أحببت أن أشارككم أول قصيدة كتبتها ولما أبلغ السادسة عشرة.
هي المفضلة والمدللة عندي رغم ما بها من سناد التأسيس وبعض غيره مما لا أرغب بتعديله
أرجو أن تحوز على إعجابكم ...

يا نَفْسُ صَـبراً مِنْكِ لا تَتَـدَافَعِي
صُـونِي وَقَاري فِي هَوَىً مُتَمَنِّعِ
وتَرَفَّعِـي عمَّـا يُهيُن كرامتـي
وَدَعِي البُكَاءَ فَقَدْ ذَلَلْتُ بأدْمُعِـي
إنِّـي وإنْ كانَتْ بقَلْبِـي لَوْعـةٌ
ولواعجُ الأشـواقِ تَحْرِقُ أضْلُعِي
وحنينُ قَلْبٍ ذَابَ فِيـهِ مِنَ الهوى
ووَسَاوِسٌ تُبقِي الظُنُونَ بِمَضْجَعِي
قدْ أَنْسَ ما بينـي وبَيْنَكَ كُلَّـهُ
إنْ لَمْ تَصُنْ عَهْدِي وتَحْفَظْ مَرْتَعِي
وأَلُـومُ دَهـْرَاً لمْ يَرِقَّ لأدمعـي
وأثـارَ فِي النفسِ الأنينَ ومَدْمَعِي
ألقـى بِسَهْمِ الحُبَّ دونَ إِرَادَتـي
واقتادَنـي بِرِضَىً لأَمْـرٍ واقِـعِ
وغَشَى العُيُونَ بسحرِهِ السحرِ الذي
أَسَرَ الخلائـقَ بالجمـالِ الرائِعِ
فوجَدْتِني أسـعى إليـكِ مُتَيَّمَـاً
وأَطُوفُ فِي دُنيـا هَوَاكِ كَخَاشِعِ
ووجَدْتِني أَرنُـو إلِى كلِّ المُنـى
أَرْنُـو إلِى أنـوارِ نَجْمٍ سَـاطِعِ
حتى إذا أضْحَى الفـؤادُ بِصَبِِّـهِ
وهَيَـامِهِ السـامِي كظِلٍّ تابِـعِ
بالحبِّ ، بالأشواقِ ، بالوردِ الندي
أُسْكِنْتَ قلبي الحُرَّ غَيْرَ مُنـازَعِ
وغَدَوتُ أرقُبُكِ الليـالي والضُحَى
أحمي عُيُـونَكِ مِنْ مَطَامِعِ طَامِعِ
وسَـقَيْتُكِ الوُدَّ الذي بِي لَمْ يَزَلْ
ورَوَيتُـكِ الشَهْدَ الذي بمنـابعي
وقَبِلْتُ مِنكِ البُخْلَ فِيكِ خَلِيقـةً
وهوَ الذي في الحُبِّ غيرُ مُشَـرَّعِ
فكفى عُيُونِي مِنْ عُيُونِكِ نَظْـَرةٌ
أو بَسْـمَةٌ أو همْسَـةٌ لمسَـامِعي
يا شاديَ الأَشـعَارِ فِي همسـاتِنَا
وحَدِيثُكِ المعسولُ يُسْكِرُ مَسْمَعِي
أنَّى ذَهَبْتِ فَمَعْـكِ فِكْرِي كُلَّـهُ
ومتى بَعُدْتِ بَكَتْ عليكِ مَدَامِعِي
فأنـا بِدُونكِ لا أُحِسُّ بِمُتْعَتِـي
والعَقْلُ مَفقـُودٌ بِدُونِكِ لايعـي
فِي البعدِ عَنْكِ يَفِيضُ قَلبيَ لوعَـةً
فتسـيرُ بِي للقُرْبِ مِنْكِ نَوَازِعِي
وإذا بَدَتْ لِي فِي دَلالِكِ غَضْبَـةٌ
أَطْلَلْتُ إِطْـلالَ المُحِبِّ الجَـازعِ
عُودِي إلَى حلـوِ الوِصَالِ لعَاشِقٍ
أَضْحَى يَعِيشُ سَرَاب عُمْرٍ ضائعِ
فطويلُ عُمْرِي فِي وِصَالكِ لحظَةٌ
وقصيرُ عُمْرِي طَائِـلٌ بِتَلَّوعِـي
وإِليـكِ أصْبُـو حَيثُ أنَّكِ جَنَّتي
ومَلِيْكَتي إنْ شِـئتِ أَنْ تَتَرَبَّعِـي
وربيـعَ أيَّامي التي بِكِ تَزْدَهـي
وصفاءُ روحي في الهَنِـا وشرائعي
عُودِي لسـابق عَهْـدِنا وتَمَلَّكِي
عُـودِي لجنَّـةِ حُبِّنـا وتَمَتَّعِـي
فأنا على العَهْدِ القَدِيـمِ مُحَافظٌ
مُتَسَـامِحٌ ما زِلْتُ غَيْرُ مُخَـادعِ
فإذا وَصَلْتِ فإنَّ فِيـهِ سَـعَادتِي
وإذا هَجَرتِ فَحَسبيَ الذِكْرى مَعِي