أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: و هنا يستيقظُ العجب ..

  1. #1
    الصورة الرمزية أحمد عبد المنعم سرساوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : القاهرة
    العمر : 42
    المشاركات : 96
    المواضيع : 15
    الردود : 96
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي و هنا يستيقظُ العجب ..


    و هنا يستيقظ العجب ..

    القصة الشاعرة .. بين جدل الأرصفة و المؤسسات الثقافية

    حين تعلم آدم الأسماء كلها ، أصبح مأموراً بالسعي والنظر والتفكر ليحقق إعمار الأرض الذي هو أحد أهم الأهداف السماوية لوجوده في هذا الكون. منذ ذلك الحين ظل آدم وبنوه في حركة دائمة لاكتشاف جديد على كل مستويات الحضارة ومعطياتها، ليبدو العالم على سطح الأرض كما نراه من اكتشاف واختراع وبنيان. وإذا كان إعمار الأرض يأتي كنتيجة لسلسلة ( السعي والنظر والتفكر )، فإن هذه السلسلة جميعها تكوّن الأركان الرئيسة لعقلية الأديب الذي يسلم بعد ذلك مفاتيح الإعمار إلى من يقوم بالتنفيذ. ثم يبدأ في عقد سلسلة جديدة ليظل القائد الحقيقي لمسيرة التطور الحضاري على مستوى الزمان والمكان.

    وهكذا يبقى الأديب الحقيقي دوماً في سلسلة من التفكر ملازمة لنبض قلبه ولا تنقطع إلا بانقطاع ذلك النبض. وبينما ينتقل الأدب من مرحلة إلى أخرى ( وأخص الأدب العربي ) تظهر حركات التجديد التي تحدد ملامحه وأهدافه في كل مراحل تطوره. ومن هنا يصبح التجديد في ذاته سنة قديمة، لكنها دوماً تخلق كل ما هو غير مسبوق. وأبرز نماذج التجديد في الأدب العربي الحديث كان ابتكار جنس أدبي جديد.. ألا وهو القصة الشاعرة، والتي تعود ريادتها وتأصيل منهجها العلمي إلى الأديب محمد الشحات محمد مؤسس ورئيس جمعية دار النسر الأدبية لرعاية المواهب. ويعد العنصر الأبرز في جديدية / حداثة القصة الشاعرة، هو قدرتها على التفاعل الذهني بين الشعر والقصة ( كمثل المركب في المواد الكيميائية )، بحيث تأتي بعناصر جديدة للكتابة والتلقي، لتحقق هدف كلا الجنسين عند ذائقة القارئ، وفي الوقت نفسه تحقق أهدافاً أخرى أهمها ( خربشة ) العقل وتحفيز المتلقي للمشاركة الأصيلة في عملية الإبداع، ثم الانتقال إلى مرحلة جديدة في هذه العملية ، وهي اجتياز شركاء الإبداع لحاجز التفكر إلى أفق المشاركة في تنفيذ حركة الإعمار كانعكاس مادي لذلك التفكر.

    وإذا كانت حركات التجديد الأدبي في مراحل سابقة تتعرض لدعاوى متباينة لإثبات نسب، فإن القصة الشاعرة تؤكد على تفرد العرب بهذا التجديد خاصة وإثبات نسب حركات التجديد السابقة إلى آبائها الشرعيين بشكل قانوني وعلمي واضح.

    وقد اعتاد الأدب على تعسر ميلاد كل جديد، ويغلب الظن على أن السبب في ذلك التعسر هو البيئة الحاضنة لهذا الميلاد. هذه البيئة دوماً ما تتقلب على صخرتين من الثرثرة والصخب. ولا يخفى على أحد حالة التورم السرطاني التي أصابت هاتين الصخرتين لتصبحا طليعة الموكب الأدبي، فيصعب على عموم الناس – وقد أصابهم نفس الورم – تحديد أصحاب الموكب ورموزه، فتشيع الفوضى وتكثر الثرثرة ويعلو الصخب، ولا يستطيع المبدع الحقيقي إلا أن ينتبذ مكاناً قصياً يجد من خلاله صفاء الروح وهدوء الطبيعة وعطاءها.

