أحدث المشاركات
صفحة 7 من 7 الأولىالأولى 1234567
النتائج 61 إلى 67 من 67

الموضوع: ديوان الشاعر إدريس الشعشوعي

  1. #61
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي ديوان الشاعر إدريس الشعشوعي

    المُصطَفَونَ على الأخلاق قد ركبوا لهمْ خلالٌ بنورِ اللهِ تنجذبُ
    يُسقى الغريبُ بحولِ الذاتِ معتقداً أنَّ الذواتَ تقيمُ الحقَّ تقترِبُ
    و همْ شهودٌ لحولِ اللهِ قدْ علموا أنَّ المآثرَ لا تُعطى لمنْ سُلِبوا
    ما قامَ فيهم نداءُ النفسِ يلهمُهم فالنّفسُ فيهمْ خبتْ ترتادُ فانتُخِبوا
    بالله قاموا فذي أنفاسُهمْ خلُصَتْ أضحتْ يميناً لمنْ ولّوهُ فانتِدُبوا
    همُ الرّجالُ إذا لاقيتهمْ فأنِخْ ركابَ حبّكَ قدْ يُحييكَ لو رَغِبُوا
    ما زالَ عبدي- يقولُ الحقُّ - يطلبني حتى يصيرَ بصدقٍ قدرتي تثبُ
    الأذنُ و العينُ و الأيدي إذا بطشتْ لمّا استجابوا لداعي اللّهِ قد وُهِبوا
    دعْ عنكَ طولاً و دعْ حولاً و مفخرةً تأتي المفاخرُ من باللهِ يحتسِبُ
    اللهُ أحيا و يُحيي الكلَّ في قدَرٍ و لا يقومُ بأمرِ اللهِ من حُجِبوا
    خالفْ هواكَ و حظّ النّفسِ و انفِهموا تُسقى المواهبَ و التحقيقَ ما اجتنبوا
    و لا تقلْ فرطُ علمي ذا و موهبتي شابهتَ قبلكَ من بالذّاتِ قد عُجبوا
    قارونُ ماجتْ بهِ الأموالُ في غرفٍ قالَ اتّقادي و وهجُ العقلِ قد رَتَبوا
    و عادُ ظنّتْ بأيدي البطشِ في صلَفٍ أنّ الوجودَ بهمْ قد باتَ يضطِرِبُ
    لا تحسبنَّ قيامَ الكونِ من عبثٍ بل قامَ عبْداً لمنْ للهِ ينتسِبُ
    اللهُ سخّرَ ما في الكونِ أجمَعَهُ للمخبتينَ له من حولِهِِمْ هربوا
    غيِّرْ بنفسِكَ ذا التغييرُ أكملُهُ تُكفى بحولهِ ما حامتْ بهِ الشّهبُ
    و الزمْ حماهُ و لا تفرحْ بما فرِحوا فلا يُقيمكَ في التغييرِ ذي الرُّتبُ
    اللهُ وحدَهُ لو شاهدتَ قدرتَهُ و ما حباكَ فهل قاضٍ أمِ السّببُ ؟

    ---------
    * الهوى و حظ النفس و النفس = ثلاثة فجاء الضمير للجمع ، للفت الانتباه بارك الله فيكم .

  2. #62
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي ديوان الشاعر إدريس الشعشوعي

