أحدث المشاركات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 30 من 30

الموضوع: الإبحار في عالم الكاتب محمد رامي

  1. #21
    الصورة الرمزية سماح محمد أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : فى حضن الوطن الأكبر
    المشاركات : 124
    المواضيع : 7
    الردود : 124
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    بماذا أصف حواركم أيها الشامخون؟
    بماذا أصف لغتكم أيها الراقيون؟
    بماذا أصف شعورى أيها الجاذبون؟

    لا اكذب إن قلت أنها المرة الأولى التى أشعر فيها بالغبطة!

    ولا أستطيع أن أنكر أن بحر الفلسفة هنا عميق جداً يصعب عليّ
    الإبحار فيه وانتشال بعض من حروفه الماسية لإقتنائها..

    /
    \

    القديران

    أعجزتمونى رغم سعادتى بكما ورب الكعبة

    محمد..
    شامخ انت وحروفك
    نابض قلمك بالحياة
    شكرا لرقيك الساحر



    انتظرونا مجددا لو كتب لنا عمرا

  2. #22
    الصورة الرمزية د/ الماسة نور اليقين أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    المشاركات : 358
    المواضيع : 38
    الردود : 358
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    الأخوة الأعزاء :

    ربيحة الرفاعي
    نور الجريوي
    محمد ذيب سليمان
    سماح محمد

    يشرفنا ان نلقاكم عبر هذا الإبحار
    الممتد في مساحة واسعة من التحليل والبحث والنقد
    من خلال هذا التبادل الفكري
    والتساؤلات المطروحة
    عسى ان نحقق المطلوب في ابحارنا
    شكرا لمتابعتكم النقية ووتواصلكم الألق

    باقة ورد للجميع

  3. #23
    الصورة الرمزية د/ الماسة نور اليقين أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    المشاركات : 358
    المواضيع : 38
    الردود : 358
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي س 8

    س 8
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أستاذي القدير/ محمد رامي
    لا ينطق القلم عن الهوى وإنما ينزف أحاسيس ومشاعر
    مما لا شك فيه أن الإنسان امتلك ناصية اللغة كوسيلة للنقل والتفاهم الإنساني، أخذ يبحث عن آفاقها والتي هي بالأساس آفاقه ورؤاه التي صبها في قارورة اللغة الواسعة فدخل عهد الخلقية في اللغة وأبدع هذا الإنسان وأنتج روائع أدبية ولغوية اعتبرت إحدى مآثره العظيمة في التاريخ، وبدأ تصنيف هذه الكتابات إلى إبداعية، وأخرى إنشائية، دخلت الموهبة وسيطاً فاعلاً في عملية تطور أدواتها الكتابية هنا
    أستاذي الكريم من خلال تطلعي لعدت نصوص بعالم ألنت فإنني لم أتبين لها طعما ولا لونا ولا رائحة ،،
    وتبقى الكتابة..همــا ورسـالـة لعل اللحظة الإبداعية هي التي تحدد طبيعة النتاج الإبداعي ، فالأجناس الأدبية أجنةفي رحم الفكر المبدع ، لا تتخذ أسماءها إلا بعد الولادة هنا
    فمهما كانت بواعث الأداء المطلق عند الكاتب فانه يستشف من واقع الحياة
    نزيف لقلمه .. وهنا أجد أن الحب من أولويات هذا النزيف الفني
    الحب إحساس وصدق ونبضات وفاء .. فمتى شعر أديبنا محمد رامي أن الزمن قد خلا من الحب وترجمته في كتاباته ؟؟
    قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:

    " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة " (الروم 21).

    بداية فلنتأمل هذه الآية الكريمة.. وما تحمله بين ثناياها من معنى ومنهج للحياة الزوجية فهي توضح لنا قوام العلاقة الزوجية والتي تقوم على التفاهم والرحمة والمودة وليست من طرف واحد وإنما من الطرفين معاً.. فيجب عليهما شحن هذه العلاقة باستمرار بشحنة من العواطف والمودة ودفء المشاعر الحميمة المتبادلة بينهما..هكذا يتكامل المعنى في علاقة السكن الذي جاء ذكرها في الآية.حب يتسم بالإيجابية ويتحلى بالالتزام. ليس شرطًا أن تحب المظهر الجميل، ولكن من المحتم أن تحب الروح الأخاذة، والذات الرائعة الخلابة كما أن الإسلام أطلق على علاقة الحب بين الزوجين اسم " الميثاق الغليظ
    ما هي طقوسك في الكتابة واختيار الموضوع في الحب بعدما أصبح الحب مستهلكا بكلمات غير مفهومة عند الكثير من الناس ،فمنهم من يدعي الحب كانتساب له .. دون أن يتملكه إحساس صادق ، فليس كلاما يقال أو حديث لتسلية،إنما هو مجموعة أحاسيس ومشاعر أسمى من أن نتحدث عنها ؟؟؟

  4. #24
    الصورة الرمزية محمد رامي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 877
    المواضيع : 55
    الردود : 877
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي ج 8

    ج 8


    في تداخل فكري مع نبض الحياة المتقد .. أشعلت فتيل القلم ، وسراج الطريق الطويل ، ولم انطوي يوما على نفسي ، فكل لحظة تمر كانت مشحونة بكم كبير من المواقف ، والمآثر التي تزود العقل بمردود فكري يتسلل إلى الورق بهدوء ، يصف حالة ، أو يوضح صورة ، أو يترجم موقف .. كلها باتت ثروة هائلة في البحث والعطاء المتجدد مع كل نبضة قلب ، وذرة هواء أتنفسها .
    إن التوجه نحو هذا المسار أصبح هاجسي منذ الصغر ، فتلاطمت الأفكار مستقطبة كل ما حولي ، لتبثها الحياة فوق الصفحات .. وتبعث الروح فيها ، ناطقة .. مصورة . تجسد الحقيقة مطبوعة بذاكرة الأيام كشهادة على عصر مضى . أو حقبة لمست فيها أبعاد المعرفة ، والثقافة ، كنت أستقرئ الأبعاد الخفية لكل حالة ، وأقارب البعيد ، في صياغة علها ترضي المتلقي ، أو تستدرجه للمتابعة ، كي يتعرف على غائب ، أو مجهول .


