بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل فى الموبايل
عبدالغنى خلف الله
يفصلنا يوم أو يومان عن شهر رجب المبارك .. شهر الخيرات والبركات وبعده طبعاً شعبان ورمضان ..فلنستفيد من هذه الأشهر الحرم بقدر الإمكان ..وفي أيام السنة العادية يطوقني بعض الأصدقاء برسائل عبر الموبايل فيها الكثير من الدعاء والمأثورات والحكمة والشعر والفصاحة ..لكنها لا تخلو في بعض الأحيان من الطرافة ..لا ..ليس علي طريقة نكات الموبايل والتي نتمني علي الأبناء التقليل منها خلال هذه الأشهر المباركة وتعويضها بالسيرة النبوية وقصص الأنبياء ..طبعاً لا ضير في الترويح عن النفس بالقفشات والنكات..إنما شيء من هذا وذاك ..لكن دعونا لا نكثر منها في الأسابيع المقبلة وقد أظلتنا تلكم الأيام الطيبة ومن تلك الطرف ونحن لم ندخل بعد شهر رجب المبارك بعد طرفة وصلتني عبر الموبايل من أحد الأصدقاء تقول ( قال أحد الحكماء في الجاهلية : ما رأيت أبخل من ثلاثة ..شخص يلبس القديم ولديه الجديد ..وشخص يمنع نفسه عن الطعام ولديه منه المزيد ..وسكت ..فقيل له من الثالث ؟ ..فدمعت عيناه وطأطأ رأسه وقال : وشخص لا يرسل لأصحابه تهنئة بالعام الجديد ولديه رصيد ..ثم أجهش بالبكاء وبكي معه كل الحاضرين بال ( كوفي شوب ) ..علي كلٍ ..الكوميديا تظل جزء لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا اليومية ..لكن ما نحتاجه حقاً تلك الرقائق المترفة الأنيقة التي تظل حبيسة الكتب في عالم سريع الإيقاع لا يقرأ إلا نادراً فتضيع عليه فرصة التعلم والاستمتاع في آن واحد ..ويجب أن أعترف بأن الأخ الصديق السمؤال خلف الله هو أول من علمني ثقافة الرسائل المترعة بالدعاء والمأثورات لا سيما أيام الجمعة ..ومعه بالطبع الإبن العزيز الدود الباحث في تراث منطقة جنوب كردفان وهو أحد ضباط الشرطة المسكونين بالإبداع ومن خارج الحدود تصلني رسائل في غاية الروعة من مولانا الدكتور عوض الجيد محمد أحمد القانوني الفذ والمستشار بدولة قطر الشقيقة ..وبمناسبة شهر رجب وصلتني منه رسالة تقول ( مع إطلالة غرة رجب لا تنسوا دعاء المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ..) ..أما الصديق السمؤال فقد أهداني عبر أكثر من رسالة أشعاراً تقول ..سألت الشمس عن نور مؤبد ..فأجابت دون خوف أو تردد ..ليس في الدنيا سوي أنوار أحمد ..هل يشع النور إلا من محمد ؟..صلي الله عليه وسلم ..وأبيات أخري تقول .. كم ذا ترنحت البصيرة واستوت بي شقوتي يوماً علي جرف المهالك ..فطفقت أخصف من هشيم الوهم التمس النجاة فلا تساعفني المسالك ..حتي إذا أملي أشاح أُحيط بي ..أيقنت أني أينما يممت هالك ..بعث ادكارك في الفؤاد جذوة وأضاء ذكرك لجة الظلم الحوالك وتماسك الجرف المرنح بعد ما أقعي ليسجد فانحنيت أنا كذلك وذكرت عفوك ساجداً ولربما ..رباه ..بات عفوك يكلؤني هنالك ) ..أما الإبن الدود فأدعيته رهيبة ..رهيبه نسأل الله القبول حيث يقول ( اللهم يا خير من سأُل ..وأجود من أعطي وأكرم من عفا وأعظم من غفر وأعدل من حكم وأوفي من وعد وأسرع من حاسب وأرحم من عاقب وأبّر من أجاب ..يسر أمورنا وأقض حوائجنا ..وأجعل حياتنا أفراح ومسرات ..آمين ..) وقبل أن انتهي من كتابة هذه العجالة أضاءت شاشة الموبايل لأجد رسالة من الإبن بابكر الأرباب بالمكتب الصحفي برئاسة الشرطة تقول ( أورد الطبراني في باب الفضل أن ملكاً مر به أناس مسرعين نحو الجنة مهرولين ..فقال الملك من أنتم ؟ قالوا( نحن أهل الفضل ) ..فقال الملك وما فضلكم ؟ ..قالوا ( إذا أؤذينا صبرنا وإذا ظُلمنا صفحنا وإذا أعطينا آثرنا وإذا حُرمنا شكرنا ) فقال الملك ..فدخلوها بسلام نعم أجر العاملين ..جعلنا الله وإياكم من أهل الفضل ودمتم في رعاية الله وحفظه .
*من أرشيف كتاباتى الصحفية .