    هامَتْ خوافقنا بالصّبِّ فاصطبري روحي للُقيا مُحبٍّ في هوًى عَطِرِ
    إنّي شعرتُ الشّعورَ من مواجدهِ ففاضَ بوحي على أوتارِ مُنكسِرِ
    يا عاذلي بعزوفي اليومَ عن دِيَمٍ ماذا يُفيدُ النّهولُ إن جفا قدري
    ماذا يفيدُ الكلامُ في ترنّمهِ أو هل يُجيبُ البعيدُ إن شجا وتَري
    ما للتّكلّفِ قد صارتْ موائدهُ كُثراً و صرنا بُعيدَ الصّفوِ في كدرِ
    ما طابَ يومٌ منَ الأيّامِ مختلطٌ و قد عرفتُ شعورَ الصّفوِ بالفطرِ
    نأبى العزوفَ عنِ الإسفافِ في سِيَرٍ و كمْ تورّدَ مَفتونٌ منَ العَكِرِ
    ما قيمةُ القدْرِ تسقينا بهِ مُهَجٌ و قدْرُنا عندَ من يدري على قترِ
    يا مالكاً خفقَ قلبي رقّةً وهوى و آسراً طيرَ شوقي و النوّى قدري
    أسلمتُ روحي لربّي و الوفا قدَمي أبكيكَ شوقاً و بعضُ الشوقِ كالقمرِ
    ما زلتُ أصحو بصبحٍ ملؤهُ أملٌ لعلَّ صبحاً يجينا و اللّقا سمري
    ما زالَ ذكرُكَ يسقيني على ظمَإ و يسقينيَ الحبُّ لو تدري بلا نظرِ
    تريدني دائمَ التجديدِ في كَلِمٍ و قلبيَ الصّبُّ فيكم دائمُ الفكرِ
    إن بحتُ حُبّا فذاكَ ما خفى فبدا أو دام صمتي فبوحي في لقاً نَضِرِ
    بينَ الشعورِ و بينَ البينِ قد نزفتْ دما فؤادي بلوعةٍ معَ الحسَرِ
    تجري الدّماءُ و إن لم تجرِ هل عتقتْ قلباً يذوبُ من الأشواقِ كالشّررِ؟
    يا عاشقاً مثلَ طيرٍ دونَ أجنحةٍ عسى جناحُ اعتزامٍ أو رضا القدرِ
    عسى لقاءٌ على الغيوبِ قد طُرزَتْ بهِ المباسمُ و اللّحْظاتُ كالدُّررِ
    عسى أراكَ و في قرْبٍ فدونك ما تزكى الطّيوبُ و لا تحلو إذاً سِيَري
    يا دوحَ قلبي و يا طيفاً أهيمُ بهِ صحواً و غفواً و أرجوهُ مدى العُمُرِ


    ******
    قصيدة سبق أن وضعناها في هذا الركن ، كانت أوّل محاولة على البحر البسيط حينها ، و قد سدّدها أساتذتنا الكرام أذكر منهم على سبيل الذكر : الأستاذة القدير نهى فريد ، الاستاذ سمير العمري ، الأستاذ عبد الوهاب قطب ،... جدّدت لها الموضوع حتى يقرأها القارئ نقية من هناتها العروضية . و لو كان بيدي أداة التعديل لعدّلتها في مكانها الأصلي من هناتها و أبقيت الموضوع في ثوبه الأول ، فهو عندي أجمل و أفخر محبة و تقديرا للذين مرّوا بها و ساهموا في تسديد مواهبنا . بارك الله في الجميع .
    و على هذا الرابط تجدونها ...

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=7674

  3. #63
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي ديوان الشاعر إدريس الشعشوعي

    سأعودُ أعلنُ صفو مائدتي فلعلّكمْ لن تفقدوا مزني
    اليومَ تعصفُ بالمدى ريحٌ و غداً يتوقُ الشيخُ للإبنِ
    و غداً يزولُ الأكثرونَ فلنْ يبقى لنا إلاّ الذي يُغني
    حبٌّ بنا لا ينثني فينا مهما بدا من جنبكمْ يُضني
    إلاّ اغتنمتمْ من منابعهِ فلربَّ يوماً يأتي بالغبنِ
    الأكرمونَ لهمْ صدى روحٍ ترجو الفلاحَ و ليس ما يُدني
    و لهمْ جوابٌ في مشاعرهمْ يُحيونَ صفو الشربِ و الرّكنِ
    جيناكمُ بالودِّ نستجدي و لنا ركابٌ حازمُ الشأنِ
    و لنا هناكَ الحقُّ نقصدُهُ و مكارمُ الأخلاقِ و الظنِ
    إن تطلبونا لسنا نخلفُكمْ أو تفلتونا عهدنا مبني

  4. #64
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي ديوان الشاعر إدريس الشعشوعي

    كتبناها في الخريف الماضي على سجيّة السمع و الوقع ، فلربّما شابتها الهنّات ، فمرحبا بكلّ تصويب و تسديد ، و نذكر أنّنا لم نكتب شعرا منذ نحو سنتين .

