أحدث المشاركات
صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 51

الموضوع: ديوان الشاعر يحيى السماوي

  1. #31
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    في يدي ورْدٌ .. وفي روحيَ جُرْحُ
    فـالـنقيـضـان ِ أنا : لـيـل ٌ وصُـبْحُ
    والصَّّديقان ِ أنا : شـمـس ٌ وظِـلٌّ
    والـعَـدُوّان ِ أنـا : ثأر ٌ وصَـفـْح ُ
    لا أنـا الصّاحي فأغـْفو عن أسى ً
    أو أنــا النائمُ جـذلانَ فـأصْحـو
    لمْ تـزلْ صفحة ُ عـمري زَبَدا ً:
    تكتبُ الأحلامُ ... والأقـدارُ تمحو
    حاربْتُ نفسي قبلَ حرب ِ عُداتي
    فـنصَرْتُ حِــرْماني عـلى لـَذاتـي
    حرّرْتُ روحي من قيود ِ رغائبي
    كي لا تـكون أسـيـرة َ النـَزَوات ِ
    ونسجتُ من وَبَر ِ الفضيلة خيمتي
    وجعـلتُ أحداقَ الـورى مـِرْآتي
    كم من حروب ٍ خضتـُها .. وأشدُّها
    كانـت مُـحاربـتي نـوازعَ ذاتــي
    ما حِـيلـتي ... والـليلُ يا قـلقي
    يُغري عيونَ الصـبّ ِ بالأرَق ِ ؟
    نـَعِـسَ الكلامُ فـنام في شـفـتي
    فاسْـتـَنـْطـَقـَتـْهُ صبابة ً حَدَقي
    فإذا أطـلَّ النجمُ يـركضُ بيْ
    قـلمي لِيَـلثمَ وجْـنة َ الوَرَق ِ
    لولا ظلامُ الليلِ ما ارْتقبَتْ
    روحي النهارَ ومُقلـة َ الألق ِ
    لا تيْأسَـنَّ وإنْ دجا الأُفـُق ُ
    فغدا ً سـيلثمُ جفـنك ِ الألـقُ
    فارْكبْ ولو أنَّ الطريقَ لظىً
    واصبرْ ولو أنّ الضنى فِرَق ُ
    هـيهاتَ يأتي قـبلَ موعِــدِه
    غسَق ٌ وبعدَ الموعد ِ الشفقُ
    صبْرا ً على البلوى فأمّـتـُنا
    وُعِدَتْ بما تصبو له ُ الحَدَق ُ
    هذا مصيرُك َ! فاقبل ِ الغرََقا
    ما دُمْتَ تركبُ زورقا ً ورقا
    هل كنت تـرجو من مُعَـتـَّقـة ٍ
    شهدا .. وعتمة ِ حانِها ألـَقا ؟
    كـلُّ الـلـذائذ ِ غـيـرُ بـاقـِيَـة ٍ
    إلآ لــذاذة ُُ عِـفـَّة ٍ .. وتـُقىِ
    يا ويحَ نفسي كيف أرْكبَني
    نَزَق ُ الصِّبا لِغِوايَة ٍ طـُرُقا !
    قلتُ : ما حالـُك ِ؟ قالتْ حالِكُ
    هَلك الأمـسُ .. ويومي هالِـكُ
    كلـُّنا يـسْـلـكُ يومـَيْه ِ .. وقـدْ
    بقيَ الدَّرْبُ .. وغابَ السّـالِكُ
    خـَسِــرَ السّاهي وقـد كان لـه
    ألـَقُ الدنيا .. وفـاز النـّـاسـِكُ
    ولقدْ يضحـك ُ باك ٍ في غــد ٍ
    لم يَحِنْ بعد ُ ويبكي ضاحِكُ

  2. #32
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي


    لا تـُسْـرفــي باللــوم ِ والعَــتـَبِ
    فأنا ـ وإنْ جزتُ الشبابَ ـ صبي
    قـلـبي بـه ِ للحـب ِ ألـفُ مــدىً
    رَحْـب ٍ وِغاباتٌ من الـوَصَـب ِ(
    إنْ أغـْضَبَتـْك ِ صـبابـتي فـأنـا
    أطـْفَأتُ فـي نيـرانها غـَضَبي
    قـدْ أوْرَثـَتـْني عِـفـَّة ً بـهـوى ً
    أمّـي .. وأوْرَثني الوفـاءَ أبـي
    قالـتْ : رأيتكَ ذابـِلَ الـمُـقَــَل ِ
    أمِنَ الدُّجى ؟ أمْ كثرة ِالشـُّعَل ِ؟
    فأجَـبْـتُ : إنَّ كـليهـما هَـتـَكــا
    عـَيْـنيَّ يا صــوفِـيَّة َ الـقـُبَـل ِ
    بصباحِ وجْهِك وهو نهرُ سـنا ً
    وبليل ِ شعرِك ِ هـائِمِ الخـُصَل ِ
    بعضُ الجنون ِ ضرورة ٌ لفتىً
    خَبَرَ الهوى طفلا ً.. ولمْ يَـزَل ِ
    خِلـْتُ الجفونَ تـَفـُرُّ من حَدَقي
    لِـتضُمَّ زنبقَ وجْـهِِـك ِ العَـبِـق ِ
    وَثـَقَ الـربيعُ بنا .. فـأوْدَعَـنا
    سِــرَّ اتـِّحـاد ِ الـوَرد ِ بالـعَـبَـق ِ
    غَـسََلَ الأصيل ُوقد رآك ِ معي
    منك ِ الخدودَ بِحُمْرَة ِ الشـَّـفـق ِ
    وأنا غداة َ رحلتِ عـن مُـقـَلي
    غـَسَلتْ عيوني وحشة ُالغـَسَق ِ
    حاولتُ مـرّات ٍ .. ولمْ أُصِب ِ
    رسْمَ الرحيق ِِ بِـثغرِك ِ العَذِب
    يا أنت ِ .. ما أقساكِ في شفتي
    بَوْحا ً وما أشجاك ِ في عَتَبي !
    زَخَّ الفؤادُ عـليك ِ من شـَغَـف ٍ
    نبْضَ الهوى فاعشوشبتْ كتبي
    وضحكت ِ لي يوما ً فضاحكني
    قـَمَرٌ جـَفاني مـنذ كنتُ صـَبي
    إنْ تـسألي شـفـتي فلنْ تجـِدي
    ماءَ الجواب ِ المرتجى لِصَدي
    فاسْـتنطقي عـَيْنا ً يـُحاصِرُهـا
    شــوق ٌ به ِ يـومي أذلَّ غـدي
    واسْـتحْـلِفي قـلبي : أفـارَقـَهُ
    شـَغَفٌ الى الأحباب ِ والبَلد ِ؟
    مـنذ ارتمـيـتُ بغـربـة ٍ وأنا
    مَـيْتٌ .. ولكنْ نابضُ الجَـسَد ِ
    **

