أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: إبليس يفتي بحرمة التنكيت على القذافي (قصة قصيرة من الأدب الم

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد محمد البقاش قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 239
    المواضيع : 192
    الردود : 239
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي إبليس يفتي بحرمة التنكيت على القذافي (قصة قصيرة من الأدب الم

    إبليس يفتي بحرمة التنكيت على القذافي
    (قصة قصيرة من الأدب المَمْدَري)


    بينما إبليس منتش بالاستواء على عرشه في خليج الخنازير مر به طيف تلطّف في ملامسة وجهه، ثم قبض عليه، فتحه فإذا فيه رسالة عاجلة تستعجله لإدراك عبقري إسْراطين قبل أن يهوي في قاع لا قرار له.
    قفز من مقعده وغطس في محيطه إلى عمق خمسة ملايين مكرومتر فسبح إلى الأندلس صحبة شياطين بعدد توابع المشتري.
    تسمّر في قمة من قمم كاديس يصطفي شمس المغرب لتكون بره نحو ليبيا، ولكنه لم يجرؤ على نزول طنجة لما فيها من مظالم تدينها لأنها كلها متعلقة بملك ملوك إفريقيا.
    سبح إلى شاطئ مرقالة وتسلل لواذا يرتدي قبعته السحرية، ولما كان في وسط المدينة دخل سمعه قهقهات، وأرهفته ضحكات مدغدغة للعواطف، أصغى متبينا فإذا هي نكت على الطاووس المنتوف، يرى أهل طنجة ألا يتنحى من يمشي كقنفد البحر وعلتهم في ذلك أنه لن يوجد من يضحكهم بخرجاته على الشاشات، وعضه على الميكروفونات، والسياحة بعينيه في السماوات، بصبيان يلعبون الغميضة وهم يرددون: (( دارْ دارْ، بِيتْ بِيتْ، زنقة Zanga زنقة Zanga ، غضب لذلك أشد الغضب وسُقط في يده وهو لا يزال متنكرا..
    تناول هاتفه النقال واتصل بزين العابدين: ((ألو آلو)).
    ـ نعم، من معي؟
    ـ إبليس.
    ـ إبليس، وهل لإبليس هاتف نقال؟
    ـ نعم، نعم، دعك من هذا.
    ـ ولكن أين كنت حين محنتي، لقد افتقدتك، فتبا لك، ابتعد عني، لا حاجة لي بنصحك بعد أن فقدت كرسيي.
    ـ سأبدلك خيرا من كرسيك، اصغ إلي.
    ـ ها أنذا صاغ.
    ـ جارك المقيت يسلك سبيلك في التحدي والغطرسة، وأخشى أن يلقوه كجرد ميت، فهل يمكنك منحي كلمة السر التي بينك وبينه حتى يقبل بي ناصحا عندما أكون عنده؟.
    منحه كلمة السر، ثم سافر إلى حسني مبارك بعد سقوط غرناطة بخمسة قرون وبضعة أسابيع ويوم واحد، وجده متعرقا في صحراء يكاد يجف جسمه، يقفقف ويرتعش خوفا ورهبا مما كسبت يمينه، سلم عليه فعرفه ونكره، تبعه إبليس يستعطفه ويعتذر إليه لخذلانه إياه، اعتذر كثيرا وقبّل رجليه بازا بقبلته المتمطقة برلوسكوني، فأشفق عليه، سأله: ((ما بك؟)).
    ـ أريد كلمة السر التي بينك وبين قاتل شعبه.
    ـ وماذا أنت فاعل بها، فالرجل طاووس منتوف الريش ليس عليه إلا بعض الزغب لن يحميه من البرودة والحرارة.
    ـ أريدها قبل أن يسحقوه، فقد صدّق نفسه أنه قائد للعالم، وأنا أستاذه، فقد علمته كيف ينتشي برش المطر المذهب، وكيف يقبل زينه ومباركه القبلة السوداء، لقد تتلمذ علي يدي، وأعرف مستواه، فما هو إلا جاهل مغرور قد نصب نفسه ملكا دون تاج.
    منحه كلمة السر فطفق إبليس يرقص اغتباطا، ثم ركض إلى طرابلس.
    دخل على السادي خيمته فوجده يقيم الصلاة، نكر سلوكه أشد الإنكار، ولكنه حين نظر خلفه وأمامه، والتفت عن يمينه ويساره فلم يجد محتفيا واحدا بصلاته والرجل لا يصلي إلا أمام عدسات الكاميرات فصاح به حتى أفزعه: ((ماذا تفعل؟ ألم نتفق على سيناريو الصلاة واشترطتُ عليك ألا تصلي إلا عند الحاجة؟ أليس شرطي هو ما اشترطته على سائر الحكام العرب؟ فلماذا تصلي وليس ينظر إليك إلا الله تعالى؟
    ـ تقول الله تعالى وأنت أول من عصيه.
    ـ نعم، الله تعالى رغما عنك وعن كل خنفس مثلك.
    نبت لملك ملوك إفريقيا قرنان فركض كثور "خْوانْ Juan " ونطح إبليس حتى أسقطه أرضا، ثم رفعه بقرنيه إلى السماء وشرع يخبطه فاختبط له عاليا سافلا يصيح ويصيح..
    اقتحم سيفه عليه فنحى أباه جانبا وتلطف بإبليس وشرع يعاتبه على تأخره في المجيء إلى أبيه، مسح عنه دماءه، وسقاه من كأس اللذاذة ما تقر به عينه، ثم صحبه إلى مكتبه وأجلسه، ثم جاء بأبيه مقطب الجبين يريد أن ألا يقتصر ملكه على الأفارقة، بل يريد ملكا حتى على الأبالسة وإلا فلا طاعة لإبليس عليه.
    ذهب الروع عن إبليس، ثم بادر تلميذه بكلمة السر، عندها قفز ملك ملوك الأبارقة من مكانه وشرع يقبل رأسه ويستسمحه على ما بدر منه، ولكن: ((من منحك كلمة السر؟ الحقير زين، أم الوضيع حسني؟)).
    ـ كلاهما.
    ـ والله لئن كتبت لي النجاة من ملاحقة الجرذان، ونجوت من عدواهم لأسقيتهما كأسا يفيض بالمهانة أكثر مما سقاهما شعباهما.
    ـ المهم، لقد حضرت لإنقاذك.
    ـ وكيف تنقذني؟
    ـ أنقذك بكلمة السر التي بينكم.
    ـ هل ستفعلها؟
    ـ أجل.
    وخرجت كلمة السر من فيه وانطلقت الفتوى من لسانه فأفتى إبليس بحرمة التنكيت على القذافي.
    ...........
    محمد محمد البقاش
    طنجة في: 03 مارس 2011

