|
خطب أصاب الناس يا وجدانُ |
فاصغي لبثي إنني وجدان |
أنا طفلةٌ أهوى الحياة جميلةً |
قلبي يقين والرداءُ أمانُ |
هل كنتُ إلا بسمة ريانةً |
تسقي الحياة فعودها ريّانُ |
أنا حبكم وحنانكم وعطاؤكم |
أنا جنةٌ وغراسها الريحانُ |
أو ما شهدت الخطب جل مصابه |
أوما سرى بحديثنا الركبانُ؟ |
من ذلك الآتي أليس هو الذي |
يحنو علي إذا قسى الإخوانُ ؟ |
من ذلك الآتي أليس هو الذي |
يرنو كما يرنو الأبُّ الولهانُ ؟ |
أتراه جاء كما أبي بهديةٍ |
أتراه يهتف أقبلي وجدانُ ؟ |
أم جاء يمسح دمعتي بحنانهِ |
أوليس لي في عرفهِ إحسانُ ؟ |
ما باله يلقي إليَّ بنظرةٍ |
وكأنني في عينهِ شيطانُ ؟ |
ما بالهم سرقوا شذا ريحانتي |
ما بال روضي اغتاله الطوفانُ ؟ |
ما بال هذا الكون يطبقُ شاحباً |
ما بالها تنهارُ بي الأركانُ ؟ |
أمي وتذهب صرختي مخنوقةً |
وتلفني في حيضنها النيرانُ ؟ |
أمي أبي واليأس يلجم صرختي |
هيهاتَ لا أم ولا جيرانُ |
واغتالني صمتٌ وودعتُ الدنا |
فعلامَ قتلي أيها الإنسانُ ؟ |
أو لم تكن طفلاً يرقُ لأجلهِ |
قلبُ الرحيم فقلبه جذلانُ |
هل قد قلبي من حديدٍ جامدٍ |
أم ليس لي وجدانُ يا وجدانُ ؟ |
وجدانُ قومي وانثري عطري على |
كل الروابي واهتفي : وجدانُ |
وجدان قومي واقسمي قلبي على |
كل الأنام ِ ليعطف الإنسانُ |
وخذي بقايا بسمتي فلتشعلي |
منها الحياة لتشرق الأكوانُ |
قولي لهم لا تحرقوا جسمي فقد |
سكنت به بعد الردى وجدانُ |
قولي لهم لا تخطفوا قلبي ففي |
أعماقه لحبيبتي العنوانُ |
فلتسألوا أطفالكم عن حزنهم |
ستجيبكم ببراءة وجدانُ |
ولتسألوهم أي ذنبٍ قد جنت ؟ |
فحديثهم إن تسألوا أشجانُ |
رسموا من الأشلاء أفظع صورةٍ |
لم يحوها فنٌ ولا فنانُ |
فمدادها أزكى الدماء نقيةً |
وإطارها رعبٌ بدا ودخانُ |
يا من ركبتم للردى أهواءكم |
كيف الرشاد وجهلكم ربانُ ؟ |
ورسمتم المضمار في أرواحنا |
وكأنها للعابثين رهانُ |
ورأيتم الجناتِ في إحراقنا |
لم تشفع ِ الأرحامُ والإيمانُ |
ودفنتم الأحلام تحت ركامنا |
وتفجرت بعروقنا الأضغانُ |
أوليس رب العالمين إلهنا |
أوليس فينا البيت والقرآنُ ؟ |
لِمَ تمطرونا بالعذاب وبيننا |
حق مصانٌ والجوارُ أمانُ ؟ |
هل يستوي ناس إذا ضلت بهم |
سننٌ فلا شرعٌ ولا سلطانُ ؟ |
يا من شربتم من زكيِّ دمائنا |
فلنا إلهٌ حاكم ديَّانُ |
ولتُسأَلنَّ إذِ السؤال لكل من |
وئدتْ فلا ظلمٌ ولا نسيانُ |
يا سائلي عنهم فأيُّ جريمةٍ |
ناءت بها الأعراف والأديانُ؟ |
وجدان هذي دميتي قولي لها |
لا تحزني فجميعنا وجدانُ |
فعرائسي الخرساء أصدق نائحٍ |
وأرق عطفاً إن قسا الإنسانُ |
أبتاه صبراً واللقاء مؤمل ٌٌ |
إن شطّ دارٌ أو يطول زمانُ |
لو يعلم الباغون أنك صابرٌ |
لبدتْ لهم دون الجنان ِ جنانُ |
وأبنتَ معنىً للجهاد بصبركمْ |
عند الخطوب فكيف كان بيانُ ؟ |