أحدث المشاركات
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 51

الموضوع: ديوان الشاعر يحيى السماوي

  1. #21
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي وكتبتُ لو قرأ البعيـدُ كتابي !
    وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم وِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !
    وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسى أبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِ
    وَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوى بسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهـابِ
    وَتَرَنَّمتْ لــو لم تكن مشلـولةً شفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابي
    كيف الغناءُ؟ حدائقي مذبــوحةٌ أزهــــارُها ... ويبيسةٌ أعنابي
    شجري بلا ظِلٍّ .. وكلُّ فصولـهِ قيظٌ .. وظمــآنُ الغيومِ سحابي
    طَرَقَ الهوى قلبي .. وحين فَتَحْتُهُ ألقى به عصـــفاً وعودَ ثقابِ
    حتى إذا كشَفَ الضحى عن شمسهِ ألفيتُني ميتـــاً بنبضِ ثيــابِ
    يتقاتل الضِـــدّان بين أضالعي : عَزْمُ اليقــــينِ وحيرةُ المرتابِ
    صُبْحي بلا شمــسِ .. وأما أنجمي فَبَريقُ بارودٍ وومــــضُ حرابِ
    روحي تمصُّ لظى الهجــيرِ وَتَسْتَقي شفتاي من دمـــعٍ ووهجِ سرابِ
    أرفو بخيطِ الذكرياتِ حشـــاشةً خَرَمَتْ ملاءَتَها نِصــــالُ غيابِ
    الدارُ بالأحبابِ .. ما أفياؤُهـــا إنْ أَقْفَرَتْ داري من الأحبــاب؟
    عابوا على قلبي قنــــاعةَ نَبْضِهِ أنَّ الردى في العشــقِ ليس بِعابِ
    أنا سادنُ الوَجَـــعِ الجليلِ خَبَرْتُهُ طفــلاً .. وها قـارَبْتُ يومَ ذهابي
    صـــوفيَّةَ النـــيرانِ لا تترفَّقي بيْ لو أتيتُكِ حامـــــلاً أحطابي
    قـد جئتُ أستجدي لظاكِ .. لتحرقي ما أَبْقَتِ الأيـــــامُ من أعشابي
    أنا طِفْلُكِ الشيـخُ ... ابتدأتُ كهولتي من قبــلِ بـــدءِ طفولتي وشبابي
    لَعِبَتْ بي الأيـــــامُ حتى أَدْمَنَتْ وَجَعي .. وَخَـــرَّزَتِ العثارُ شِعابي
    يحدو بقافلتي الضَـــــياعُ كأنني للـحـزنِ راحٌ والهمـــومِ خوابي1
    إنْ تفتحي بــابَ العتـــابِ فإنني أَغْلَقْتُ في وجـــــهِ الملامةِ بابي
    أهواكِ ؟ لا أدري .. أَضَعـْتُ بداهتي وأَضــاعني في ليــــلهِ تِغْرابي
    كلُّ الــذي أدريـــهِ أني بَذْرَةٌ أَمّا هــواكِ فجـــدولي وتُرابي
    نَزَقي عفيفٌ كالطـــفولةِ فاهدئي أنا طفلكِ المفـــطومُ .. لا ترتابي
    الشيبُ ؟ ذا زَبَــدُ السنين رمى به موجُ الحيــــاةِ على فتىً متصابي
    "ستٌ وخمسون" انتهين وليــس من فرحٍ أُخيــــطُ به فتوقَ عذابي !
    الدغل والزُقّــــومُ فوق موائدي والقيـــــحُ والغِسلينُ في أكوابي2
    أحبيبة الوجــــع الجليل مصيبتي أن العــــراق اليومَ غاب ذئابِ
    لو كـــــان يفتح للمشردِ بابه لأتيتُهُ زحــفــــاً على أهدابي
    وطويتُ خيمةَ غربتي لو أنهــــا عَرَفَتْ أمانــاً في العراق روابـي
    أوقفتُ ناعـوري على بستانِـــهِ وعلى دجــــاهُ المستريب شهابي
    عانَقْتُها فتوضَّأتْ بزفيرِهـــــا روحي..وعطَّـــرني شميمُ خضابِ
    كادت تَفرُّ إلى زنابقِ خصرهـــا شفتي فـــــرارَ ظميئةٍ لشرابِ
    سكرتْ يدي لمّــا مَرَرْتُ براحتي ما بينَ موجِ جــــدائلٍ وقِبابِ
    وحقولِ نعناعٍ تَفَتَّحَ وردهــــا وسهولِ ريحـــانٍ وَطَلِّ حُبابِ3
    لُذْنا بثوبِ الليلِ نَسْترُ شوقنـــا من عين مُلتصٍّ ومن مرتــــابِ
    فشربتُ أعـــذبَ ما تمنّى ظامئٌ : شهدٌ غَسَلتُ بهِ مُضاغَ الصّــابِ4
    يا أيها المجنونُ – صاحَتْ- دَعْكَ من تُفـــــاحِ بُستاني وَزِقٍّ رضابي
    جَرَّحْتَ فستــاني فكيف بزنبقي ؟ فَأَعِــــدْ عليَّ عباءتي وحِجابي
    حتى إذا نَهَضَ المُكِّبرُّ .....والدجى فَرَكَ العيونَ ولاحَ خيـطُ شِهابِ
    وتثاءَبَ القنديلُ ... وابتدأ السنـا عريانَ مُلْتَفّــاً بثــوبِ ضَبابِ
    صَلَّتْ وصلَّيتُ النوافلَ مثلَهــا وبسطتُ صَحْنَ الروحِ للوهّـابِ
    خوفي عليَّ – وقد تَلَبَّسَني الهـوى- مني ...ومنكِ عليكِ يومَ حسـابِ
    إنْ كنتِ جاحـدةً هوايَ فهاتِـني قلبي وتِبْرَ عواطـفي وصــوابي
    نَمْ يا طريدَ الجَّنتينِ معـــانقـاً خالاًً يشعُّ سناهُ بين هضـــابِ
    عَرَفَتْكَ مخبولاً تُقايضُ بالنـــدى جمراً وكهفَ فجيعــةٍ برحـابِ
    اصحــابَنا في دار دجلةَ عذرَكمْ إنْ غَرَّبَتْ قدمـــاي يا أصحابي
    جَفَّتْ ينابيعُ الوئــامِ وأّصْحَرَتْ بدءَ الربيعِ حـدائق اللبــلابِ
    أحبابَنـا ...واسْتَوْحَشَتْ أجفانَها مُقَلي وشاكسَني طريقُ إيابــي
    أحبابَنا عَزَّ اللقــــاءُ وآذَنَتْ شمسي قُبيـلَ شروقِهـا بغيـابِ
    أحبابَنا في الدجـــلتين تَعَطَّلَتْ أعيــادُنا من بعــدكم أحبابي
    ندعو ونجهل أَنَّ جُلَّ دُعائِنـــا منذ احترفنـا الحقـدَ غيرُ مُجابِ
    نَخَرَ الوباءُ الطائفيُّ عظامنـــا واسْتَفْحلَ الطاعونُ بالأربــابِ
    عشنا بديجورٍ فلمــا أَشْمَسَتْ كشفَ الضحى عن قاتلٍ ومرابي
    ومُسَبِّحينَ تكــاد حين دخولهم تشكو الإلهَ حجارةُ المحــرابِ
    ومُخَنَّثين يرون دكَّ مــــآذنٍ مجداً ... وأنَّ النصرَ حزُّ رقـابِ
    وطنَ اللصوصِ المـارقين ألا كفى صبراً على الدُخــلاءِ والأذنابِ

    1 الخوابي : دنان الخمر وما شابه ذلك
    2 الغسلين : ما يسيل من أجسام أهل النار.
    3 الطل : اللذيذ من الروائح والنعم.
    4 الحباب : بضم الحاء : الحب والود . وبفتح الحاء: ما يعلو الماء أو الخمر من فقاقيع. الصاب : نبت شديد المرارة.