    *** أنتِ ، أنا و المطرْ ***
    *****
    ضوءُ السّحابِ و قطرُ السّماءِ
    و صوتُ المطرْ
    و صبحٌ تعتّقَ منذ الأزلْ

    نشى الهائمينَ ..
    فوق الهضابِ و نحو الفضاءِ
    وراءَ الجُدُرْ ..

    يُخالِفُ دفءَ الصباحِ العليلْ
    كعادَتِهِ بشمْسٍ تُطلّْ
    يُواري شروقَ الشّعاعِ الجميلْ
    و يُوقظُ في القلبِ عشقَ النّدى
    و عشقٌ هناكَ ..
    عتيقٌ أصيلْ
    تفتَّحَ كالزّهرِ عندَ البُكَرْ ..
    كنفحِ الورودِ كضوءِ القمرْ
    كتلك الأماسي التي لمْ تزّرْ
    كطيفٍ لبِثتَ طوالَ السنين
    تودُّ اعتناقَهُ فيكَ ظهرْ
    و ها قد ظهرْ ..

    أنا باغترابي
    و أنتِ أمامي
    و يجمعنا سحرُ ذاكَ المطرْ

    رأيتُكِ قربي
    فتاةً تسيرُ ..
    و لونُ السّحابِ
    و غيمُ الضّبابِ
    و حبّاتُ قطرٍٍ كمثلِ اللُّجينِ
    و أرمقُكِ بانعتاقٍ أسَرْ
    و أوقِفُ كلّ الثواني الغرابِ
    أجرِّدُ مشهدكَ المعتبَرْ ..

    أنا بانسيابي
    و أنتِ هناكَ عيونُكِ ترنو
    إليَّ تلاحظني في خطَرْ ..
    أحنُّ إليها و هْيَ تراني
    أودُّ أبادِلُها ما انشطَرْ
    أودُّ أعانِقُها من مكاني
    و أنسى زماني
    و يصهَلُ خيلي طليقَ العنانِ
    يُسابقُ رشْقَ سهامِ المطرْ ..
    بياضُهُ يسبي
    و ركضُهُ يُنبي ..
    عن فرطِ حلمٍ عظيمِ الأثرْ

    أنا باقترابي
    و أنتِ أمامي ببيضِ الثيابِ
    كوردةِ فلٍّ
    كلوحةِ ظلٍّ
    تجسّدَ عشقاً تحدّى القدَرْ
    كحُلْمٍ غفا عن جنودِ السّهرْ
    رسمتُكِ ..
    أنتِ ، أنا و المطَرْ .

  5. #65
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي ديوان الشاعر إدريس الشعشوعي