    هنا كتبت كرصد لموقف محدد :
    في وسط الطريق

    مصادفة سعيدة أن يلتقي الإنسان ببريق من الماضي ، في وقت لبس ثوب النسيان ، وضاعت الأحاسيس الطيبة ، وتلاشت المشاعر الجياشة ، لتصبح صورة من الماضي .وهاهي تشق حجب الصمت ، وتقتلع جذور الفراق ، وتزرع رياحين الحب من جديد ، وتستنشق عبير الورد من أحضان الربيع .
    في أمسية كنت أحاور نفسي ، فشدني إلى الوراء ، ذكرى مودة ، مخضبة بقطرات الندى ، وقد خالجني شعور منعش ، أحيا أمامي لوحة ماضية ، وشيد في طريقي جسراً يربط الأيام الخوالي بحاضري ، لأجد أمامي تلك المنية التي مضى عليها زمن . تشرب من كأسي ، وتأكل من زادي ، وتشاركني وحدتي . كنت أحسب أنها حلم ذكرى لكن نسمات عليلة داعبت أجفاني ، فصحوت من غفوتي ، وإذا بها حقيقة تضمني إلى صدرها الدافئ بكل عطف ولين ، وتجذبني إليها وكأن السنين الطويلة لم تمضي ، ولم تمر .
    ما جدوى الكلام في هذا اللقاء … لقاء روحين مضى على فراقهما زمن ، وقد جمعها الآن صدفة ليست مستحيلة . فيما مضى كان لقاء الأعين ، وبعض الهمسات الناعمة ، والنشوى الدافئة ، والآن لقاء الروح للروح من خلال نظرات الأمل المتجدد .
    هل تعلم أنها صدفة رائعة ؟ … منذ سنين مضت كان ذلك اللقاء العفوي … اثنان لم يتعارفا إلا لدقائق معدودة … سارا في طريق لا يشوبه شائبة ، ولا يتخلله أي امتعاض .بكل كبرياء التقيا ، وقد جمعهما سؤال … إلى أين ؟… ولم يأت الجواب من أي منهما . وتابعا المسير دون هدف إلى أن دخلا روضة صغيرة ، سمتها الهدوء ، وراحة النفس ظلها ، وانتقيا خميلة وارفة الظلال ليجلسا تحتها ، ويرتشفان القهوة معاً على صوت دافئ للمطربة نجاة الصغيرة ، تشدو بأغنيتها … في وسط الطريق وقفنا وسلمنا ودعنا يا قلبي …
    ساعتان من الزمن وعيونهما في لقاء واحد … دون كلام … دون همس …ما أجمل هذا اللقاء !. الوقت يمر سريعاً ، ليبدأ بعدها فراق من جديد ، وكأنهما على سفر طويل ، لا لقاء بعده . واجتذبتهما النظرات الثاقبة التي قالت كل شيء ، دون أن تهمس الشفاه بأي كلمة . والتقت الأكف في وداع حزين ، وكأنهما عاشا دهراً في لقاءٍ طويل .
    لم يخطر ببال أحدهما أن يسأل الآخر عن وجهته ، أو هويته ، وسارا كلاً في طريق …
    صحوت من هذا الحلم الجميل بعد ساعات من ذلك الفراق ، لأسأل … من هي ؟… من تكون ؟… لماذا التقينا ؟… وا حسرتاه على لقاءٍ لم يدم إلا هنيهة …إنه لقاء لم يكن سوى ومضة في عمر الزمن ، وكأنني أضعت شيئاً ثميناً على قلبي .
    ترى ؟… هل هي الأخرى تتساءل كما أتساءل الآن … إن شيئاً في داخلي ينبئني أنها تختزن بعضاً من المشاعر التي أحس بها .
    يا الله !… ما أجمل ذاك اللقاء .
    صدفة … و يالها من صدفة جميلة … ثم أردد كلمات الأغنية التي جمعتنا . وما هي إلا لحظات حتى تلاشى الحلم الواقع مع ضجيج الشارع الطويل .
    * * *

    سنوات مضت ، وأخذ النسيان طريقه إلى ذاتنا ، ولم يخطر ببالنا أننا سوف نعود … سوف نلتقي …ويا هول اللقاء !…
    مَن ؟!… إنها أمامي … بكل شيء … بجسدها ، وروحها ، وعقلها ، وقلبها … لكن لم أفطن لها في الوهلة الأولى ، وكأنني لم ألتقي بها من قبل أبداً … إنها في العقد الرابع ، ولم يتغير شيئاً من ملامحها ، وشكلها ، وإنما زادت نضوجاً وحيوية .
    بريق عيونها ، وصوتها الدافئ يشدو بكلمات الأغنية المحببة لكلانا … وتقول بعدها ، أتذكر الخميلة … أتذكر اللقاء والوداع . لم أنسى تلك الدقائق التي جمعت روحينا ، وها نحن من جديد ، تجمعنا صدفة أخرى في لقاء سعيد …
    يا الله !… أيجود القدر علينا بلقاءٍ بات منسياً ، وذكرى حلم غابر .
    إن سلوى النسيان تكون ممتعة أحياناً ، لكن نبضات الذكرى الحية في وجداننا تزيد من شجونها ، وتشحنها بروح الأمل المرتقب .
    كان لقاء روحين تزودا بزاد المعرفة …
    كان وداع روحين لهما من أمل اللقاء أحلى عبير … وهاهي الأيام تمضي وتمر ، ليعود اللقاء من جديد ، في واحة العمل المنبسط على صفحات الحياة … دون كلام … راحت أكفنا تعانق بعضها بكل حرارة ، ودون أن ندري اتحدت أنفاسنا ، وعدنا إلى الوراء …
    في خلوتي … في سلوتي كنت معي ، تهمس في أذني أحلى الكلام ، وأعذب الألحان … خذني إليك ، وسر معي يا رفيق الخميلة ، نحو روضة الأمان .
    * * *



    إن الكتابة ليست ممارسة ، وإنما مدرسة ، نستمد منها وقار الحرف وأبجدياته في التعبير الخـَلـْقي للكلمة ، لتوضيح المعنى في الوصول إلى الغاية .
    إن لم تكن ممارسة الكتابة من اجل مردود فكري، يمنح القدرة على حركة الحرف في تكوين الجملة اللغوية ، السليمة ، فإنها تسقط قبل ظهورها ، لعجزها ، وضعفها في توضيح الغاية . ولا بد من أسس بينه ، ومقومات تبنى وفقها العبارة لتكون نواة العمل الأدبي الشيق ، ذو الفائدة .
    أحيانا تولد الفكرة فجأة .. وتتزاحم الأفكار تبحث عن منفذ لها .. لتستقر فوق الورق ، هنا يأتي دور الكاتب في حسن صياغتها وسبكها وفق نهج صحيح ، فتتلاحق الأفكار تباعاً ، لتشكل نصا أدبيا ، قد يكون نثراً ، أو شعرا ، أو بحثا علميا أو تربويا ، فيه حسن المردود ، والفائدة العامة .

    وبما أننا هنا بصدد التحاور وفي موضوع الكتابة فإنني أعرج على مسار كان له الدور الكبير في صياغة الأعمال الأدبية .. واخذ مساحة كبيرة عند معظم الكتاب ، وكان الشغل الشاغل لكل مؤدي ، أو متلقي ، في ميدان التسابق على إبراز مفاتن اللغة ، في صياغة المشاعر الحسية المتألقة ، معبرة عن حالة وجدانية ذات جذور متأصلة في النفس البشرية ، تطلق صافرة الإنذار عن توهج العاطفة ، باحثة عن مستقر لها في نفس بشرية تعانقها وجدانيا بحس إنساني .
    هنا يتولد الحب ... الذي يؤسس لشراكة أبدية بين الذكر والأنثى ، في تقاطع فيزيولوجي مكتمل البنية ، خالص المودة ، مزروع في أعماق النفس البشرية ، لا تبرره العواطف فحسب ، بل الإرادة في بناء أسري قويم .
    من خلال هذا الموقف الذي ارتأيته ، أجد الخطأ الفادح في استخدام كلمة الحب كتعبير مصطلح فقط دون أن يكون له دلالة استقرائية في النفس ، للوصول إلى غاية مصطنعة ، كحالة من حالات العبث في العواطف .
    وهنا استطيع القول أني تطرقت إلى هذا الموضوع أكثر من مرة فكتبت:


    هكذا عرفت الحب


    من دوافع الإحساس بمعرفة المعنى الصحيح ، ومن تجربة لم يكن التدبير لها مقصودا ً ، فقد كانت هبة من الله ( جل وعلا ) لترابط روحي وجـداني ، لـيـس لـمـصـلحة أو غـايـــة في نـفـس يعقوب .
    لقد رأيت حلماً منذ أيام ... أسير وسط أرض خصبة ... فيها الماء زلال .. . والوقت عند الشروق ... والمنظر خلاب .
    سرت بعـيدا دون هدف ، لأني فـقــدت شعور الـتـفـكـيـر ، ولم يكن لي هدف من المسير . أنظر في التكوين الإلهي لهذا الكون العجيب ، وأسبح الخالق الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .
    وأنا في هذا الحال ،استوقفني سؤال :
    إلى أين ؟...
    فــمــــن أيـــــن يـــأتـي الـجـــــــواب ؟...
    أكيد ... من أعماق الإنسان الذي وهب نفسه لتجربة لم يعرفها من قبل ، ولم يكن بصددها ، أو حتى فكر بها .
    مرت ساعات وأنا أتأمل هذه الطبيعة ... بِدأ ً من ذرات التراب ... والخضرة والماء ... وكل المخلوقات ... إلى معجزة الكون ... وخلق الأرض والسماء .
    وإذ بصوت نأى مداه عني ... يناديني بأعذب الأصوات ، ويهتف باسمي ، بأن لا أبرح المكان ، هي جنة الله في الأرض ، ولن تكون لسواك ... فهي السعادة والهناء ... فـلـن تـمـتـلـك سواها مهما طال الانتظار .
    وهنا صحوت من المنــام ، على صوت تـكـبـيـر وآذان ... لـفـجـــر يوم جديد من الحياة .
    عاد لي صحوي مبكرا ً ، وأنا منتعش البدن والأفكار ...هادئ البال ... قانع برزق الله ... بحمد وشكر على مدار الساعة والأيام .
    هنــــا آثرت التفكير بما آل إليه الحلم ، من معان ٍ ، واستفسار ... فلم يكن إلا نظرة للأمام ... واستجداء لموارد الفكر كي تساهم في حل لغز الأحلام .
    هي الروح وقد اشتاقت إلى وليفها في غياهب الزمان ، وتجردت من محسوس فيه قصد أو التحام ، أو غاية لامتلاك الأشياء . واجتهدت في إيجاد تفسير لما رأيت .. فإذا هي رسالة وصلتني في غياب الإصرار والبحث عن الذات ، وعرفت أن في البعد من ينتظر الجواب ، لامتلاك إحساس غريب ينتاب العقل والوجدان ، وتكتمل فيه الحلقة المفقودة في حياة الإنسان . وأدركت أن هناك شيئا ، لا يمكن تجاوزه مهما كانت الأسباب ... شيئا تغلغل إلى الأعـمـاق ، وسكـن الـفـؤاد ، وسـخـر الـعـقـل لـيـعـبـر عن المراد ، في تحليل الشعور والإحساس .
    وهذا الحال لن يختفي أو يزول من الوجدان ، حتى ولو كان المؤثر بـعـيـد المنـال . لأنـه تـعـبـيـر صـادق ، وخـالـص الإيـمـان . يؤكد مدى صحة ما يخطر في البال ، والشوق إلى تبرير واقع الحال ، في لقاء ٍ يحقق نشوة الفعل والانفعال ، ويخلص القول أن الحب لن يكون عبث ، أو نزوة فيها تسلية ، أو سرد كلام ، فهو مرصود لأبناء آدم منذ بداية الخليقة ، وتكوين الحياة .

    وأيضا تطرقت إلى الحديث عن الحب في :


    أحـِـبـُـــــكِ ....

    أحب الحياة ... لأن الحياة أنت
    أحب الأرض ... لأنها مهدك
    أحب المطر ... لأنه أحيا عطرك
    أحب ... أحب ...
    أحبك ... مع ومضات أيامي
    بحثت عنك في الأرض والسماء
    من أنت ؟..
    من تكوني ؟..
    قلبا ً ينبض بندى الحب !...
    أم هياما ً يورق أشجار العشق !...
    بحثت عنك في ذاتي ... وفي أعماقي
    فإذا أنت في أعماق المجهول
    تبحثين عن دفء الحياة في صدر الحنان
    تداعبين أهوائي كالنسيم في صبح ندي
    كسا النسيان ذاكرتي
    وتآكلت حروفي بحرمان السنين
    لملمت بقايا أوراقي
    لتكون رهن الأنين
    واختصرت الزمان ليلتئم جرح قديم
    بحثت عن اسمك بين السطور
    أبيتِ أن تكوني بين كلماتي
    واكتفيت بنظرة من العيون
    لهفي عليك عندما تسطع النجوم
    وتركت أحلامك تزهر
    وسقيتها ماء الحب كلما أحسست بالحنين
    وترعرعت وسط روضي
    لتنعش خصب الصحراء من جور السنين
    بكلماتك
    بنبضك
    بعشقك
    تغيرت الحروف
    وابتهجت أسارير وجداني
    و تطايرت حروفي وحطت فوق سطورك
    في صفاء الأحلام
    وتعانقت كأطياف جذبها عشق الروح
    فامتزجت
    وملأت الفراغ المميت
    الذي لازمنا سنين
    حبك ... أنار دروبي
    وانتشل قلبي من هموم السنين
    فكنت الأمل المنشود
    وبلسم المجروح
    وينبوع الصفاء
    وصورة الغد المفقود
    غرامك أحيا موات قلبي
    وأنعش أيام الحنين
    مع كل زفرة وشهيق
    كنت تبلورين كياني
    وتنعمين علي بالأماني
    أراك في صحوتي ومنامي
    أراك عند الغدو والرواح
    أراك ....في عذب الماء
    ووهج النار
    وضوء القمر
    وبين أزهار روتها دموع البعاد
    تعالي ... فالقلم خير زاد
    أحبك ... رغم بعد الزمان
    * * *
    فأجابت :

    نعم أحـِبـُـكَ

    جئت كالمطر ينساب غدقاً .. بارداً..عذبا
    ليروي صحراء قلبي القاحلة
    وليعيد الأمل والنور لحياتي المظلمة الموحشة .
    قبلك كنت أعيش مع الناس مدعية أني على قيد الحياة
    لكن أي حياة تلك !..
    إنها خالية من المشاعر والأحاسيس .
    كنت أرسمك وأنا لا اعرف من أنت ؟..
    وابحث عنك وأنا أجهل من تكون ؟..
    حتى وجدتك...
    فشعرت أن قلبي يخفق بشدة بين جوانحي
    صوتك العذب كالنسيم دغدغ مشاعري
    ونفض غبار حرمان السنين عن نبضاتي الخافتة
    لترتفع عاليا
    فتنادي أسمك من أعماق وجداني المتعب من قسوة الأيام
    أحـِبـُكَ.......
    نعم وبكل ما أوتيت من قوة
    غيرت بهواك كل ما كان ممل ورتيب في حياتي
    أشعلت شموع الأمل ومسحت دموع اليأس والحرمان
    وحولتها لابتسامة صافية عذبة نقية
    ملأت بحبك الصادق ذلك الفراغ الرهيب الذي أحسسته قبلك
    كان ليلي قاسيا وباردا وطويل
    ونهاري ممل وثقيل
    فكنت كالقمر الذي أنار دربي
    وكالشمس التي أذابت بحرارتها صقيع عواطفي
    وحولتها إلى نار ثائرة لا تنطفئ إلا بقربك
    معك أنت فقط اشعر بذلك الضعف الأنثوي
    الذي افتقدته من سنين
    كنت بدأت أعتقد أني أصبحت حجرا أصم لا يحس
    لكن أنت .. فلقت الحجر بحنانك عليَّ
    وفجرت ينابيع صافية من الأحاسيس الدافئة الرائعة
    والأحلام الوردية الجميلة
    حينما تخطر في بالي أغلق عيناي على صورتك وأتنهد
    لأملأ ما حولي بذرات غرامك التي تخرج مع أنفاسي
    أريدك دوما معي ولي...
    فأنت لا تدري كم تعبت حتى وجدتك...
    كنت قد فقدت الأمل ومللت الترحال
    حتى عثرت على محطتك
    لأجعلها الأخيرة والأصدق في حياتي...
    أثق بك وأعشقك حتى الثمالة........
    . فأنت حبي وسندي ومصدر اطمئناني......
    عمرت قلبي ....
    وأسعدت حياتي
    وستظل أحلى خفقان قلبي وأجمل عناويني
    واصدق كلماتي......
    آه كم أحبك........... نعم أنا أحبك

    * * *
    ولم أتوقف يوما عن الإشارة بان الحب موجود في أعماقنا .. يكبر مع توطين مشاعرنا في ارض خصبة .. نسقيها بوافر الثقة والإحساس :
    أنا .. وهي .. والأشواق تأخذني

