أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: النسخ المقلدة

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    الدولة : المدينة المنورة
    العمر : 45
    المشاركات : 233
    المواضيع : 60
    الردود : 233
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي النسخ المقلدة


    تحارب منظمة التجارة العالمية البضائع المقلدة الآتية من الأسواق الصينية والدول النامية ، لضررها على الاقتصادات المتقدمة ، وعلى المنتج الأصلي ، وأخذت بذلك أمريكا تضغط على الصين بكل جهد يمكن بذله ، وفي شتى المجالات ، وبكل الأساليب المتاحة ، ولكنها غفر الله لها ( أي أمريكا ) لم تفطن بعد لبضائع السعودية المقلدة ، فهي قد غزتنا في كل مكان ، وبكل حِرَفية أحيانا ، وبكل غباء أحيانا أخرى .
    بضائعنا المقلدة في السعودية متميزة ببصمات شرعية ، وملامح دعوية ، وأساليب علمية ، ولن أتكلم عن السعودية كلها ، ولكني سأتحدث عما ظهر لنا في مجتمع المدينة المنورة البسيط .
    في المدينة المنورة نجد البضائع المقلدة في المساجد غالبا ، ولن تراها جمادات ، بل أحياء تتحرك على الأرض ، وتتنفس وتنطق وتعي ما يقال لها .
    هذه النسخ بشرية ؛ ولكنها ليست أصلية بل مقلدة ، تراها من الخارج وتحسبها أصلية ، ولكنها عندما تؤدي نوعا معينا من العمل تدرك مدى التقليد ، وسوء الصنعة ، وعدم وجود البصمة الخاصة .
    هذا النوع من التقليد يكمن في قراء القرآن الكريم ، وأئمة المساجد ، فتجدهم يتلون القرآن الكريم بطريقة الشريم أو القاسم أو المعيقلي ، فتسمع المساجد يقلد أئمتها الآخر ، ويتسابقون ويتنافسون أيهم يكون النسخة المقلدة المطابقة للأصلية ، وليتهم حينما اختاروا من يقلدوا ؛ اختاروا الأئمة من القراء أو المتقنين ، ولكنهم وقعوا على من يحوس بتلاوته القران حوسا ، ويضيّع جمال كلام الله باللخبطة في أحكام التجويد ، والمغط الغريب ( المبالغة في المد ) ، أذ ما فعلوه تشويه للقرآن ، وقد مرت علينا أيام سمعنا فيها من يقلد القارئ القديم : إبراهيم السعدان ، الذي لا يمد المدود بل يمغطها مغطا ، فما كان حقه أربع حركات يمغطه عشرًا ، وخذ من المغط .
    وقد عجبت من هؤلاء السِّكـْراب ( السِّكـْراب هو الحديد المستعمل والخردة ) لا يسقطون حين سقوطهم على سنع ( أي على طريقة جيدة ) ، بل على المتميز في اللخبطة والحوسة ، ولا يقلدون المنشاوي والحصري وعبدالباسط والأخضر ومحمد أيوب ، وأي من المتقنين للتلاوة ، الآخذين لها بالأسانيد ، الحاصلين على الإجازات فيها من عمالقة القراءة .
    ومن هذه النسخ المدنية نوع مسْخ ، تردى حتى مله الإسفاف ( كما قال العشماوي قديما : أطرقت حتى ملني الإطراق ) ، وانحط حتى استحقر هو نفسه ، وذل حتى مردغ وجهه ( مرغه بالتراب ) .
    هانوا فما وجدوا سموا أو علا * * إلا الخنوع دناءة وشعارا
    ) أنا (
    مسخوا أنفسهم بطريقة غريبة ، تـُضحك من لم يضحك في حياته قط ، وهم يدّعون المحبة والاقتداء ،
    هؤلاء هم ممن ينظر لهم أبناء المجتمع المدني على أنهم مشايخ الزمن القادم ( ليس لعبدالملك القاسم ) ، وطلاب ذلك العالم المشهور .
    هذا العالم لن اذكر اسمه ، ولكني سأذكر تلميحات له ، ليفهما الأذكياء فقط .
    هذا العالم هو عضو هيئة كبار العلماء الوحيد من المدينة المنورة ، وهو عضو فيها عن المذهب المالكي ، وله درس في المسجد النبوي ، ودروس في مكة المكرمة ، وجدة المجددة ( لنطيِّب خاطرها ) .
    وقع مشايخ الزمن القادم في التقليد ، فكانوا نسخاً مقلدة لشيخهم ، وقد فاقوا الفئة السالفة الذكر في الانحطاط ، حتى لتظن لو أن شيخهم دخل جحر ضب لدخلوه ، ولو ارتكب الكبائر الشرعية لارتكبوها تقليدا له .
    فحينما تسمع حديثهم وهدوءه ؛ لتظن أن شيخهم هو المتحدث ، وليست النسخة المقلدة له ، ولو شاهدته – أي الطالب - وهو يتحدث معك لرأيت الانكسار الذي في نسختهم الأصلية ، ولو صليت وراء أغلبهم لسمعت انتهاجهم لأسلوبه في التلاوة .
    والأدهى والأمرّ من ذلك كله ؛ أن تجدهم يقلدوه في مظهرهم الخارجي ، فهم يحفـّون شواربهم كما يحفـّه شيخهم ، ويأخذون من لحاهم بمقدار القبضة كما يأخذ شيخهم ، والأسوأ من ذلك أن تجدهم يلبسون كما يلبس شيخهم ، فلو نظرت إلى طواقيهم ( ما يلبس تحت العمامة ) وطاقية شيخهم ؛ لجزمت أنهم يشترونها من نفس المحل الذي يشتري منه شيخهم ، ولو نظرت إلى طريقة وضع العمامة على رؤوسهم وتأخرها عن مقدم الرأس ، وإبداء مقدم الطاقية ؛ لشككت أن شيخهم يوصيهم بذلك .
    وقد تظن في بعض الأحيان ؛ أن بعضهم ليتجرع الحسرة والألم حين تخشُن لحيته ، ولا تكون كلحية شيخه ، وإني لأظن أنهم لو علموا أن شيخهم رأى في رسالته العلمية ( أحكام الجراحة الطبية ، التي نال بها جائزة المدينة المنورة ) جواز العمليات التجميلية لمماثلة ملامح وجه بآخر لأجروها .
    وقد حضرت مرة ومعي مَن معي مجلس أحد طلبة هذا الشيخ ، فوجدنا فيه ما يقارب نصف الدرزن ( ستة ) من طلبة هذا الشيخ ، وإذا بهم يشبه بعضهم بعضا فيما يستطيعون المشابهة فيه ، ووجدت الدروشة والخنوع في ذلك المجلس ، حيث يقولون عن أحدهم : فلان عيون الشيخ ، وفلان قلب الشيخ ، وفلان يد الشيخ ، وخشيت حينها أن يقال عن أحدهم أنه حذاء الشيخ ولكن الله سلـّم .
    وانا عندما لاحظت ما لاحظت ، لم أر سوى طلابه المدنيين ، ولم أر المكيين والجداويين ، وهل هم على نفس الموديل أم لا ؟ !
    وما هذا الذي ذكرت إلا من الانحطاط ، وضعف الشخصية ، وقد علمت - علما يقينيا - أن أحدهم سمى ابنته على اسم أم الشيخ ( رقية ) ، ولم يسم ابنه على اسم أبيه ( مَن الأولى والأحق بالإرضاء ؛ الشيخ أم الأب ) .
    ولو نظرنا لخير البشر صلى الله عليه وسلم ومن كان معه من الصحابة ؛ لرأينا الاعتزاز بالنفس ، وقوة الشخصية ، وأعلى درجات المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وما ورد عن أنس بن مالك وحبه للدباء لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبها ، لم يكن له أي إخلال بالشخصية الفردية والمظهرية ، ولو حصلت مع النبي صلى الله عليه وسلم لكان أوجب وأولى .

