عادات هامة لتحرير الجهد
بقلم خالص جلبي
إن جو اللافعالية التي يطبع حياتنا يجعلنا نستنفر التفكير من أجل تحرير الجهد في قواعد مفيدة وقد هداني التفكير إلى بلورة سبعة أفكار.
1 ـ القانون الأول ( فكرة القانون أو السنة ) :
المشاكل لها حلول قطعاً . يجب أن نفترض أن كل مشكلة لها حل ، سواء انكشف لنا سرها أو غاب ؛ فالمشكلة ليست في ذاتها بل في موقفنا منها .
أهمية هذا القانون هو استنفار الجهد لمعرفة قانون حدوث الاشياء . الكون يقوم على ( السنة أو القانون ) ويمتاز القانون بأنه قابل للفهم . وفهمنا للقانون يمنحنا السيطرة عليه ، وفهمه أو ( تسخيره ) والتي تعني الخدمة المجانية ، لاعلاقة لها ببطاقة ( تعريف ) الانسان ، من جنس ولون ، أو عرق ولغة ، أو ثقافة ودين ، أو طبقة وعائلة ، أو حزب وشريحة . القانون مثل مغارة علي بابا سرها في كلمة افتح ياسمسم.
2 ـ القانون الثاني ( قانون بذل الجهد ) :
كل بذل للجهد ( يقلص ) من حجم المشكلة ، باعتبارها تراكم معقد للاشياء ، والاشياء تسبح في العادة بين ثلاث مواقع : ممكنة .. صعبة .. مستحيلة .. من المهم جداً معرفة الحدود الثلاثة ؛ فبموجبها تتوقف الحركة ، أو تنشط من عقال .
3 ـ القانون الثالث ( قانون المبادرة )
موقفنا من المشاكل يخضع لجمود أو حركة ، إما بانتظار عنصر خارجي يحل المشكلة ، أو القفز للتدخل فيها ولو لم يطلب منا ذلك .
الشكل الأول الأفراد فيه مسحورون ، ينتظرون الأوامر ، ويشكلون مجتمعاً مسحوب الارادة ، مشلول الوعي ، والثاني مجتمع أفراده مسلحون بالوعي ، وحس الانتماء ، وروح الدفاع ، والأخذ بزمام المبادرة .
4 ـ القانون الرابع ( الممكن والمستحيل )
هناك علاقة جدلية بين الممكن والمستحيل ؛ فعندما نزهد في الممكن ، ونحلم في المستحيل ، نصبح عملياً في إجازة مفتوحة بإلغاء آلية الجهد . المستحيل يعني أن لافائدة من بذل الجهد ، والصعب يتطلب الجهد المكافيء.
والاطباء عندما يواجهون حالة توقف قلب يعالجونها بالصدمة الكهربية وحركات تمسيد القلب والانعاش الهوائي بما فيها التنفس من الفم للفم . وعندما ييأس الفريق الطبي من استفاقة القلب من الصدمة ينفضوا أيديهم من القلب اليؤوس منه ؛ فيتقبلوا الموت كحقيقة لامفر منها ، ويتوقف بذل الجهد لإيقاف القلب من كبوته .
5 ـ القانون الخامس ( قانون التغيير بالتدخل )
يعتبر الضغط الدموي منذرا بارتفاع حده الأعلى وافتراق حديه ؛ مثل 180 على 80 فيجب تقريب الحدود وضغط الرقم الانقباضي الى أسفل ؛ كذلك في القانون النفسي الاجتماعي ؛ فيجب تقريب حدي الممكن والمستحيل من خلال معادلة عكوسة .
6 ـ القانون السادس (قانون التركيز)
(عمل واحد في وقت واحد) اعتبر القرآن أن الله لم يعط للمرء الا قلب واحد ليفكر في قضية واحدة في وقت واحد ( ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) لاحظتُ ذلك في ألمانيا في رحلة تخصصي . الواقف على صندوق المحاسبة في المحل كل قلبه للزبون ، ومن بعده غير موجود عنده حتى يفرغ من الأول ويتفرغ للثاني ، في ثلاث قوانين فرعية : كل الوقت والاهتمام والوجه للزبون الأول ، لاشيء على الاطلاق للآخر. الفرع الثاني: يجب أن يمشى الزبون الأول سليم الحساب منبسط الاسارير ويجب أنهاء عمله على الوجه الأكمل ( قانون اتقان وحدة العمل ) الفرع الثالث: ليس العبرة تمرير عدد ضخم من الزبائن بنتائج غير مرضية . يجب تمرير عدد سليم أياً كان رقمهم ، مسواة أعمالهم على الوجه الأكمل . ليس العبرة في كثرة العمل بل في حسنه وإتقانه . يعتبر القرآن أن الموت والحياة خلقا لهذا الهدف (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) .
7 ـ القانون السابع (قانون الانجاز):
هناك علاقة جدلية عكسية متصاعدة متنامية في الانجاز؛ فيجب أن ينجح الانسان وينجز العمل في جو من الأناقة والنظافة. ويتولد عن الانجاز أمران: صعود في مستوى الطاقة؛ فمع كل انجاز تصبح الطاقة في خروجها من العملية غيرها عند بداية العملية .
الثاني : الثقة بالنفس والسعادة؛ فليس أطيب للنفس من النجاح، ولا أيأس من الفشل.
والنجاح يقود الى السعادة ومزيد من النجاح. الفشل يقود الى الإحباط مثل المرض الذي يقود الى المضاعفات وتدهور الحالة وهكذا..