أحدث المشاركات
صفحة 5 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 61

الموضوع: ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

  1. #41
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    تولّى مجدُكِ

    تولى مجدُك الذهبي
    غريبًا في يد النوبِ
    وراح يميسُ جذلانًا
    على مغناك كلُّ غبي
    نظرتُ إليك أسيانًا
    بعين المُتعبِ الوصِبِ
    فراعَ فؤاديَ المكلومَ
    ما شاهدتُ من عجبِ
    حثالاتٌ بلا فكرٍ
    ولا أدبٍ ولا حسبِ
    تصولُ ببهرجِ السلطانِ
    في أثوابِ مغتصبِ
    وتزحفُ للرياض الخض
    رِ في خزيٍ لها لجِبِ
    يقودُ جموعَهُم خزيانَ
    في ذلٍّ أبو لهبِ
    وتُسدي اللحنَ ممجوجًا
    لهمْ حمّالةُ الحطبِ
    أجالوا قِدْحَهم في الليل
    بحثًا فيه عن ذَنَبِ
    فوافاهُم غثاءُ السيلِ
    من أبنائنا العربِ
    كلابٌ ينبحونَ الضيفَ
    جهرًا دونما سببِ
    لهم بالأعور الدجّالِ
    أصلٌ واضحُ النسبِ
    خفافيشٌ تصكُّ السمعَ
    بالتهريج والصخبِ

  2. #42
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    نعمَ الرحيلُ

    إلى الشهيد فلاح

    نعمَ الرحيلُ ونعمَ عقبى الدارِ
    يا طيَّبَ الأخلاقِ والآثارِ
    يا طيَّبَ الأخلاقِ رحت مضمَّخًا
    بدمِ الشهادةِ وهو خيرُ دثارِ
    ودّعتَ أدرانَ الحياةِ مجاورًا
    ربًّا كريمًا في اعزِّ جوارِ
    طافت بنعشك يومَ غبت أحبَّةٌ
    وكذاكَ نعشُ الفتيةِ الأبرارِ
    لم تطلبِ الدنيا وكنتَ أميرَها
    وطلبتَ عيشَ الخلَّصِ الأخيارِ
    جللٌ مصابُك قد بكته بحسرةٍ
    عينُ الزمانِ بدمعِها المدرارِ
    وبكته منا يا فلاحُ محاجرٌ
    بمدامعٍ تحكي لهيبَ النّارِ
    وبكاك صحبُك في نشيج حائرٍ
    بروائِع الأورادِ والأشعارِ
    أمست بلادُك يا (فلاحُ) أسيرةً
    تشكو المصائبَ فوق جرفٍ هارِ
    تلك الرياضُ الضاحكات تجهَّمتْ
    وتقطَّعت أوصالُها بشرارِ
    كنتَ المحبَّ لمائِها ونخيلِها
    ولكلِّ نهرٍ في الخميلةِ جارِ
    ودّعتها وتركت ذكرًا خالدًا
    بين الأنامِ مُكلّلاً بالغارِ
    يتنادمُ الأصحابُ في أنغامِهِ
    عند اللقاءِ بأجملِ الأوتارِ
    ما جئتُ في شعري لبابك راثيًا
    بل جئتُ أُزجي الفخرَ للأبرارِ
    طبْ في رحيلِك حيثُ طابَ مقامُكمْ
    بجوارِ صحبٍ فتيةٍ أخيارِ
    واهنأ برضوانِ الإلهِ وجنَّةٍ
    تحيى بها الشهداءُ كالأقمارِ

  3. #43
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    وافيتَ تِرْياقًا

    شنّفتُ سمعَ الدهرِ بالإنشادِ
    بصباح ميلادِ النبيِّ الهادي
    وطَفقتُ أُزجي للرِّياضِ خمائلاً
    قدسيّةَ الأزهارِ والأورادِ
    يا سيدَ الفُصحاءِ أيَّةُ نفحةٍ
    ساقت نِزارَ ملوِّحًا لإيادِ
    وافى ربيعُك والعقولُ حبيسةٌ
    ما بين أحجارٍ وكومِ رمادِ
    تلهو سياطُ الجهلِ فوقَ ظهورِها
    لتموتَ فيها نِقمةُ الأسيادِ
    تعبت عيونُ الدهرِ وهي شواخصٌ
    ترنو بإسهامٍ إلى الميلادِ
    وتعطشت سحبُ السماءِ لوابلٍ
    فيه الحياةُ نديّةُ الإرعادِ
    جفّت ضروعُ الصبحِ وهي غزيرةٌ
    بالبؤس والحرمانِ والأَنكادِ
    وافيت ترياقًا لكلِّ صغيرةٍ
    حُرمت جميلَ العيشِ بالتوآدِ
    وافيتَ بشرًا للنفوس ورحمةً
    بالخير أحيت كلَّ قلبٍ صادِ
    وافيتَ للكون الفسيحِ محمّدًا
    وبُعثت وجهًا مشرقًا للضادِ
    يا سيدَ الرُّحماءِ فتّتَ جمعَنا
    ذلُّ العبيدِ وسطوةُ الجلادِ
    ضدّان قد جُمعا بوجهٍ كالحٍ
    ما أغربَ الأيامَ بالأضدادِ
    الحاكمونَ وقد تجذَّرَ خبثُهم
    والمبتلونَ بقسوةِ الأصفادِ
    نبذوا رسالاتِ السماءِ وغرَّهم
    ما يكتبُ القرطاسُ للأوغادِ
    خاطَ الدخيلُ لهم برودَ عروشِهِمْ
    فتفاخرَ الجُهّالُ بالأبرادِ
    كانت شموسُك للأنامِ منارةً
    فتلفَّعتْ شهبُ السما بسوادِ
    وتغيََّرَ الوجهُ الجميلُ لأمةٍ
    كانت تميسُ بحلّةِ الأجدادِ
    فمشى الدخيلُ على الرياض مدنِّسًا
    تلكَ الرياضِ بخسَّةٍ وتمادي
    أرضٌ تضجُّ بها الرجالُ وتشتكي
    للهِ من جَور ومن إلحادِ
    وكذا البلادُ إذا أُديلت ريحُها
    وتناوشتها زمرةُ الإفسادِ
    حلَت جوانبَها قشورُ حضارةٍ
    غرثى فماتت وثبةُ الآسادِ
    شمختْ بمبعثك الكريمِ معالمٌ
    منها الفخارُ بكلِّ عصرٍ بادِ
    تتنوّرُ الدنيا بكلِّ مقالةٍ
    ألقيتَها في مسمع الأشهادِ
    خسئَ القرودُ وكلُّ وغدٍ قد رمى
    ذاك الجنابَ بلوثة الحُسَّادِ
    طوّقت جيدَ الدهرِ أكرمَ حُلةٍ
    يزهو بمرآها مدى الآبادِ
    وأنرتَ حالكةَ الدروبِ فشُيِّدتْ
    أركانُ مجدٍ ثابتُ الأوتادِ
    نُسخت من التأريخ كلُّ حضارةٍ
    برسالةٍ بَرئتْ من الأحقادِ
    يا سيّدي ذكراكَ نبضُ وجودِنا
    للآنَ يسطعُ نورُها بفؤادِ
    حطَّمتَ بالتوحيد كلَّ حجارةٍ
    شمخت بجهلٍ فوقَ سفحِ الوادي
    فتطاولَ الصَّرحُ المنيفُ لأمةٍ
    خطّت بعزٍّ صفحةَ الأمجادِ
    من كلِّ وضَّاحِ الجبينِ وليدُها
    يحدو بزيد الخيرِ والمقدادِ
    في كلِّ يومٍ يلبسونَ مكارمًا
    من أرض تِطوانٍ إلى بغدادِ
    واليومَ نُعلنُ حبَّنا لمحمّدٍ
    وبرغم كلِّ الحقدِ في الميلادِ

  4. #44
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    دموعُ الكبرياءِ
    أمامَ قبرِ "صلاح الدين الأيوبي" قربَ الجامعِ الأمويِّ ... في دمشق

    صَدَحَتْ بمدحِكَ ألسنُ الشعراءِ
    يا رافعًا للمجد خيرَ لواءِ
    يا فارسَ الهيجاءِ، لولا أمةٌ
    لهتفتُ أنَّك واحدُ الغبراءِ
    ماذا عساني أنْ أقولَ، وأنت ذا
    طودٌ يطاول أعينَ الجوزاءِ
    كم ذا يُتيِّمُني اللقاءُ، وقد زهتْ
    من حول رمسِكَ أعظمُ الشُّهداءِ
    أهلُ العراقِ وهل وجدتَ أشاوسًا
    في الحرب مثل الفتيةِ النُّجَباءِ؟!
    يا أيَّها البطلُ الكبيرُ عزاؤُنا
    في وقع سيفك، وهو خيرُ عزاءِ
    "بغدادُ" تقرؤك السلامَ، و"دجلةٌ"
    ترنو إليك بهمَّةٍ قَعْساءِ
    يا أيَّها الثاوي، و"جلقَ" دارُهُ
    قد هاجمتنا عصبةُ الجبناءِ
    حلّتْ بأرضك بعد خزيٍ نالها
    زمرٌ بكلِّ حضارةٍ رعناءِ
    عاد الصليبُ بخزيه متجبِّرًا
    كالذئب يبطشُ في القطيع النائي
    أخفيتُ دمعي حولَ رمسِكَ عنوةً
    كي لا ترى دمعي عيونُ الرائي
    ومشيتُ أحمل فوق ظهري هاجسًا
    وتركتُ كلَّ الكبرياءِ ورائي

  5. #45
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    أخا النّدى


    أترقَّبُ الكلماتِ من أفواهِكُمْ
    لأصوغَ منها بلسمًا لجراحي
    وأشدُّ حبلاً للفَخَارِ بجمْعِكُمْ
    بعراهُ تمسحُ نشوتي أتراحي
    وأطيرُ مرفوعَ الجناحِ بخافقٍ
    يحكي جمالَ البلبلِ الصدّاحِ
    يا سادةَ القلمِ الرهيفِ، وحسبُكم
    أنَّ السعادةَ خُضِّبتْ بالرَّاحِ
    خذها ورودًا للكرام ـ أخا الندى ـ
    خذها زهورًا بضّةً يا صاحِ
    واستمطرِ الأحبابَ علَّ سحابَهم
    يغشى الديارَ بعطره الفوّاحِ
    واسأل هنالك بالربوع جحاجحًا
    ما فعلُ عينِ الريمِ بالجحجاحِ؟!
    عاشرتُ بالدرب الطويلِ تغرُّبي
    وسقيتُهُ من مدمعي النضّاحِ
    ومشيتُ أختزلُ الزمانَ بمهجةٍ
    أودى البعادُ بغصنها الميّاحِ
    يتقاذفُ الليلُ البهيمُ كوامني
    ليموتَ في وهَجِ الصباحِ صباحي
    فأبيتُ أشكو الطالعاتِ لواعجي
    بمتاهةٍ بعُدتْ عن الأفراحِ
    ترنو لنيل المكرماتِ مدامعي
    فأصوغَ منها ثورةً لنجاحي
    يا تربةَ الوطنِ الحبيبِ، تعطّرتْ
    كلماتُنا في وجهك الوضّاحِ
    بربيعك الفينانِ حلّق طائرًا
    جذلانَ مرفوعَ الجبين جناحي
    سيظلُّ طيفُك في الحياة مؤانسي
    ويظلُّ صوتُك في الخطوب سلاحي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #46
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    بلدةٌ ضمَّ ثراها الأولياءَ
    من التأريخ القريب يوم أن سجّل الأبطال في حربهم الضروس دروسًا خالدة وكُتبت أسماؤهم في سجل الشهداء

    بلدةٌ طيّبةٌ لبَّت نداءَ
    وانتضت للحرب عزمًا وإباءَ
    جاءها السيلُ عظيمًا جارفًا
    بجيوش الكفرِ يمشي خُيلاءَ
    باركته لندنٌ في ملكِها
    وله واشنطنٌ هزَّت لواءَ
    و (أبو زيدٍ) على عرشٍ له
    يحتسي الخمرةَ صُبحًا ومساءَ
    و (كميت) الشومِ وافى عاجلاً
    ولهُ غربانُهم كانت غطاءَ
    كلُّهم أقبل جذلانًا وقد
    ملؤُا الدنيا عتوًّا وازدهاءَ
    فإذا ما الصبحُ هلّت نارُهُ
    وجبينُ الشمسِ للدنيا تراءى
    وهوى العنقودُ في ذلٍّ على
    طفلةٍ كانت تناغي العظماءَ
    كلّل الغارُ هنا أبطالَنا
    ومشوا نحو المعالي سُعداءَ
    يا خنازيرُ هنا فلوجةٌ
    بلدةٌ ضمَّ ثراها الأولياءَ
    بلدةٌ هام بها عشّاقُها
    والملايينُ لها ماتت فداءَ
    ويلَكم من جند سوءٍ غرّكم
    جهلُكمْ فينا فجئتمْ أُجراءَ
    في ربى نزال كانت صولةٌ
    وعلى الجولان أرخصنا الدماءَ
    فتركنا جثثًا صرعى لكم
    وحملنا للجنان الشهداءَ
    أيَّها الباغون ظلمًا بيننا
    والمعيدونَ لنا الشركَ غباءَ
    دُنِّست أوطانُنا في خزيكم
    ولقى الأهلونَ ذلاً وعناءَ
    واستغاث الناسُ من أفعالكم
    يومَ قُدتمْ للسجون الأبرياءَ
    هكذا أنتم وباءٌ قاتلٌ
    وكرهنا نحن في الأرض الوباءَ
    شرُّكم عمَّ البرايا وانثنى
    ليُميتَ الحقَّ فينا والرّجاءَ
    الهنودُ الحمرُ كانوا أمَّةً
    وبكم عاشوا دهورًا فقراءَ
    فيكمُ التاريخُ لا أصلَ لهُ
    ولنا التاريخُ يعني الإنتماءَ
    نحن في الهيجاء آسادُ الشَرى
    وبيوم الروعِ جئتُمْ جبناءَ
    الحضاراتُ التي عاشت بنا
    لم تزلْ تُنجبُ منّا الصلحاءَ
    وغدًا في الأرض يبقى شاخصًا
    معلمًا منّا وتُمسون غثاءَ
    أيَّها التاريخُ ها هم فتيةٌ
    بجوار اللهِ عاشوا رحماءَ
    ما استكانوا لعدوٍّ ساعةً
    لم يخوضوا حربَهُمْ فينا رياءَ
    جاهدوا في الله حتى أثخنوا
    زمرَ الكفّارِ ضربًا ودهاءَ
    ها هو المارينزُ ولّى خاسئًا
    يلعقُ الذلَّ ويُخفي الكبرياءَ
    والأساطيلُ التي ناءت بها
    المحيطاتُ بهم عادت هباءَ
    ومشاةُ البحرِ جاءوا ركّعًا
    من لظى النارِ عبيدًا وإماءَ
    كلُّ ما صاغوهُ عن أمجادِهِمْ
    في ربى جولانِنا أمسى هراءَ
    حيُّ نزالٍ به أبطالُنا
    عانقت في راحتيها الشهداءَ
    يومَ جيشُ الكفرِ ولّى هاربًا
    إذ كشفنا عن مخازيه الغطاءَ
    يطلبُ النجدةَ من أسيادِهِ
    ويرى في أمِّ عينيهِ الفناءَ
    ضحك المجدُ لنا في نصره
    وكسانا الدّهرُ حمدًا وثناءَ

  7. #47
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    ذاكَ الشهيد

    لِمَنِ السِّراجُ ضياؤهُ وقّادُ
    ولِمَن يُصاغُ الشعرُ، والإنشادُ
    ولِمن أُقيمتْ في الديار محافلٌ
    تُتلى بها الأذكارُ، والأورادُ
    مَن ذلك الجبلُ المُنيفُ مُبرَّزًا
    والناسُ حولَ سفوحِهِ تنقادُ؟
    ذاك الشهيدُ الفذُّ مَن أنوارُهُ
    تُزهى بها الأثوابُ، والأبرادُ
    يُزهى بها وجهُ الزمانِ، وتنتشي
    بجمالها الأحقابُ، والآبادُ
    نالَ الشهادةَ في علوِّ مكانهِِِ
    يومَ انبرت لقتالهِ الأحقادُ
    نال الشهادةَ كالهلال وحولَهُ
    كالنَّجمِ في يومِ الوغى آسادُ
    طافتْ به وسطَ السماءِ ملائكٌ
    وسمتْ به في نُبلها الأمجادُ
    بجهاده تاهَ الوجودُ مهلّلاً
    وعلا وجوهَ المرجفين حدادُ
    طوبى لمَنْ جعل الشهادةَ مغنمًا
    مثل اليراعِ له الدماءُ مدادُ
    بك يا شهيدَ الحقِّ يُبنى طارفٌ
    من مجدنا وتُقامُ فيك تِلادُ
    العالمُ العلويُّ سبَّح باسمكم
    وله الملائكُ حضَّرٌ أشهادُ
    بكَ والجهادُ الحرُّ يُكتبُ مجدُنا
    والنصرُ للأوطان فيك يُعادُ
    أرضٌ بكى هذا الترابُ بسوحِها
    وبكتْ سهولٌ حولها ووهادُ
    عاث الدخيلُ بها فماتتْ نخوةٌ
    للمبتلينَ، وحُطِّمت أوتادُ
    فكأنَّ جرحَك بلسمٌ لمصابنا
    ودماءُ نعشِكَ للقلوب ضمادُ
    أحييت سعدًا في البلاد وخالدًا
    وإليك قام بجرحهِ المقدادُ
    فاهنأ برضوان الإله وجنّةٍ
    فيها المكاسبُ جمّةٌ تزدادُ
    وإليك من كلِّ الشعوب تحيّةٌ
    ووسامُ فخرٍ طرَّزتهُ الضّادُ

  8. #48
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    الليـــــــل إذا عسعس

    دخلتُ إليكِ فاتنتي
    وليلُ الأرضِ قد عسعس
    دخلتُ إليكِ في عجلٍ
    وقلبي مضرمٌ بالشوق
    تحملُني صبابته
    لترميني ببحرٍ هائجِ الأمواجِ
    أدخلُ لجَّةً كبرى
    لأخرجَ للعراءِ الغضِّ
    أنزفُ عشقَ أوردتي
    دخلتُ إليكِ في ليلٍ
    وقد خلَّفتُ أفئدةً
    تطيرُ لمنظري في الصبح
    تعشقُ ذلك المنظر
    وما عوّدتها بخلاً
    بألا أحملَ الأنغام
    عند الصبحِ في وتري
    نسيتُ شريعتي في الحبِّ
    حين تمايلَ المخدع
    وعفتُ فؤادي الولهانَ
    في جناته يرتع
    وحين خرجتُ كان الليلُ
    ليلُ الأرضِ قد عسعس

