحة السليمة.
3- تطعيم الماشية في منطقة الإصابة باللقاح الواقي.
4- إتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع وصول البعوض الناقل للفيروس المرضي إلى الإنسان من خلال إستعمال الناموسيات المعالجة بمادة طاردة للبعوض ومسح الأجزاء المكشوفة من الجسم بالمادة الطاردة للبعوض ( كريم ).
5- مكافحة البعوض الناقل للمرض من أطواره المختلفة وذلك من خلال:
أ- التخلص من أماكن توالد البعوض وذلك بالردم أو بتجفيف المياه وتصريفها بطريقة صحية.
ب- وفي حالة وجود مياه راكدة كالبرك والمستنقعات فيمكن إستخدام المبيدات المائية لمكافحة الأطوار المائية للبعوض.
ج- مكافحة البعوض الناقلة للمرض بالمبيدات الحشرية عن طريق الرش بالطائرات للمناطق المصابة والرش داخل المنازل وحظائر الحيوانات.
6- التبليغ عن أي حالة مرضية لهذا المرض لأقرب وحدة صحية أو مستشفى.
و أخيراً
إن الوقاية خير من العلاج فأحم نفسك من البعوض، وأقضي على المستنقعات وإتخذ الإحتياطات اللازمة لوقاية جسمك من ملامسة دم الذبائح وأنسجتها وبلغ عن إصابة بأعراض الإجهاض والموت المتكرر في قطيعك من الحيوانات.
لتكن عوناً لإخوانك ونفسك في المحافظة على بيئة صحية وسليمة..
منقول
مع خالص ودي و تحياتي
أخوكم د. جمال مرسي