    *) ) الوصب : شدة الوله

  3. #33
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي


    أغمَضتُ عـن شجر ِ الهوى أحداقي
    فاسكبْ طِلاكَ عـلى الثرى يا سـاقي
    ورمَـيْـتُ عــني بُــرْدَة ً أبـْلـَيْـتـُهــا
    في حَـرْب ِ أشـجاني على أشــواقي
    وبِصَخْـر ِ صَبْر ٍما التحفـت ُ بغيرِهِ
    وأنــا أجــوبُ مـتاهــة َ الآفـــــــاق ِ
    مـا عُـدْتُ تــنـُّورا ً لـخبـز ِ صـبابةٍ
    سُــفـُـنُ الـمَـسـَرَّة ِ آذنـتْ بِــفِــراق ِ
    جفَّ الصُّداحُ عـلى فمي وتخثـَّرتْ
    لغتي ... وفـَرَّ الحرفُ من أوراقي
    وتعـبْـتُ مــن صوتي أُنادي لاهِـثـاً
    وطـني ونخـلَ طـفولــتي ورفــاقي
    وأحِـبَّة ً مــرّتْ عــلى بـسـتانِهـِـمْ
    خـيْـلُ الغـُزاة ِ فأصْحَرَت ْ أعـماقي
    وأنينَ نـاعـور ٍ وضحـكة َ جَـدْوَلٍ
    ورذاذ َ فانــوس ٍ وجَـمْــرَ وِجــاقِ(1)
    أشفقتُ ـ من خوفي ـ عليَّ فأحْرَقتْ
    نــارُ الفـؤاد ِ سُــلافــة َ الإشــفـــاق ِ
    أدْمَـنتُ خـُسـرا ً منذ فجـر ِ يفاعـتي
    وهْـمُ المُـنى ضرْبٌ مـن الإخـفـاق ِ
    غـرَسوا الظلامَ بمُقلتي .. فتعطـَّلتْ
    شَـمْـسـي ونافـذتي عــن الإشــراق ِ
    المُـطلِقـونَ حمائمي مــن أســـرِهـا
    شـــدُّوا الـتـُرابَ ومـاءَهُ بِـوِثـاق ِ
    فـإذا بــتحريـرِ العِــراق ِ ولــيْـمَـة ٌ
    حـفلتْ بما في الأرض ِ من سُـرّاق ِ
    ما العُجْبُ لـو خانَ الفؤادُ ضلوعَهُ؟
    إنَّ الذي خـانَ العــراق َ عِـراقي ..!!
    المُـسْـتغيـث ُ مـن الظلام ِ بِظـُلمَةٍ
    أدْجـى .. ومـن مُسْـتـنقع ٍ بِذعــاق ِ(2)
    فإذا النـضـالُ نِخاسـة ٌ مفـضوحـةٌ
    فـاحَتْ عـفـونتـُها بـســوق ِ نِـفــاق ِ
    وإذا الـطِماح ُ مـناصِـبٌ مـأجـورةٌ
    يُـسْعى لها زحْـفــا ً على الأعـناق ِ
    ولقـدْ رأيْتُ النخـلَ يلطِـمُ ســعْـفـَهُ
    خـَجَلا ً مـن الماشيـنَ مـشيَ نِـياق ِ(3)
    هل هذه ِ بغدادُ ؟ كـنتُ عـرفـتـُهـا
    تأبى مُـهـادَنَـة َ الـدّخـيـل ِ الـعـاق ِ
    تأبى مُسـاوَمَة ًعلى شـرفِ الثرى
    وتجـودُ ـ قـبل الـمـال ِـ بالأرْماق ِ
    ورثتْ عن "الحُرِّ"الحُسامَ وعزمَهُ(4)
    وعن " الحسين" مـكارمَ الأخـلاق ِ
    هل هــذه بغــداد ؟ تـأكـلُ ثـدْيَـهـا
    فـإذا بِـهـا وعَــدوَّهــا بِـوِفــاقِ؟
    لو أنّ ليْ أمْـرا ً على قلبي فقـد
    عَجَّـلتُ مـن تِهْـيامِـهــا بِـطـَلاق ِ
    عَقـَدَتْ على طينِ العراق ِقِرانَها
    نفسي فمَهْري ـ خافقي ـ وصِداقي
    أخفقتُ في عشقي فكنتُ غــريبَهُ
    إنَّ الـتـَغـَرُّبَ مُـنتهى الإخْـفــاق ِ
    هذا دمي يا نخلُ .. مُـصَّ رفـيفهُ
    فلقـد رأيـْتـُك َ ظـامئ الأعْــذاق ِ
    أسْـعِـفْ خريفي بالربيع ِ لينتشي
    وردُ المُنى في روضة ِ المُشتاق ِ
    واكـنـسْ ظلامَ الطائفيّة ِ بالسَّـنا
    وأعِدْ لِدِجلة َ زورقَ العـشــاق ِ
    فعسايَ أبتدئ الحياةَ ..فلا أرى
    وطـني ذبيحا ً والدماءَ سـواقي
    يا أنت يا قلبي أمثلك في الهوى
    يشـكو مواجعَ غـُرْبَة ٍ وفِـراقِ؟
    أوَلسْتَ مَنْ صامَ الشبابَ مُكابراً
    عن ماء ِ أعْناب ٍ وخبز ِ عِناقِ؟
    والمُـثـْمِلات ِ لــذاذة ً بِمَـبـاســمٍ
    والمُـمْـطِـرات ِ عذوبـة ً بـمآقي؟
    يا مَنْ أضَـعْـتَ طـفـولة ً وفـتـوَّةً
    ماذا سـتَخْسَـرُ لو أضَعْتَ الباقي؟
    هل في جِرارِ العُمْرِ غيرُ حُثالةٍ؟
    أطبِقْ كتابَـكَ .. لاتَ وقتَ تلاقي!