  9. #49
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    من طيف ذكراك

    إلى الشهيد الصابر المحتسب المؤذن (أبو أُمامة) رحمه الله تعالى

    من طيفِ ذكراكَ الشموخُ يُعارُ
    وبمثل يومِك تُكتبُ الأشعارُ
    علّمتنا معنى الخلودِ برحلةٍ
    فيها ملائكةُ السما حُضَّارُ
    طوي الرثاءُ، فلا مجيبَ لنادبٍ
    بخميلةٍ فيها الثناءُ شعارُ
    تاهتْ معالمُها وزُيّن وجهُها
    بجميل ذكرٍ خطَّهُ الأبرارُ
    الذاكرينَ اللهَ في بحبوحة
    طابت بها الآياتُ، والأذكارُ
    أنضاءُ ليلٍ في عباءة فارسٍ
    ما غابَ يومًا سيفُهُ البتارُ
    ليلٌ تُنارُ سدوفُهُ بتضرّعٍ
    يُحيي القلوبَ، ويستقيمُ نهارُ
    همْ فتيةُ الدينِ الحنيفِ تعطّرتْ
    من فيضِ جودِهمُ السَّكوبِ ديارُ
    يتدابرون الذكرَ حولَ موائدٍ
    الخيرُ فيها عاطرٌ موّارُ
    شهدتْ لهم سوحُ الجهادِ غطارفًا
    وبكتهمُ يومَ النوى الأسحارُ
    رَوحٌ وريحانٌ يضوعُ خباؤهم
    فكأنَّهُ الأورادُ، والأزهارُ
    تحلو بذكرهمُ الكريمُ مجالسٌ
    وتُمازُ فيها هيبةٌ، ووقارُ
    وتشدُّ حبلا للوداد سعادةٌ
    من نبلهمْ، ويُمجّدُ الإيثارُ
    حسبُ الكرامِ الطيبينَ نضارةٌ
    أنَّ الخمائلَ تحتهم أنهارُ
    أَأَبا أُمامةَ والقلوبُ ثواكلٌ
    تبكي نداكَ، ودمعُها مدرارُ
    أبكلِّ يومٍ في الرحيلِ مواجعٌ
    بكؤوسِ ليلِ المبتلينَ تُدارُ
    يتصارعُ السمَّارُ حول حديثها
    بنيوبِ خوفٍ ما لهنَّ قرارُ
    مهجٌ تؤرَّقُ للعبادِ وسطوةٌ
    حيرى لسبر شخوصها أغوارُ
    سرٌّ يُبدَّدُ من عصارة صبرِنا
    وبه تُشتَّتُ في الورى أفكارُ
    أَأَبا أُمامةَ ماثلٌ بديارنا
    ذكرٌ لكم، وتطلّعٌ، وفخارُ
    قدرٌ رحيلكَ، والديارُ بحالةٍ
    يُرثى لها، ولنعمتِ الأقدارُ
    لا يُرتجى العيشُ الكريمُ بموطنٍ
    ديست بساسة حكمهِِ الأخيارُ
    خلَّفتَ فينا يا أُخيَّ هواجسًا
    الصبرُ في نتفٍ لهنَّ يحارُ
    وتركتَ من ألمِ المصابِ مآذنًا
    ترنو إليك وكلّها استعبارُ
    ما جئتُ أنشدُ في نداك مراثيًا
    للصَّحب في يوم العزاءِ تُدارُ
    بل جئتُ أبكي في مصابك أمَّةً
    أزرى بماضيها الأثيلِ صَغارُ
    وأزورُ قبرَك والدموعُ سواجمٌ
    تبكي السماحةَ والحبيبُ يُزارُ

