أَنَّى لِفَجْرِكَ يَا قَلْبُ ابْتِسَامُ فَمِ
وَالحُزْنُ يَعْصِرُ دَفْقَ الخَفْقِ بِالأَلَمِ
مَنْ ذَا سَيَحْفِلُ إِنْ تَبْكِ الدُّمُوْعَ دَمًا
وَمَنْ سَيَسْأَلُ إِنْ تَجْأَرْ مِنَ الرَّغَمِ
كَيْفَ ابْتِسَامُكَ وَالأَزْهَارُ نَهْبُ رَدَى
عَلَى الغُصُوْنِ وَلَيْلٌ حَالِكُ الظُّلَمِ
البِنْتُ تُسْحَقُ فِي أَشْلاءِ دُمْيَتِهَا
وَالمَوْتُ يَعْزِفُ ثُكْلاً صَاخِبَ النَّغَمِ
وَدَمْعَةُ الأُمِّ تَجْرِي وَهْيَ مُثْقَلَةٌ
فَوْقَ الخُدُوْدِ وَدَمْعُ القَلْبِ كَالحِمَمِ
وَالعَدْلُ كَالخِنْجَرِ المَسْمُوْمِ يَطْعَنُهُمْ
وَالصَّمْتُ يُعْمِلُ فِيْهِمْ مَنْطِقَ العَدَمِ
آهٍ مِنَ العَالَمِ المَخْدُوْعِ فِي رِمَمٍ
بَاعَتْ ضَمَائِرَهَا فِي مَجْلِسِ الرَّخَمِ
وَأَلْفُ آهٍ مِنَ الأَحْرَارِ إِذْ خَنَعُوْا
لِكُلِّ عَاصِفَةٍ مِنْ نَزْعَةِ العَجَمِ
حَمَامَةُ السِّلْمِ طَارَتْ وَهْيَ نَاقِمَةٌ
سَوْدَاءَ تَحْمِلُ رُمْحًا مِنْ نَزِيْفِ دَمِ
تُسَعِّرُ الحَرْبَ إِذْ طَالَتْ أَظَافِرُهَا
نَارًا تَلَظَّى وَتَسْقِي السُّمَّ لِلْقِيَمِ
فَيَا لِتَعْسِكَ يَا إِنْسَانُ كَمْ ظُلِمَتْ
مِنْكَ الحَيَاةُ وَكَمْ أَتْعَسْتَ مِنْ أُمَمِ
تَرْنُوْ الكَرَامَةُ تَبْكِي وَهْيَ قَائِلَةٌ
لَوْ يَنْفُضُ الذُّلَّ أَهْلُ العَزْمِ وَالذِّمَمِ