  2. #22
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    جرحٌ على سعة الأفق
    شعر : يحيى السماوي
    قالتْ وفي دمها من لوعة ٍ لهب ُ :
    علامَ وجهُكَ يرسو فوقه التَعَب ُ ؟
    ولِمْ قناديلك َ الخضراءُ مطفأة ٌ
    كأنّما لمْ تزُرْ أجفانها الشهُب ُ ؟
    ولِمْ جوادُك َ جرح ٌ رحت َ تركبه ُ
    فما يضمّك بيت ٌ حيث ُ تغترِب ُ ؟
    فبئست ِ الشمسُ إنْ لم تُسْقِنا ألقا ً
    وبئست الأرضُ لا ماءٌ ولا خَصَبُ
    وبئس عمركَ في الآفاق تنفقُهُ"1"
    نديمُكَ الشوقُ والحرمانُ والوصَبُ
    فقلتُ : عفوَك ِبيْ من كلّ ناحية ٍ
    جرح ٌيؤرّق أجفاني ويحتطب ُ
    أنا المسيح ُ الذي عُلقت ُ أزمنة ً
    على الدروب ِولكنْ قومي َ العَرَبُ
    نذرْتُ للوطن ِ المذبوحِ ِقافلة
    من السنين عليها من منى ً ذَهَبُ
    وللتي خبّأتْ ليْ تحتَ بردتِها
    خالا ً توسّدَ سفحا طيبُهُ العَجَبُ
    كلاهما شاء قتلي دونما سببٍ"2"
    إلآ لأنّ فؤادي الناصحُ الحَدِبُ
    أقسى المواجع:جرحٌ لا يسيل دما ً
    وأعمقُ الحزن ِ:حزنٌ ما له سببُ
    رضعتُ حزنا من الثديين في صغري
    وإذ ْ كبرتُ فحزني أخوة ٌ وأب ُ
    أسامرُ الكأس َأخفي تحت نشوتها
    ذلي وأزعمُ أني صادحٌ طرِبُ
    أخيط جرحي َ بالسكين .. يحرقني
    مائي ويُثْلِجني في جمره اللهب ُ
    عريانُ تُلبِسُني الذكرى عباءتها
    وفي بحيرة حزني يغرقُ الخشَبُ
    أما عبرتُ بحارا ًدون أشرعة ٍ
    وفي حقول فؤادي أتمَرَ القصب ُ ؟ "3"
    فكيف يثكلني عشقي ويذبحني
    عشبي فيفرع في بستانيَ الجدب ُ ؟
    ..
    ..
    فيم َالعتاب ُ؟ وماذا ينفع العَتَبُ ؟
    أنا دخاني وناري ، بلْ أنا الحطب ُ !
    فكيف أطلبُ من بستانها عِنَبا ً
    تلك التي عزّ منها الدّغلُ والكرَبُ ؟
    يا عاشقا ً لمْ تسامرْ قلبه امرأة ٌ
    وسامرتْه دواة ُ الحبر ِ والكتُبُ
    أكلّ مطلع فجر ٍ ثمّ مذبحة ٌ
    وكلّ مهجعِ ليل ٍ ثمّ مُضطرَب ُ ؟
    مُريبة ٌ هذه الدنيا فلا عجب ٌ
    أنْ يكذبَ الصدقُ أو أنْ يصدق الكذِبُ
    بي للأحبة ِوجد ٌ ما عرفت له
    صبرا ً ودون مناي الضّيمُ والرّعُبُ
    للواقفات ـ حياءً ـ خلف نافذة ٍ
    يشدّهنّ الى مُستظرَف ٍ شَغَبُ
    لعازف ٍ تبعث ُ السلوى ربابتُه
    وناسك ٍ ببخور ِالروح يختضِبُ
    آهٍ على وطن ٍ كاد النخيل به ِ
    يكبو ويبرأ من أعذاقه الرُطَبُ
    وكاد يهرب حتى من كواكبه
    ليلٌ ويخجلُ من أجفانه الهُدُبُ
    وربّ ظلمة كهفٍ بعد فاجعة ٍ
    أضاءها حُلُمٌ أو شفّها أرَبُ
    ولسعة ٍ من سياط القهر تجلدنا
    تشدّنا للمنى والفجر يقترب ُ
    ..
    ..

    "1" الوصب : المرض من صبابة وعشق .
    "2" الحدب : الحنين والعطوف .
    "3" أتمر : أعطى التمر قطوفا .
    [/QUOTE]

