مكانكم يا أصحاب المناصب !!!




في بلد بارك الله حوله وابتلاه بحكام عملاء فجره، ذهبت لمخفر العسس والشرطة لأحصل منهم على فرمان يدعى شهادة عدم محكومية، أخبرني صاحبي أن بالمخفر جهاز تكنولوجيا به كلب معدني يشمك فيعرف خلال دقيقة واحدة ان كنت مجرما عدو للسلطان أم سارق أم مجرم فار أم أنهيت المحكومية أم أنك نظيف من كلّ هذا، ولثقتي بنظافتي وطهارتي ذهبت لمخفر صاحب الشرطة، أمهلني الشرطي أيام خمسة أراجعه فيها، وعندما أعلمته بأن صاحبي أخبرني أنّ الأمر لا يحتاج سوى ضغطة على زر، ابتسم وأخبرني بصدق ما أخبروني به، ولكن أنا أطبق أوامر ال...... ولا أدري هل قال عميد أم عنيد أم معيد أم رعديد... سامحوني لجهلي بألقاب العار والشنار العسكرية. فاستسمجته فغضب وزمجر مستغربا كيف أطلب منه مخالفة الباشا الرعديد، فقلت في نفسي : لعنة الله عليكم أجمعين. وسرحت بعيدا لخطوط التماس في عالمنا القريب والبعيد، التماس بين المغلوبين على أمرهم وبين الحكام الأذلة ء وغيرهم من الراقصون على جراحنا وسبب مصائبنا وآهاتنا.... ذهبت قريبا وبعيدا لمعابر الحدود وللدوائر والوزارات في دولة المتخم بالأوحال من الرأس إلى القمة، فهالني ما رأيت، فتوجهت للباشا مدير الجمعية وقاضي الحسبة وشيخ العشيرة ورئيس التجار فرأيت العجب العجاب فكلهم في الهم سواء وجميعهم من الكاتمين على أنفاس العباد... فتذكرت قوله تعالى وهو أصدق القائلين:﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ا الفتح – 23
ومن مفهوم الآية الشريفة نرى أنه يُحظر على من ولي من الأمر شيئاً من أمور المسلمين معاملة رعيته بفوقية وتعالي أو بفظاظة وتكبر مهما كانت الحالات، وذلك أكثر ما يباعد بين ولاة الأمر وبين من استخلفوا عليهم ويخلخل الثقة والود بينهم ، ويبعد التعاون المنتج ويشكل حائلا أمام المصارحة المطلوبة المنتجة للتعاون. وقد يحول المسئول إلى شخص مرعب مرهوب الجانب، في حين أن المفروض أنه أخ وراعٍ ومقوم، مما يعيق العمل ويحرفه عن اتجاهه الصحيح.
وهذا نداء من رب العالمين المنتقم الجبار شديد العقاب موجه لكل مسؤول قبل المسؤولية مهما كانت، ولكل مسؤول اختاره الناس، ولكل مسؤول فرض نفسه عنوة وتسلطا على الناس، كالمسؤولية في الحياة العامة،وإمارة السفر، والإدارة التجارية، ومسئولي الدوائر الحكومية.......... ألخ وأهم المسئوليات وأخطرها المسئولية في المناصب الحكومية، والمسئولية في الأحزاب والتكتلات السياسية .
وقد كشفت أحداث الثورات المباركة في عدد من بلاد المسلمين بدأ بتونس الخضراء مرورا بمصر الكنانة واليمن السعيد بدينه الشقي بحكامه الفجرة وأخيرا لا آخرا في ليبيا قلعة المجاهد عمر المختار أن كافة الحكام وأصحاب المناصب في المؤسسات وفي الأحزاب التقليدية كلهم في ابتداع الخساسة والنذالة سواء، فهذا تبلغ أرصدته في البنوك الأجنبية مليارات الدولارات مما نهب من أموال شعبه... نعم شعبه وأكثرهم جياع عراة، وذاك شيد لنفسه وأهله القصور والقلاع علاوة على مليارات الدولارات في البنوك... وأصفقهم وجها كان المجرم منكر السنة الشريفة الذي قصف بالطائرات والرشاشات أبناء شعبه وقتل منهم العشرات والآلاف بلا وازع من دين وحياء، ويتبع ذلك بالتهديد بقتال شعبه لآخر رجل فيهم....