    وهذا أظنه ما حدث مع أديبنا محمد الشحات محمد، حين أدهش الموكب الأدبي بجنس أدبي جديد ينعم بصوت وصورة متفردين. ومع أن القصص الشاعرة تحفظ للعقل البشري حقه في الحياة، إلا أن غثاء القافلة لا يفتأ يغذي الورم المتفشي ليظهر سائداً مع كونه لا يتجاوز حدود اسمه.

    نعم .. القصة الشاعرة تبث روحاً تجديدية محورية في تاريخ الأدب، وتشكل إبداعاً غير مسبوق من حيث البناء والأثر، وتشبع نهم النقاد والأدباء، بل الجمهور، وتجعلهم يسنون أقلامهم وأرواحهم لورود ذلك النبع المفعم بألق الطبيعة البكر، والتي نفتقدها الآن في كل مستويات الحياة.

    ولأن الآداب غير العربية تحظى بحيز غير وفير من أشكال الموسيقى ووسائل الموسقة، كانت القصة الشاعرة دليلاً حقيقياً على السبق والتفرد العربيين في تجديد الخطاب الأدبي، مما يثير التساؤلات حول مراحل التجديد جميعها والجذور الأصيلة لهذا التجديد. ولو تتبعنا بعين المدقق الحركات الإبداعية المغايرة، لوجدنا أنها كلها تستقي من نبع التراث العربي الأصيل. وهنا تجدر الإشادة بدور المؤسسات الثقافية في إحياء تراثنا العربي الذي يثبت للعرب نسب كل الأبناء لآبائهم الحقيقيين بذوق رفيع وشرف محقق.
    وبينما تأتي القصة الشاعرة بكل جديد ومدهش، تثير تناولاً مدهشاً أيضاً للموضوعات، يجعلها وجبة لا تفتقر لأي من العناصر الغذائية، بل تضيف إلى ذلك ذائقة جديدة يتوق إليها القارئ العربي والعالمي. وتنفرد القصة الشاعرة بأسلوب خاص في طرح الموضوعات يجعل القارئ ينظر من مختلف الزوايا وبمختلف العيون، وهذا ما يحقق للقارئ دوره البارز في عملية الإبداع.

    ومما تم نشره من نصوص القصص الشاعرة، نجد أنها تستوعب الخوض في أي موضوع يطرأ على المجتمعات الحديثة. هذا الاستيعاب يأتي لكونها تقدّر مدى المفارقات والروابط والدلالات، مما يجعل النظرة عندها – أي القصة الشاعرة – أكثر شمولاً ومواجهة للحقيقة.

    من خلال ذلك نستطيع مناقشة القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية وغيرها وحتى نخترق حدود مثلث المحظورات بشكل علمي وإلهامي رائع. من هنا تناقش القصة الشاعرة كل ما يطرأ على العقل البشري المزدحم بأفكار وشبهات متباينة، ولكنها تؤكد في مجمل تناولاتها على فكرة أصيلة تجمع كل آفاق أفكارها في كون واحد يتلخص في معنى "الهوية" والذي – إن نظرنا مليّاً – نجده أصل كل تطور وجذر كل صراع ونقطة انطلاق كل حوار ولقاء.

    من أهم ما ساعد على اكتمال هذا البنيان الجديد، تلك البيئة المحيطة من الزخم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ونشوء نظرة جديدة للجمهور – بما فيه الأمي – تجعل منه ناقداً بطبيعته. وهذه النظرة نفسها نشأت في ظل عالم مفتوح الأفق مرفوع الستائر، مما جعله دائم التشكيك في كل ما يصطدم به عقله. وكاد هذا التشكيك أن يسلط لسان سيفه على كل مستحدث!