    ذكرتُ أنّني رسمتُ هذه من نحو سنة ... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شدا الحادي و غنىّ العندليبُ تمامٌ في مرابعنا نجيبُ
    و بدرٌ في محاسنهِ و ظبيٌ جميلُ القدِّ ، أخلاقٌ تطيبُ
    و شمسٌ لو أرادَ القلبُ يوماً شموساً في مطالعهِ تجوبُ
    و إلفٌ و انعتاقٌ و اشتياقٌ و أصلٌ قد تولاّهُ حسيبُ
    فثمّةَ ذاكَ حسنٌ يا رفيقاً يمانيٌّ ، و لكنْ لا يُجيبُ
    بعيدٌ لا تراهُ العينُ عيناً و في الأضلاعِ موجودٌ قريبُ
    و ما سمِعَتْ لهُ الآذانُ صوتاً و لكنْ صوتُهُ نبضٌ رهيبُ
    ألا قولوا لمنْ عَشِقَ الغواني جمالُ الحسِّ و المعنى طبيبُ
    و طِيبُ الرّوحِ كالبستانِ دَوْحٌ يفوحُ بهِ العبيرُ و لا يغيبُ
    و لو قالوا تمنَّى يا عُبيداً لقلتُ لهمْ أمانٍ ..هل تجيبُ ؟
    دعوني.. قد زرعتُ الأرضَ عشقاً فلم يَنبُتْ بها زرعٌ خصيبُ
    و قد أفلتْ شموسي ، ماتَ عشقي و قد جذبتْ حقولي و الدّروبُ
    يمانيٌّ تجلّى في سمائي نقيَّ الروحِ تنفحُهُ الطّيوبُ
    كنجمٍ لامعِ الأضواءِ ناءٍ تزيّنَتِ السماءُ بهِ تنوبُ
    فأجملُهُ بعيداً عن منالٍ عصيَّ القربِ رمزاً لا يخيبُ
    ورودٌ في الرّياضِ بكلّ لونٍ إذا قُطفتْ بأيدينا تذوبُ
    و بعض الورد قد قطفوا ليُهدى و باسمكَ قد أتاكَ فذا نصيبُ
    و ما كتبَ القضاءُ لك استباقاً فلا تمحيهِ في الدنيا خطوبُ
    يُعيُّرُنا الكثيرُ لخفقِ قلبٍ يحنُّ إلى الدّلالِ و يستجيبُ
    و تسحرُنا العيونُ و ما تجلّتْ بسحرٍ للعيانِ و قد تُذيبُ
    أيا صاحِي فدعْ لوماً لصدرٍ غدا وكراً لأطيافٍ تؤوبُ
    و هلْ عيباً إذا خفقتْ ضلوعٌ تعانقُ ذا الجمالَ ! فما يعيبُ ؟
    جمالُ الرّوحِ شفّافُ السّجايا و هذا القلبُ لوّاعٌ حبيبُ