  3. #23
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    فيمَ اعتذارُك ِ ؟ ما أبقيْت ِ ليْ مُتَعا
    تغْوي العيونَ بنجم ٍ ضاحك ٍ سَطعا
    هبي المسرّةُ عادتْ .. وانتهى زَعَل ٌ
    وأشمستْ ظلمة ..ٌ والودُّ قد رجعا
    فهلْ يعيدُ لمذبوح ٍ صدى أسَـف ٍ
    نبضاً ويُعْشِبُ صخرا ً مائج ٌ خدعا ؟ (1)
    أتيْتُ حقلك ِ ... أستجدي خمائله ُ
    بعضا من الظل ّ لا الأعناب ِ فامتنعا
    دخلته ُ ُ وأنا نهــران ِ من
    فرح
    حتى إذا خذَلَ الإعصارُ أشرعتي
    وفــــزّ نزْف ٌ غفا بالأمسِ وانقطعا
    رجعْتُ أحمل ُ جثماني ... يُشيّعُني
    جفنٌ إذا ذكروا أهلَ الهوى دَمَعــا
    مُقرّحُ الهدب ِلا من جمر ِ أدمُعِهِ
    ولا السّهاد ِ ... ولكنّ الذي سمعا..؟
    وكان يمكنــــهُ لولا خلائقــــــهُ
    قطفَ الزهورِ ورشفَ الشهدِ لو طمعا
    كبَتْ على شفتي مذبوحة ً لغتي
    وأجْهشتْ ضحكة ٌ تسْتعْطفُ الهلعا
    هدمْت ِ كعبة أحلامي ولا سبب ٌ
    إلا لأنّ فؤادي عندهــــا خشعا
    طعنْت ِ بدءَ هيامي طفل َ عاطفـتي
    لا توقظي جرحَهُ الغافي فقد هجعا
    تركتِني في دروب العشق ِ أغنية ً
    شهيدة ً وهزاري بعــد ُ ما يفعا (2)
    مُخضّبٌ بالأسى ما إنْ يُضاحكهُ
    حقل ُ المسرّة ِ حتى يصطلي وَجَعا
    سلي ثراك ِ أمثلي نازفٌ مطــرا ؟
    وناهديك ِ أمثلي مبسم ٌ رضعـا ؟
    ومقلتيــك ِ أكحْــل ٌ زانَ هدبَهمـا
    كما فمي؟ وكصدري كان مُنتجعا ؟
    وساحليكِ ... أمثلي مَرْفأ رَفــِِه ٌ (3)
    إذا تمرّدَ موج ُ الشوق ِ واندفعـا ؟
    أطالبٌ إثـرَ وحشـيّ العذاب ِ ردىً
    فجئتَ تطلـبُ بعد الودّ مصطـــرعا ؟
    أجلْ سعيتُ إلى حتفي ولا عجـــبٌ
    فابنُ الملوّح ِ قبلي و"الطريدُ" سعى (4)
    لثمتُ من شغفي جرحي لأنّ بــــه ِ
    من ورد ِ كفكِ دفئا في دمي ضَوَعا (5)
    وما أسفتُ على نزفي ووأد ِ غدي
    ولا على كبرياء المطمح افتُرِعا (6)
    لكنْ على نُصْح صدّيقٍ رأى شططا
    فما أصَخت ِ لقول ٍ يأمـنُ الفَـزَعـا (7)
    خدعتني؟ لا وربي .. خادعي حلمٌ
    مُضبّبٌ لامَسَتْه الشمسُ فانقشعا
    نصحْته ـ لا تبُحْ وجـدا ً لفاتـنـة ٍ
    قلبي.. فكنت ُ لهيبي والوقود َ معـا
    تمخّضتْ عن بكاء ٍضحكة ٌ وغدتْ
    رزيئة ً نشــوة ٌقدْ أمطرتْْ مُتَعا
    حجبت شمسكِ عني حين حاصرني
    بردٌ وأطبـَقَ َدرب ٌ كان مُتّسِعـا
    ضحيّـــة ٌ أنت ِ ! إلأ أنّ قاتـلها
    غرورُها ... وأخو الدنيا بما طُبِعا
    فجهّزي للهـوى غُسْلا ً ومرثية ً ً(8)
    أمّا أنا ؟ فضياعي جهّزَ الجزعا

    ***
    (1)مائج خادع : السراب
    (2) يفع : اصبح يافعا
    (3) رفه : لان عيشه وطاب
    (4) ابن الملوح قيس العامري والطريد هو توبة الحميري عاشق ليلى الاخيلية
    (5) ضوع : فاح وانتشر عطره
    (6) افترع : أهين
    (7) الشطط : مجانبة الصواب
    (8) الغسل : ماء تغسيل الميت

  4. #24
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    بَـــدَدٌ على بــــددِ
    فتشتُ في قلبي فلم أجِــد ِ
    إلآك ِ قنديلا يُضيءُ غدي
    وفحـصت ذاكرتي : أفاتنة ٌ
    أخرى يُنادِمُ طيفَها خَلَدي ؟
    ونخلتُ حنجرتي لعلّ بها
    بعضَ الصدى من هندَ أو دَعَـدِ
    فوجدْتها تشدو لِيُثمِلها
    ما فيكِ من طيبٍ .. ومن غَيَد ِ(1)
    ووجدْتني من دونها شفة ً
    خرساءَ .. أو جفناً الى رَمَــد ِ!
    فكأنما الأرحام ُ قدْ عقُمت ْ
    من بعدِ مَنْ أهوى .. فلمْ تَلِد ِ!
    ما أنت ِ؟ قوليها علانية ً
    هـلآ أجَبْت ِ ســـؤالَ مُــفـتأد ِ؟ (3)
    أنساك؟ حاشى!عهدَ مُحْتنِفٍ
    أهواك ما عمّرتُ مــن أمَـــدِ (3)
    تبقينَ ما ظــلّ الفــؤادُ على
    دين ِ العظيم ِ الواحـد ِ الأحـدِ
    جسدي؟ رميتُ به إلى جَدَث ٍ
    يمشي معي.. لا تحذري جسدي
    فأنـا بخورُك ِ يا مُبَشـــــرة ً
    بعَـفـاف ِ مسنود ٍ إلى عَـمَــــد ِ
    وأنا صـداك ِ كتمتُ حشرجتي
    وغدوت ُ رَجْعَ صُداحِكِ الغرِدِ
    شُـلـّتْ إذا مَــدّت ْ لفاتـــــنة ٍ
    أخرى مناديلَ الهيـــام ِ يــدي
    وتهشمــتْ مرآةُ مــقلــتِهــا
    عيني إذا تُغْوى بِمـُـنتهِـــــد ِ (4)
    ما حُجّتي يومَ الحساب ِ إذا
    شهَدَتْ علي ّ بنكثِهـــا عُـهُدي ؟
    أوَلسْتُ مَـنْ أدّى يمينَ هدىً
    جَهْـرا ً وأشهَدَ عِـزّةَ الصَــمَد ِ؟
    أنْ لا يُبايعَ غيـر َ مُـفطِـمهِ
    وســرابِهِ وِرْدا ً لثغر ِ صدي ؟
    ولقد ظمِئتُ وكنتُ في غُـدُر ٍ
    فشربـتُ نـيراني ولم أرِد ِ (5)
    قنَعتْ بصابك ِ غـيرَ آسفة ٍ
    كأسي .. فيا صابَ الحبيب ِ زِد (6)ِ
    ورضيتُ من بحرٍ صبوتُ إلى
    ياقــوتِهِ بالرمل ِ والزَبَــــد ِ..!
    ما حيلتي ؟ فلقد خُلِقت ُ إلى
    سوط ِ العذاب ِ ومِـدية ِ النَكد ِ..!
    للموحشات ِ أكنتُ مُغتـربـاً
    دامي الخطى أو كنتُ في بلدي !
    للمـوت ِ يجفوني فأتــبَعُه ُ
    أملا ً بعطفــِك ِ يوم َ مـُلتَحَـدي (7)
    أنا "قيسُكِ "المطرودُ خيمتهُ
    بين الخيــام ِ يتيــمةُ الوتَــــد ِ !
    يا حزنَ ماضي العمر يا أبتي
    يا صبرَ باقي العمر ِ يا ولــدي
    رِفقاً بعكازي .. فقـد وهُـنَـتْ
    ساقي .. وأحداقي بلا مَـــدَد ِ
    أسْـرَفتَ في إذلالِه ِ عَــسَـفاً
    فارْفِقْ به ِ يا حزنُ واقـتَصِـدِ
    جِئني بها صَحْوا ًلِتوقِظَ بيْ
    طفلَ المنى فيَشدّ من عَضُدي
    عطفا ً عليّ ورحمة ً.. فلكمْ
    نادى الرسيفُ وليس من أحد ِ(8)
    يا مَنْ أسَرْتَ غدي أغِث أملي
    إيّاكَ تـُرخي لحـظـة ً صَفَدي (9)
    سَيَضيعُ لو أطلقتَ مُختبِلا ً
    طارتُ حمامتهُ ولم تَـــعُـد ِ
    نثرَتْ عليه ِ هديلها فـغـفـا
    طفلا ً تهدهِدُهُ يـــدُ الرّغـَـــدِ
    ونأتْ.. فعاد نزيل َوحشتِهِ
    يمتارُ من جمر ٍ ومن كمَــد ِ(10)
    يبُسَ الضياءُ على نوافذِه ِ
    أمّـا ظلام ُ دروبــهِ ؟ فَـنَدي !!
    فاحكم ْ عليه ِ وِثاقهُ حَرَداً
    لمزيد ِ تِرحال ٍ بلا سَــنَد ِ (11)
    أنا أنتَ ، حَدِّق ْبيْ تجدْكَ على
    شفتيَّ مكــتوبا ً وفي كبَدي
    أنا أنتَ.. فتّشني تجِدْ بدمي
    ما فيكَ من جمر ٍ ومن بَرَدِ
    تجد "الفراتَ" يسيلُ من مُقلي
    دمعــاً فأشربهُ على جَلـدِ
    تجِدِ الخرابَ "البابليّ" على
    وجهي وذعرَالعاشقِ"الأكدي"
    أنا "بابـــلٌ" وأنا حرائقهــا
    ورمادُها .. وشريدُها الأبدي
    و"السومريّ" الطفلُ أنسج من
    عشبِ الضفاف وزهرها بُرَدي
    وأنا "الرصافةُ"بات يُوحِشها
    جسرُ الهوى حيث الزمانُ رَدِي
    وأنا "السماوة"حيث نخلتها
    سعفٌ وعِذقٌ غيرُ مُنتضِــدِ (12)
    والمستجيرُ ببئر ِ غـــربتِه ِ
    هلا مــددت ِ إليه من مَسَـدِ(13)
    إنْ قد عُدِمتِ الحبل َ ينقذهُ
    مدّي لــه ُ طوقا ً من الرَشـَد ِ
    هل تسألين َ الان كيف أنا؟
    أنا في الهوى : بدَدٌ على بدَد

