|
ياليل قد طال منك المكث وا سأمي |
وأدمت الآه أحشائي فواألمي |
ماأنتَ من ليلة هند تعللها |
الليل أنسي وهندٌ فيه مبتسمي |
ليل ولحظ وكف صافحَت عنما |
وسلسبيل ونشو اللثم كالديم |
توري بغرتها ليل الهوى مرحا |
يكاد ينشق لولا السائح الفَحِم |
ماخلتها صدفة أزرت بموعدها |
ولاظننت الهوى يُطوى ويُجتلم |
فليته ماطُوي أو ليت ماطويت |
لم تكترث بحديث الواشي الخصم |
أجل ، إليها يعوج المنتوى أملى |
كما عليها أواري منتهى ندمي |
ياليل مابرّح الوجدُ بذي همم |
ولاهوى حظه يوما ، ولم يقم |
لكن قومي طووا كشحا على ريب |
تسمو ورب الورى عن مثلها شيمي |
أضحت مثالب قومي حين تسترها |
كأنها في الدجى نار على علم |
ياليل ، قومي أحل الصيد محرمها |
فانعم بصيد الفرا وازدد من النعم |
وقل تفردتَ في شرع أتيت به |
يامن أحل دمي بالأشهر الحرم |
إن كان قد سرّكم مامجه قذِرٌ |
لطالما ساءكم ماحاكه قلمي |
أو كان حلم الفتى أوهى دعائمه |
حتى غدا عرضه للنهب والنقم |
فالجهل أولى بأن ندني رواحله |
والغش أشرف من نصح ومن حلُم |
أسْقتك ليلى بكأسيها معتّقَها |
فاسترحل الهندوانِ لابنة الكرم |
تشتت الفكر منك عن مرابعه |
بل صرت تنظر للموجود كالعدم |
ضرباً بوادي خيال لاقرار له |
رجما بآفاق غيب لج بالقِدم |
فكم لنا منك من سود نبددها |
بأبيض ( خلسة من كف منحرم ) |
عِلّ الهوى كيفما أسقتك ساقية |
واستنهض الجند والحراس بالحشم |
واعلُ جوادا كبا عن كل رابية |
واضرب بسيف نبا عن كل مغتَنَم |
فالمرء اثنان ذو أوبٍ وذو رَحل |
والدهر يومان والمخلوق لم يدم |
لاتسأل الوهد هنا لن ترى أثرا |
واسأل هنالك عنا شامخ القمم |
فعصبتي كل من بحّت له كَمَنا |
وموطني بالدنا مافوقه قدمي |
ياأيهذا الثقيل الظل ياأبدٌ |
أشِح بوجهك عن صبح لذي سقم |
ياليل هاقد ترى بعض الذي كمَنت |
أشطانه وارتمت آثاره بدمي |
من مدينٍ يستقون الكيل فاشتملوا |
شمائلاً تمزج الفرقان بالنُّظم |
صرنا لأحكامهم حقلا وتجربة |
كأننا بينهم وقف على صنم |
فكم أناخوا لجيش البغي ركبهم |
أخبث بمنبتهم والخِيْم والخِيَم |
وكم هممت بعزم هتك سترهم |
وانثني أنْفة عن قرية القزم |
صاغوا بمنهجهم للجيل مهزلة |
وكم غبي يراها منتهى الكرم |
أعدادهم كثرة لكن بلا أحد |
وجودهم بالدنا ضرب من العدم |
ياشهرَ دهرٍ شحيح صار ذا غصص |
لا الشهر وافٍ ولم يأذن بمنصرم |
ذا حال مجتمعي فانظر لواقعنا |
واخفض عليهم جناح الستر والظُّلم |
ولاتنادي بهم حيا فلاأمل |
بل من تنادي ؟ ومن تشكو ؟ ومن تلم؟ |
إن كان قلب الفتى يعمَى فقلبهمُ |
قد كف من زمن وازداد بالصمم |
خذها مبجلة عذراءَ مربعِها |
من فارس مع عتاق الشعر منسجم |
ماقُدّمت لصغير القصد يلثمها |
شيماءُ خلْق وأدناها على شمم |
هامت بخاطبها والليل ذو لجج |
فلم تؤانسْه إلا وهو ذو ثُلُم |