    (1) الوجاق : موقد الحطب
    (2) الذعاق : المرّ
    (3) إشارة الى اشخاص بعينهم ذكرهم بول بريمر في كتاب مذكراته
    "عام في العراق "
    (4) الحر : هو الحر الرياحي

  4. #34
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي


    ختمَ الذهولُ فمي وشلَّ صَوابي
    لـمّـا نـزلــتُ الحيَّ بعـد غـياب ِ
    لـَعِبَ الهيامُ بِمِعْزَفي فـتناغـَمَتْ
    قـُبَلُ اللقاء ِ ولـَوْعَة ُ الـتـِّغـْراب ِ
    فـَبِمَـنْ سأبـْتـَدئُ العِناقَ مُُـقـَبِّـلا ً
    أحْـداقـَه ُ... وجـميعُهُـم أحبابي ؟
    وبأيِّ دار ٍ أسْـتريحُ ... وكلـُّهـا
    فاءَتْ عـليَّ بأعْـذب ِ الأطـياب ِ ؟
    نامتْ بأحداقي زهورُ رياضِهـا
    وتـَكحَّـلــَتْ بـِتـُرابـِهـا أهْــدابي
    أهلوك ِأهلي ياديارُ وإنْ مـضتْ
    بسفينتي عـنهم ضِفافُ ســَراب ِ
    أهلوك أهلي يا ديارُ .. فماؤهـم
    خمري ..وكفُّ ودادِهِـمْ أكوابي
    لا ضاحَكتـْني ما حَيَيْتُ مَـسـَرَّة ٌ
    لــو كنتُ أنـسى لـيلة ً أصْحابي
    ولقد أفيءُ الى الطيوف ِ مُقـَبِّلا ً
    خيرَ البيوت ِـ قداسَـةـ ً وتـراب ِ(1)
    ويَمَسُّني ـ لو مـسَّ هودَجَ حُـرَّة ٍ
    فـي آخـر الدنيا رَذاذ ُ مــصاب ِ
    فعـسى يساري لا تـُذِلُّ مروءتي
    وعـسى يميني تـَزْدَهي بـكـتابي
    جالـتْ بـ "حيِّ الفيصليَّة"مقلتي
    وتـَنصّـَتـَتْ لِحَـفـيفِـه ِ أعصابي(2)
    إنْ كــان للمجـنون ِ في أشـواقِه ِ
    سـبَبٌ ـ ولا لومٌ ـ فـليْ أسْــبابي
    من ها هنا مـرَّتْ عـليَّ سـحابَـة ٌ
    يومـا ً فـطـَرَّزَتِ الـورودُ يـََبابي
    وهنا اصْطبحْتُ بضحكةٍ قزحـيَّةٍ
    وهنا اغـتَبَقتُ بسَلسَـبيل ِ رضاب ِ
    وهناكَ في حيِّ الشبيكة ِراقصَتْ
    " شاميَّة ٌ" شـقـراءُ بَوْحَ ربـابي (3)
    لا زالَ مِـلءَ دمي شـَذا أنفاسِـهـا
    تندى بِهِ ـ رغمَ اللظى ـ أحْطابي
    لا زلتُ أثمـَلُ مـن تـَذكـُّر ِ ليلة ٍ
    شـتـويَّة ٍ مـَزْحـومـَة ٍ بِضـَباب ِ
    زخـَّتْ وأطلقتِ الهديلَ حمامة ٌ
    ورقـاءُ بـين خمائــل ِ الـلبلاب ِ
    فهَمَسْتُ في مكر ٍ: خذيني أيْكة ً
    لهـديلِك ِ الشـاميِّ فهـو طِلابي
    فاحْمَرَّ تـُفـّاحُ الخدودِ وداعـَبَـتْ
    بمياسم ِ الشفـتين طـرْفَ حِجاب ِ
    وتعَثـَّرَتْ بيْ فارتبكتُ وراعَني
    خـَطـْوٌ ونظـرَةُ عابـِر ٍ مُـرتاب ٍِ
    يوم ٌ وأسبوعٌ ... وآذنَ ركْـبُهـا
    بالسّيْر فاحتطبَ اللظى أعشابي
    فاسْـتودعَتني من حرير ِ جديلة ٍ
    خُصَلا ً ومنديلا ًوعطرَ روابي
    واسْتحْلفتني أنْ أنوبَ بـ"عمرة"
    عـنهـا إذا عَـزَّتْ دروبُ إيـاب ِ
    أدَّيْـتها عنها .. وقـُمْتُ بـِمِثـْلِهـا
    عني .. ونافلتين ِ عـن أتـرابي
    يا جَمْرُ لا تشمـتْ لأنّ حدائـقي
    يـَبــسَـتْ وقد أبلى الـزمانُ ثيابي
    لازلت في عزِّ الهيام وفي غـدي
    بسـتانُ أقـمــار ٍ.. ونهـرُ شــباب ِ
    صنتُ الكثيرَ.. فهـل أذِلُّ قـليلـه ُ
    عـمري .. فأبدِلُ لعْـنة ً بـثواب ِ؟
    زعَـمَتْ موائـِدُ لــذة ٍ وحـشـِيّـَة ٍ
    أنْ سوف تدخِلني جنانَ تصابي
    لكنني ـ والصّابُ خبزُ أحِـبَّـتي ـ(4)
    لستُ الذي يجفو مُضاغَ الصّابِ
    شبّتْ على ماءِ الجبين ِأزاهـري
    وعلى الندى لا رغـوة ِ الأنخابِ
    أحسو اللهيبَ المُرَّ مُـبتردا ً بـما
    في القلب من حُلم ٍ بحسـْن ِمَثاب ِ
    جيلٌ وثمنُ الجيل ِ: دون أحبّـَتي
    ليلي وما طرقَ الضحى أبـوابي
    أصبو لـليلى في العـراق أذلـَّهـا
    قيْدٌ وسـوطُ الجوع ِ والإرهـاب ِ
    مسْـلولة ٌ ليلى لـِسُــلِّ تـُرابِـهــا
    والماء ِ والأشجار ِ والمحراب ِ
    ليلاي في حضن الغزاةِ وأهلها
    ما بين لصٍّ فاسـق ٍ ومُـرابــي
    ومُخنـَّث ٍ حسِـبَ الجهادَ أتاوة ً
    من جائع ٍ عـار ٍ وحَـزَّ رقاب ِ
    يا للحنين ! قد اكتهلتُ ولم يزلْ
    طـفلا ًعـنيدَ الطبع ِلـيسَ يحابي
    لولا اشــتياقي للديار وأهـلِـهــا
    ما كان مذبوحَ السطور ِ كتابي
    فأحِنُّ للخبز ِ الفطير ِ ورشـفة ٍ
    من جدول ٍغافٍ بحضن روابي
    للـمـَوْقِد ِالطينيِّ يُرْقِصُ جـمْـرَهُ
    غنجُ" الدِلالِ" بقهوة ِ الترحاب ِ
    وغِناءِ فلاح ٍ.. وشكوى عاشق ٍ
    و"ثريد" أمي بالحِساء ِ الكابي(5)
    وإلى مشاكسة الخليل لرغـبتي
    من نهره الصافي بكأس ِ عتاب ِ
    أمسيتُ منذ نأيتُ عـن أفـيائهـم
    مـَيْْـتا ولكنْ : في حـياة ِ ثـِياب ِ
    **
    (1) إشارة الى مكة المكرمة .
    (2)من أحياء مدينة جدة حيث أقام الشاعر أكثر من ست سنوات .
    (3) الشبيكة : من أحياء مدينة مكة المكرمة .
    (4) الصاب : نبت شديد المرارة .
    (5)الحساء الكابي : حساء من عصيد البصل والبهار يُثرد به الخبز
    كطعام في البيوت الفقيرة .