  2. #2
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    نصّ رائع أستاذ محمّد ... أحيانا الأسلوب السّاخر في التّعبير عن حالات معيّنة، وواقع مرير أقوى بكثير من الأسلوب التّقليديّ ... ففي بعض السّخرية تخفيف من وطأة صعوبة الحالة ، وإراحة للنفس .
    يبدو ممّا وصل إليه زين ومبارك أنّهما تلميذان لإبليس، أمّ معمّر فهو أستاذه ؛ رغم أنّه ظهر بدور التّلميذ في النّص !
    تقديري وتحيّتي

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    قوية واضحة الفكرة وعنيفة الصورة
    بلغة متمكنة وسردية محبوكة السبك مترابطة

    أظنها واجبة النقل لقسم الأدب الساخر

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #4
    الصورة الرمزية علي عطية أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    العمر : 56
    المشاركات : 867
    المواضيع : 53
    الردود : 867
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    جميلة أيها الأديب الأريب

    على رغم مباشرة العنوان وافشائه لسر الختام إلا أنها آسرة بلغة دسمة رشيقة

    دمت والجمال
    تحاياي والود

  5. #5
    الصورة الرمزية مرشدة جاويش أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 467
    المواضيع : 36
    الردود : 467
    المعدل اليومي : 0.10

    Post

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محمد البقاش مشاهدة المشاركة
    إبليس يفتي بحرمة التنكيت على القذافي
    (قصة قصيرة من الأدب المَمْدَري)


