الحياة مسرح كبير ،والساسة يلعبون أدوار الممثلين والمتفرجين في هذ المسرح ، والمواطن يصادف في حياته مجموعة من القادة
دون ان يعرف حقيقة ما تخفيه نفوسهم اتجاه بلده ، هذه وجوه الساسة التي نتعامل معها يوميا قد ترتدي أقنعة متنوعة فهناك من
يرتدي قناع الإيمان وهو ابعد ما يكون عنه وهناك من يرتدي قناع المحبة وهو يحمل في قلبه الكره والحقد ضد من الناس والبعض
الآخر يرتدي قناع الشجاعة والأنفة وهو في داخله يتصارع ما بين الخوف والقلق ، أما من يضع قناع الصدق وهو في المقابل
يضمر الكذب والحسد والحقد ..تجده يظهر مشاعر الغيرة عند نجاح وتفوق الأخريين ..

أما صاحب المعدن الاصيل لا يحمل قناع مزيف بل وجهه مرآة لما يحمله قلبه ، وهو من تجده في مقدمة الصفوف يتحمل الاعباء
بمسؤلية ولا يتراجع او يتهرب وتجده معاك في الفرح والحزن في الشدة والرخاء…. مع التأكيد ان كل زمان وكل مكان لا يخلو
من اصحاب المواقف الرائعة من رجال او نساء حتى لو تكاثر أصحاب الاقنعة المزيفة.

كيف نقرأ الاقنعة ؟ ليست هناك لغة تمكننا من تعلم قراءة كوامن وخفايا النفوس إلا المواقف والاحداث المريرة والصعاب التي
نمر بها في حياتنا ؛ لان مواقف الحياة الصعبة تكشف لنا معادن وانواع الناس وربما تزيح المصائب الاقنعة التي نراها امامنا كل
يوم لتظهر الوجوه والنفوس على حقيقتها ومن ثم يستطيع المواطن ان يحدد من هو معه ومن هو عدوه .. من هو الصادق ومن
هو الكاذب ؟

أخيرا كم هو مؤلم ان تكون الظروف الصعبة التي تمر بنا هي الوسيلة الوحيدة والمعيار لكشف حقيقة من ادعى المحبة والود
والاخلاص والصداقة .. وهي التي تدفعنا للوقوف طويلا ، نحاول ان نتفرس ونتأمل في وجوه ?%