|
أَرقُبُ اليَومَ وِقفَةً لِلتَّصدِّي |
وَ اندِلاعًا لِثَورَةٍ مِنْ تَحَدِّ |
وَ أَرَى الخَلقَ بَعدَ حِقبَةِ ضَعفٍ |
يَتَمَنَّونَ كُلُّهُمْ شَدَّ زِندي |
نَهَضَ الشَّعبُ مِنْ غَيابَةِ ظُلمٍ |
كانَ يَجتازُ ذُلَّها بِالتَّرَدِّي |
فَإِذا الحَقُّ مارِدٌ لا يُضاهَى |
وَ إِذا الجَورُ راغِمٌ لَيسَ يُجدي |
لا تُغَرُّوا بِمَنْ أَطالَ نُباحًا |
حَولَ سُوري فَفِي عَرِينِيَ أُسدي |
قَدْ رَأَى الغاشِمُ العَصِيُّ بُروقي |
وَ بِلا شَكَّ سامِعٌ صَوتَ رَعدي |
أَنظِرُوني لِمَوعِدٍ مِنْ حَرِيقٍ |
لِمَنِ اختارَ عامِدًا ثَأرَ ضَهدي |
كُلُّ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ نالَ مِنِّي |
خانَهُ الظَّنُّ وَ انتَهَى تَحتَ حَدِّي |
أَنا مِصرُ . الزَّمانُ يَعرِفُ قَدري |
وَ الحَضاراتُ تَقتَفي خَطوَ مَجدي |
وَ فَمُ الدَّهرِ يَشتَهي لَثمَ خَدِّي |
وَ يَدُ العِزِّ تَرتَجِي خَطبَ وُدِّي |
أَنا مِصرُ . السُّيُوفُ تَعرِفُ حَدِّي |
وَ أَنا الثَّأرُ ساكِنٌ بَطنَ غِمدي |
دَولَةُ العُربِ مِنْ صَهِيلِ خُيُولِي |
وَ الفُتُوحاتُ كُلُّها بَعضُ جُندي |
دَمُ أَبنائِيَ الذِينَ أَطاحُوا |
نُصُبَ الظُّلمِ حارِسٌ دُونَ فَقدي |
وَ كَما كُنتُ لِلعُرُوبَةِ صَرحًا |
سَيَكُونُونَ لِي . أَنا لَستُ وَحدي |
فَلِمَنْ صانَ جانِبي صِدقُ عَهدِي |
وَ العَذاباتُ لِلذِي صارَ ضِدِّي |
أَنا مِصرُ الأَبِيَّةُ ؛ اليَومَ أَمضِي |
فَأَبي النَّصرُ وَ الشَّهادَةُ جَدِّي |
ظَهَرَ الحَقُّ يا دُنَى فاستَعِدِّي |
وَ اشهَدي اليَومَ نَكسَةَ المُستَبِدِّ |