    أقرا صفحات الحب من وجدك

    واسمع صدى شوقك بهمسك

    لتذوب آهاتي فوق جراحاتك

    وأشرب المر في بعدك

    واسري في الفضاء لأجلك

    فما دمعت عيناي إلا لهمك

    وعندما أرى بعضا من حروقك

    تفرح الدنيا وتضحك لأجلك

    يا ريم ... لا تترددي بقولك

    فحبي قد لازم حبك

    سنين العمر ومضة بقربك

    فتكلمي .. واكتبي .. فلا تترددي فأنا أسمعك

    سالت الله مدادا .. كي لا افقد وصلك

    ليبقى يراعي يرصد الخبر لأجلك

    ويتغنى باسمك مدى عمرك

    إن كنت مخطئا ً في هواك

    فما أحلى الخطيئة في حبك

    * * *
    ولو سيقت لي الجواري منحة لي

    فلا أجد سواك ما يشفي علتي

    هناك ... بين الأطلال طال انتظاري

    والعاديات برموشهن يداعبن بصري

    ويلوحن بأ صايلهن فوق السرج ِ

    ومن خلفهن تنطلق شهب الفتن ِ

    وضياء النفس ما خاب يوما في نظري

    فحبيبة عمري صانعة الوتر ِ

    ما عرفت لحنا أشجى من هذا النغم ِ

    بصوتها روح الحياة وهديل الحمام عند السحر ِ

    وفي همسها شجون النديم في صحوة السكرِ

    ومن عيونها برق السماء عند المطر ِ

    وفي صدها صراخ كالرعد وصاعقة عند الخطرِ

    وفي قولها حكمة العاقل المتزن ِ

    ناديتها .. من خلف الضياء لأني لا أقوى على النظر ِ

    سبحانه ربي فقد أحسن خلق البشرِ

    فهي حبيبتي .. ريم لها كل الأسطر ِ

    * * *

  5. #25
    الصورة الرمزية د/ الماسة نور اليقين أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    المشاركات : 358
    المواضيع : 38
    الردود : 358
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    س 9

    على ضفاف و مرافئ الأدب والثقافة والعلم
    على بساط الحوار واللقاء المكلل بعطر البنفسج
    نقف امام سيد الابجديات
    مكللا بالزهور والياسمين ليبوح لنا بنبل الكلمة
    وما اختزلته من رقة وجمال
    فها نحن اليوم نقف أمام هامة ثقافية وعلمية شامخة
    وفحل من فحول النثر والأدب اخترق جدار العلم وثبت رايته الشماء
    أستاذي القدير / محمد رامي

    ما رأيكم ؟..الأسرة هي البيئة الأولى التي يولد فيها الفرد .. وينمو .. ويشب .. ويترعرع ..
    وهى الوسيط الأول للتنشئة الاجتماعية .
    وهي عماد المجتمع حقاً .. فهي اللبنة الأولى في المجتمع ..
    والتنشئة الأسرية الجيدة : هي التي تشجع على إبراز التفكير الابداعى عند الأبناء ..
    مع الأسف أهمل الآباء دور الكتاب وأهميته في حياة أبنائهم ، فاهتموا بتسلية الأبناء وترفيههم وإلباسهم احدث الملابس وشراء احدث الألعاب التي تنمي النزعة العدوانية لديهم وتبعدهم عن حب المطالعة ومصاحبة الكتب وإهمال القراءة والاطلاع ، فالأسرة هي المحرك الأساسي والدافع لغرس حب القراءة وتقديسها في نفوس الأبناء منذ الصغر ، مع الأسف إن فاقد الشيء لا يعطيه
    ألتكنولوجينا والتطور التقني في وقتنا الحاضر أصبحت وطيدة بينها وبين الأطفال !!
    التلفاز وأقماره الصناعية ، الهواتف ألنقاله ، البلاياستبشن ، الإنترنت ، وغيرها
    بعضها بالنسبة لنا نحن الكبارأصبحت جزءاً ليتجزأ من حياتنا أليوميه ،، لكنها بمنظور أطفالنا أساساً مهماًليستطيعون الاستغناء عنه !!
    نحن نعيش في عالم مُختلف ،،التطوّر بمنظوري أصبح شيءٌ مُخيف
    في كل يوم ،، تقنية جديدة،، واكتشاف غريب!!
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (( كلكم راع وكلكم سؤول عن رعيته ))

    الأطفال أمانه في أعناقنا ،، سُنسأل عنها يوم الحشر والحساب ..

    أستاذي :
    منذ عقود لم يكن للتكنولوجيا دورا في التعليم
    وكان اعتماد الكل على ذاتية التوجيه من خلا ل المدرسة والبيت وكانت النتائج أكثر نجاحا
    ما رأيكم أستاذي في التحول الحضاري والتسارع الذي طرا على كل شيء
    بتطور التكنولوجيا
    وأهمها الفرق بين البساطة والحياة الهادئة التي عشناها
    ومع تعقيدات الحياة الحالية على أبنائنا
    سؤالي هو وجه التباين بين جيلين
    دخول التكنولوجيا الحديثة مؤخرا
    المؤثرات السلبية والايجابية من هذا التطور
    ما هي إيجابيات هذا التطور ؟؟
    و ما هي أبرز سلبياته ؟؟

    ما تأثيرها في يوميات أفرادها.. في تصرفاتهم و تعاملاتهم مع بعض؟؟
    و كيف نحمي العلاقات الأسرية من سلبيات التكنولوجيا؟؟

  6. #26
    الصورة الرمزية محمد رامي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 877
    المواضيع : 55
    الردود : 877
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي ج9

    ج 9

    الكريمة والغالية

    الدكتورة : الماسة نور اليقين


    مرة أخرى أعود لألتقي معكم في مسيرة الحياة الطويلة .. استشف من مدارجها بعضا مما أجده ضروريا لمناقشة هذا السؤال .
    إن تعاقب الأجيال يحدث بعضاً من المتغيرات الإيديولوجية في حياة الإنسان ، وهذه المتغيرات قد تفضي إلى تباين مطلق في التربية ، والسلوك . فان ما نشأ عليه آباؤنا يختلف عما نشأنا عليه ، وبالتالي يختلف عند أبنائنا. فلو راقبنا كل مسالك التربية والتوجيه لأدركنا أننا مغيبون تماما عنها .. وما كان معتمدا في أصول التربية أصبح في عالم النسيان عند الأجيال التي أعقبت أجدادنا . والاهم من ذلك أن البنية التربوية آنذاك اختلفت جذريا عن وقتنا الحالي ، لكن ما ترسب في أذهاننا ، والشيء المثير ، أن نسبة التغيير من جيل إلى جيل كانت في تسارع متزايد ، فما حدث من تغير تربوي واجتماعي مابين الأجيال كان كبيرا جدا
    وما شهده التاريخ من انتقال مرحلي خلال خمسين عاما لا يعادل ما حصل خلال عشرة أعوام ، وهذا مؤشر واضح على تغيير المنهج السلوكي التربوي على الأجيال المتعاقبة بسرعة كبيرة . فالحاجة ملحـَّة كي نمارس بعض الطقوس التي تبين وجه المقارنة بين الماضي والحاضر، وكيف اختلفت في أدائها التربوي والتعليمي بين جيلين .
    لقد تغيرت أساليب التوعية التربوية .. وأصول الاستيعاب .. حسب مقتضيات الغاية آنفاً ، وفي وقتنا هذا.
    اذكر هنا على سبيل المثال :
    عندما كنت طفلا في بداية المرحلة الابتدائية ، كان أهم ما نطمح له ، أو نحلم به أن نحقق النجاح والتفوق ، بالرغم من الظروف الصعبة التي كنا نمر بها ، بالإضافة إلى عدم توفر الوسائل الترفيهية ، التي تخفف من عبء المعاناة الاجتماعية عند الكثيرين .
    1 ــ استخدام العنف في التعليم .
    2 ــ ضائقة ذات اليد لعدم توفر المال بسبب انتشار الفقر .
    3 ــ بعد المسافات بين البيت والمدرسة وسوء الأحوال الجوية .
    4 ــ عدم اهتمام الآباء في تعليم أبنائهم وحثهم على تعليم إحدى المهن .