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد رامي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 877
    المواضيع : 55
    الردود : 877
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    حقيقة اصبحت منوطة بكل مقتضيات الحياة
    وشملت كل مستنبطات الواقع
    فهاهي تتغلغل في ادق الاشياء الانسانية
    لم تستثني اي شيء لتصبح واقعا ملموسا
    ان كان معنويا او روحيا او محسوسا
    تلك هي المصيبه فقد اختلطت المفاهيم الدنيوية والدينيه
    حسب ايحاء من يتاجر فيها
    تبقى الحالة هي خسارة كل شيء لاختلاط الحابل بالنابل

    موضوع مهم وعرض له وقع مميز
    تحيتي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    الدولة : المدينة المنورة
    العمر : 45
    المشاركات : 233
    المواضيع : 60
    الردود : 233
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد رامي مشاهدة المشاركة
    حقيقة اصبحت منوطة بكل مقتضيات الحياة
    وشملت كل مستنبطات الواقع
    فهاهي تتغلغل في ادق الاشياء الانسانية
    لم تستثني اي شيء لتصبح واقعا ملموسا
    ان كان معنويا او روحيا او محسوسا
    تلك هي المصيبه فقد اختلطت المفاهيم الدنيوية والدينيه
    حسب ايحاء من يتاجر فيها
    تبقى الحالة هي خسارة كل شيء لاختلاط الحابل بالنابل

    موضوع مهم وعرض له وقع مميز
    تحيتي

    أديبنا الفاضل :
    مما أعتز به في مقالي هذا هو إشادتكم بعرضه ، فأنتم أهل لتقييم أعمالنا ونقدها ومنكم نستفيد .

