أيها العربي ..!
لهذا المساء صباح شارد
على ساحلِ الحقِّ
ويحنا..
أصبح مرتحلاً في دروب العروبةِ
جفِّفْ ملاذك !
إن الزمان الهلامي لا يرسمُ
لا يعرفُ
لا يخضعُ للمستحيل !
طريقٌ من المعجزاتِ
خفِّفْ صراخك
ملاذك الآه
فانزع ضميرك شوقاً إلى هامةِ الاحتضار
لا تذرف الشوق قبل السواحلِ
قبضةٌ من أنينٍ إلى الآن تكفي لتوديع هذا " العميلِ "
من هنا تتفجر الثوراتِ
واللحظاتِ
والكلماتِ
من رمال التجمعِ
يا ويح أحلامنا يا رفاقْ
عميلٌ من المهملاتِ يلفُّ صواعيه خلف الرحيل .
وانتفضت جمعةُ الاحتراق ..
فلا تنتظر يا " مبارك "
ميقاتُكَ الآن
فأجمع سنينكَ وأرحلْ
هنا جمعةُ الافتراق.
لا تخذل الأرض كيف تماطلُ ..
وحلفاؤك الآن تعبرهم لحظة في التخوُّفِ
ثورةٌ بالغماماتِ ..
رعدةُ الآه للمثقلين ..
.. ارتدَّ عنك الغبار
فأرحل خارج أرضهِ
.. رحلت فلا تترك الزيفَ خلفكَ
ما كان في الأرضِ زوبعةٌ من ضبابْ
.. وانتهى راحلاً
من على كاهل الحقِّ
جفَّ طغيانه بالوكالةِ
إلى الجيشِ والأمنياتِ
ويحُ الشوارعِ
روضتها صلواتٌ من لهب
كان يشدو بها
ما تمدَّنَ أحلامنا ..
يجسِّدْ ملائكةُ البوحِ ..
على كل فرحة نصرٍ
.. فرحةٌ من ميادين " القاهرة "
أحن إلى صوتها يقتربْ
ممزوجة بالرعودِ
تنسابُ في دولةٍ من أماني
مكتفةٌ بالوعودِ
**
كان (محمد) يحترق في مقلةٍ من لهيبٍ
يا.. دولتانِ تقاسمتا ثورتيه .
نضال الشعوبِ
قنابلُ حقٍ تجفُّ على شرفتيهِ..
يا ويحنا صوته لم يَمتْ
هناك صلاةُ اللهبْ
.. كانت على مقلتيه دموع القبائلِ
على راحتيه بذور السنابلِ
على شرفتيه حَمَامُ الأماني
وقلبي الذي طرد الصمتَ
يعزفُ من مقلةٍ في ليالي البطولةِ
حارت خيوط البطالةِ
لا تعرف الأرضَ ميلادنا ..
فالبطالةُ لا تصنع الآن .. أصواتنا ..
لا تخلق الآن .. أحلامنا ..
متنا نناضل..
هل نبعث الحق دون حقوقهِ ؟
ميلاده لم يكن من كَذِب ..
فليعرف الزعماءُ
والعملاءُ
.. - هنا بُعِّثَتِ الشعوب العربيةِ حالمةً - ..
لا يشرق الحق دون غروبهِ !
غمامةُ أشواقهِ
أمطرتها الشعوبُ على دفتيهِ
يسابقُ أحوالهِ لامتصاص الغضب.
سلامٌ على الثَوَرَاتِ النزيهةِ
ما كال فيها الشقاءُ ولا زاد فيها العناءْ
سلامٌ على الرَاحِلَاتِ باتجاهِ المقاييسِ..
على الشهداءِ
جمعةٌ للغضبْ ..
سلامٌ على العملاءِ والرحيل اقتربْ
يا كعبة الحق صلَّتْ تنادي الأماني
خيوطُ اللهبْ ..
.. أعوذُ باسمك اللهم هذا اليوم
من شهوةِ الحقدِ
حين تلوذ إلى كَفَنِ الحاقدِ المُرتقبْ ..
لا تقول لنا قبلةً في " الحجازِ "
مُشعلةً في الفتيلِ .. خَصمٌ هنا قبرُ أنفاسهِ ..
متى يا صباح اقترب .
جولةٌ في الصباحِ
في العقودِ
يعود اللهيب .. من دروبِ الرصاصِ ..
يصنع آفاقنا ..
منذ أفقنا, هنا شرفتين تجعدتا بين حجارتيه .
**
الآن ويح المهبِّ الرحيل ..
فاعزف على أمةٍ مات جوهرها بالمستحيلِ
متى أنتَ تسكنه يا زمنْ ؟
ويحُ شعبٍ تأملهُ الموتُ هنا قبل عاصفةٍ ..
والشعور يبادلها, نوح طفلٍ على زمنِ الخوفِ ..
شريداً أتى من المقابرَ ويحُ المقابرِ
تسلخ ميلادنا..
زفَّتْ من الروحُ قيثارةً من ربوع اليمن
قلبي يجسُ بقصيدتي
يعزف الآه ويح الألمْ!