لا للحصار
قِــفْ فَــوقَ نَــاصِيَةِ الــشّمُوخِ جَــلالا وَدَعِ الــخُــنُوعَ لِــمَــنْ عَـــدُوَّكَ وَالَـــى
وَارْفَـــعْ بِــمَــعْرَكَةِ الــصُّــمُودِ قَــضِــيَّةً يَـــا أَيُّــهَــا الــشَّــعْبُ الأَبِـــيُّ بِــمَوطِنٍ هَــامَــاتُ فَــخْــرِكَ فِــي مَــوَاقِفِ عِــزَّةٍ وَعُــيُونُ فَــجْرِكَ فِــي الــوجُودِ تَــحَدَّثَتْ يَــا شَــعْبَ غَــزَّةَ يَــا صَــنَادِيدَ الوَغَى يَــا شَــعْبَ غَــزَّةَ أَيُّــهَا الأَسَــدُ الــذِي لَــــمَّــا رَأَوا فِــيــكَ الإِبَـــاءَ وَأَفْــلَــسُوا وَرَمــــوكَ بِــالــحِقْدِ الــضَّــرِيرِ نِــكَــايَةً جَــعَلُوا الــحِصَارَ لــلانْتِصَارِ وَمَــا دَروا وَبِـــأَنَّ كَــفَّ الــقَهْرِ حِــينَ تَــجَبَّرَتْ اصْــبــرْ عَــلَى شَــرْقِ الــحِصَارِ وَغَــرْبِهِ كُنْ كَالسَّحَابِ مَتَى التَقَى الرِّيحَ ارْتَقَى لا يَــقْــتُــلُ الــجُــوعُ الــرِّجَــالَ وَإِنَّــمَــا وَالــمَــوتُ فِــي الــفَلَوَاتِ خَــيرٌ مَــورِدًا كَـــمْ ذَاقَ عُــسْرَ الــحَالِ قَــبْلَكَ أُمَّــةٌ وَاذْكُــــرْ إِذِ ابْــتُــلِــيَ الــنَّــبِــيُّ وَصَــحْــبُهُ صَــبَرُوا عَــلى الــبَأْسَاءِ وَاحتَسَبُوا الرِّضَا هِــيَ هَــكَذَا سُــنَنُ الــحَيَاةِ تُــذِيقُ مِــنْ وَاللهُ بِــالــتَّــمْحِيصِ يُــــوقِــظُ أَنْــفُــسًــا يَــا شَــعْبَ غَزَّةَ لَسْتَ وَحْدَكَ إِنَّ مَنْ وَإِلَــيكَ يَــا بــنَ الضَّفَّةِ النَّفْسُ ارْتَقَتْ فَــعِــدَاءُ مَـــنْ سَــفَكَ الــدِّمَاءَ جَــهَالَةً مِـــنْ عُــصْبَةٍ رَكِــبَتْ خِــيَانَةَ شَــعْبِهَا عَــبَــسَتْ وَقَــرَّعَتِ الــقَضِيَّةَ وَامْــتَرَتْ وَاسْتَكْبَرَتْ عَنْ نُصْحِ مَنْ نَصَحُوا فَمَا إِنْ كَــانَ صُــلْحُ الأَهْــلِ بَــاتَ مُحَرَّمًا وَإِلامَ يُــغْــضِي الــمُــرْجِفُونَ وَقَــدْ رَأَوا كَــمْ حَــاذِقٍ مِــنهُمْ أَثَــابَ إِلى النُّهَى وَالــصَابُ مَــهْمَا طَــابَ صَــابٌ وَالخَنَا يَا شَعبُ كَيفَ وَأَنْتَ مَنْ صَنَعَ العُلا أَحْــفَــادَ خَــالِــدَ هَــلْ بَــوَارِقُ حِــكْمَةٍ وَهَـــلِ احْــتِمَالُكُمُ الــخُطُوبَ كَــلالَةً مَـــــا أَنْـــتُـــمُ إِلا خِـــلافَـــةُ أُمَّــــةٍ كَــــمْ قَــــائِــدٍ فِــيــهُــمْ أَذَلَّ جَــبِــينَهُ وَلَــكَــمْ ضَــرَبْــتُمْ فِـــي الــعَــدُوِّ بِــقُوَّةٍ وَتَــحَــدَّثَتْ تِــلــكَ الــفِــعَالُ فَــأَلْــجَمَتْ يَـــا شَــعْبُ إِنَّ الــمَوتَ أَكْــرَمُ مَــوئِلا لا يَــسْــتَوِي صَــقْــرٌ يَــطِيرُ إِلَــى الــعُلا أَو يَــسْــتَوِي فِــعْــلُ الــمُبَادِرِ بِــالأَذَى وَلَــقَدْ يُــحَدِّثُ بِــالسَّلامِ مَــنِ افْــتَرَى يُــعْــطِــي لإِرْهَـــابِ الــعَــدُوِّ مُــبَــرِّرًا وَيَــــرُدَّ مَــظْــلَــمَةَ الــضَّــحِــيَّةِ أَنَّــــهَــا فَــسَــلِ الــحَوَادِثَ لا أَبَــا لَــكَ عَــنْهُمُ وَبِــأَنَّــهُــمْ أَدْنَــــى الــخَــلائِــقِ ذِمَّـــةً وَمَــتَى تَــأَبَّطَتِ الــقَوَاصِفُ حِــقْدَهُمْ يَا شَعْبُ لا عَيشٌ يَطِيبُ عَلَى القَذَى هَــلا اتَّــخَذْتَ سِــوَى الــكَرَامَةِ مُــقْلَةً مَــــنْ لِــلــحُــسَامِ الــــحُــرِّ يَــحْــمِــلُهُ إِذَا الــنَّــارُ ضِـــدُّ الــنَّــارِ وَالـــدَّمُ بِــالــدِّمَا وَكَــتَــائِــبُ الــــثُّــوَّارِ تَــقْــطَــعُ أَمْــرَهَــا فَـــإِذا انْــتَــضَى أَمْــرَ الــرِّجَالِ مُــخَنَّثٌ وَإِذَا تَــــوَلَّــى الأَمْـــرَ فِــيــهِمْ فَـــارِسٌ مِـــنْ كُـــلِّ مُــبْــتَدِرِ الــمَــنُون مُــحَجَّلٍ وَغَــضَــنْــفَرٍ فِـــي الــحَــادِثَاتِ زَئِــيــرُهُ يَــشْــتَدُّ مِــنْ بَــأسِ الــكُرُوبِ صَــلابَةً صَــاحَــبتُهُمْ مِـــلْءَ الــحَــوَادثِ هِــمَّــةً الــحَــافِــظِينَ مِــــنَ الــــمُــرُوءَةِ ذِمَّـــةً الــذَّائِــدِيــنَ عَــــنِ الــحِــمَــى بِــعَــزَائِــمٍ وَإِذَا بَــنَــيــتُ لَــــهُــمْ قُــصُــورَ مَــحَــبَّةٍ ضُــمِّــي فِــلِــسْطِينُ الــصَّبَاحَ وَضَــمِّدِي لا فَــتْــحَ إِلا فِـــي الــحَمَاسِ وَلا نَــدَى وَالــمَــجْدُ لا يَــأْتِــي الــمَــوَاطِنَ مُــذْعِــنًا فَــإِلَــى كَــتَائِبِ عِــزِّكِ الــعَزْمَ امْــتَطِي يَــا مَوْطِنَ الإِسْرَاءِ حَسْبُكَ فِي الوَرَى الــقَــابِــضُونَ عَــــلَــى الــــزِّنَــادِ بِــقُــوَّةٍ إِخْــوَانُ صِــدْقٍ جَــسَّدُوا بِــصُمُودِهِمْ بِــكَــتَــائِبٍ خُــــضْــرٍ تَــــلُــوحُ كُــمَــاتُهَا وَاللهُ مَـــولَـــى الــمُــؤْمِــنِــينَ بِــنَــصْــرِهِ يَـــا أُمَّــةَ الإِسْــلامِ كَــيفَ حَــيَاتُكُمْ بَــــاتَــتْ بِــــلادُ الــمُــسْلِمِينَ مَــوَاطِــئًا فَــعَــلَى فِــلِــسطينُ الــحِــصَارُ مُــخَــضَّبٌ وَالــحَــرْبُ فِـــي لِــبنَانَ أَوشَــكَ لَــيْلُهَا مَــــزَّقْــتِ لِــــلإِقْــدَامِ ثَــوبًــا بَــاسِــلا وَيَــئِسْتِ مِــنْ أَمَلِ الرُّجُوعِ وَلَمْ نَكُنْ إِنَّــــا لَــــفِــي زَمَـــنٍ يَــلُــوكُ مَـــرَارَةً كُــنْتُمْ أُسُــودَ الحَرْبِ إِنْ هِيَ جَلْجَلَتْ فَــعَــدُوُّكُمْ فِـــي الــغَــرْبِ يَــرْفَعُ رَايَــةً وَعَــدُوُّكُمْ فِــي الــشَّرْقِ أَنْــتُمْ مَــا بَــدَا وَلَــــوِ اتَّــقَــيــتُمْ لانْــتَــصَرْتُمْ وَالـــذِي الــــقُــدْسُ عَــهْــدُ الــمُــسْلِمِينَ وَذِمَّـــةٌ وَالــشَّــعْــبُ إِخْـــوَانٌ وَأَبْــنَــاءٌ فَــهَــلْ لا لِــلــحِــصَارِ وَإِنْ تَــكَــالَبَتِ الــقُــوَى هِـــيَ دَعْـــوَةٌ نَــحْــوَ انْــتِــفَاضَةِ عِــزَّةٍ وَلَــقَدْ كَــفَانَا مَــا مَــضَى مِــنْ أَمْــرِنَا فَــاسْلُكْ إِذَا شِــئتَ الــدُّرُوبَ حَقِيقَةً وَاخْــــتَــرْ فَــــإِمَّــا أَنْ تَــعِــيشَ بِــعِــزَّةٍ وَإِذَا انْــقَــلَبْتَ إِلَـــى الــمُهَيمِنِ بَــاسِرًا
