إلى أم الدنيا


بقلم:عاهد ناصرالدين

أهلنا في أم الدنيا

أهلنا في مصر الكنانة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان الله في عونكم ،وأيدكم بنصره وتوفيقه، وأنتم ترفعون أصواتكم ،وتنتفضون

رافضين الظلم والقهر،طالبين التغيير ،وأحسن الله إليكم ، وتقبل الله من قُتل منكم شهيدا ، وعجل الله في شفاء جرحاكم .

أهلنا في مصر أم الدنيا ،مصر الكنانة

إن مكانتكم عظيمة عند الله-عزوجل ؛فقد ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال( ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا (،وقال صلى الله عليه وسلم (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جندا كثيفا فإن بها خير أجناد الأرض ـ فقيل ولم يا رسول الله قال : لأنهم وأهليهم في رباط إلي يوم القيامة)

إن الفتح الأعظم للإسلام سيكون بمصر ومن مصر(فاتخذوا من أهلها جندا كثيفا فإن بها خير أجناد الأرض)

إن معظم جند الإسلام من أبناء مصر وأنتم خير أجناد الأرض، وما ذلك إلا لحسن معتقدكم وإيمانكم ومن ثم تفانيكم في الدفاع والذود عن دينكم وأرضكم ومقدساتكم .
لذلك فأنتم تختلفون عن أي جند آخرين بحكم ما وقر في قلوبكم من إيمان وتقوى .
وكما نعلم وتعلمون أن الكنانة هي جعبة السهام للمحارب لأدركنا أن مصر بها سهام الحق الموجهة بأيدي أبنائها دعاة الحق وخير أجناد الأرض المرابطين للذود عن الإسلام ومقدساته إلى يوم القيامة إلى صدور أعداء الله وأعداء الإسلام على الدوام .

ولقد أثبتت أحداث التاريخ أن مصر هي المتصدية للغزوة الصليبية ،وهي التي قهرت الصليبيين في المنصورة وحطين كما كانت المتصدية للغزوة التترية الهمجية والتي قهرت التتار في عين جالوت بعد أن استولوا على معظم آسيا الوسطى واحتلوا العراق والشام وأتوا إلى مصر ،إلا أن خير أجناد الأرض بقيادة سيف الدين قطز هم الذين ردوا الغزاة ودحروهم إلي غير رجعة .
ولإدراك أعداء الإسلام وأعداء مصر هذه الخصوصية التي تتمتعون بها في الدفاع عن الإسلام كان من البديهي أن يكون هناك على الدوام والاستمرار من يريد السيطرة على بلدكم الطيب واستهدافكم في معتقداتكم وأقواتكم وأرزاقكم وأبنائكم وخيراتكم .

أدرك الكفار الكنز العظيم الذي تمتلكون؛ فالأزهر هو جامعة إسلامية ، يمثل الإسلام وعلماء المسلمين ، وله مكانته المرموقة قديما وحديثا .

وجامعة القاهرة تمثل فئة كبيرة وقطاعا واسعا من المثقفين والمتعلمين والسياسيين .

فكان هذا كله دافعا لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه رسالة للأمة الإسلامية من مصر أم الدنيا لعلماء الأزهر ولمثقفي جامعة القاهرة .

أهلنا في مصر

هل تكون ثورتكم المباركة بوابة للتغيير الجذري ، ووقفا للمد الغربي الاستعماري ،وانطلاقا لجحافل التحرير،تحرير المسجد الأقصى وفلسطين والعراق ، وتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة ؟؟

علماءنا الأفاضل في مصر الكنانة

إن لكم مكانتين الأولى أنكم من أهل مصر الكنانة والثانية أنكم علماء

وأمام فضلكم وعظم منزلتكم وسمو مكانتكم ورفعتها ، أخاطبكم في أعظم أمر تمر به مصر والأمة الإسلامية منذ فاجعة سقوط الخلافة عام 1342هـ ؛ في الثامن والعشرين من رجب ، على أيدي الانجليز والفرنسيين والخونة من حكام المسلمين الذي تواطؤوا مع الكفار.

ولا يخفى عليكم يا أصحاب العلم والفضيلة ما آلت إليه الأمة الإسلامية بعد أن تحكم النظام الرأسمالي في العالم ، وعشعشت الحضارة الغربية في أذهان كثير من أبناء المسلمين ، وغيرت من سلوكهم ، وقد ساءت أوضاع كثير من بلاد المسلمين وهي تعاني من أعداء الله ؛ ففلسطين, وكشمير, وقبرص, وتيمور الشرقية ما زالت محتلة .

حل الضعف والذل والهوان ، وغاضت أحكام الإسلام من الأرض، وبلاد المسلمين مستعمَرة ومجزأة إلى عدة دويلات حتى وصلت إلى نحو خمس وخمسين دويلةً، نَصَّبوا على كل منها حاكماً يأمرونه فيأتمر وينهونه فينتهي، لا يملك أن يتخذ قرارا ولو بالذهاب لحضور مؤتمر ، ورسموا لهم سياسةً تقتضي أن يبذلوا الوسع لتطبيقها على المسلمين ، حتى أنهم أضاعوا فلسطين الأرض المباركة، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه .

علماء الأزهر الأفاضل

أمام عدم الحكم بما أنزل الله لا بد من وقفة بل وقفات ؛فأنتم القادة ، وأنتم أمل الأمة في عودتها إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وأنتم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن واشتدت الأزمات .

أمام تقدم أعداء الأمة في طريق تغيير هوية الأمة ومحو أصالتها وتمييع شبابها بخطى حثيثة.

هلا وقفتم إلى جانب أهلكم أولا ، وإلى جانب أمتكم ثانيا وبينتم لهم وجوب التغيير الجذري بإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وإنهاء الحكم الجبري ، ليكون السلطان للأمة وتتحقق السيادة للشرع.

يا أهل القوة والمنعة في مصر

هل تقفون إلى جانب أهلكم وأمتكم ؟؟

هل تعملون لنصرة دين الله- عزوجل- ؟

هل تعيدون سيرة الأولين الفاتحين ؟

ألا تستجيبون لنداء الحق وداعي الله ولكم الجنة ؛فقد خصَّ الله – عزوجل- المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،خصهم بالمدح والفضل وعلو المكانة والمنزلة لنصرتهم دينه وصبرهم على حملها،وتحمُّلهم الأذى{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100.

إن النصرة لدين الله – عز وجل - تحتاج إلى رجال وأي رجال, رجال لهم شهامة ونجدة كأمثال سعد بن معاذ و أسيد بن حضير والبراء بن معرور.

أهلنا في أم الدنيا

لقد بزغت شمس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة التي نورها الله بنور الإسلام فأصبحت شمسا تُشِّع على العالم برسالة الإسلام ، فقام الرجال المخلصون جند الإسلام بتحطيم كلٍ من امبراطورية الفرس وامبراطورية الروم .

وإننا نعتقد اعتقادا جازما لا يتطرق إليه شك أن شمس الإسلام ستشرق من جديد،وأن دولة الإسلام قادمة بإذن الله- عزوجل- .

فهل ستشرق شمس الإسلام مرة أخرى من مصر الكنانة فتشع على العالم بأكمله ويتحقق قول الرسول- صلى الله عليه وسلم( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار ، و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام و ذلا يذل الله به الكفر) .؟؟؟؟

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69