    كل هذه النقاط أثرت سلبا على نفسية الطفل في تحصيل العلم . وكان لها الأثر الفعال في اكتشاف وسائل إبداعية تخفف من هذا العبء ، فكان رد الفعل باتخاذ إجراءات عفوية ، واصطلاحات تربوية أوجدها الطفل بنفسه ، واجتهد فيها متبنياً طريق النجاح .
    اعرف الكثيرين ممن نهجوا طريق العلم بأصول تربوية بحته رغم افتقار أوليائهم للمنهجية التربوية ، كانوا يلجأون إلى مصابيح الشوارع للدراسة تحتها مستفيدين من نورها حتى ولو كان خافتا ، وذلك بسبب عدم وجود مكان في البيت المكتظ بأفراد العائلة ، أو الإنارة. و استطاعوا أن يحققوا نجاحات متواصلة وتوصلوا إلى أعلى المراتب . وليس غريبا عليهم لأنهم وضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا وسعوا إليه بكل اجتهاد ، بالرغم من معارضة الأهل لهم والضغط النفسي للبحث عن عمل بدلا من ضياع الوقت في هذا الكلام ــ نظرية مرفوضة حتما ــ وكان من أهم وسائل الترفيه لديهم هي إيجاد الفرص لخلق ما يحققون به ذاتهم باللهو أو اللعب وقت الفراغ ــ إن وجد .
    كانت الطبيعة ، وطرقات الضواحي هي المنقذ الوحيد لتدارك التقصير في الدراسة ، بالإضافة إلى وجود المساجد والزوايا التي كانت تشهد تجمعات طلابية ، تتبادل المعرفة والحوار في كل العلوم .
    ورغم ذلك المعاناة كان الظفر حليف الإنسان ، والتفوق والإبداع في استحقاقات النجاح . الإنسان بحقيقته لا يعرف المحال ، وفي وسعه اجتياز كل العقبات بإرادة التصميم إضافة إلى تحصيل العلم .. كان الطالب يجد ويجتهد ويقوم بعمل معين ليكسب بعضاً من المال ليستطيع المتابعة ، لذا نجد الكثيرين قد احترفوا عملا ما ، مع اختصاصاتهم العلمية . وهنا اذكر ما حدث لي في إحدى مراحل التعليم .
    كنت يومها في الصف التاسع .. الثالث إعدادي .. وكانت يومها تسمى شهادة الكفاءة .. وكنت محظوظاً نسبيا بين أترابي ، لان والدي رحمه الله كان يحب العلم كثيرا لكن مقرونا بالعمل .. ويشجعني دائما على التفوق والمثابرة . فكنت استيقظ في الفجر ومع بزوغ خيوط الشمس الأولى لأتوجه خارج المدينة سالكا الطرق الترابية المؤدية إلى الضواحي ، برفقة مجموعة من الطلاب ، كلا بيده كتابه ، يطالعه بكل تفهم ، إذ أن فهم الدروس مع شروق الشمس يكون رائعا يستوعب الطالب كل ما يقرأه . وهكذا يستمر بنا الحال إلى أن نصل إلى مكان قد يكون نبع ماء ، أو ظل شجر ، أو .... لنرتاح بعض الوقت ، ونكفئُ راجعين من حيث أتينا والكتاب رفيقنا وأعيننا لا تفارق السطور حتى نصل بيوتنا في الضحى . فكنت أتناول إفطاري والحق بورشات عمل الوالد لأعمل معه ، فقد كان بناء ً رحمه الله ، وفي عصر نفس اليوم أعود للبيت أتناول غدائي ، ثم التحق بزملائي في نفس مشوار الصباح حتى المغيب ، ومن ثم نعود أدراجنا من جديد لنلتقي مساء ً بشكل مجموعات نتدارس المواد العملية مثل الرياضيات والفيزياء لوقت متأخر من الليل . وهكذا دواليك .حتى يتحقق النجاح بحمد لله .

    أحبتي .. وأعزائي
    لقد سردت هذه القصة علها تجد آذاناً صاغية لدي أبنائنا الذين احتواهم التطور والحداثة وأصبحوا أداة منفذة للتكنولوجيا المعاصرة . لقد خطفتهم بهرجة الحضارة ، ونسوا ما يتوجب عليهم أداؤه ، فعاثوا في الطرق الصحيحة لتحصيل العلم ، واعتمدوا على أسهل الطرق .
    فالغرابة أن تطرح على أي من هؤلاء سؤالاً بسيطا .. فيكون الرد مثقلا بهمومه الخاصة ومشاكله ، وينسيك ما سألته ، ويذهب بك بعيدا إلى متاهات لا يعرف مداها إلا الله عز وجل . فتراه مستاءً من إحدى الفضائيات ، أو ماركة الجوال ، أو انزعاجه لان النت لا يعمل لديه جيدا مما أفشله في تحميل فلم كذا ، أو أغنية كذا ، وهكذا دواليك ..
    ونسي أن الكتاب ينتظره بشوق كي يأنس بوجوده .
    إنها والله مصيبة وصلنا إليها ، فقد احتلت الحداثة نفوسنا بالشكل السلبي ، ولم نراعي فيها الصواب .. فنحن بحاجة إلى ذلك التطور بالشكل المفيد ، و الذي يسمح بالرقي ، لا بالتراجع والتمسك بذيول الحداثة .
    كان الطفل ينمي موهبته ذاتيا بابتداع العاب مسليه تنمي العقل والجسد ، وكل ذلك في الهواء الطلق ، فتقوى بنيته ، وتبتعد عنه الأمراض . أما اليوم أصبحت الألعاب الكترونية ، لا تتطلب من الطفل إلا البقاء إما أجهزة الحاسوب .. أو التلفزيون ساعات طويلة ينسى نفسه فيها ، وكأن المكان قد خلا من كل شيء .
    أي علم هذا الذي بات هامشيا .. واستخدام الوسائل الحديثة . دمرت كل ما هو جميل في حياتنا .. وعبثت في مشاعرنا ، وحولتها إلى جماد تحركه التكنولوجيا الحديثة .. باستخدام الوسائل التي جعلتنا نأسف على الماضي بكل ما حوا ...
    لماذا ؟... لماذا ؟..
    هل يعقل أن نستقر وفق هكذا نهج .. نستطلع الآراء فلا نجد إلا الغموض .. وانعدام حس المسؤولية ..
    أين آباءنا وأجدادنا ليروا ما حل بنا .. من سقوط واستهلاك ؟..
    كيف يكون الحل ؟ ..
    في احد الأيام كنت بزيارة لصديق وكان مديرا لإحدى الثانويات . كانت المفاجأة أن رأيت العجب من بعض الطلبة وهم يحاورون مدرسا بأنه لم يختار الجوال المناسب ، والماركة الجيدة ، ويحاورنه كأنه رفيقا لهم .. دون احترام .. بدلا من أن يناقشوه في بحث ، أو معضلة رياضية , أو وووووو.... وتساءلت لماذا وصلنا إلى الدرك الأسفل ؟ .. وأصبحت المدرسة مكانا للاستجمام وكأننا نذهب إلى حديقة أو نادي .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
    كان الطالب يحني رأسه أمام مدرسه احتراماً له .. ولا ينبث ببنت شفة أمامه ..
    لقد انعدم حس المسؤولية ، وأصبحوا كالكرة تتدحرج تحت أقدام اللاعبين الكبار .. والذين رسموا لهم مستقبل الخزي والعار ، دون رادع .
    سيدتي الجليلة :
    اقسم إنني أمام السؤال الصعب .. والمستحيل .. لأننا نعيش في توهان مظلم .. والبحث فيه عن النجاة فيه يلزمها ثورة تربوية متفقهة بالدين ، تعرف حدود الله ، والأخذ بتجارب الأقدمين ، وحنكتهم في الفصل بين الخطأ والصواب ، كما سبق وقلت :
    ابني آمال مستقبلك بوعيك وإدراكك لحقيقة الحياة
    ، مستفيداً من تجارب آبائك وأجدادك

    وقلت أيضاً :
    المجتمع يبين الطريق الصحيح ، بفضل إرادته العامة 0 والبيئة تصور الحياة الحاضرة 0
    أما الطبيعة هي المادة التي يتقلب عليها الطفل ، لتكسبه مرونة الحياة وعمق التفكير
    .

