حَداثَةٌ في تفهيم البليد
غَشِيَ الموجُ عيونَكْ
فَغَدَوا يستنجدونكْ
خَبَرًا صاروا جميعًا
فبماذا يُخبرونَكْ؟!
بِتَّ تستنقذهمْ أنتَ
وهُمْ يستنقذونكْ
وأبَى الذابِحُ مِنْ أَجْلكَ
أنْ يُذْبَحَ دونَكْ
أيها القاتلُ ..
هذا الموتُ
قَدْ رَادَ حصونَكْ
جاءَ مَنْ تحسبهمْ حَمقى ..
يُداوُونَ جُنُونَكْ
مثلما كنتَ
"تُريهمْ ما ترى"
جاؤوا يُرُونَكْ
لا تَسَلْ بَحْرَ المَضِيمِينَ
لماذا يكرهونَكْ؟!
ولماذا بَعْد فَرِّ الخوفِ
كَرُّوا يلعنونَكْ؟!
أنتَ حِبٌّ لعِدَاهُمْ
ولهذا يَمقُتونَكْ
وترى الدِّينَ بغيضًا
ولهذا يبغضونكْ
لا تَسَلْ عنكَ ضحاياكَ
وسَلْ عنكَ سجونكْ
إسأَلِ البلدةَ
تِيْ حُزْتَ وحَمّلْتَ ديونَكْ
كلُّ إنسانٍ لهُ بَطْنٌ
ولمْ تُحْصِ بُطُونَكْ
سَغِبَ الزُّرَّاعُ فيها
وهُمُ لا يُشْبِعونَكْ
بِرَغِيفِ الكادحِ الخامِصِ
سَمَّنْتَ مُجونَكْ
يا بليدَ الرُّوحِ ..
ذُقْ -بَعدَ اللذاذاتِ- شجونَكْ
زَرَعَتْ كفُّكَ ذُلا
فاحصد الساعةَ هُونَكْ
أمّةٌ عَنْ مُرِّ ذُلٍّ
لمْ تَصُنْها، لنْ تَصُونَكْ
يومَ هشَّمْتَ عِظامَ الشَّعب
هَشَّمتَ قُرونَكْ
فافْهَم الساعةَ
مَنْ مُنْذُ عُقودٍ يفهمونَكْ
إنما يرتاب في أمركَ
من لا يعرفونكْ