قاتلهم الله من حكام أنذال فجرة أعداء الله وأعداء أمتهم.
أنّ المفروض في تولي المناصب العامة عند المسلمين - خاصة حملة الدعوة منهم - أنّها خدمة يُراد فيها ثواب الله ونيل رضاه، وأنّ توليه المنصب ما كان إلا لتسيير الأمور بحسب أوامر الله ونواهيه. ومن ينظر للأمر من هذه الزاوية يرضي الله ويُريح ويستريح، وخلاف ذلك يضل ويشقى، مُتعساً نفسه والآخرين.
والنفس البشرية تنزع في أحيان متعددة لنقيصة حب التسلط الناجمة عن جنون العظمة وهوس الشهرة ، فمن ولي الإمارة أو الريادة أو القيادة قد يظن في نفسه أنه بتوليه الأمر أنه قد تولاه لأنّ غيره ليس أهلاً لذلك وأنّه فريد عصره وزمانه ، وأنّه أقدر الناس على الإمارة والريادة والرئاسة، فيصيبه الغرور الموصل لأقصى درجات جنون العظمة، وما درى المسكين أنه ربما قد ولي الأمر لعزوف بعض أهل التقوى عن تولي المناصب. فيجمع به الغرور للتعالي والتطاول على إخوانه ممن ولي أمرهم فكتم أنفاسهم وشلّ حركتهم متباهياً مختالاً فيضل ويطغى.
وصاحب المنصب الذي يصيبه الكبر والغرور فيجمح ويتعالى ولا يتقي الله في ادارة شئون من ولي أمرهم ناسياً أو متناسياً أنّ الأصل في المسلم التواضع لله أولاً، وأنّ يتذكر دوماً أنّ الله سائله عما استرعاه، هو أتعس الناس يوم القيامة حيث يقف أمام الله لا حجة له.
فمكانكم يا أصحاب المناصب اتقوا الله ولا تخالفوا أمره
مكانكم يا أصحاب المناصب اتقو ا الله فيمن استخلفتم عليهم
مكانكم يا أصحاب المناصب على اختلاف مواقعكم ومسئولياتكم، اياكم والكبر والغرور، والتعالي على من وليتم أمرهم، وتذكروا دائماً أنهم أخوتكم وأصحاب الحقوق عليكم، ابتلاهم الله بكم، وابتلاكم بهم، فكونوا كما أمر الله تعالى أشداء على الكفار رحماء بينكم وامتثلوا لقوله تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. ﴾ الشعراء 215. ولقوله تعالى:﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ . ﴾ الحجر 88- 89
أمّا أنتم يا من ثرتم على الظلم والظالمين فانتبهوا أن تجير انتفاضتكم. فأعداء الله الحكام وأسيادهم الكفرة يخططون ويعملون بمساعدة كم هائل من جنود ابليس من أصحاب المناصب العملاء، يُساندهم بعض الأحزاب التقليدية العميلة أصحاب الطرابيش الحمراء والياقات البيضاء ،ويفتي لهم شيوخ السلطان بالفتاوى الضالة، في تكتل آثم لحرف ثوراتكم وتغيير مسارها لصالحهم، فانبذوهم ولا تأمنوا لهم وأعلنوها خلافة راشدة على منهاج النبوة وتذكروا أن الخلافة وعد وفرض، ولا عزة لكم الا بظلها. واتركوا لخليفة المسلمين القادم محاسبة هؤلاء الفجرة بشرع الله.
( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ه إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم )