|
علّمتِ مصرَ العالمين دروسا |
أثبتِ أنّ النّصرَ ليس طقوسا |
فالنّصرُ يُدرَكُ بالعزيمةِ ريعهُ |
وشبابُ أرضِ النيلِ صاد نفيسا |
بذل الدّماءَ فنالَ ربحَ جهودِهِ |
إذْ برَّ نصرُهُ أدمُعاً ونفوسا |
فرقى الشهيدُ إلى الجنانِ وعانقت |
أرواح من بذل النفيس عروسا |
بوركتِ يامصرَ العروبةِ موطِنا |
حُيّيتَ شعباً صامداً وضروسا |
أخبرتِ أعداءَ التّوحُدِ أنّهُ |
مازالَ شعبُكِ بالشّبابِ أنيسا |
فهوالذي شقّ الظلامَ بِقوةٍ |
فضحَ النُّفوذَ وحرّكَ النّاقوسا |
وأماطَ قهراً واحتواهُ بثورَةٍ |
جعلتْهُ يلهثُ في الفساحِ عبوسا |
إذ باتَ يبحَثُ في النفوسِ لِمَخْرَجٍ |
وإذا المخارِجُ ينتصبْنَ فؤوسا |
بل كان ينوي أن يُغلّبَ رأيهُ |
لكن رأيهُ ما أستضافَ جليسا |
حُييتَ ياشعبَ الكنانَةِ والفِدا |
يامن قمعتَ الزورَ والتّدْليسا |
ورفعتَ رأسكَ في السّماءِ محرّراً |
فأضفتَ للنيلِ العظيمِ شموسا |
أخرستَ من بثّ الوشايةَ قائلاً |
ماعُدْتَ تملِكُ للنُّهوضِ حسيسا |
هاأنتَ تروي بالوقائعِ جهرةً |
أن النّوازِلَ لاتُطيقُ جلوسا |
وأزلْتَ من صدرِ البلادِ مثالِباً |
ونزعتَ من فوقِ العروشِ رؤوسا |
أصبحتَ حُرّاً من قيودِ مُقَيّدٍ |
قد عاش في جوفِ اليهودِ حبيسا |
ستدومُ يابلدَ الكِنانَةِ موئلاً |
للعربِ تصنعُ قوّةً وتروسا |
فالعِزُّ يغرِزُ في البلادِ جنودَهُ |
ستعيشُ تاجاً للعُلا ورئيسا |