  10. #50
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي

    شهيد العلم

    الشيخ الدكتور (عبد الجليل) الذي نال الشهادةَ صابرًا محتسبا قبل أيام

    على شَفة النوى يُدمى السؤالُ
    وتحيا في شهادتها الرجالُ
    وقلنا والتثبُّتُ محضُ كذبٍ
    بأنَّ الغدرَ يا بلدي محالُ
    وأنَّ السيفَ تكلؤهُ أكفٌّ
    بصدق فعالها يسمو القتالُ
    صبرنا والنوائبُ فيك تترى
    إلى أنْ ضامنا عمٌّ، وخالُ
    فيا بلدَ الجراحِ وذاك أمرٌ
    على ما قلتُ من ضيمٍ مثالُ
    ويا عبدّ الجليلِ تركتَ جرحًا
    يُثارُ بنزفه قيلٌ وقالُ
    تمزَّق حائرًا يشكو جنوبٌ
    وبات يئنُّ من أسفٍ شمالُ
    تأبَّطتِ النجومُ هوانَ ليلٍ
    على أنّاته حزنَ الهلالُ
    وأُبنا والخلاصُ نذيرُ شؤمٍ
    به فُقد التقدُّم والنضالُ
    وأُسقط تحت أرجلِنا شموخٌ
    على أوحالِه دُرس الجمالُ
    وتلك مرابعُ الأبطالِ ثكلى
    على عرصاتها يبكي الدلالُ
    أبثُّك يا شهيدَ العلمِ همَّا
    يطولُ على مرارته المقالُ
    تبدّدَ مجمعُ الآمالِ فينا
    وسايرنا التفكّكُ والزوالُ
    يلوكُ بلحمنا المسمومِ جمعٌ
    لهم في كلِّ مخزيةٍ فعالُ
    تركنا خلف أظهرنا اقتدارًا
    وجئنا يسحبُ الركبَ اتكالُ
    نُعطِّرُ مسمعَ الدنيا بقولٍ
    تناوشه من الغرب احتيالُ
    نُصفّقُ جاهدين لكلِّ غرٍّ
    ونسعى كي تُشدَّ له الرحالُ
    إذا ما سالتِ الوديانُ غيثًا
    فمنا الغدرُ عن جهلٍ يُسالُ
    بلى أزرى بطلعتنا خؤونٌ
    ومنه أصابّنا داءٌ عضالُ
    ونضحكُ هازئين بكل فخرٍ
    على أمجاده غنّى الرجالُ
    فلا سيفٌ لسعد في حمانا
    ولا الاذانُ يرفعه بلالُ
    على ذمم الكرامِ رحلت شيخًا
    بما خلفته طاب النوالُ
    لقد تعبت قصائدُنا وهذي
    فعائلنا تموت بما يُقالُ
    نُقطّع ساعةَ التوديع شعرًا
    وقولاً فيه يُمتدحُ الخيالُ
    ونُغضي الطّرفَ من وجلٍ خنوعًا
    وفيما آل يقتلنا المآلُ
    ونرقبُ للغد الآتي شهيدًا
    يطولُ بحزنه منا السؤالُ

صفحة 5 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في "حروف الجب" للشاعر محمود فرحان حمادي
    بواسطة ربيحة الرفاعي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 01-04-2018, 04:53 AM
  2. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 20-09-2015, 08:50 PM
  3. ردا على قصيدته " البديل " أهدي "أبكيت قلبي الى الأخ محمود فرحان حمادي
    بواسطة محمد ذيب سليمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 15-04-2013, 10:37 PM
  4. على فنجان قهوة/ مع الشاعر محمود فرحان حمادي
    بواسطة وضحة غوانمة في المنتدى لِقَاءَاتُ الوَاحَةِ
    مشاركات: 71
    آخر مشاركة: 26-02-2013, 08:51 PM
  5. روافد الثقافة والأدب محمود فرحان حمادي
    بواسطة محمود فرحان حمادي في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-01-2011, 06:26 PM