    ً ***

    (1)الغَيَد : اسم بمعنى الغنج والرقة
    (2) المفتأد : المصاب بفؤاده
    (3)المحتنف : الصحيح اسلامه
    (4) المنتهد : الالمنتصب النهد
    (5)غدر : جمع غدير . لم أرد : لم أشرب
    (6)الصاب : العلقم
    (7) يوم الملتحد : يوم الفن في لحد
    (8)السيف : السجين المقيد
    (9) الصفد : القيد
    (10)يمتار : يتزود
    (11) الحرد : المنع
    (12) تضمين للأغنية الشعبية العراقية :
    نخل السماوة يكول طرتني سمره
    سعف وكرب ظليت ما بيّ تمره
    (13)عذق غير منتضد : يخلو من نضيد التمر
    (14) المسد : الحبل القوي المفتول من الليف او القنب

  5. #25
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    طِماحي ؟ أنْ تماثلني الطِماحـا
    فيغدو حبّـنـا للــــراح ِ راحــــا
    تضيء غدي بوجهكَ حين يرثي
    سُهادي عُشـبَ عيني والصّباحـا
    وتفطمـني من الأحزان ِ ...إنـي
    رَضَعْتُ الدّمْعَ لا الماءَ القـــراحـا
    فلست ُ بسائل ٍـ إلآكَ ـ جـاهــــــا ً
    ولا بسواك َ أنتهِــلُ ارتياحـــــــا
    ولم أعـــرفْ لقافــلـتي غُـــدوّا
    إلى بستان ِ غيـركَ أو رُواحـــــا
    فهلْ من رادم ٍ ـ للطيش ِ ـ بئــرا ً
    سِواكَ إذا أردْت َ لي َ الصَلاحـا ؟
    إذا جئـتُ النَجاحَ فأنتَ عــزمــي
    وشيطاني إذا جئـت ُ الجُـناحـــا(1)
    وحسبُكَ أنْ وجــدتَ بيَ المعنّى
    وحسبي أنْ وجدتُ بك الفلاحــا
    تشــدُّ حقولـُكَ الزهراءُ نـبْـعــي
    لجدولِها وتحرِمُني الأقاحــــا
    فيـا مُتعَـسِّّفا ً حســــنـاً وصــدّا ً
    ترفّقْ بالأسير ِ.. كفى اجْـتِراحا
    أتحْرِمُـني رحيقَك ثـمّ تــرجــو
    لقلـبـي من هــواجسِهِ ارتياحــا ؟
    تعال َ فإنّ جمرَكَ خـيـرُ بـَـرْد ٍ
    لمُرتشِف ٍ ضرامَ هوىً صُراحا (2)
    تعال َ اســترْ بقايــا كـبريائي
    فإني قد خشيــت ُ الإفتضاحـا
    تعال نُشيدُ من مرَح ٍ صروحـا ً
    فقد لا نستطيعُ غـدا ً مَـــراحـــا
    تعال نُخـيـطُ عمرا ً كاد يَبْـلى
    وننسِـجُ من لذائـذِنـا وِشاحـــا
    فأطلِقْ مِعـزَفي من قيْـد ِ صمتٍ
    وأيْقِظْ بالهديلِ بي َ الصُداحــــا
    ألسْتَ يمامتي السمراء َ مــدّتْ
    على عمري ومطمحه ِ جَناحــا ؟
    فلا تُطلِقْ سراحي .. إنّ قلبي
    يضيعُ غداةَ تُطلِقه ُ السّــراحــا
    وعلمني التجـلدَ حين تُرســي
    إليّ لظى صـدودِكَ والجراحــا
    وشيْـتُ بفوح ِ ثغرك للأقاحي
    فناصَبَكَ الشذا حَسَـدا ً جِماحـا
    شبيهَ الياسمين يــدا ً وخــدّا ً
    وجيــدا ً.. إنما زاد امتِياحـــا
    أسَرْتَ بزهرِ ثغرِكَ نحلَ ثغري
    وفي مُقلي تحـدّيْتَ المِلاحــــا
    خسرْتُ سفائني وضفافَ نهري
    وبستانَ المنى ... فكن ِ الرِباحــا
    فما نفعُ الشِــراع ِ بغــير بَــحــر ٍ
    وريـح ٍ ؟ كنْ بحاري والرياحــا
    وصاهرني يدا ً..قلباَ .. وجفــنا ً
    فماً صوتاً صدىً خطوا ً وساحا
    وحاذِرْ من جنون فمي .. فإني
    ظميء شذاكَ من شفتيكَ فاحــا
    أخافُ على ربيعكَ من خريفي
    ومن شوق ٍ تملّكني اجتياحـا
    فضرّجْ بالرحيق يبيسَ ثغري
    ونادِمني غبوقـا ً واصطباحــا
    وصُبّ فيوضَ بوحكَ في قصيدي
    فما شعري إذا ألِـفَ النواحـــا ؟
    عرفتكَ للهوى وطنــا ً ... فوَطّنْ
    بقلبك َ ذا الغريبَ المُسْــتباحـــا
    وأمْهِِِـــلني البقيّة َ مــن حيــاتي
    أريح ُ بها فؤادا ً مـا استراحـــا
    فعروةُ لا يزالُ يفيض ُ وجــدا ً
    وإنْ ركبَ المفاوزَ والبِطاحـــا(3)
    وما سألَ النجاحَ يداً ... ولـكـنْ
    بحبّــك يسـألُ اللهَ النجـاحـــا


    (1) الجناح : بضم الجيم ، الإثم او الخطيئة
    (2)الصراح : الخالص من كل شيء
    (3)المفازة : الفلاة لا ماء فيها.. وعروة : هو امير الصعاليك عروة بن الورد

  6. #26
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي


    مَنْ أنتِ يا مَجْهولـة َ المـطــر ِ
    زَخّــتْ فأزْهَرَ ماؤها شجري ؟
    أيْقــظــت ِ قـنديــلا ً وقــافيــة ً
    وأضأت ِكهــفَ مـشـرّدٍ حَصِرِ(1)
    أيكــون طــيفا ً ؟ أيّ زائـــرة ٍ
    من قبـــل ِ هذا الـلـيل ِ لم تزُر ِ ؟
    أمْ تلك يقظــة ُ عاشــق ٍ تعِبَتْ
    أجفانه ُ مـن مِــرْوَدِ الضجَـر ِ؟(2)
    قــد كان أيقـظ بـين أضلعِــهِ
    وطـنـاً وداعـب َ هودج َ السَفَرِ
    يستعطِفُ الماضي لعـلّ رؤىً
    خـضراءَ تُعْـشِبُ جثة َ الحَجَر ِ
    وأطـالَ تحديــقــا ً بنــافِــــذة ٍ
    شــلّـتْ سِــتارَتَها يـــَدُ القــَدَرِ
    وأنــا وأوراقي : يُحاصِرُنــا
    ليـــلٌ عـقيمُ النجم ِ والقمَــــــر ِ
    مُــتلازمان ِِ رؤىً فمـا افـترقا
    إلآ ليلتقيــا عــلى كِـبَــــــــر ِ
    ورثا عن "الضــليل ِ" محبرة ً(3)
    ومكارمَ الأخـلاق ِ عن "مُضَرِ"
    واسْـتنطـقا شـفة َالهوى لغــــة ً
    تشدو بحـبّ البــدو ِ والحَـضَر ِ
    مَنْ أنت ِ؟قــد أتعَــبْت ِ ذاكرتي
    لا تـحرمـيني نشـــوة َ الخــدَر ِ
    طـحنتْ رُحى الأيام ِأشــرعتي
    مــُدّي حــبـالَ يـَــد ٍ لمُحتَضــر ِ
    إنْ تسْــتري الأزهارَ عن مُقـلي
    فعـبـيرُ زهـرِك ِ غــيـرُ مُستَتــِر ِ
    ***
    أخطأتُ ـ قالتْ ـ رقـــمَ مـنزِلِنا
    عــفوا ً.... تقـبـّلْ عُــذرَ مُعْـتَذِر ِ
    فأجَبْتُها : لا.. لـسـتِ مُخطِــئة ً
    لا تُغلِقي الأبــوابَ فانتظــري
    لـكِ منــزِلٌ عندي ومـنزِلـــة ٌ
    ونديــمُ صوت ٍ ساحـر ٍعَـطِر ِ
    فـيمَ اعْـتذارُك؟ واصلي نَغَـماً
    ليطــيبَ عـند ضفافـه ِ سَهَـري
    منْ أنتَ؟قلتُ:صداكِ! فارتبكتْ
    قـــيثـارةُ الأشــذاءِ والخَفَـــــــر ِ
    قالتْ: أراكَ ـ إذا رغــبْتَ ـ غدا ً
    في الطـيفِ أو ترنــيمة ِ الوَتَــر ِ
    نجـمي بعـيد ٌ.. فالتَمِـسْ لهـوى ً
    غيري..أخــافُ عليكَ مـن خُسُرِ
    فأجَـبـْتُها والكأسُ يومئ لـــــيْ
    شغَـفَا ً بكوثــرِ نهـرها الخَصِر ِ(4)
    ماذا سـأخسرُ؟قد أضعْتُ غــدي
    ومشتْ بيَ الأحزان من صِغَري
    وخسـرتُ بـدءَ يفاعــتي وطـنا ً
    قدْ كـنتُ فـيه ِ مُجَنـّحَ الفِكََــــر ِ
    وُشِـمـَتْ بِسَعْـفِ نخـيــله ِ مُقـلي
    ونقـشــتُ فـوق جذوعِـه ِ أثـري
    إنْ كــنتُ في العـشـاق ِ مُــبـْتَدَأ ً
    فهــواه ُ يا أختَ الهوى خَـبَـري
    ويُقــالُ إنّ ميــــــاه َ " ساوتِه ِ "(5)
    غسلتْ جبينَ الأرضِ من كـدَر ِ
    حتى أتــاهُ الغـيُّ فانـطــفأتْ
    شمسُ الحبور ِ وأنجمُ السَـــمَر ِ
    قُـدّتْ به ِ الأعــيادُ من قِــبَـل ٍ
    كيدا ً وخـبزُ القــوم ِ مـن دُبُـر ِ
    فِنجانه ُ جــرح ٌ... وقهـوتُـــه ُ
    دمعٌ هــتونٌ غــيــرُ مُنــحـدِر ِ
    أصحرْتُ حتى جـفّ في شفتي
    صوتي .. فكوني شهقة َ المطر ِ
    صَدَقَ"البصيرُ" عسى مُحَدثتي
    تأتي ليصدقَ هاجــسُ البـَـصَر ِ (2)
    الصّمْت ُ كاد يُـشِـلّ حــنجرتي
    لولا رنيــنٌ غـيـرُ مُـــنتَظـَــر ِ
    ليـكادُ يرقصُ هاتــفي طرَبـا ً
    بهــديل ِ صوتِك ِ مطلعَ السَـحَر ِ
    ***
    ضحِكتْ وفاض عبيرُها نغما ً
    وتنهّـدتْ لكــنْ عــلى حــذر !
    قالتْ : عرفتكَ.. فاستحيتُ وقدْ
    فضحَ الهوى سِــرّي على كِبَر ِ
    ***
    (1) الحصر : الذي يشكو حبسة في الكلام .
    (2)المرود : ما يكحل به الجفن او العين
    (3) الضليل : امرؤ القيس
    (4) الخصر : البارد
    (5) ساوة : بحيرة في صحراء السماوة ورد في كتب الاقدمين
    انها فاضت قبل الاف السنين فاغرقت الارض
    (6) البصير هو بشار بن برد .. اشارة الى قوله ( والاذن تعشق قبل العين احيانا )