    في ظل هذه البيئة المزدحمة بالفراغ من اللمسة الحانية، تولد القصة الشاعرة على يد أديب ظل عقوداً يسعى وينظر ويفكر، عابراً بذلك سماوات السلسلة الإبداعية، ومشاركاً بقلم لا يستكين في أشكال الأدب المختلفة قديمها وجديدها، ومغترفاً من معارف تراثية وحداثية ساهمت في تشكيل رأس حوى ألق العولمة وزقاقاتها في آن واحد. قلبي معه محمد الشحات محمد، كم عاش من العمر يشعل بجنون إبداعه نجوماً مطفأة، وكم ظل يسرج الضياء في نجوم أخرى لم تعرف طعم النور من قبل. وهنا أجد الحمل ثقيلاً، في زمن أتعبه جدل الأرصفة وأرهقه تذلل الحق على باب اللامبالاة، ودارت به رحايا البحث رمزاً عن رغيف خبز وملعقة زيت.
    لكنه ليس بغريب أن يشقى الأديب لسعادة الأدب، وخاصة رواد التجديد الذين يشقون مرتين؛ مرة في رحلة الوصول إلى المبدعين أنفسهم، والمرة الأخرى في رحلة الوصول بالمبدعين إلى ذائقة القارئ الحقيقية. لكن أخيراً يبقى سؤال: كيف لا يرضى الناس بما هو قائم، ويسعون دائماً للتغيير، وعندما تظهر ملامح جديدة يكون رد الفعل اللاإرادي والأول هو عدم الرضا أيضاً؟!

    نعود إلى بقعة الضوء المسلطة على معاداة كل رائد تجديد فكري، من شأنه أن ينتج كل جديد مادي يعشقه الجمهور من أول نظرة. فحينما يظهر اكتشاف أو اختراع مادي، تتلقفه الأفئدة، بينما الباعث الرئيسي لذلك الاختراع - وهو دوماً فكري وأدبي – يواجه بكثير من الجهل والنكران ... وهنا يستيقظ العجب.

    أحمد السرساوي

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عبد المنعم سرساوى مشاهدة المشاركة
    وهذا أظنه ما حدث مع أديبنا محمد الشحات محمد، حين أدهش الموكب الأدبي بجنس أدبي جديد ينعم بصوت وصورة متفردين.
    ومع أن القصص الشاعرة تحفظ للعقل البشري حقه في الحياة، إلا أن غثاء القافلة لا يفتأ يغذي الورم المتفشي ليظهر سائداً مع كونه لا يتجاوز حدود اسمه.

    لكنه ليس بغريب أن يشقى الأديب لسعادة الأدب، وخاصة رواد التجديد الذين يشقون مرتين؛ مرة في رحلة الوصول إلى المبدعين أنفسهم، والمرة الأخرى في رحلة الوصول بالمبدعين إلى ذائقة القارئ الحقيقية. لكن أخيراً يبقى سؤال: كيف لا يرضى الناس بما هو قائم، ويسعون دائماً للتغيير، وعندما تظهر ملامح جديدة يكون رد الفعل اللاإرادي والأول هو عدم الرضا أيضاً؟!

    نعود إلى بقعة الضوء المسلطة على معاداة كل رائد تجديد فكري، من شأنه أن ينتج كل جديد مادي يعشقه الجمهور من أول نظرة. فحينما يظهر اكتشاف أو اختراع مادي، تتلقفه الأفئدة، بينما الباعث الرئيسي لذلك الاختراع - وهو دوماً فكري وأدبي – يواجه بكثير من الجهل والنكران ... وهنا يستيقظ العجب.
    أعتقد أن السبب الأساسي وراء الموقف السلبي من القصة الشاعرة سواء توجسا كان او تربصا ، يتأتى ابتداء عن الجهل بماهيتها، والخلط ما بينها وبين الشعر القصصي والمسرحية الشعرية
    على قاعدة التقائهم جميعا في سمة الشعرية التي تحمل في مضمونها حرفا مموسقا وصورا ومفردات متناغمة بدلالاتها وتأثيرها، ناسين أو متناسين أن للقصة الشاعرة معايير تختلف تماما عن تلك التي تحكم قصيدة تحكي قصة ما، أو مسرحية صيغت بقالب شعري .
    ولعل علينا أن نردد ونؤكد على ما تقوم عليه القصة الشاعرة من معايير تبدأ بالتدوير الشعري الذي لا يتحقق إلا في شعر التفعيلة لتعارضه مع ثوابت القصيدة العامودية، وينطبق على القصة القصيرة دون غيرها لاعتمادها الاختزال والتكثيف، ولأن المسرحية والرواية يستحيل معها اعتماد التدوير لتبدأ وتنتهي بدون انقطاع، ولا تقف طبعا عند حدود لغة الترميز و شخصية النصّ و خيال الكاتب وحبل طويل من السمات الشاعرية للنصوص عموما.