    لقد سحقتنا أخطاؤنا .. ودمرتنا أنانيتنا ، وسكننا الخوف من المستقبل ، فأهملنا واجباتنا ، وقادتنا الأحلام المبهرجة إلى الهاوية ، بعد أن تخلينا عن مبادئنا الصحيحة ، واستهلكننا الحياة الحديثة بكل ما قدمته ، ونحن غير عابئين بما حصل أو سوف يحصل .. أين المفر ؟ والجهل غزا قلوبنا ، وأنكرنا على أنفسنا أخلاقياتنا ، وتزودنا بترهات مستوردة لتدمير عقولنا ، ونسينا أن الحياة تتطلب الكثير من التعاون والتواصل والحب ،
    لا أن نبيعها بثمن بخس تحت أسماء مدرجة دوليا لتقضي على البقية الباقية من سلوكياتنا التربوية .
    لقد وصل أجدادنا إلى ابعد مكان شرقا وغربا .. يحملون رايات العلم والعمل .. صنعوا حضارة لا زالت نبراس يشيد به القاصي والداني .. على مر الأجيال واقتلعوا كل العثرات التي واجهتهم ، متحدين كل جنون العالم .. حتى اثبتوا للعالم أننا أهل علم وعمل .. وليسوا دعاة ذل وقهر وعدوان .. كله بفض إيمانهم حمل رسالة الإسلام والسلام ..
    فأين نحن منهم بعد أن تسلحنا بالتكنولوجيا التي سلبت أبناءنا الراحة والأمان ..
    إنني لا أعارض أبداً أن نتسلح بالعلوم الحديثة واخص منها التكنولوجيا المتطورة .. لكن لأغراض تقينا ذل السؤال .. وتدعم بناء مستقبلنا ، فقد وجدت لتحقيق الذات ، وتسهيل الأمور الحياتية وكسب الزمن .. كي لا نضيع سدى . وحتى لا نركض لاهثين وراء من سبقونا .
    طفل لا يعدو من العمر بضع سنوات .. يناقشك في أمور غريبة وكأنه متحدث كبير، يفقه في مدلولات الحداثة .. ويجهل حساب الأعداد ،
    طالب في المرحلة الثانوية لا يعرف جدول الضرب .. أو يحفظ قصيدة لشاعر كبير .. أو أبواب الصرف والنحو في إعراب فعل الماضي أو المضارع ، ويخلط بين الاسم والفعل والحرف ...
    تسأله عن أغنية .. يجيبك فورا عن كلماتها ، ومغنيها وملحنا وفي أي كليب موجودة ..
    إنني أرى هنا بناء الأجيال القادمة بناء سليما .. تتلبسهم الثقة .. والإيمان بالله ، متمسكين بالعقيدة السمحة .. بإرادة المتشوق لبناء مستقبل مشرق.. متسلحين بأبجديات الحداثة الايجابية . متنكرين لسلبياتها .. معتنقين قول الرسول الأعظم محمد صلى الله عيه وسلم
    علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ..
    إنها الرياضة الجسدية التي تنمي الذاكرة .. وتشحذها .. وتنشط الدورة الدموية ..
    لا للخمول والانطواء وظلمة مقاهي النت ..

    هناك العديد من الحالات التي تحاكي مضمون هذا التساؤل ، فالمجتمع الحديث ينطق بالكثير الكثير ، والماضي مليء بالصور التي تدعم رؤيتي ، وما أردته ، وأوردته ، عنا اليسير من المواقف والحالات المرضية .

    يا الله .. عفوك ولا غضبك .. ارحمنا يا ارحم الراحمين .. وأبعد عنا الذل والهوان .. واغفر لنا ذنوبنا .. و أعفو عنا يا غافر الذنب أنت الغفور الرحيم .


  7. #27
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي

    جهد مميز ماتع
    أفادنا بحق هذا اللقاء المبارك
    بوركت الجهود المبذولة هنا
    إنها تجارب الكبار التي نتعلم منها
    ونأخذ العبر والدروس
    بوركتم وسلمتم
    تحياتي

  8. #28
    الصورة الرمزية د/ الماسة نور اليقين أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    المشاركات : 358
    المواضيع : 38
    الردود : 358
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود فرحان حمادي مشاهدة المشاركة
    جهد مميز ماتع

    أفادنا بحق هذا اللقاء المبارك
    بوركت الجهود المبذولة هنا
    إنها تجارب الكبار التي نتعلم منها
    ونأخذ العبر والدروس
    بوركتم وسلمتم

    تحياتي
    سيدي القديرمحمود فرحان حمادي شكراً لذلك الحضورالزمردي في عالم الابحار
    ولتلك الحروف الشفافة
    لروحك باقات نرجسوجلنار
    ولردك كل زهرات الياسمين
    دمت ودام عبيرك بين رواد الفكر والروعة نجما ساطعا في عالم المعرفة
    لك جل التقدير والاحترام لشخصكم الكريم
    الماااسة نوراليقيننقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #29
    الصورة الرمزية د/ الماسة نور اليقين أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    المشاركات : 358
    المواضيع : 38
    الردود : 358
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي س 10

    س 10


    بسم الله إن تعدوا نعمة الله لن تحصوها ، والتَّبسم فى وجه أخيك صدقة .
    كلنا فى هده الدنيا وفى ظل الظروف التي نعيشها ، والأزمات الى تمر بها أمتنا ، جعلت من المُسَلَّمِ أن نعرف كيف نعيش الحياة بشكلها الصحيح .
    الكل يتذمر .. الكل لا ينفي حق الآخر في حياتنا .. الكل مقطب الجبين مستاء ــ الأب .. الأم .. رئيس العمل .. المستخدم .. حتى الدعاة ــ .
    لمادا؟؟؟؟؟؟ لست ادري رغم أنا حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ،علمنا كيف نعيش فى ظل كل الظروف والمواقف.
    أستاذي القدير محمد رامي
    :

    قد نعيد الثقة والسعادة والأمان إلى نفوسنا ، ونفوس الآخرين بحرف يكون الصدق فحواها ، والحب ينبوعا لها ، وما يزيد من سعادتنا مبادرتنا دون طلب أو إلحاح .
    نصوغ مفردات حياتنا بنظم من صدق الكلمات التي نؤمن بها، لتتحول مرارة الأقدار لذائد قد نشتهيها ، ويصبح ضيق الحياة مجالا رحبا للأماني .
    قد تملك مفاتيح السعادة وتبحث عن ذاتك في منعطفات الحياة .. لتعرف أسرارها .. ومكنوناتها .. وتتعامل معها باحترام ..
    تعطيها بلا حدود .. و تضبط كل ذلك في حدود شريعتك و منهجك ودينك .. فإذا انقادت لك ذاتك في ذلك ، يمكننا أن نقول تلك هي المتعة اللامتناهية في حتواء الذات.

