بسم الله الرحمن الرحيم .
... يعلم الله ، انني قرأت قصيدة شاعرنا المفلق / سمير العمري مرارا و تكرارا . و في كل مرة اكتشف جديدا . ... و استسمح الاستاذ سمير العمري ان اسجل بعض الملاحظات و الآراء . وكم اتمنى ان اكون مصيبا..
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
يستهل شاعرنا قصيدته ، بعد تنهيدة نكاد نسمعها ، معبأة بآلام و احزان نكاد نراها على تقاسيم وجه الشاعر :
دارتْ عليـــكَ بكأســـها الأيَّـــــــامُ .........
يقول النقاد : ان ربط فعل (دار) بـ(الايام) ان هناك انتقال من حسن الى اسوء... و فعلا يريد الشاعر ان يصور لنا الحالة التي آلت اليها فلسطين و الاقصى الشريف ، قبل ان كان منارة يهتدى بها.
و (تأنفُ الأنعـــــامُ ) في نظر الشاعر ، ما هو الى ان الذل و الهوان قد بلغ مداه ، و لا يمكن السكوت عليه . و نرى هذا في الابيات اللاحقة ، يصور شاعرنا صورة معبرة عما لحق باخوتنا من( ذل ـ خيانة ـ هوان ـ سقام ـ ردى ـ ...) لكنه لم يلبث قليلا حتى يصرخ قائلا :
يا أيُّهــــا الحُــــرُّ الأبـــــيُّ بموطِنٍ ... و قد احسن الشاعر ، برع عندما وظف كلمة (الحر ) ليقول : مهما عملوا و يعملوا ليجعلوك عبدا لن يقدروا.
و ينتقل بنا الشاعر الى تشريح حالة . و لنا ان نعرف كيف بقيت القضية الفلسطينية على ما هي عليه ، فلنقرأ هذه الابيات :
فالذلُّ في مثـــواكَ أضـحى راتعـــاً
************** وعلى حصونكَ في العروشِ لئـــامُ
الســـــاقطونَ الخائنــــونَ لدينهـــمْ
************** المرجفـــــونَ القلَّــــــةُ الأقــــــزامُ
المرتشــــونَ بمنصــبٍ وبدرهَــــمِ
************** الواثبـــــونَ وقلبهــــمْ إحجـــــــــامُ
تركوا الزمــامَ لكفِّ أخبثِ فاجـــرٍ
************** فــــإذا بِــــهِ لكَ حارسٌ وإمـــــــامُ
ومن اشد الابيات الملفتة للنظر ، بل اروع ما في القصيدة ، هذا البيت :
كالثورِ هاجَ إلى الدمـــارِ بقرنِـــــهِ
************** واللونُ أحمـــرُ والديــــارُ ركــــامُ
لان فيه تشبيه بليغ و استعارة وكناية ، ولك ان تقرأه لترى الدبابات و هي تقنبل ، و الجرفات و هي تهدم المنازل على ساكنيها ، و اشلاء الخلائق هنا و هناك مضرجة بالدماء
و ينتقل شاعرنا ليصور لنا في هذا البيت :
صرختْ فلسطينُ الجريحةُ تشتكي
************** ظلــــــمُ القريبِ يئــــــــنُّ لا الآلامُ
كيف ان بعض العرب اصبح يتاجر بالقضية الفلسطينية ، فظلم اهلها .
و لي عودة ان شاء الله لأكمل التحليل ان سمح الشاعر بذلك.