الْحَقُّ أَكْرَمُ مِنْ سِيَاطِ الْجَانِي
وَالعَيْشُ أَعْظَمُ مِنْ ثَرَاهَا الفَانِي
وَالسِّجْنُ إِنْ سَامَ الفُجُورُ مُحَبَّبٌ
وَالنَّصْرُ فِي صَبْرٍ وَعَزْمِ جَنَانِ
يَا أَيُّهَا الأَبْطَالُ لا تَهِنُوا فَمَا
فِي عِزَّةِ الإِسْلامِ أَيُّ هَوَانِ
صَبْرًا عَلَى البَلْوَى فَإِنَّ عَدُوَّكُمْ
هُوَ مَنْ يُخُورُ بِعَزْمِكُمْ وَيُعَانِي
أَمْ هَلْ حَسِبْتُمْ أَنَّ جَنَّةَ رَبِّكُمْ
صَفْوٌ لِكُلِّ مُنَافِقٍ وَجَبَانِ
أَفَلا يَطِيبُ لِنَيْلِهَا غُصَصُ الرَّدَى
وَضَنَى الأَسَى وَتَجَرُّعُ الأَحْزَانِ
أَفَلا نَفِي لِلْقُدْسِ صَادِقَ عَهْدِهَا
وَنَصُونُ أَقْصَانَا العَلِيَّ الشَّانِ
كَمْ ضَاقَ بِالأَبْطَالِ دَارٌ وَابْتَلَتْ
شِيَعُ الوَرَى وَطَوَارِقُ الأَزْمَانِ
وَتَدَاوَلَتْ فِي دَهْرِهِمْ زُمَرُ الخَنَا
بِيَدٍ تَخُطُّ الشَّيبَ فِي الوُلْدَانِ
صَبَرُوا عَلَى بَلْوَاهُمُ فَتَقَدَّمُوْا
رَكْبَ الخُلُودِ وَمَوْكِبَ الغُفْرَانِ
كَانُوْا مَصَابِيحَ الرَّشَادِ لأُمَّةٍ
فَتَأَلَّقُوْا بَينَ الوَرَى كَجُمَانِ
وَاليَوْمَ مَنْ يَتْبَعْ عَلَى آثَارِهِمْ
يَرِدِ العَلاءَ بِحُلَّةِ الفُرْسَانِ
يَا أَيُّهَا الأَسْرَى بِغَيْرِ جَرِيمَةٍ
إِلا الإِبَاءُ وَعِزَّةُ الإِيْمَانِ
قَلْبِي يُنَاجِيكُمْ بِكُلِّ كَرِيمَةٍ
بِدُعَاءِ قَلْبٍ صَادِقٍ وَلِسَانِ
اللهُ مَوْلاكُمْ فَلا تَخْشَوا أَذَىً
أَوْ تَشْتَكُوا مِنْ سطْوَةِ السَّجَانِ
وَلْيَهْنَكُمْ شَرَفُ الْجِهَادِ بِعِزَّةٍ
وَلْتَسْعَدُوْا فِي جَنَّةِ الرَّحْمَنِ