  7. #27
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    تأمّـــلني طويلا ً ... ثــمّ قـــالا
    أظـنـّك تـشـتـكي داءً عُـضـالا
    شـحوبٌ وارتجافُ يدٍ وخطـوٌ
    لـِثِقـل ِ هـمومِـهِ إنْ سـارَ مالا
    دواؤكَ في العـراقِ فإنْ تعافى
    وغادَرَهُ الغـزاةُ حسُـنتَ حـالا
    ولسـْتَ بـذي خيولٍ ضامراتٍ
    تـصدُّ بهـا عن الوطن ِ الـوَبالا
    فيا ابنَ الغربتينِ أطِــلْ دُعـاءً
    بـِنِـيّـة ِ مُـسْـتغـيث ٍ .. وابـْتِهالا
    ويا ابنَ الغـربتين ِ وكـلّ عـاة ٍ
    يُطالُ وإنْ تحَصّــنَ واسْـتمالا
    فيا ابْنَ الغربتيـن ِ أمـِنْ فِراق ٍ
    جزعْتَ وأنتَ لم تعرفْ وصالا؟
    كأنـكَ قـدْ خُلِقـتَ الى شِــراع ٍ
    وريـح ٍ واحْـترَفتَ الارْتِحالا
    تَبَـلـّدْ يا عـليلُ .. فرُبّ عـقـل ٍ
    يُزِيدُ لدى العـليل ِ الإعـتلالا
    فـلا تأمـلْ من القاصي نصيرا ً
    إذا الـدّاني يُـريدُ لـك الزّوالا
    مضى زمنُ الشهامةِ واستكانتْ
    ضوامـِرُهُ فأدْمَـنتِ الـظِـلالا
    " تأمْرَكتِ" العَراقةُ في نفوس ٍ
    تبيعُ بنصف ِدولار ٍ " عِقالا "
    تبارِكُ للـغـزاة ِ منىً ورأيـا ً
    وتشحَـذُ لـلمُغيرينَ الـنّـِصالا
    تـبَدّلـت ِ النفـوسُ وعَـفـّّرَتها
    مـطامِعُهـا فغـيّرَتِ الخِـصالا
    ولـُوّنتِ الوجوهُ فـلستَ تدري
    أ"معتصما" تُحَدّثُ أمْ"رُغالا"(1)
    لـُعِـنْتَ أبا رُغال ٍ بئسَ جاها ً
    كـسبْتَ وبئسَ منزِلة ًومـالا
    فـتـبّا ً لـلـدليـلِ يـقـودُ زحفـا ً
    على أهـليهِ غـيّـا ً أو حَـلالا
    عَجِبْتُ على الخيانة أنْ تسمّى
    وقـدْ فاحتْ عـفونتها نضالا !
    وتبّا "للمهيبِ" أبى انتِصاحا ً
    فـلمْ يسْـمَعْ لذي نُـصْـح ٍ مقالا (2)
    ولـمْ يرفعْ عن الأعناق سيفا ً
    مُـسَلطة ً.. ولا أرخى حِبالا
    وتـبّا ً لـلقـويّ يـشــنّ حـربا ً
    على وطن الأراملِ والثكالى
    تكاملت ِ النقائصُ فيه ِ حتى
    غـدا لكمال ِ نِقـصان ٍ مـثـالا
    ويا ابن الغربتين ِ سلِ الرمالا
    إذا غضِبَ ابنُ دجلة َ والجبالا
    يظلّ ثرى العراق ثرىً وَلودا ً
    وإنْ عَـقـُمَ الزمانُ أو اسـتحالا
    فما خذلتْ مفاوِزُهُ " المثنى "
    ولا نسِيَتْ مـآذنـُهُ " بِلالا "
    لـيالـينا عـقـيمات ٌ... ولكن ْ
    سَـتـَقفوها صباحاتٌ حُبالى (3)
    فلا تقنط ْ هي الأرحامُ حتما
    سَـتُنجِبُ للمُـلمّات ِ الرّجالا
    يشنـّون الضياءَ على ظلام ٍ
    ليغدوَ قـيحُ دجـلـتـِنا زُلالا

    ***

    (1) ابو رغال : هو العربي الملعون الذي كان الدليل لأبرهة الحبشي في حملته لهدم الكعبة .
    (2) : اشارة الى خطيئة صدام حسين برفضه فكرة التنحي عن السلطة لتجنيب العراق الحرب الكارثية والاحتلال .
    (3) ستقفوها : ستتبعها