    وعلى الشاطيء الآخر من الحقيقة ذاتها تقف الفكرة التي ما زلنا نخجل من الاعتراف بها، وهي أن من دأبنا الوقوف في وجه أي ابتكار غير منسوب للآخر الغربي، فلو كان للقصة الشاعرة نسب أفرنجي لسارع المتحذلقين لتبنيها وفرضها على المشهد الثقافي، مستفيدين مما يقدم لهم إعلاميا ورسميا من دعم ودفع، حتى تترسخ وتصبح واقعا أصيلا في الأدب، لندخل بعدها في جدلية إثبات نسب هذا اللون الفني تماما كحالنا مع غيره
    ولكن القصة الشاعرة جاءت هنا واضحة الجذور، فتوافق مع طبيعتنا في التعاطي أن نعلن عليها حربنا، ملحقينها بغيرها من الفنون إصرارا على إنكار وجودها من أصله ، وهي تقف أمام أعيننا لونا فنيا له جمالياته وعمقة ومزاياه.
    فليس في الأمر عجب
    وليس إلا أننا حتى هنا ، إبداعنا رهن لإرهاصاتنا

    موضوع من العيار الثقيل جدا

    دمت مبدعا شاعرنا
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيحة الرفاعي ; 25-01-2011 الساعة 09:46 PM

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي



    القصة الشاعرة جزء من النسيج الفكري و الحضاري يدخل في نطاق الفن الجميل بمبادئ إنسانية جديدة ،

    و الدعاية للقصة الشاعرة تقوم على صوت الحكمة والتأني و هضم أدواتها ، و مِن ثمّ برؤية مالا يتمكن الآخرون من رؤيته ، و إثبات الشخصية المُميزة للقصة الشاعرة في سياقها الفكري و الأدبي و الفني ..،

    وما بين اتصال المتناقضات و انفصالها يُمكن استيعاب أبعاد هذا الفن الكتابي الجديد واستشراف آفاق مستقبله ..

    و مبدع القصة الشاعرة يُبلور روح العصر بقيمته الفنية وموضوعيته الفكرية ليُجسّد عملاً إبداعياًّ يلفتُ الأنظار ، و يُمكّن الأجيال التالية من تذوّق هذا العمل الإبداعي وكشف جوانبه الجمالية ..

    أما عن غبار "الجهل و النكران" الذي يُطْلقه بعضهم حول القصة الشاعرة –كأي إبداعٍ جديدٍ- و مبدعيها ، فهو يُمكن اعتباره وسيلة دعاية مُتطرفة غير مقصودة من صانعي هذا الغبار لمضمون هذا الفن ، و سوف يزول الغبار و تبقى مبادئ إبداع القصة الشاعرة في رحاب الفن العظيم

    ...............

    أخي الشاعر و الناقد المبدع
    أحمد السرساوي



    أشكركَ جزيلاً .. ، و حسبي قولك :- "لا غريب أن يشقى الأديب في سبيل سعادة الأدب"
    وقول المبدعة القديرة ربيحة الرفاعي : "موضوع من العيار الثقيل جداًّ" فضلاً عن توضيحها لبعض الملابسات ، و شرحها لبعض الفروق بين القصة الشاعرة ،وغيرها من الفنون الكتابية الأخرى ، و علينا فعلاً إبراز هذه الفروق بثقة إبداعية و إيمان بالريادة في كتابة القصة الشاعرة التي ( تقف أمام أعيننا لونا فنيا له جمالياته وعمقة ومزاياه)

    و هذه الثقة الإبداعية من أهم أساسيات زوال غبار معارك الجهل و النكران و (إثبات النسب) ، و توكيد عدم توقف مسيرة الإبداع العربي


    وصلت الرسالة ، ومازال حوار النقد الهادف مستمراًّ


    ودّي و تقديري

    عرفْتُ طعْمَ الندى بالصومِ مُرْتَجَلاً .... و النورُ منطقةٌ أرنو إلى فيها
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الشحات محمد ; 27-01-2011 الساعة 01:11 PM

  4. #4
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عبد المنعم سرساوى مشاهدة المشاركة

    و هنا يستيقظ العجب ..