  4. #4
    الصورة الرمزية علي عطية أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    العمر : 56
    المشاركات : 867
    المواضيع : 53
    الردود : 867
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    الباسم الجميل

    السلام عليكم

    ليس منا من يرضى بالتقليد الردئ لسلعة ما . وليس منا من يرضى ذوبان الشخصية في غيرها لتبدو باهتة مقيتة بلا ذاتيه ولا تميز . لذا أحييك على هذا المدخل الجميل ولكن لو وقفنا على الحقيقة التي نتفق جميعا عليها وهي أن الانسان يقلد ما يعجب به لذا يقلد الطفل أباه وأستاذه ولا غضاضة في ذلك ما دام موضوع التقليد مقبولاً وليس مشيناً ولا يناقض المبادئ والعرف والدين
    ومن المشين تقليد المخنسين والسفهاء المشهورين بسفاهتهم وخلاعتهم وما أكثر ان يقلد الشباب هؤلاء لأنهم المسموح لهم بتصدر ناصية الفضائيات والمجلات وكل نوافذ المواجهة مع الجمهور
    ومن هنا اقول بأننا عندما نجد شباباً يقلدون المشائخ والعلماء واصحاب المبادئ واصحاب افكر السوي فإن ذلك لمن أعظم دواعي السرور والغبطة ومدعاة لحب هؤلاء لا ان ننقدهم وإن كنت لست مع ذوبان الشخصية في غيرها فليقلدوا مع الحفاظ على تميزهم وشخصيتهم
    واسمح لي سيدي أن أنوه ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي ألتف حوله الصحابة وبقوا بتميزهم ما أجبرهم على ذلك لكن هناك من الصحابة من قلد النبي حتى في أكله وفي كل شئ ولا ننس ان تقليد النبي يعني التزام سنته صلى الله عليه وسلم

    ولا ننس ان النبي صلى الله عليه وسلم من قال المؤمن ليس بسباب وشتام ولا فاحش ولا بذيئ فلا يجوز ان نسب اكرمك الله حتى الحيوانات ما بالكم بالانسان وما بالكم بالعلماء فكيف ونحن نرفض الشخصية الهلامية أن نذم علماء ومشائخ وحاملي القرآن الذين رفعهم الله بالقرآن فكيف لنا ان نضعهم برأينا فخيركم من تعلم القرآن وعلمه وخير البشر العالم والمتعلم
    أرجو أخي ان يسع صدرك لحروفي وأهيب بنفسي وبك أن ننال من أهل الله وخاصته فلتحب من تشاء في الله ولتبغض من تشاء في الله ولا تظلمن أحداً حتى ولو برأي أو كلمة

    غفر الله للجميع وهدى طلاب العلم إلى الخير والحق وحفظ العلماء وأهل القرآن أبداً

    وإني لمن أشد محبي أهل المدينة المنورة جمعنا الله جميعا في الروضة الشريفة ومتعنا بلقاء نبيه في الجنة آمين !!!!!!

    ودمتم بطاعة ووفاء

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    الدولة : المدينة المنورة
    العمر : 45
    المشاركات : 233
    المواضيع : 60
    الردود : 233
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    أخي الفاضل على عطية :
    قلت :
    ولكن لو وقفنا على الحقيقة التي نتفق جميعا عليها وهي أن الانسان يقلد ما يعجب به لذا يقلد الطفل أباه وأستاذه ولا غضاضة في ذلك ما دام موضوع التقليد مقبولاً وليس مشيناً ولا يناقض المبادئ والعرف والدين .

    ذكرت هنا الطفل وهو أمر لا جدال فيه لأنه لم يبدأ بتكوين شخصيته بعد وهذا أمر مقبول عند الجميع أما من كُلف فلقد أصبح مناطا بكل فعل يفعله وقول .

    أما التقليد المشين فلم أذكره لاتفاق العقلاء على نبذه وطرحه وإنما خصيت ما يشاع في المجتمع على أنه ممدحة ورفعة في المقام .

    ولقد ذكرت من تقليد الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان من حب أنس رضي الله عنه للدباء ولم أكن لأغفله .

    وقد قلت :
    ولا ننس ان تقليد النبي يعني التزام سنته صلى الله عليه وسلم .

    التزام سنة النبي صلى الله عليه وسلم ليس تقليدا بل اتباع لهديه ، لأنه هو المطبق للدين على أكمل وجه ولن يأتي بعده من هو أفضل منه تطبيقا ، والخلط بين التقليد والاتباع هنا شائع عند الناس ، ولو رجعت لتعريف العلماء لشهادة أن محمدا رسول الله لوجدتهم يعرفونها على هذا النحو : ( طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع ) .

    أما من ناحية سب العلماء في هذا المقال ، فأنا لم أسبهم ولكني انتقدت عليهم ضعف تجويدهم للقرآن ، فهم أئمة الحرمين الشريفين ، وكان الأولى بهم وبمن اختارهم الاهتمام بأحكام التجويد ، والسعي لقراءة القرآن كما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم .
    أما شيوخ الزمن القادم - كما سميتهم في المقال - فهم يستحقون ما أنزل بهم لما أحدثوه في أنفسهم ، وما شوهوا به صورة طلبة العلم الشرعي ، إذ الأجدر بهم الاهتمام بعلم شيخهم لا صورته .

    وأخيرا أخي الفاضل :
    أشكرك على هذا الأسلوب ، وأتمنى أن تبدي لي ما تراه ، سواء سيئا كان أم حسنا ، فما المرء إلا بإخوانه .