  6. #66
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.32

    Unhappy ديوان الشاعر إدريس الشعشوعي

    خبِّرْ صِحاباً بأنَّ اللّيْلَ قد ذاباَ و عرّمَ الحُزْنُ في الأعماقِ أحقاباَ
    و ذرّفَ القلبُ مِنْ أوزارهِ عَطباً ويْحَ القلوبِ إذا إشراقُها غابا
    ويْحَ النّفوسِ ترى الأيّامَ قد نُسِخَتْ و عشّشَ البُومُ و الغِرْبَانُ أسرابا
    لحنُ الجرَاحِ و قفْرُ البِيدِ في عَتَمٍ أنّى التَفتَّ كواكَ اليأسُ لهّاباَ
    ما للأحبّةِ طافَ النّحسُ فانقرَضوا و استُبْدِلُوا بِطُيُوفِ الغيْبِ غُيّاباَ
    عَيِيتُ أنّي مَجَجْتُ العيشَ مُغترِباً و بانَ أنّي أعيشُ العُمْرَ مُرْتاباَ
    و بانَ أنّ حياةَ القومِ في عبَثٍ و الظُّلْمُ فيها و كُلُّ اللُّؤمِ قد عاباَ
    و بان منها إذا حقّقْتَ قد فُرِقَتْ و خادعَ الحقُّ أقواماً فما طابا
    فيها فريقٌ جرى في الدّهرِ مُنطلِقاً و ذا فريقٌ سلاهُ الحقُّ غلاّبا
    العِشْقُ بادٍ على العُشّاقِ إذ غُرِمُوا ما طابَ عَيْشٌ لهُمْ في الهجرِ مُذ جاباَ
    يَرَونَ كلَّ مُصابٍ لذَّ قدْ سَعِدُوا إذا أقاموا على الأهوالِ رُغّاباَ
    و العِشْقُ نارٌ سرَتْ في الصّدْرِ فاتّقَدَتْ لها أُوَارٌ إذا أذكَتْهُ ذوّاباَ
    و العِشقُ أُنْسٌ إذا لاقَيْتَهُمْ سَلََبُوا منك الفؤادَ فلا نارٌ و لا ذاباَ
    قد عاتَبَتْني فلُولٌ زعمُهُمْ وَصلوا ألاّ أُقيمَ حُدودَ الأمْرِ أسباباَ ؟!
    فقُلتُ إنّي خَبِرْتُ العِشقَ فانتبِهوا باتَ المحبُّ لمن يهْواهُ طلاّباَ
    يسعى بجَهْدٍ يُقيمُ الأمرَ في كلَفٍ إذا رآهُ إليهِ اليومَ أبواباَ
    باللهِ إنّي لقد حُيّرتُ في عَطَبي فما أقمْتُ بِدُنيا القومِ خطّاباَ
    و لا سَعَيْتُ لأُخْرَى اليومَ في سَبَبٍ و الحالُ يقهَرُ ذا الوجدانَ شيّاباَ
    آهٍ و آهٍ فيا آهاً لها نَسَبٌ بيْنَ التأوُّهِ و التوحيدِ ما خاباَ
    و العِشْقُ يَقطعُ دَرْبَ الوصْلِ إنْ أَيِسُوا أهلُ الغرامِ بهِ مالوا و ما آباَ
    بيْنَ التّمَلْمُلِ لا وصْلٌ و لا يئسُوا منهُمْ شهيدٌ و منهُمْ شاحِبٌ شاباَ
    فلا لَقََوهًُ يَرَوْنَ الحِبَّ مُبْتسِماً و لا قُنُوطٌ مِنَ اللّقيا إذا غاباَ
    و لا اقتِرابٌ مِنَ الأميالِ يَجْمَعُهمْ تُجابُ برّاً أوِ الإبْحارَ رُكّاباَ
    في القُربِ قامُوا و هذا البُعدُ مُنْعَقِدٌ و لا رَحِيمَ سوى الرّحمانِ لو ناباَ
    جُدْ يا كريمُ بما قدْ جُدْتَ من نِسِبٍ على الّذينَ طوَوا ذا البَيْنَ أحْباباَ
    لهُمْ حُضورٌ مِنَ الأمْدادِ ما انقَطعُوا و هُمْ بِحُبٍّ أقامُوا الأمْرَ نُجّاباَ
    لو شِئتَ ربّي رَحِمْتَ القلْبَ من نصَبٍ فما غدَوْنا على الأفذاذِ نُسّاباَ
    أَمِتْ عُبَيْداً لهُ في الحقِّ منقصَةٌ فما تسابقَ في الطّاعاتِ أوّاباَ
    و لا استقامَتْ لهُ في اللّيْلِ ملْحَمَةٌ و لا رأَوْهُ على الأورادِ رتّاباَ
    هَبْ يا رحيمُ لهُ التفريجَ مِنْ كُرَبٍ و اجعَلْ نجاةً لهُ في القَبْرِ إعْقاباَ
    و اشْهَدْ بأنَّي على الأحْوالِ قدْ عَطَبَتْ منّي الدّوافِعُ و الطّاقاتُ إعطاباَ
    و هدَّ يأسي عُرَى عزمي قدِ انفرَطَتْ و ليسَ لي غيرُكُمْ ربّاهُ أعتاباَ
    مولايَ صلِّ على المُختارِ في أزلٍ بهِ دُعائي إذا ناديتُ ما خاباَ

    - 29-08-2009م -

  7. #67
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي ديوان الشاعر إدريس الشعشوعي

    غابَ القريضُ و ناحَتِ الجـوزاءُ تبكي الحروفَ مدادُهـا الإقصـاءُ
    أرْنو إلى الأفقِ الرّحيـبِ مُكابِـراً و ممالكـي مرهونـةٌ تعـسـاءُ
    الكونُ مـن ربِّ الخلائـقِ بدعـةٌ ألوانُهـا يعيـا بهـا الإحصـاءُ
    و مناظري مـن عيّهـا فكأنّهـا سودُ الظلاّلِ و بعضُهـا بيضـاءُ
    أخفي الحقيقةَ أنْ أكلّـلَ بالعِـدى أو أن يُقالَ فتى غشـى الإعمـاءُ
    و أخوضُ في الألوانِ أفصِحُ طامِعاً عـلَّ الحيـاةَ يعودُهـا الإحيـاءُ
    الموتُ وقفٌ للقلـوبِ و نبضِهـا و اليـأسُ مـوتٌ للحيـاةِ و داءُ
    و القهرُ لحنٌ ليسَ نملـكُ عزفَـهُ عزفـتْ بـهِ أحزانُنـا الـكـأداءُ
    أهي العيونُ تغيّمتْ أم ذي الدّنـى هجمَ الظلامُ و شمسُها الكسفـاءُ
    إنّي كفرتُ بذي المسالـكِ جُملـةً و كفرتُ بالدّعوى لهـا أضـواءُ
    و كفرتُ بالإنسانِ يَنشُـدُ جاهَـهُ و شعـارُهُ الإصـلاحُ و الإنشـاءُ
    و كفرتُ بالتفريقِ و الوهْنِ الـذي أضحى يُشيعُ تعصّـبٌ و عَمَـاءُ
    في كلّ صُبحٍ نُخبـةٌ تزهـو بـه و غـداً بهـا تتراكـمُ الأعبـاءُ
    أحزابُ من فرْطِ التشتّـتِ شُتّتـوا و توالدوا و تكاثـروا و تنـاءوا
    و تباغضوا و تناحروا و تجمّلـوا للنّاظريـنَ و همُّهـمْ إحـصـاءُ
    و النّاسُ مَن لمْ يَعْتطِنْ في حزبِه قد أوغـرَتْ أضلاعَهـمْ شحنـاءُ
    هذي الرياضةُ في تفرّقها ارتَمـوا و تخندقـوا فكأنّـهـم أعــداءُ
    و الدّينُ أصبـحَ للسّفيـهِ مطيّـةً شـانَ التديّـنَ عُصبـةٌ جهْـلاءُ
    حسِبَتهُ شكْلاً بالطّقـوسِ مُجمّـلاً و فؤادُهم مـن إحنِهـم عَصّـاءُ
    يرمونَ أهلَ الحقِّ بالـوزرِ الّـذي أبلـى أواصـرَ أمّـةٍ ، شُـنّـاءُ
    حتى الجهـادُ تفرّقـتْ أشياعُـهُ زُمَـراً تُبـدّدُ شملََهـا الأهــواءُ
    ما عادَ في الدّنيا قداسـةُ وِجهـةٍ الكُـلُّ لـوّثَ طُهـرَهُ الإغــراءُ
    الكلُّ في ركْبِ الحضـارةِ راكـضٌ عصرُ الغـلابِ و سرعـةٍ عـدّاءُ
    و بسرعةٍ تبغي النّفوسُ وصولَها أحلامُهـا مصباحُهـا و عــلاءُ
    بالأمسِ كانَ لنا التـدرُّجُ منهجـاً و منَ الزّمـانِ معلّـمٌ و ضيـاءُ
    تُفضي المدارجُ بالتحقّـقِ للمُنـى و يسودُ فـي أزمانِهـا العُظُمَـاءُ
    و اليومَ رِ الألقابَ أختَ بضاعـةٍ تُشرى و يَسْرِقُ زَيْفَها الأسْـواءُ
    سادَ الطّلائـعَ بالتّحايـلِ دُونُهـا بالدّونِ تألـفُ دونَهـا الأشيـاءُ
    و طفَتْ على الدّنيا عصابةُ شرّها و تنـكّـرَتْ لمـبـادئٍ أبـنـاءُ
    من نالَ جاهاً كي يُقيـمَ صلاحَنـا لعبِتْ بـهِ الأطمـاعُ و الأضـواءُ
    و العلمُ باتَ عن الحيـاةِ مُباعِـداً و الجيلُ تصنعُ شخصَهُ الأصـداءُ
    مـن كـلّ شـرٍّ يستمـدُّ مثالََـه من كـلّ سَقْـطٍ يدفـعُ الإفضـاءُ
    و تزيّنَ الحلُـمُ السّريـعُ لفتيـةٍ فبدا لهـم خلْـفَ البحـارِ ثـراءُ
