|
أَدَاراً خُنْـتِ .. أَمْ خانَـتْـكِ دَارُ |
وَلَـمْ يُؤْخَـذْ لِعيْنَيْـكِ اعْتِبـارُ |
فَلا دَمعـي تَـرِقُّ لَـهُ عُيُـونٌ |
وَلا عَيْنـاي تُحْمَـى أَو تُجـارُ |
فَيا عُقْبى اللَّيالـي لَسـتُ أَدْري |
إذا مَـا اللَّيْـلُ يَعْقِبُـهُ النَّهـارُ |
وَيا ليْتَ الْبَشائِـر فـي حياتـي |
تُـدانُ، وَلَيْـتَ أَحْزانـي تُعـارُ |
فَما أَذكـى بِصَـدْري الْنَّـارَ إِلاَّ |
حبيبٌ سَارَ حَيْثُ الْنَّاس سَـاروا |
فَأَكبَرُهُم صَغيـرٌ فـي عيونـي |
وأثْقَلُهُـم علـى الدُّنْيـا غُبـارُ |
فَلَـن أَرْجوهُـمُ لـوْ أَحْرَقُونـي |
فَأَبْرَدُ مَوضعٍ في الْجِسْـمِ نـارُ |
...................... |
أُقاتِـلُ ليـس حُبَّـاً فـي قِتـال |
أَظَلُّ أُسابِـقُ السَّاعـاتِ لَكـنْ |
تَمُـرُّ مُـرورَ أعـوامٍ طِــوالِ |
وَصُبْحاً إن رَجوتُ أّبَـى قُدومـاً |
فَمالِ الصُّبـح لا يأتـي وَمالـي؟ |
إذا نامَتْ عُيوني ظَلَّ فِكـري |
يُصارِعُني بِما فـوقَ احْتِمالـي |
لأُحْبَسَ بَيْنَ جُدرانـي وَصَمْتـي |
تُنازِعُهُ الْحَقيقـةُ فـي خَيالـي |
أراني كالدُّخـانِ بِوجـهِ ريـحٍ |
تَشَتَّتَ فـي اتِّجاهـاتِ الْمَجـالِ |
فهذا حالُهُ فـي الْجَـوِّ يُنْسـى |
وَهذا في زِحـامِ الْعُمْـرِ حَالـي |
........................ |
عَرفْتُ (حَياتِيـا) وَعَرَفْـتُ أنِّـي |
وَما ثِقَتـي بِتَصديـقِ اعتِقَـادي |
لأُرْجِـئَ حَيْرَتـي وَأَرُدَّ ظَـنِّـي |
ولَكـنَّ الْحيـاةَ لَهـا فُـنـونٌ |
وَمَذْهَبُهـا التَّعَسُّـفُ والتَّجَنـي |
إذا أَرخَـت عَنـاناً للرّزايَا |
مَشَيْنَ إليـكَ مَشْـيَ الْمُطْمَئِـنِّ |
وَإن هيَ ضاحَكَتكَ بِبَعضِ يـومٍ |
وجائَتْ فـي سُوَيْعـاتٍ تُغَنّـي |
تَعَرَّى وَجْهُهَـا الْمَعهـودُ شَـرَّاً |
ونالَتْ مِنْكَ مـا نالـت وَمِنِّـي |
فَمِنَّا مَنْ يَعُـضُّ علـى شِفـاهٍ |
وَمِنَّـا مـا لَـهُ غَيْـرُ التَّمَنِّـي |
...................... |
إذا صادفتُ من أهـوى تَعالـى |
فَأَرْجوهُ .. فَيَتْرُكُنـي ويمضـي |
كَأَنِّـي قـد تَمَنَّيـتُ الْمُـحـالا |
ألا يا قَلـبُ مالَـكَ لَـمْ تُعِفْنـي |
هَوىً مَنَّيتُ نَفسـي فاسْتَحـالا |
ودَهْـرُكَ ذا يُبَـعِّـدُ كُــلَّ وُدٍّ |
وَتَأتينـي مَصائِبُـهُ عُجـالـى |
أُحِسُّ بِأَنَّ فـي نَحـري حِرابـاً |
تُنَسِّـلُ مـن تَنَشُّقِـهِ حِـبـالا |
إذا ألفَيتُ منْ عَبِثـوا بِطُهْـري |
حَبَستُ الدَّمْعَ في عَيني انْتِحـالا |
وَأَمَّـا إِن رَأَت عَينـاهُ عَيـنـي |
تَرَقْرَقَ في الْمَآقـي ثُـمَّ سـالا |
....................... |
فقدْ أَعْلَنْتُـهُ وَلَجَمْـتُ خَوفـي |
سأَمْضي أَحْمِلُ الإِحْساسَ دينـاً |
ولو أَلقى بِـذاتِ الدِّيـنِ حَتْفـي |
وَلَـن أُلقـي مَناديلـي هُروبـاً |
وَألْجَأَ للرُّكوعِ وللتّخَفِّي |
فَلولا قَهْرُهُم ما صيـغَ قَولـي |
وَلَولا حَبْسُهُم مَا اسْتُـلَّ سَيْفـي |
إِذا ما البنـتُ أَوقَعَهـا زَمـانٌ |
تلا عَقـبَ السَّكاكيـنِ التَّشَفِّـي |
يَمُرُّ الدَّهـرُ بالأَفْـراحِ نَحـوي |
فَتَمْضي مُغْمَضاتِ الطَّرْفِ خَلْفي |
كأَنَّ الْحَـظَّ فـي كَفِّـي دُخـانٌ |
قَبضْتُ عَليهِ ثُـمَّ فَتَحـتُ كَفِّـي |