  8. #28
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي



    ليْل ٌ حِجابُك ِ.. حولَ وجْهِكِ قدْ سَجا
    فعَجِبْتُ إذ ْ جُمِعَ الضيـاءُ مع الدُّجى
    جَـلسا معـا ً : لـيلٌ وصُبْحٌ مُشـمـِسٌ
    فكأن ّ بَدْرا ً بـالـظلام ِ تـبَــرَّجــــا..!
    ومَشـَتْ.. فقلت ُ: ربابَة ٌ تمشي على
    صدري .. فحُقّ لخافقي أنْ يَهـْزِجا..!
    وتـَثاقَلتْ في الخطو ِ تفتعِل ُ الضَّنى
    فودَدْتُ لو كانتْ ضلوعي هَـوْدَجــا
    لاصَقتها خطوي ... وأجْـلسَـنا معـا ً
    حظـٌّ مكانا ً في " الشبيكة" مُسْرَجا (1)
    فاسْـتـنـْفَرَتْ مني بـقـايـا عـاشــق ٍ
    قدْ كان يـومـا ً بالهُــيـام ِ مُضرَّجــا
    واسـْتـَنْطقـتـْني فِـتـْنـَة ٌ وحْـشــِـيّـة ٌ
    ألفـَيْـتُ قلبي نحْــوَهــا مُـسْـتـَدْرَجا
    نشـَرَتْ سَحابَة َ عِـطـْرِها فتنفـّسَتْ
    روحي عبيرا ً يسْتبيحُ ذوي الحِجا (2)
    مـرّتْ لـُحَيْظات ٌ .. وكلٌّ يـَرْتجي
    مِنْ صَمْتِه ِ نحوَ التحَدُّث ِ مَخـْرَجا
    حَيّـيْـتـُها ... وزَعـَمـْتُ أني تائـِه ٌ
    ضلَّ الطريقَ وقدْ أضاعَ المُرتجى
    ردّتْ بـمِـثـْلِ تحـيّـتي ... لـكـنـّها
    زادَتْ علــيهـا رِقـّـة ً وتـغـَنـُّجـــا
    ضَحِكتْ وشعّ العُشبُ في أحداقِها
    حتى ظننـْتُ اللـيـلَ حقلا ً مـُبْهِـجا
    واسْتـَظـْرفَتْ آهـا ً يُخالِط ُجَمْرَها
    مـاءٌ وهَـمـْسا ً كـادَ أنْ يتَهَـدَّجــا
    سألَ الغريبُ غريبة ًـ قالتْ ـ وقدْ
    لثغَتْ بـ " راءِ " فم ٍ أذابَ وأثلجا:
    جئنا إلى حجّ ٍ.. وأوشـكَ جَمْـعُـنا
    عَوْدا ً... فقدْ شدَّ الركابَ وأرْتجـا
    أزِفَ الرّحيلُ إلى "الشآم ِ" فأهلنا
    قـدْ هيّأوا زادا ً لـنا وبـنَـفـْسَـجـا
    فأجَـبْتُها ـ وفـمي يـكادُ يَفِـرُّ مـنْ
    وجهي ليسْـكنَ ثغرَها المـُتأرِّجـا (3)
    شاميّة ٌ ؟ مَلـَكَ القلوبَ جـمالـُكم
    وكم اسْـتذلّ مُكابـِرا ً ومُـدَجَّجا
    ما بيننا قـُربى الفرات ِ وجـيرَة ٌ
    وجذورُ أنْساب وغُرْبَة ُمَنْ شجا
    للجار ِ حق ٌّ لو عَلِمْت ِ ومثلـُه ُ
    حقُّ القرابة ِ فلتصوني المنهجا
    فـّتـَوَهّجَ التـُفـّاحُ فـي وَجَناتِـهـا
    خجّلا ًفزادَ من الجمال توهُّجا
    واهْتزّ عصفوران تحتَ عباءةٍ
    عبثتْ بها ريحُ الصَّبا فترَجْرَجا
    وعلى مرايا الجيدِ ـ فرْطَ نعومةٍـ
    نظري إلى النَحْرالمضيء تدحرجا
    زَمّتْ عباءتها ... وأحسبُ أنها
    زَمّتْ على عينيَّ جفنا ً أهْوَجـا
    واسْتَحْكمَتْ شِقَّ القميصِ وأسْدلتْ
    شالا ً بلون المقـلـتين ِ مُـزجَّجا (4)
    قالت ـ وكان الفجرُ بِدْءَ طلوعِه ِ:
    بغـد ٍسنرحلُ قبل ميعاد ِ الـدُُّجى
    فاطـْرقْ بلادَ الشام ِحيث ُ عشيرتي
    وأبي إذا كنتُ المُنى والمُرتجى
    عَـرِّجْ عـلينا لـيلـة ً وصـبيحة ً
    وارجعْ بقلبي ـ لا يديّ ـ مُتوَّجا
    أو كنت تلهو فاعْلمَنَّ : قرُنـْفلي
    يغدو إذا شِئتَ الغِواية َ عَوْسَجا
    ويصيرُ لفحا ً نفحُ ورد ِ حديقتي
    ونسـيمُ شطآني لـظىً مُـتأجِّجا
    عَرِّجْ تجِـدْ أهلا ً وبيتَ محبّـة ٍ
    قدْ فازَ مَنْ رامَ الحبيبَ فعَرّجا

    ***

    مكة المكرمة
    (1) الشبيكة : حي من أحياء مدينة مكة المكرمة .
    (2) الحجا : سداد الرأي
    (3) المتأرج : الذي به أريج ـ عطر ذكي .
    (4) مزجج : الخالي من الزوائد ... (المعنى مأخوذ من تزجيج الحواجب بإزالة الشعر الزائد وتقويمها ).


  9. #29
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي


    دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ
    فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي
    قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي
    وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي
    خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ
    أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)
    وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى
    وأبْقى من لماكِ ومن إهابي (2)
    أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ
    يتوه بها المُصيبُ عن الصواب
    سُـلِبْتُ مسرّتي واسْـتفرَدَتني
    بِدار ِ الغربتين ِمِدى ارتيابي
    وحاصَرَتِ الكهولة َ بعدَ وَهْن ٍ
    يـَدُ النكبات ِ جائعَة َ الحِـراب ِ
    ومـا أبْـقـتْ ليَ الأيّــــام ُ إلآ
    حُـثالـتها بإبْــريق ٍ خَــراب ِ
    ترشفتُ اللظى حين اصطباحي
    وأكمَلتُ اغتِباقي بالضـباب ِ
    تحَرِّضُني على جرحي طيوفٌ
    فأنْـبِـِشُــهـا بسـكِـيـني ونابي
    ورُبَّ لذاذة ٍ أوْدَتْ بِـنـَفـس ٍ
    وحِرمان ٍ يقودُ إلى الطِلاب ِ
    أنا البَدَويّ .. لا يُغري نياقي
    رُخامُ رُبىً وناطِحة ُالسحاب
    ولا يُغوي صُداحَ فمي وقلبي
    سوى عزفِ السّواني والرَّبابِ(3)
    ودلـّةِ قهوة ٍ ووجاق ِ جَـمْـر ٍِ(4)
    تحلـّقَ حولهُ لـيلا ً صحابي
    وبيْ شوق ٌ إلى خبز ٍ وتمْـر ٍ
    كما شوق الضرير إلى شهاب ِ
    وللبَن ِِ الخضيض ِوماء كوز ٍ(5)
    وظلّ حصيرة ٍ في حـَرِّ آب ِ
    فـُطِرْنا قانعين بِفـَقـر ِ حال ٍ
    قناعة َ ثغر ِ زِقّ ٍ بالحباب ِ(6)
    أبٌ صلى وصام وحجّ خمسا ً
    وأمٌّ لا تـقوم عـن " الكتاب ِ "
    وأطـفـالٌ ثـمانية ٌ... أنابــوا
    عن الدنيا فراشات ِ الرّوابي
    ألا يا أمس : أين اليومَ مني
    صباحات ٌ مُشعْشِعَة ُ القِباب ِ؟
    وفانوسٌ خجولُ الضوء تخبو
    ذبالـتـُهُ فـيُسْـرجُها عِـتابي ؟
    وأين شقاوتي طفلا ً عـنيدا ً
    أبى إلآ مُـراكضة َ السّراب ِ ؟
    أُشاكِسُ رِفقتي زهوا ً بريئا ً
    ومن "خيشٍ وجنفاصٍ" ثيابي(7)
    ألوذ بحضن ِ أمي خوفَ ذئب ٍ
    عوى ليلا ً ورعبا من عُقاب ِِ؟
    كبرتُ وما يزال الخوفُ طفلا ً
    وقد صار الفراقُ إلى ذِئاب ِ !!
    يُشاكسُ خطوتي دربٌ طويل ٌ
    فـعَـزَّ عـليَّ يــا أمـي إيابي
    وعـزَّ على يديك ِ تمسُّ وجهي
    لتمسَحَ عـنه ذلَّ الإغـتِراب ِ
    وعاقبني الزمان ُ! وهل كنأي ٍ
    بعيد ٍ عن بلادي من عِقاب ِ ؟؟
    تقاسَمَتِ المنافي بعضَ صحبي
    وبعـضٌ ألحَدَتـْهُ يـدُ الغـياب (8)
    عشقت ُ ديارَ ليلى قبل َ ليلى
    فمِن ْ رَحِمِ الصِّبا وُلِدَ التصابي
    ولسـتُ بـِمُبْدِل ٍ كأسا ً بكوز ٍ
    ولا لهوا ً بعِفـّة ِ" ذي نِقاب ِ "
    ولكـن شاءتِ الأيــامُ مـني
    وشاء جنونُ طيشي من لُبابي
    ولولا خشيتي من سوء ِ ظن ّ ٍ
    وما سيُقالُ عن فقدي صَوابي
    لقلت ُ : أحِـنُّ يا بغـدادُ حتى
    ولو لصدى طنين ٍ من ذبابِ
    لطين ٍفي الفرات وضُنك عيش ٍ
    جوارَ أبي المـُدَثر ِ بالتـراب ِ
    جـوارَِ أُخـيَّـة ِ.. وأخ ..ٍ وأمّ ٍ
    وأحْباب ٍ يُعَـذبُهـم عــذابـي
    أظلُّ العاشق البدويّ.. أهـفـو
    إلى نخل ٍ وللأرض ِ الرَّغاب ِ(9)
    إذا كان العراقُ رغيفَ روحي
    فإنّ ندى مـحبتكم شــرابــي !!


    **
    (1) الصاب :نبت شديد المرارة
    (2) الإهاب : الجلد لم يدبغ بعد
    (3) السواني : جمع سانية : لآلة بدائية لرفع الماء من البئر
    (4) الوجاق :موقد الحطب
    (5)اللبن الخضيض : اللبن الذي تستخلص زبدته بواسطة الخض في قربة .
    (6) الحباب : الفقاقيع التي تعلو الماء
    (7) الخيش والجنفاص : نسيج خشن من الكتان شاع استعماله في العراق قبل عقود
    (8) ألحدته : دفنته في اللحد
    (9)الرغاب : الارض التي تشرب تشرب الكثير من ماء المطر فلا تسيل " كناية عن البادية "

  10. #30
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي



    رُوَيْدَك ِ ... لا الملامُ ... ولا العِتابُ
    يُعادُ بِهِ ـ إذا سُــكِب َ ـ الـشـَّــرابُ
    فـليسَ بـِِمُزْهِـر ٍ صَـخـرا ً نـمــيـرٌ
    ولـيسَ بـِِمُعْـشِـــبٍ رَمْـلا ً سَــرابُ
    عَقَدْتُ على اليَبابِ طِماحَ صَحْـني
    فـَجـادَ عـَليَّ بـالـسّــغَــبِ الـيَـبـابُ
    وجَـيـّشْــتُ الأماني دون خـَطـْو ٍ
    فـشـاخ َ الدَّرْبُ واكـْـتَهَـلَ الإيابُ
    ولـمّـا شـَـكَّ بيْ جَـسَـدي وكادت ْ
    تـُعَـيِّـرُني اللــذائِـذ ُ والـرِّغـابُ
    عَـزَمْتُ على المجونِِ وَرَغَّبَتني
    بهِ أنثى ... ودانِـيَـة ٌ رِطـابُ
    صَرَخـْتُ بها : ألا يا نفسُ تـبّـا ً
    أتالي العُمر ِ فاحـِشة ٌ وعـاب ًُ؟(1)
    وكنتُ خَبَرْتُ بِدْءَ صِبا ً جنوحا ً
    إلى فـَـرَح ٍ نِـهـايَـتـُه ُُ اكـتِـئـاب ُ
    وجَـرَّبـْْتُ اللذاذة َ في كـؤوس ٍ
    تَدُورُ بهـا الغـواني والكِعـابُ(2)
    وأوْتار ٍ إذا عُزِفـَتْ تـناسّــتْ
    رَزانـتـَها الأصابِعُ والـرِّقـاب ُ
    فما طرَدَتْ همومَ الروح ِ راحٌ
    ولا روّى ظميءَ هوىً رُضابُ
    حَرَثتُ بأضلعي بستانَ طـيْش ٍ
    تَماهى فيه لي ْنـَفـَرٌ صَحاب ُ
    فلمْ تنبُتْ سوى أشجار ِ وهْم ٍ
    دَوالـيهــا مُـخادِعَـة ٌ كِـذابُ
    أفقتُ على قصور الحلم ِأقوتْ
    فمملكتي النَدامَة ُ والخـَرابُ(3)
    وقـرَّبَ مِنْ سلاسِلِهِ عـِقابٌ
    وباعَـدَ مِـنْ جَنائِنِه ِ ثـَوابُ
    فجئتكِ مسْتميحا ً عفوَ قـلب ٍ
    لهُ في الحُبِّ صِدْق ٌ لا يُشابُ(4)
    كفى عَتـَبا ً فإنَّ كثيرَ عُتبى
    وطولَ ملامَة ٍ ظـُفـُرٌ ونابُ
    صَبَرْتُ على قذى الأيام ألويْ
    بها حيْنا ً... وتلويني الصِّعابُ
    أُناطِحُ مُسْـتبِدَّ الدَّهْـر ِ.. حتى
    تحَطـَّمَ فوق صخرَتِهِ الشبابُ
    رُوَيْدَك ما لزهرائي استحمّتْ
    بنهر ظنونها وأنا الصّوابُ ؟
    كلانا فيهِ من حُزن ٍ سهــولٌ
    وأوْدية ٌ ومن ضجَر ٍ هضابُ
    فإنَّ المرءَ راع ٍ ... والأماني
    ظِباءٌ ... والمقاديــرَ الذئابُ


    ***

    * ابيات من قصيدة طويلة بعنوان " جبل الوقار "
    (1) تالي العمر : أواخره ... العاب : العيب
    (2)الكعاب : جمع كاعب : المرأة شمخ نهدها وانتصب
    (3)أقوت : هوت ، إندرست
    (4) لا يشاب : لا يقربه الشك

صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. سنظل ـ تأترا بقصيدة الشاعر الكبير يحيى السماوي
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 05-01-2007, 03:55 PM
  2. أظميت سهدي / تأثرا بقصيدة الشاعر الكبير :يحيى السماوي
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 12-10-2006, 06:19 PM
  3. مِن روائع يحيى السماوي،إلى شلال الشعر محمد إبراهيم الحريري
    بواسطة نزار الكعبي النجفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 19-09-2006, 04:42 AM
  4. أوصيك بي شراً إذا خنت الهوى ، للشاعر : يحيى السماوي
    بواسطة حوراء آل بورنو في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-08-2006, 08:27 PM
  5. رحلة بين فضاءين .. قصيدة يحيى السماوي التي أعجبتني
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-05-2004, 12:03 AM