    وقد اعتاد الأدب على تعسر ميلاد كل جديد، ويغلب الظن على أن السبب في ذلك التعسر هو البيئة الحاضنة لهذا الميلاد. هذه البيئة دوماً ما تتقلب على صخرتين من الثرثرة والصخب. ولا يخفى على أحد حالة التورم السرطاني التي أصابت هاتين الصخرتين لتصبحا طليعة الموكب الأدبي، فيصعب على عموم الناس – وقد أصابهم نفس الورم – تحديد أصحاب الموكب ورموزه، فتشيع الفوضى وتكثر الثرثرة ويعلو الصخب، ولا يستطيع المبدع الحقيقي إلا أن ينتبذ مكاناً قصياً يجد من خلاله صفاء الروح وهدوء الطبيعة وعطاءها.


    ليس بغريب أن يشقى الأديب لسعادة الأدب، وخاصة رواد التجديد الذين يشقون مرتين؛ مرة في رحلة الوصول إلى المبدعين أنفسهم، والمرة الأخرى في رحلة الوصول بالمبدعين إلى ذائقة القارئ الحقيقية. لكن أخيراً يبقى سؤال: كيف لا يرضى الناس بما هو قائم، ويسعون دائماً للتغيير، وعندما تظهر ملامح جديدة يكون رد الفعل اللاإرادي والأول هو عدم الرضا أيضاً؟!

    نعود إلى بقعة الضوء المسلطة على معاداة كل رائد تجديد فكري، من شأنه أن ينتج كل جديد مادي يعشقه الجمهور من أول نظرة. فحينما يظهر اكتشاف أو اختراع مادي، تتلقفه الأفئدة، بينما الباعث الرئيسي لذلك الاختراع - وهو دوماً فكري وأدبي – يواجه بكثير من الجهل والنكران ... وهنا يستيقظ العجب.
    المورق أحمد السرساري
    قراءة واعية ورزينة تحتكم إلى العقل والمنطق
    لن أقول أكثر ولا وابلغ مما قرأته هنا وقد اقتبست كلامك ليكون بمثابة رد لأنه جاء وافيا وشافيا
    فالإبداع الحقيقي مهما حورب ينتشر ويسود
    ومرة أخرى شكرا على هذا الثراء وألف تحية لأستاذنا محمد الشحات محمد على اجتهاده ومثابرته
    تقديري

  5. #5
    الصورة الرمزية أحمد عبد المنعم سرساوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : القاهرة
    العمر : 42
    المشاركات : 96
    المواضيع : 15
    الردود : 96
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة


    أعتقد أن السبب الأساسي وراء الموقف السلبي من القصة الشاعرة سواء توجسا كان او تربصا ، يتأتى ابتداء عن الجهل بماهيتها، والخلط ما بينها وبين الشعر القصصي والمسرحية الشعرية
    على قاعدة التقائهم جميعا في سمة الشعرية التي تحمل في مضمونها حرفا مموسقا وصورا ومفردات متناغمة بدلالاتها وتأثيرها، ناسين أو متناسين أن للقصة الشاعرة معايير تختلف تماما عن تلك التي تحكم قصيدة تحكي قصة ما، أو مسرحية صيغت بقالب شعري .
    ولعل علينا أن نردد ونؤكد على ما تقوم عليه القصة الشاعرة من معايير تبدأ بالتدوير الشعري الذي لا يتحقق إلا في شعر التفعيلة لتعارضه مع ثوابت القصيدة العامودية، وينطبق على القصة القصيرة دون غيرها لاعتمادها الاختزال والتكثيف، ولأن المسرحية والرواية يستحيل معها اعتماد التدوير لتبدأ وتنتهي بدون انقطاع، ولا تقف طبعا عند حدود لغة الترميز و شخصية النصّ و خيال الكاتب وحبل طويل من السمات الشاعرية للنصوص عموما.

    وعلى الشاطيء الآخر من الحقيقة ذاتها تقف الفكرة التي ما زلنا نخجل من الاعتراف بها، وهي أن من دأبنا الوقوف في وجه أي ابتكار غير منسوب للآخر الغربي، فلو كان للقصة الشاعرة نسب أفرنجي لسارع المتحذلقين لتبنيها وفرضها على المشهد الثقافي، مستفيدين مما يقدم لهم إعلاميا ورسميا من دعم ودفع، حتى تترسخ وتصبح واقعا أصيلا في الأدب، لندخل بعدها في جدلية إثبات نسب هذا اللون الفني تماما كحالنا مع غيره
    ولكن القصة الشاعرة جاءت هنا واضحة الجذور، فتوافق مع طبيعتنا في التعاطي أن نعلن عليها حربنا، ملحقينها بغيرها من الفنون إصرارا على إنكار وجودها من أصله ، وهي تقف أمام أعيننا لونا فنيا له جمالياته وعمقة ومزاياه.
    فليس في الأمر عجب
    وليس إلا أننا حتى هنا ، إبداعنا رهن لإرهاصاتنا