    بينما إبليس منتش بالاستواء على عرشه في خليج الخنازير مر به طيف تلطّف في ملامسة وجهه، ثم قبض عليه، فتحه فإذا فيه رسالة عاجلة تستعجله لإدراك عبقري إسْراطين قبل أن يهوي في قاع لا قرار له.
    قفز من مقعده وغطس في محيطه إلى عمق خمسة ملايين مكرومتر فسبح إلى الأندلس صحبة شياطين بعدد توابع المشتري.
    تسمّر في قمة من قمم كاديس يصطفي شمس المغرب لتكون بره نحو ليبيا، ولكنه لم يجرؤ على نزول طنجة لما فيها من مظالم تدينها لأنها كلها متعلقة بملك ملوك إفريقيا.
    سبح إلى شاطئ مرقالة وتسلل لواذا يرتدي قبعته السحرية، ولما كان في وسط المدينة دخل سمعه قهقهات، وأرهفته ضحكات مدغدغة للعواطف، أصغى متبينا فإذا هي نكت على الطاووس المنتوف، يرى أهل طنجة ألا يتنحى من يمشي كقنفد البحر وعلتهم في ذلك أنه لن يوجد من يضحكهم بخرجاته على الشاشات، وعضه على الميكروفونات، والسياحة بعينيه في السماوات، بصبيان يلعبون الغميضة وهم يرددون: (( دارْ دارْ، بِيتْ بِيتْ، زنقة Zanga زنقة Zanga ، غضب لذلك أشد الغضب وسُقط في يده وهو لا يزال متنكرا..
    تناول هاتفه النقال واتصل بزين العابدين: ((ألو آلو)).
    ـ نعم، من معي؟
    ـ إبليس.
    ـ إبليس، وهل لإبليس هاتف نقال؟
    ـ نعم، نعم، دعك من هذا.
    ـ ولكن أين كنت حين محنتي، لقد افتقدتك، فتبا لك، ابتعد عني، لا حاجة لي بنصحك بعد أن فقدت كرسيي.
    ـ سأبدلك خيرا من كرسيك، اصغ إلي.
    ـ ها أنذا صاغ.
    ـ جارك المقيت يسلك سبيلك في التحدي والغطرسة، وأخشى أن يلقوه كجرد ميت، فهل يمكنك منحي كلمة السر التي بينك وبينه حتى يقبل بي ناصحا عندما أكون عنده؟.
    منحه كلمة السر، ثم سافر إلى حسني مبارك بعد سقوط غرناطة بخمسة قرون وبضعة أسابيع ويوم واحد، وجده متعرقا في صحراء يكاد يجف جسمه، يقفقف ويرتعش خوفا ورهبا مما كسبت يمينه، سلم عليه فعرفه ونكره، تبعه إبليس يستعطفه ويعتذر إليه لخذلانه إياه، اعتذر كثيرا وقبّل رجليه بازا بقبلته المتمطقة برلوسكوني، فأشفق عليه، سأله: ((ما بك؟)).
    ـ أريد كلمة السر التي بينك وبين قاتل شعبه.
    ـ وماذا أنت فاعل بها، فالرجل طاووس منتوف الريش ليس عليه إلا بعض الزغب لن يحميه من البرودة والحرارة.
    ـ أريدها قبل أن يسحقوه، فقد صدّق نفسه أنه قائد للعالم، وأنا أستاذه، فقد علمته كيف ينتشي برش المطر المذهب، وكيف يقبل زينه ومباركه القبلة السوداء، لقد تتلمذ علي يدي، وأعرف مستواه، فما هو إلا جاهل مغرور قد نصب نفسه ملكا دون تاج.
    منحه كلمة السر فطفق إبليس يرقص اغتباطا، ثم ركض إلى طرابلس.
    دخل على السادي خيمته فوجده يقيم الصلاة، نكر سلوكه أشد الإنكار، ولكنه حين نظر خلفه وأمامه، والتفت عن يمينه ويساره فلم يجد محتفيا واحدا بصلاته والرجل لا يصلي إلا أمام عدسات الكاميرات فصاح به حتى أفزعه: ((ماذا تفعل؟ ألم نتفق على سيناريو الصلاة واشترطتُ عليك ألا تصلي إلا عند الحاجة؟ أليس شرطي هو ما اشترطته على سائر الحكام العرب؟ فلماذا تصلي وليس ينظر إليك إلا الله تعالى؟
    ـ تقول الله تعالى وأنت أول من عصيه.
    ـ نعم، الله تعالى رغما عنك وعن كل خنفس مثلك.
    نبت لملك ملوك إفريقيا قرنان فركض كثور "خْوانْ Juan " ونطح إبليس حتى أسقطه أرضا، ثم رفعه بقرنيه إلى السماء وشرع يخبطه فاختبط له عاليا سافلا يصيح ويصيح..
    اقتحم سيفه عليه فنحى أباه جانبا وتلطف بإبليس وشرع يعاتبه على تأخره في المجيء إلى أبيه، مسح عنه دماءه، وسقاه من كأس اللذاذة ما تقر به عينه، ثم صحبه إلى مكتبه وأجلسه، ثم جاء بأبيه مقطب الجبين يريد أن ألا يقتصر ملكه على الأفارقة، بل يريد ملكا حتى على الأبالسة وإلا فلا طاعة لإبليس عليه.
    ذهب الروع عن إبليس، ثم بادر تلميذه بكلمة السر، عندها قفز ملك ملوك الأبارقة من مكانه وشرع يقبل رأسه ويستسمحه على ما بدر منه، ولكن: ((من منحك كلمة السر؟ الحقير زين، أم الوضيع حسني؟)).
    ـ كلاهما.
    ـ والله لئن كتبت لي النجاة من ملاحقة الجرذان، ونجوت من عدواهم لأسقيتهما كأسا يفيض بالمهانة أكثر مما سقاهما شعباهما.
    ـ المهم، لقد حضرت لإنقاذك.
    ـ وكيف تنقذني؟
    ـ أنقذك بكلمة السر التي بينكم.
    ـ هل ستفعلها؟
    ـ أجل.
    وخرجت كلمة السر من فيه وانطلقت الفتوى من لسانه فأفتى إبليس بحرمة التنكيت على القذافي.
    ...........
    محمد محمد البقاش
    طنجة في: 03 مارس 2011
    انهم العن من أبالسة
    نص ماتع ومؤلم لاحوال مايجري حولنا ممن لهم القرار والمسؤولين
    عن هم الوطن
    اسقاط بتنذرية عن ابالسة تتالوا في السقو ط وسيلحق بهم الطالب الملعون
    القذافي فهو شيخهم
    نص تهكمي راقي
    تحاياي
    ا
    انظروا فتنتي تترامى صارت الشمس عنقاء كوني
    انظروها كغيمة ورد وسألوا عاهل الشهد أيني