  5. #35
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي


    ليْ ما يُبَرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباحَ
    كأنْ أغـضُّ الطـَرْفَ عن ورد ِ الحديقة ِ
    وابْـتِهاج ِ بُُنـَيَّـتي الصغرى بأفـْـراخ ِ الحَمام ِ
    *
    ليْ ما يُبَرِّرُها ..
    فأمِّـي تشتكي صَمَما ً وقدْ عَـشِـيَتْ ..
    لماذا لا أكـفُّ عن اتـِّصالي الهاتفيِّ بها
    وإرسالي المزيدَ من التصاوير ِ الحديثة ِ
    هلْ يرى الأعمى من القنديل ِ أكثرَ من ظلام ِ ؟
    *
    ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
    فإنَّ جارتنا "حسيبة َ" باعت ِ الثورَ الهزيلَ
    وقايَضَتْ ثوبين ِ بالمحراث ِ
    وابنتها ـ التي فـُُسِـخَتْ خطوبتها ـ اشـترتْ نولا ً
    ولكنَّ الخِرافَ شحيحة ٌ..
    كادتْ تـُزَفُّ إلى ثريٍّ جاوزَ السبعينَ
    لولا أنَّ داءَ السُّكريِّ قضى عليه ِ
    ولمْ يكنْ كتبَ " الكتابَ "
    فلمْ تـَرِث غـيرَ العباءة ِ والسـُّوار ِ
    ووَهْم ِ بيت ٍ من رُخام ِ
    *
    ليْ ما يبرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
    كأنْ أُصيخُ السَـمْعَ
    للماضي الذي لم يأت ِ بَعْـدُ ..
    وأنْ أُعـيدَ صياغة َ النصِّ الذي أهْمَلته ُ عامين ِ..
    لا أدري لماذا لا أكـُفُّ عن التلفـُّت ِ للوراء ِ
    ولا أملُّ من التطلـُّع ِ في حطامي ؟
    *
    ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي حدَّ البكاء ِ
    فإنَّ " نهلة َ" جاءها طفلٌ له رأسـان ِ..
    "نهلة ُ" كانت القنديلَ في ليل ِ الطفولة ِ
    ضاحَكـتـْني مرَّة ً .. فكبرْتُ !
    أذكرُ أنني في ذات ِ عـشق ٍ
    قد كتبتُ قصيدة ً عنها ..
    وحينَ قرأتـُها في الصفِّ
    صفـَّقَ ليْ المعلمُ
    غير أنَّ بقيَّة َ الطلاب ِ أضحكـهم هيامي
    *
    ويقولُ " رفعتُ " في رسالته ِ الأخيرة ِ:
    إنَّ " محمودَ بنَ كاظمَ " بات حُـرّا ً
    (كان مُـتـَّهَـما ً وقد ثبتَتْ براءتهُ ) ولكنْ
    صارَ يُطـنِبُ في الحديث ِ
    عن التقدُّم ِ للوراء ِ
    أو
    التراجع ِ للأمام ِ
    *
    ويقولُ:
    لا تبْلِغْ سلامي ...
    أحدا ً..
    إلى أنْ تكنِسَ الأنوارُ
    أرصفة َ الظلام ِ
    *
    ليْ ما يبررُ وحشتي ..
    مَـنْ لي ْ بـمِـصباح ٍ
    يُضيءُ دجى السؤال ِ المُسْـتـَريب ِ..
    يُـزيلُ عن جَـسَـد ِ الجواب ِ
    مَـلاءَة َ الدَّم ِ خاطـها نـَصْـلُ الحُسـام ِ ؟
    *
    الناطِق ُ الرَّسْـمِيُّ باسم ِ القصْـر ِ
    يُطـْنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..
    ونشـرَة ُ الأخبار ِ تـُنـْبِئُ عن خـَريف ٍ
    قدْ يدوم ُ بحـقـل ِ دجلة َ ألف َ عام ِ ..
    *
    ورسائِلُ الأصحاب ِ
    تسـألُ عن جوازات ٍ مُـزَوَّرَة ٍ
    وعن سُـفـُن ٍ مُـهَـيّأة ٍ لِشـَحْـن ِ الهاربينَ
    إلى جنائن ِ كـَهْـف ِ مُـغْـتـَرَب ٍ
    وفِرْدوس ِ المنافي حيث أفياءُ الخِـيام ِ
    *
    مَنْ ذا أُصَـدِّق ُ ؟
    ما يقولُ الناطق ُ الرسـميُّ باسم ِ القصر ِ ؟
    أو
    ما قالـه ُ الكوخ ُ المُـهَـدَّدُ بالضـَّرام ِ ؟
    *
    وأنا ورائي جُثـَّة ٌ تمشي ..
    ومـَقـبرَة ٌ أمامي !
    *
    ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباح َ
    وما سَـيَذبَحُ في رياض ِ فـمي
    أزاهيرَ ابْـتِسـامي
    *
    فـ " حَـمادة ُ الحَمّالُ " مات حِمارُهُ ..
    وأنا أُرَجِّحُ أنْ يكون َ " حمادة ُ الحَـمّالُ "
    قد قتلَ الحِمارَ
    تَـدَبُّـرا ً لـ " بِـطاقـة ِ التموين ِ "
    والـسُّـوق ِ التي كـَسُـدَتْ
    وللحـَقـل ِ الذي ما عادَ يعرفُ خضرة َ الأعشاب ِ..
    كان " حمادة ُ الحمالُ " مُخـتصّـا ً بنقل ِ الخضروات ِ
    وكان أشـْهَـرَ في " السماوة ِ " من وزيـر ِ الخارجيَّـة ِ
    غـيْر أنَّ حكومة َ البطل ِ المُـجاهد ِ عاقـَبَـتـْهُ
    لأنه ُ :
    تـَرَك َ الحمارَ يَـبـولُ تحتَ منـصَّـة ٍ
    رُفِعَتْ عليها صورة ُ البطل ِ الحـبيبْ
    و" حمادة الحمالُ " يجهلُ في السياسة ِ
    لمْ يُشـارِكْ في انتِخـاب ِ البرلمان ِ..
    وحينَ يُسـألُ لا يُجيبْ
    ويُقالُ :
    إنَّ كبيرَ مسـؤولي الحكومة ِ في " السماوة ِ "
    كان يَـخـْطبُ في اجتماع ٍ حـاشِـد ٍ
    في عيد ِ مـيلاد ِ الرئيس ِ
    وكان صادَفَ أنْ يـَمُـرَّ " حمادة ُالحمالُ " ..
    فارتبك الحمارُ
    ( وربما احتفل الحمارُ )
    فكان أنْ غـطـّى النهيق ُ على الخـطيبْ
    ولذا
    أُرَجِّـحُ أنْ يكون " حمادة الحمالُ "
    قد قـَتـَلَ الحمارَ
    أو الحكومة ُ أرْغـَمَـتـْه ُ بأمْـر ِ قائِدِها اللبيبْ
    فـ " حمادة الحمالُ " مُـتـَّهَـمٌ
    بتأليب ِ الحمار ِ على الحكومـة ِ والنظام ِ
    *
    ويُقالُ :
    إنَّ " حمادة َالحمالَ "
    حاولَ أنْ يبيعَ حماره ُ غـيرَ المُـهَذب ِ
    بَيْدَ أنَّ السـوقَ كاسِـدَة ٌ
    ومات حمارُهُ من بعد ِ عام ِ
    *
    وأنا أُرَجِّـحُ أن يكون " حمادة ُ الحمالُ "
    قد قـتـلَ الحمارَ
    تَخـَلـُّصـا ً من تـُهْـمَة ٍ أُخـرى بمملكة ِ الـنـِّعام ِ
    *
    ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
    وما يُـفـسِّـرُ خـشـْيَتي
    من فتح ِ صندوق البريد ِ..
    وغـلق ِ نافـذة ِ الكلام ِ
    *
    سـألوذ ُ من صَحْـو ِ الحقول ِ
    برمل ِ صحراء ِ المنام ِ...
    فأنا ورائي جثة ٌ تمشي
    ومقبرة ٌ أمامي !!
    ***

    (*) القصيدة لا تعدو كونها قراءة في رسائل من داخل الوطن . ..
    ثمة ملاحظة ألفت اليها انتباه الأفاضل مشرفي الواحة الغراء ، وهي : إن تعليمات النشر في هذا المنتدى الثر لا تجيز نشر اكثر من مادتين للعضو اسبوعيا ـ وحسنا فعلت بغية إتاحة المجال للأعضاء الاخرين ... أما لماذا نشرت قصيدتين في يوم واحد ، فذلك لأنني سيتعذر عليّ النشر اسابيع عديدة لاعتزامي السفر ـ وللادارة رفع القصيدة ومن ثم نشرها في وقت آخرإن رغبت ، ولها الشكر من قبل ومن بعد .
    • ( حمادة الحمال ) من أهالي مدينة السماوة يعمل حمالا بعربة يجرها حمار ،
    تعرض للضرب المبرح في مديرية أمن البلدة لأن حماره تبول تحت أحد النصب .

  6. #36
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    طاوي الديار
    مَـدَّتْ لمحزون ٍ يَـدا ً .. فاسْـتـَرْجَعا
    يمشي بـه ِ غـَدُهُ .. ويـركضُ خـلفـَهُ
    ماض ٍ تحَـسَّـرَ إذ رآك ِ فـــأَدْمَـعـا
    فـَوَدَدْتُ لو مَـدَّتْ لذي عَطـَش ٍ فـَما ً
    ليـَبُـلَّ منهُ الأصغرين ِ .. وأضـلـُعا(1)
    قد كان عادَ إلى الديار ِ ... فـَراعَـهُ
    أنْ قدْ رأى حقلَ المُـنى مُـسْـتـَنقـعـا
    فأتـاك ِ يـلتمِــسُ الـملاذ َ لــروحـِه ِ
    أوَلـيسَ ( للإنسان ِ إلآ ما سـعى )؟
    حُلـُمٌ ولا أحلى .. فَـَمَـنْ لِـمُـشــَيِّع ٍ
    في الغـُرْبتين ِ شـَبابَـه ُ لو شـُيِّعـا ؟
    هل يارعاك ِاللهُ مثلي في الهـوى
    صَـبٌّ توَسَّـلَ في هواهُ المَصْرَعا ؟
    عَـفُّ السَريرة ِ والسرير ِ فـَقلبُـهُ
    لم يَتـَّخِذ غـيرَ المـوَدَّة ِ مـَنـْزَعـا(2)
    هَتَفَتْ لهُ شـَفة ُ المجون ِوأوْمأتْ
    مُـقـَلٌ لكأسِ خـطيئَـة ٍ فـَتـَـرَفـَّعـا
    نكثتْ به ِ " ليلاه ُ" حين تمَكـَّنتْ
    من قـلبـِه ِ كيما يفيض تـَضـَرُّعـا
    خبَزَتْ له السلوى رغيفا ً فارتدى
    من دِفئِها ثوبـا ً وقـدْ رَجَـفا مَـعا
    فـَغـَفـا يُـدَثـِّرُهُ حـريـرُ جـديـلــة ٍ
    طفلا ً يُناغي مُسْـتبيه ِالمُرْضِعا
    نسَجَتْ لهُ من أقحوان ِ هَـديلِـها
    ثوبا ً وألـْبَسَها القصائدَ بُـرْقـعـا
    وَعَدَتْ دُجاهُ بصُبحِـها وحقولـَهُ
    بقِـراح ِ عـَذبِ نميرِها فتطلـَّعـا
    حتى إذا بلغَ الفِطامَ مـن الأسى
    وحَبا على دربِ الهيام ِ مُمَتـَّعا
    واختارَها دون الحِسان ِ لـقلبـِه ِ
    قلبا ً وللمُقل ِ السَـنا والمَطمَـعـا
    كفرَتْ بنبْض ِ فـؤاده ِواسْتبْدَلتْ
    بالـراحِ جمرا ًوالأزاهر مِبضَعا
    ونديمة ٍ في الغـُربتين ِ رأتْ بـه ِ
    فـَرَسا ً لمُهْرَتِها الجموح ومَرتعا
    فرَشَتْ لهُ بالوردِ دَغـْلَ فِـراشِـه ِ
    طمَعا ً بِـشَـهْـدِ لـذاذة ٍ فـَتـَمَـنـَّعـا
    بَعَـثتْ إليهِ قلائــِدَ النعمى وقــد
    كان المُقيمَ على الكفافِ فأرْجَعا
    وتـلاقيا يوما ً بـواحـة ِ خـلـوَة ٍ:
    حقلا ً من العُشبِ النديِّ وبلقعا
    ما كان ذا فحْش ٍ ولكن لم يكـنْ
    مُتَعَـبِّدا ً نبَذ الرحيقَ ولا ادَّعى
    فأبى مخافة َ أنْ يكونَ مُـوَدِّعـَا ً
    شرفَ المروءةِ أويكون مُوَدَّعا
    ولربَّما غـَمَـزَ الهديلُ لأيـْكـتي
    فأغضُّ عنهُ ربابتي والمَسْـمعا
    سبعٌ وخمسون انتهين وهـا أنـا
    أتوَسَّـلُ الندمَ الصَدوقَ ليَشـْفـَعا
    أسَفي على زهرالشباب ِطحَنتهُ
    برُحى غروري فانتهيتُ مُصَدَّعا
    أتَعَكـَّزُ الأضلاعَ خوفَ شماتتي
    بيْ لو سـقطتُ بخيبتي مُـتـَلفـِّعـا
    أغوى الشبابُ فسائلي يا ليتني
    لم أتـَّخذهُ لحقل ِأُنـس ٍ مـَوضِعا
    لو تـُعْـشِبُ الأيامُ حقلَ كهولتي
    لسقيتُ عشبَ الأمنيات الأدمعا
    بَعُدَالطريقُ فلا المكانُ يفرُّ من
    زمني ولا جمعَ الزمانُ الأرْبُعا
    إلآ الصدى والذكريات وكلـُّهــا