    أستاذي :
    عندما يزورك الإلهام للحرف بانفعالاته وشحناته
    فمن يتحكم في الآخر وأين تجد المتعة أستاذي؟
    كلا منا له دراية بروعة المتعة الروحية ، فهي أجواء من الانتشاء والسعادة والمرح ، تملأ جوانب الإنسان .. تجده متمتعاً بصحوهِ ونومه ومعيشته .
    لأنه خارطة ينهجها .. فالهدف المنشود بداية من نقطة ، تبدأ بجدولة حياته ، عالماً مآله ومنشأه وخَلْقَه ،
    مخالفة رأي الشاعر حين قال :
    جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
    ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت
    وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبيت
    كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
    لست أدري

    كيف تراها استاذي .. هل معظمها في قبضة الجراح النازفة والحياة البائسة ؟. أم في ظل العيش الباسم والأمل الضاحك؟


    جل تقديري واحترامي لشخصكم الكريم

  10. #30
    الصورة الرمزية محمد رامي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 877
    المواضيع : 55
    الردود : 877
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي ج 10

    ج 10

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    سيدتي :

    لقد وضعت يدك على الجراح الذي أدمى نفوسنا ، وهز كياننا ، وشتت مشاعرنا .
    اليوم ونحن نعيش مترديات الاحتقان المسلكي لكل مقومات الحياة ، تولدت لدينا حالة مزرية من السقم المستشري في نفوسنا ، وتبدلت مفاهيم الحياة الهادئة .. بصخب صارخ هز مداركنا ، وأنتج حالة صعبة ، نتيجة السخط المتراكم ، وافتقاد الثقة بالنفس اولاً وما حولنا ثانياً . فاسسلمنا لقيود مفروضة ، واحتكمنا الى من لا يعرف معنى العدل . ونسينا ان البر والوفاء من أهم الوسائط التي تنقلنا الى التفكير الصائب في مكونات الحياة عامة ، وتكفل لنا التقدم والرقي ، واصلاح ذات البين في اجتهادنا لصناعة غد أفضل .
    ان مبررات اللامبالاة تسقط من أيدنا مقومات الحياة المسؤولة ، وتسئ الى بناء الذات ، وتتقوقع نفوسنا لتتحنط في حجور التردي والانهيار، وتضيع في متاهات الانحدار والانحطاط الفكري والنفسي . إن ذلك يجعل الإنسان متذمرا من كل ما يحيط به إن كان سلوكياً أو اجتماعياً لا يعرف ماذا يريد ، وماهي الخارطة التي ينتهجها ، وكأنه قشة تتقاذفها الرياح لا تعرف مستقراً .
    سيدتي :
    رحلة العمر قصيرة قياساً بمردود الفكر ، فلماذا لا نستغلها بضياء النفس وصفاء الروح ، لتتحول الحياة من صخبها وضجيجها الى راحة وأمان . لتكتنفها متعة الروح ونشوة الحب الالهي . بقليل من التفكير والرؤيا الصائبة تتحقق معجزة الأمان والسعادة ، لكن ضعف النفوس ، واستهجان الأفكار المقيتة ، تحطم الإرادة وتسخر من جديتها . وكان الحياة ملهاة وعبث . لا نستجدي منها إلا أبسط الأمور ، نهوى ملذاتها بدون حدود ، ونسمح باختراق متعمد لنزواتنا ، لتهميش الحياة بكل مقوماتها . وعندما نهوي في براكين الضعف والذل نستجدي صحوة الضمير بعد فوات الآوان . وضياع فرصة النجاة من البداية . فأين المفر ؟. فلا ملاذ لنا الا بالتوسل والرحمة والغفران ، والدعاء لله ان يرحمنا من ذل أنفسنا .
    لقد تطرقت الى العديد من تلك النقاط في نصوصي أذكر منها على سبيل المثال :

    أنـــــا إنســــــــان
    لم يعد الكلام يجدي ..
    ولا التعبير ينفع
    إحساس سكن وجداننا
    وأصبحنا قرينين
    فالإشراق بهجة
    و ضياء النفس راحة
    فلينتهي كلام الإعجاب
    وكلام الغرام
    وليكن إحساسنا أرقى من أن يقال
    لا تخضبه حروف رعناء
    ولا تجرحه أوهام
    لقد انطلقت مشاعرنا بزغرودة
    عشقها الصغار والكبار
    وتألق نجمينا في الفضاء
    واهتزت مواقف الحساد
    إني هنا ..
    إني هنا إنسان
    لست طيفا يتوارى بلحظ اقتضاب
    ولا ظلا يتسلل خلف الأجساد
    أنا إنسان
    عرف الحب في المهد ..
    وتألق في كل الأوقات
    ما أساء لإنسان
    ولا جعل من أيامه سطورا تباح
    أبداً .. أنا إنسان
    في أعماقي ألف حكاية
    وفي عقلي ملايين الحروف تنتظر الإفراج
    وما تشابه عندي إحساس
    فقد تفردت بحب خلا من أي إذلال
    عندما أتكلم ..
    اعرف انك خلف الحجاب
    تنتظرين الإعلان
    وها أنا بين يديك إنسان
    فهل أجد الراحة والأمان ؟..
    مهما تعددت الأسباب
    فالموت قادم لا محال
    فلكتن أيامنا ودقائق أمورنا
    بحثا عن الضياء
    ضياء القلب
    ضياء الفكر
    ضياء الإحساس
    عندها تصبح الكلمات ذات معنى
    وجوهر النفس يشع بريقا من الأعماق
    اسأل الله أن لا تأخذ بنا الأهوال
    ولا تجرحنا الكلمات
    نرتدي حشمة الوقار
    وحب الخير للناس
    ونزكي نفوسنا بحسن الخلق والمقال
    ففي كل لحظة ينبثق شعاع
    ينير دروب الأجيال
    فلتكن حكايتنا رمز هداية لا ضلال
    وليعلم الجميع .. أن الكمال لله
    ومن صبر نال
    ومن سار بحسن نية يصل بسلام
    فلا نتجاوز حدود الله ..
    فالصبر هو المفتاح
    نصادق أنفسنا ..
    ونضعها في كفة الميزان
    كي لا نقع في الأخطاء
    ونشيد بروجا من الإيمان
    كي لا نخسر الميزان
    في الدنيا والآخرة سواء
    أناجيك مناجاة الروح للروح
    فلا تعيري الأجساد أي انتباه
    فحماية الحب لا نرجوها
    إلا من رب العباد
    ولنعرف مقامنا بين الناس
    أنا إنسان ..
    والإنسان خطـّاء
    فلنصحو لأنفسنا قبل فوات الأوان
    وعذري أنني إنسان
    عنده مشاعر وإحساس

    وكتبت أيضا ً:

    عجبــي !!..

    عجبــي لمن اتخذ من المذلة مغنما ًّ!..
    وانتحل صفة الزهاد
    وباع براءة الأطفال بالغش والخداع
    وسعى إلى وادي الرقاق محبة
    ونسي أن التوحيد للواحد القهار
    صـَبـَتْ نفسه إلى المهانة برغبة
    و أومأ رأسه عن الاستحقاق
    واسلم نفسه للشيطان برغبة
    وكأن الحياة أضحت رحلة .. واستجمام
    والناس من حسن نيتها سحرها الكلام
    والقول المعسول أصبح زادٌ لها كل صباح
    يا نفس لما التذلل وقد عهدتك صائبة
    وما ترامت لها النفوس بجهل
    إن هي إلا الهوان
    عجبي !!..
    إن الأرض تتسع لكل العباد
    والخير منشور في كل البقاع
    لكن الخداع تغلغل في النفوس
    والحب صار في طي الصفحات
    ما من معجزة تنقذ الهوان
    ألا التوحيد للواحد القهار
    والإيمان بأن سطوة النفس لا تقهر إلا بحسن الأخلاق
    رويدك يا هذا ... فان المعاش رزق من الله
    وأي تبرير في سلوك المراوغة لا يفيد
    سحقا لمن ادعى الفضيلة عن ظاهر
    والقلب يسكنه السواد
    وما عرف أن الناس تنفض من حوله
    جزاء لما اقترفته أيديه من الأعمال
    ورب الكون يعرف ما تسره النفوس وما تكتم
    فهل يبقى بعدها سر في الأعماق
    انظر يا بن آدم حولك
    فترى صنيعك في الوجوه
    غيظ .. وكره .. وتساؤل عن الحال
    فلا تبخس نفسك بالغفران
    الوقت قد طال وأنت نائح
    وجدول السؤال اكتظ بالكلمات
    ويحك إن لم تبالي أبداً
    فانك سائر إلى عالم الفناء
    فارحم نفسك من وطرها
    فان الموت لا يستثني أحداً من العباد
    إن سُئلت عن خير.. لخير مقصد
    كان الجواب بتجاهل السؤال
    تدعي أن القوم قد حاصروك بغيهم
    وأنت الرشيد وصاحب القول السديد
    تبا لك ..ألم تعي انك مخطئ
    فلمَ الجبروت والتنكر للأصحاب
    هيهات أن يهنأ لك بال
    ما لم تأخذك عبرة الجهلاء
    وصمة عار طبعت على جباههم
    لأنهم أنكروا ما للعباد من استحقاق
    واذكر أن الله ليس بغافل
    عن شر وادعاء بحسن نية عند الكلام
    وكان الناس غافلون عن الصواب
    أضحت حالك للعيون كنجم في السماء
    جئت مضارب القوم يوما تسألهم
    عن حق لك بينهم
    فهب الكل مذعورا
    أي حق وأنت من تسبب بالخراب
    مهلا .. ورفقا بنفسك يا هذا
    اتعظ ... وتأمل ..
    واقرأ ما كتب على شواهد القبور من كلام
    فلن تدوم إلا للواحد القهار

    وهنا أيضا :

    في غفلة عن العيون

    عبث ...
    عبث أن تجد الخطيئة مخارجها
    فقد تسللت أصابع الحقد إلى مدا رجها
    تسيء .. وتطعن في الخفاء صدق مراميها
    راحت إلى الكره عمدا بتطفل
    يسحق خير ما فيها
    هنا .. وهناك زرعت زهوراً .. ورياحينَ
    لكن عبثا .. هناك من لا يستنشق العبيرَ
    في ظلمة الليل ..
    وفي غفلة عن العيون
    تحققت سطوة الغدر
    وخيانة الأمانة عند مريديها
    كيف تحلو الراحة
    والحقد أصبح من أمانيها
    هل من صحوة بعد أن صار الحق يجافيها
    كلام في النصح لم يلقى آذان صاغية
    سرى إلى نفسها وطراً من تدني مبتغيها
    والغدر ذل لمن عبث في روض الكرام
    واحرق الأرض وما نبت فيها
    هيهات أن تصفو النفوس بسماحة
    فالعقل لا يرضى بديلا
    لمَ الإجحاف بحق مالكه
    والصواب أن نتقرب بالإحسان ..
    لا بالشر والإخفاق
    والخير يرضينا ..
    في ليلة ظلماء كان هاجسها
    رعونة بصحبة فيها الكلام لا يعنينا
    وسوء التصرف يؤذينا
    تجرأت .. دون منازع ..
    أو رافض لسلوك ماضيها
    وانحنت جباه الرقِ أمام تطاولها
    فغدا كل شيء هباءً منثورا
    لماذا ؟..
    لماذا هذا التطاول على حقوق الغير؟.. تعمدا
    فاستهلاك الضمير بخيانة لا يبررها مسؤولا
    كريم ..
    وابن كريم من الأخيار جليلا ً
    هل يؤذى بتصرف خسيسا ؟..
    بئس ما صبئت نفوسهم عملا ذليلا
    والروض عامر ببناته ..
    يزرعون الخير غير عابئين
    تالله ما يقدم على ذلك كريما ً
    وإنما من باع النفس والضمير


    وتابعت في عرض آخر:


    رؤيا في النور


    أغار من نفسي على نفسي
    فمن يفهم قصدي ؟..
    خطوت نحو الأمان بخطوة
    لكن العثرات كانت صـَدي
    وما ادعيت أمرا لست قاصده
    وما بحثت عن خيبة في أملي
    فان ما يحدث أكبر مني
    تأملت الكون بنظرة
    فوجدت أننا أصغر من أي جرم
    بحت للكواكب همي
    والنجوم سمعت همسي
    لان حزني تجاوز كل حد
    أني مدين للحياة بفرحة
    وجدت فيها كل ما أبغي
    وددت أن أعطي لها مثلما تعطي
    لكن ؟!.. تعثرت خطواتي بسوء الظن
    ما شككت يوما أني مخطئ
    لكن ؟!.. سوء التقدير أصاب حدسي
    وارتميت في أحضان التردد لحظة الخوف
    لكن ؟!.. سمو الأخلاق يكبر عندي
    وفي الكائنات تجلت صورة الطيف
    طبع عليها بسمة العمر
    تباطأت خطواتي يوما
    ومردها إلى تطبيع المشاعر
    أريدها .. قوية .. لا تعرف الضعف
    وتوقفتُ بصمتٍ عند قولها
    كي لا أخطئ بقول .. أو رد يسيء الظن
    التحمت رؤية المنظور من بعد
    لتتقاطع المشاعر مع الحرف
    وأيقنت أن الروح لا تعرف أي بعد
    واستمالت بعذوبة ورقة تحدثني
    والخوف في حرفها مصدر القلق
    في صوتها حشرجة حزن ..
    وقولها استشعار عن بعد لانزوائي
    وصمتي عند من لا يسمع صوتي
    قلت يوما إني قرأتها
    لكنني كل يوم أقرا سطراً فيه جديد المعاني
    وما تجمعت مفردات الحديث
    إلا لمعرفة ما أنوي
    كيف ؟.. ومتى ؟.. ولماذا ؟.. ومن ؟..
    كلها حروف تثير الخوف والقلق
    إنها قصة .. ورواية
    حكت فصولها الأيام
    ودونتها على صفحة العمر
    إن كانت بيعة .. فهي غايتي
    فلن تكون إلا همسة دفء
    أيتها المقهورة من غدر
    إن الزمان كفيل بالنسيان
    ووفاء العهد فيه المنال
    لخير وافد من الإحساس
    وصدق القول أن لا تبرحي برجك
    فان الكمال لله الواحد القهار
    إياك والظنون قاتلة
    فلا تهبي نفسك للشيطان
    وتفاءلي خيرا عند كل شروق
    فان البهجة مع الإشراق
    وانسجي رداء الحب بثقة
    عله يخفف الآلام والأحزان
    فداؤك أمي وأبي ..
    فمثلك لا يـُقـَدَّرُ بالدرهم والدينار

    سيدتي :
    أتمنى أن أكون قد أفضت في الرد ، وأوضحت الفكرة حسب رؤيتي ، علها تصل الى المتلقي بعين الرضا وحسن القبول .

    اللهم نسألك الإيمان .. وبراءة الأبدان .. وحفظ اللسان .. واستدراك الأخطاء .. وحب الخير.. واستشراق الامال.

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. عالم النت في عالم القلم
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 01-10-2018, 09:56 PM
  2. م/محمد رامي .. د/نور اليقين
    بواسطة محمد رامي في المنتدى تَرَاجِمُ أُدَبَاءِ الوَاحَةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-01-2011, 01:00 AM
  3. الإبحار في عيون الوطن
    بواسطة أحمد مكاوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-05-2009, 05:33 PM
  4. عَالمُ الأبَعادِ فِي الخلقِ القَصَصِي
    بواسطة محمد سامي البوهي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-04-2007, 02:07 AM
  5. مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 08-09-2006, 03:05 AM