  6. #6
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Feb 2011
    المشاركات : 7
    المواضيع : 0
    الردود : 7
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

      افتراضي

      استمع حسني مبارك لنصيحة إبليس فكان مصيره التبخيس . واستمع زين العابدين لنصيحة الجار فكان مصيره الفرار. أما القذافي فلم يستمع لنصيحة إبليس وقال له : أيها الجرذ ..أنا من يعلمك ويعلم كل الأبالسة .. فأنا - يقول القذافي - ملك ملوك الشياطين ..

      تحية للمبدع محمد محمد البقاش

    المواضيع المتشابهه

    1. من يفتي في مخلع البسيط
      بواسطة مازن لبابيدي في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
      مشاركات: 24
      آخر مشاركة: 05-03-2021, 09:38 PM
    2. القلب وجنود إبليس.. قصة قصيرة جدا..
      بواسطة عبدالرحمان بن محمد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
      مشاركات: 13
      آخر مشاركة: 26-01-2014, 04:29 PM
    3. التنكيت .. من "البديع في نقد الشعر" لأسامة بن منقذ
      بواسطة فريد البيدق في المنتدى البَلاغَةُ العَرَبِيَّةُ
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 28-02-2013, 12:50 AM
    4. الم تكتفي
      بواسطة يزن السقار في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 02-10-2008, 02:45 PM
    5. الم وفراق
      بواسطة شــــــــــــهووودة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 24-11-2004, 02:35 PM