    زادتْ على وجَعِ الفراق ِتوَجُّعا
    ما للهموم ِأبَتْ سـوايَ لنارِهــا
    حَطـَبا وقلبي للأسى مُسْتودَعا ؟
    ألأنني لا أشـتـكي إنْ مَــسَّـني
    ضرٌّ ولستُ بمُسْـتحِث ٍ أدمُـعا ؟
    أمْ أنه ُ حـظـُّ ابن ِ دجلة َ يومُـهُ
    دهرٌمن البلوى يقضُّ المضجعا؟
    ستون إلآ بضعة ً... أمـضيتها
    طاوي الديارعلى الدروب مُوَزَّعا
    مدّي ـ رعاكِ الله ـ من رفق ٍ يَـدا ً
    للمُسـتغيث ِ.. فقد أتاك ِ مُـرَوَّعـا

    ============
    (1) يبل : يروي الغليل
    (2) المنزع : الغاية

  7. #37
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي


    جئتك ِ الآنَ أُواسـيك ِ بموتي ..
    ألحِديني صدرَك ِالطفلَ
    انـْسِـجي ليْ من مناديل ِ المراثي
    كـَفـَنا ..
    فكـِّري أن تجدي إسـما ً جديدا ً
    للذي كان أنا ..
    فأنا ـ الواقفَ ما بين يديك ِ الآنَ ـ
    ما عـُدتُ هنا ..
    جَسَدي حيٌّ
    ولكنَّ رفيفَ القلب ِ
    في صحراء يومي دُفِـنا ..
    ربما وجهي كما كان قديما ً ..
    ومكاني نفسُ ما كان قديما ً
    غيرُ أنَّ الـزَّمَـنا ..
    غيرُهُ الآنَ :
    الصباحاتُ يتيماتُ السَّــنا ..
    والمساءاتُ ؟
    ثـُكالى تسْـتحِث ُّ الشـَجَـنا ..
    والمشاويرُ ضنى ..
    فأنا لستُ أنا ..
    هَـزُلَ الجسمُ
    وجُـرحي سَـمُـنا ..
    فتـِّشـي تحت رُكام ِ القهر ِ عني
    في الذي كان يُسَـمَّى
    وطـَنـا ..
    قبلَ أنْ يَـنسَـجـِنا ..
    في أضابير ِ السـفارات ِ
    الدهاليز ِ
    سَـراديب ِ الخـَنا ..
    والخِطابات ِ التي تـُكـتـََبُ في وجهين ِ :
    وجه ٌ يَتـَهَـجّاهُ الدراويش ُ علينا
    كلما أوشـَكت ِ الأرضُ على الرعد ِ
    ووجه ٌ في رحاب ِ " المعبد ِ الأبيض ِ "
    تـُرْضي " الـوَثـَنا " ..
    سَـلـَّموا للغرَباء الرَّسَـنا ..!
    ومشى خلفَ الخيول ِ السـادة ُ الأعيانُ جَـهْـرا ً
    مُـتـَحَنـِّينَ بـ " روثِ الجاه ِ "
    طـُلأّبَ كراس ٍ .. وغِنى ..
    نَضُبُ الينبوع ُ ..
    والحـَتـْفُ دنا ..!
    للمُــرائينَ المـرايـا .. والتوابيتُ لنا !
    ولهم شـَهْـدُ العناقيد ِ
    وأشـواكُ البساتين ِ لنا ..!
    ولهم ـ باسم ِ إله ِ الحرب ِ ـ
    ما يفضُـلُ من مائدة ِ الجنـَّـة ِ
    والنارُ لنا ..!
    ولهم ما تكنزُ الأرضُ من النفط ِ ..
    وعَـفـْط ُ العَـنـْز ِ والزفتُ لنا ..!
    كلُّ عصر ٍ ولـَه ُ " ربٌّ " و " هولاكو "جديدٌ ..
    فـَلِمَنْ جَـيَّشـَت ِ الخوذة َ والمدفعَ أمريكا
    وأرْسَـتْ سُـفـُـنا ؟
    ألكيْ يُصْـبـِحُ " حُـرّا ً " بيتـُنا ؟
    و " سَـعيدا ً " غـدُنا ؟
    **
    يا أبا ذرِّ الغِفاريِّ الا قـُمْتَ بنا ؟
    إفـْتِنا ـ
    ما عاد خيط ٌ أبيضٌ بين حجاب ِ الليل ِ
    والصبح ِ ..
    ولا بين نمير ٍ وصديد ٍ
    وجُـفـاء ٍ وجَنـَى .... ! (*)
    **
    بتُّ لا أعرفني الانَ ..
    أشـَوكا ً ما تراهُ العين ُ في بستاننا
    أمْ سَـوسَـنا ؟
    فأعيديني إلى نهديك ِ طفلا ً
    واغْـلقي يا طفلتي الأمَّ
    شـبابيكَ المنى ..
    حَـرِّكي في شـَفـَتي القيثار َ
    لـَحْـنَ " الميْجَـنا "
    فكـِّري أن تجدي إسْـما ً جديدا ً
    للذي كان أنا ..
    وأعيديني كما كنتُ قديما ً :
    عاشقا ًيحلمُ يوما ً أنْ يكونْ
    سـادِنَ الأزهار ِ
    في روض ِ الجنونْ
    مُـبْـحِرا ً بينَ ضفاف ِ الـفـُلِّ والريحان ِ
    في ثغرك ِ ..
    والشـَهْـد ِ المُـصلـّي
    في محاريب ِ العيون ْ
    ***
    (8) النمير : الماء الزلال . الصديد :قيح الجرح .
    الجفاء : ما يلقيه السيل من الجانبين ... ومن معانيه : الباطل .
    الجَنى : ما يُجنى من ثمر ، أو من عسل وذهب .
    21ـ !0 2007
    استراليا

  8. #38
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    أجّـَلـتُ مـيـلادي
    .

    أجّـَلـتُ مـيـلادي لـيـوم ِ مَـمـاتـي عِـشـقا ً.. لأبْـدأ في هـواك ِحياتي
    سأرشُّ بالورد ِ الرصيفَ لتنسجي بخُـطاك ِ مِـنـديــلا ً من النـَغـَمات ِ
    مجنونة ٌ إنْ تأخـُذي بـِـنـصــيحَـة ٍ تـُنجيك ِمن جمري ومن صَبَواتي
    عهَدَ الهوى ليْ أنْ أحِبَّك ِ فاشهَدي أني وفــَيْـتُ الـعَـهْـدَ يا مـــولاتي
    أسَـفي لأني لسْـتُ أملكُ غـيرَ ما أعْطـى الإلهُ الطينَ من نـَبَـضات
    أمشي فـتنهرُني خطايَ .. وتـتـقي عينايَ من ظِلـِّي على الـطـُـرُقات ِ
    حينا ً تـُحاصِرُني ذئـابُ هواجـسي وَيـَـشِـلــُّني حـينا ً صَـدى نـَـزَواتي
    حَيْرانُ بين غدي وأمسي حاضريوخطايَ بـيـنَ تــَــرَنـُّـح ٍ وثــَـبـات ِ حُـقــَّـتْ عـلــيَّ الـنـازلاتُ لأنـنـي
    أمّــا عـن الــدنـيا ؟ فأعـلـمُ أنــنيِ ضَـيْـفٌ ولسْـتُ بمالـِك ٍ واحـاتي
    لكـنَّ عـندي مـن هـمـوم ٍ أنـهـــرا ً أمّـا الـجـِـراحُ فإنهـا شـُــرُفـاتـي
    إنْ تصدقي وعدا ًغَدوتِ وريثتي وخليفـتي في الحزن ِ والـمأســاة
    هيَ فرصَة ٌ .. فـلتـَغـْـنميها قبلمـا أغـفـو ولم أكـتبْ كـتابَ وَصَاتي (2)
    لاتخسري عرشَ الجنون ِورثتـُهُ عـن " مُسْـتباح ٍ" لاذ بالـفـَلـَوات (3)
    والتائهِ " الضِلــّيلِ " باعَ بـِنشـوَة ٍ مُلـْكا ً .. وأنعاما ً بــنـاي ِ رُعــاة (4)
    أنا جـَنتي وأنا جحيمي .. جَـرِّبي وَجَعي لتكـتشـفي غـَـرابـَة َ ذاتي
    تصبو إلى نخل" السماوة " مُـقلتي فمتى يُـطـهَّـرُ من وُحـول ِ غـُـزاة ِ ؟
    لي صبرُ باديةِ العراقِ على اللظى ولقد صبرتُ وفات يومُ جُـنـاتــي(5)
    وعَـنادُ مَخـْـبولِ الفؤادِ .. طِباعُهُ نشرُ الشِراع ِ إذا الرياحُ عَـواتي
    حَيرانُ مــا بيني وبيني .. أيُّـهُـمْ أُوصي ليَحْملَ في الأسى راياتي ؟
    بالأمسِ متُّ وأيْقـَظتْ بيْ خافقـا ً شَـهَـقاتُ أمي في دُعـاء ِ صَــلاة ِ
    الغاوياتُ ؟ مَشـيْنَ خلفَ جنازتي وشَقـَقـْنَ ثوبَ الحرف ِفي أبياتي
    وحَمَـلنَ تابوتَ الـقـصيد ِ يُزينـُـهُ خمسـون إكـلـيـلا ً مـن الآهـــات
    والعاشقون وكنتُ حُجَّـة َعِشـقِهم نثروا رمادَ الصًّـبْر ِ فوقَ رُفاتي
    إلآ التي أرْخصْـتُ دون حقولِـهـا نهري ودون شِـراعِـها مَـرساتي
    شَـمَتـَتْ بقنديلي تـَخثــَّـرَ ضَـوءُهُ وبيابسِ الأغصانِ من شـَـجَراتي
    قرأوا على روحي سلامَ أُخـَيّـَتى وأبي وأمي فاسْــتعَـدْتُ حـيــاتي
    إلآ التي أوقـَفـتُ ناعـوري عـلى بُـسْـتانِـهــا فـَـرَّتْ فـَـرارَ مَـهــاة
    يا أنت ِما يُغري رماحَكِ بامرئ ٍ مَيْت ٍ لِـنبشِ حُـشـاهُ بالطـَعَـنـات ِ ؟
    دعـوى قـتيل ٍ لايُــريـدُ بغـيـرِه ضـَـرّا ً: وقـاك ِ الـلهُ شـَـرَّ رُمـاةِ
    ورعاك من حيف الزمان وأهله وسَـقاك ِ كوثـرَ دجـلة ٍ وفــرات ِ

    ***
    (1) فصّ ( بضم الفاء أو فتحها أو كسرها ) : ما يُرَكـّب على الخاتم من حجر كريم وسواه .
    (2)وصاتي " بفتح الواو " : ما يكتبه المرء من توصية قبل وفاته .
    (3)مستباح لاذ بالفلوات : هوقيس بن الملوح .
    (4) الضليل : امرؤ القيس .. وفي البيت اشارة الى قوله الشهير : اليوم خمرٌ وغدا أمرُ .
    (5)جناتي ( بضم الواو ) : ما يُجنى من ثمر الشجرة .

  9. #39
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي


    (1)

    سألوك ِ عن عمري وعن عَمـَلي ؟
    حسنا ً .. أجـيـبيهـم بــلا خـَجَـل ِ :
    عـمري مـن الأعــوام ِ فــاتـِِنـتي
    عـدَد ُ ارتشـافي منك ِ من قـُـبـَـل ِ
    وصِـناعـتي : صَـيـّـاد ُ قـافـــيـة ٍ
    نـَصَـبَ الفـؤادَ بـِرَوضَة ِ الغـََزَل ِِ
    شـاخ الجبينُ.. ولا يـــزالُ فــتى ً
    قـلــبي .. وحَـقـل َصَـبابة ٍ مُـقـلي

    **
    (2)
    مَـدَّتْ يَـــدا ً مـنها تـَجـِسُّ جَـبـيـني
    حين ارتختْ فوق العيون ِ جفـوني
    قالت ولا حُمّى!فـقـلتُ لها اصبري
    الآنَ قد بَــدأ احْـتـِراق ُ غـصـونـي
    أوقـَدْتـِني بـِيَـد ٍ .. فـَهـلْ مـن قـُبلـة ٍ
    بلذيذ ِ خمر ِ رحـيـقِـها تـُطـفـيـني؟
    كفرَتْ بماء التين ِ مائدتي ..فهل
    من عذب ثغرك َ رشفة ً تسقيني ؟

    **
    (3)
    غاضِبٌ مني ؟ وهل يغضبُ وَرْد ُ ؟
    صُدَّ إنْ شِـئـتَ .. فبعضُ الصَدّ ِ ودُّ
    أنـا أغـضَـبْـتـُـك َ عَـمْـدا ً كيْ أرى
    كـيف يغـدو أحمـرَ الأزهـار ِ خـَـدُّ
    وأنـا أبْـكــيْـتُ عــيـنـيــكَ لــكـي
    أمْـسَـحَ الخـدّين حين الدمعُ يَعـدو
    لـيـسَ بَـحـرا ً حـيـن لا يَـقـْـرَبُــه ُ
    غـَضـَبُ الموج ِ ولا جَـزْرٌ ومَــد ُّ
    ***

  10. #40
    الصورة الرمزية يحيى السماوى شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 70
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي ديوان الشاعر يحيى السماوي

    أضيـئـيـني ظميئـُكِ .. فاطفِـئـي شـَـرََري
    . بـِنـَفـْحٍ من رحيـقِ الـروحِ
    . أضـيـئـي لـيـلَ مُـغـْـتـَـرِبٍ
    . وَلُــودَ الـهَـمِّ والأحـــزانِ
    . أضـيـئـيـني بدِفْءٍ مـنـك ِ
    . ونـُـصْـحٍ أسْــتعـيـنُ بــهِ
    . عسى بُسـْـتانيَ المـذبوحُ
    . أضـيـئـيني لـعَـلَّ الـلـيـلَ
    . ويَكْسـرُ صمتهُ الوحشيَّ
    . ظمـيـئـاتٌ إلى قـَدَمَـيْـكِ
    . فـيا نهـرًا من الصلواتِ
    . رأتـْـك ِبصيرتي حُلـُمًا
    . ونـــافِــذة ً تـُطِـلُّ عـلى
    . وقــنـديـلا ً أنـش ُّ بـــهِ
    . فـما ربحي مـن الـدنـيـا
    . فصُـبّي في دمي نـَسَـغـًا
    . وماءَ الضـوء ِفي مُـقلي
    . ومُـرِّي فـي مَـفـازاتـي
    . أعينيني عليَّ .. عليك
    . أغـيثـيني فقد هُـزِمَـتْ
    . ويا نهرًا من الصَبَواتِ
    . فإنَّ سواحِلَ " الخمسين"
    . خـَلِـيُّ القـلب ِ إلآ مـنـكَ
    . على عَثـَرٍ مَشيْتُ العمرَ
    أضيعُ فـَيُـسْـتـَدَلُّ عَـليَّ
    . فكوني لـلغـريب ِ الدارَ
    يُـماطِـلُ وجهُها عـَيـنيَّ في صَحْــوٍ وفي خـَدَرِ(6)
    . ولولا عطر وردِ الصوتِ
    فلا أذني التي عَـشِقـتْ(7)
    . ولكن ْ شـاءت ِ الأقدارُ
    . مقاديـرٌ .. وهل لِـلمَـرءِ


    (1) الخصر :البارد
    (2) المعتصر : كناية عن الخمرة
    (3) المجتمر : مكان الجمر ـ الموقد
    (4) الغدر : جمع غدير
    (5) الجزر : بفتح الزاي : الأرض التي تنكشف عنها المياه فتصحر
    (6) يماطل : يسوّف بالوعد
    (7) إشارة إلى قول بشار بن برد : "والأذن تعشق قبل العين أحيانا"

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. سنظل ـ تأترا بقصيدة الشاعر الكبير يحيى السماوي
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 05-01-2007, 03:55 PM
  2. أظميت سهدي / تأثرا بقصيدة الشاعر الكبير :يحيى السماوي
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 12-10-2006, 06:19 PM
  3. مِن روائع يحيى السماوي،إلى شلال الشعر محمد إبراهيم الحريري
    بواسطة نزار الكعبي النجفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 19-09-2006, 04:42 AM
  4. أوصيك بي شراً إذا خنت الهوى ، للشاعر : يحيى السماوي
    بواسطة حوراء آل بورنو في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-08-2006, 08:27 PM
  5. رحلة بين فضاءين .. قصيدة يحيى السماوي التي أعجبتني
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-05-2004, 12:03 AM