    موضوع من العيار الثقيل جدا

    دمت مبدعا شاعرنا


    الأديبة الراقية

    دام قلمك ناطقاً بالحق
    ودام الأدب جهورياً وحضارياً

    شكراً على إضافاتك المميزة دوماً

  6. #6
    الصورة الرمزية أحمد عبد المنعم سرساوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : القاهرة
    العمر : 42
    المشاركات : 96
    المواضيع : 15
    الردود : 96
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الشحات محمد مشاهدة المشاركة


    القصة الشاعرة جزء من النسيج الفكري و الحضاري يدخل في نطاق الفن الجميل بمبادئ إنسانية جديدة ،

    و الدعاية للقصة الشاعرة تقوم على صوت الحكمة والتأني و هضم أدواتها ، و مِن ثمّ برؤية مالا يتمكن الآخرون من رؤيته ، و إثبات الشخصية المُميزة للقصة الشاعرة في سياقها الفكري و الأدبي و الفني ..،

    وما بين اتصال المتناقضات و انفصالها يُمكن استيعاب أبعاد هذا الفن الكتابي الجديد واستشراف آفاق مستقبله ..

    و مبدع القصة الشاعرة يُبلور روح العصر بقيمته الفنية وموضوعيته الفكرية ليُجسّد عملاً إبداعياًّ يلفتُ الأنظار ، و يُمكّن الأجيال التالية من تذوّق هذا العمل الإبداعي وكشف جوانبه الجمالية ..

    أما عن غبار "الجهل و النكران" الذي يُطْلقه بعضهم حول القصة الشاعرة –كأي إبداعٍ جديدٍ- و مبدعيها ، فهو يُمكن اعتباره وسيلة دعاية مُتطرفة غير مقصودة من صانعي هذا الغبار لمضمون هذا الفن ، و سوف يزول الغبار و تبقى مبادئ إبداع القصة الشاعرة في رحاب الفن العظيم

    ...............

    أخي الشاعر و الناقد المبدع
    أحمد السرساوي



    أشكركَ جزيلاً .. ، و حسبي قولك :- "لا غريب أن يشقى الأديب في سبيل سعادة الأدب"
    وقول المبدعة القديرة ربيحة الرفاعي : "موضوع من العيار الثقيل جداًّ" فضلاً عن توضيحها لبعض الملابسات ، و شرحها لبعض الفروق بين القصة الشاعرة ،وغيرها من الفنون الكتابية الأخرى ، و علينا فعلاً إبراز هذه الفروق بثقة إبداعية و إيمان بالريادة في كتابة القصة الشاعرة التي ( تقف أمام أعيننا لونا فنيا له جمالياته وعمقة ومزاياه)

    و هذه الثقة الإبداعية من أهم أساسيات زوال غبار معارك الجهل و النكران و (إثبات النسب) ، و توكيد عدم توقف مسيرة الإبداع العربي


    وصلت الرسالة ، ومازال حوار النقد الهادف مستمراًّ


    ودّي و تقديري

    أخي الأديب "العالمي" الكبير

    أنا الذي أشكرك على جهدك المرابط دائماً فيما بعد الأفق
    لك كل المودة والتقدير

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    لعل الموضوع لم يحظ بحقة من المشاهة والاطلاع

    أرفعه من جديد بعد ان طوته الصفحات

    دمتم بألق

المواضيع المتشابهه

  1. مَتَى يَستَيْقِظ ..احْسَاسك ..؟
    بواسطة محمد حمود الحميري في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 20-03-2022, 06:51 PM
  2. فوائد الخيار لمن يستيقظ منتصف النهار !
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-03-2006, 10:45 AM
  3. العجب : أسبابه - مظاهره - علاجه ....!!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-04-2004, 10:37 PM
  4. متى يستيقظ العرب؟
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-03-2003, 03:05 PM