    فتوجّهوا و البحرُ يحفـرُ قبرَهـمْ و إذا نجـوا فمصيرُهـم إنـواءُ
    و القاعدونَ بوطْْنِهـم و ديارِهـم نخرَ المخدّرُ بعضَهم ، قد سـاؤوا
    و لمن تعلّمَ و احتفـى بشهـادةٍ فلربّمـا لعـنَ الزّمـانَ دُعَــاءُ
    من هولِ ما قد حَفَّها مِـن بعدِهـا فكأنّهـا مــن هونِـهـا إزراءُ
    كمْ من فتى قـد أهمَلـوا و بُنّيـةٍ من بعدِ ما شهِـدتْ لهُـم أكفـاءُ
    طلبَ الرّفّاهَ على الدّمارِ عصابـةٌ تَشرِي البوارَ و شعبُِهـا يستـاءُ
    و تظافرَتْ زُمَرُ الضّبـاعِ تريدُهـا عزّاً علـى أنقاضِنـا إذ جـاؤوا
    ليسَ اللّصوصُ الخاطفينَ رغيفهم من جُوعِهم قد طاشـتِ الأفيـاءُ
    لكنّمـا المُتلبّـسـونَ نُفَـوذهـم و بظُلْمِهـم يتضاعـفُ الإغنـاءُ
    ركِبوا الوسائلَ حِلّهـا و حرامَهـا و تمنّعُـوا تزهـو بهـم أرجـاءُ
    و تجمّعتْ من حولهـمْ أغرارُهـا فتأصّلتْ مـن جوْرِهـمْ ظلْمَـاءُ
    و غدَتْ سبيـلاً للعـلاءِ يخالُـهُ مـن أذهبـتْ أخـلاقَـهُ الأرزاءُ
    عجباً يُذيبُ العقلَ والأحشـا معـاً من غفلـةٍ قـد أدْمـنَ الأحيـاءُ
    من فتنةٍ تبغـي علـى أوطانِنـا و تعولُها مـن جهلنـا الأخطـاءُ
    يا سائلي أيـنَ النّشيـدُ بنصرنـا نرمي العدوَّ و شأنُنـا الإعـلاءُ ؟
    إنّي حَنَيْتُ الرأسَ مـن أحوالِنـا هل يُنصَـرُ الأرْذالُ و العُمَـلاءُ ؟
    النّصرُ يبداُ فـي الدّيـارِ طريقَـهُ إنْ أخلـصَ القُطّـانُ و الأبنـاءُ
    و ولى الوظيفةَ في الزّمانِ جديرَها يبغِي الصّلاحَ و ليسـتِ الأهـواءُ
    و تظافرَ القُطّانُ فـي إصلاحِهـم و لهـمْ مُــرادٌ واحــدٌ و ولاءُ
    و تراجعَ الخطّاءُ عـن أخطائـهِ و تقوّمـتْ ميزانُهـا الأشـيـاءُ
    فهنـاكَ أبشِـرْ بالحيـاةِ عزيـزةً و هنـاكَ هلّـلْ أن يُـرادَ عـلاءُ
    لا ظلمَ يعلو في الزّمـانِ مُكابِـراً و النّاس من وُدٍّ سقى الإغضـاءُ
    و جيوشُنا من عزّهـا موسومَـةٌ أُسُدُ الشّـرى هابَتْهُـمُ الأعـداءُ
    و بُنودُنا مـن نورِهـا مدروسَـةٌ يزهو بها في المَحْفَـلِ النُّجبـاءُ
    و نشيدُناَ من صدقِهِ تشـدو بـهِ أمجادُنـا و تــردّدُ الـجـوزاءُ

    - 13/06/2009 -

صفحة 7 من 7 الأولىالأولى 1234567

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قصة " الرحلة " للأديب يوسف إدريس
    بواسطة دينا نبيل في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 21-10-2022, 08:29 PM
  2. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 10-06-2019, 11:47 AM
  3. صفحة محمد إدريس علي - النّثر
    بواسطة محمد ادريس علي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-03-2013, 08:12 PM
  4. من وفاء إدريس إلي مؤتمر القمة العربية .. قصيدة شعر
    بواسطة عبدالغني خلف الله في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 21-08-2010, 10:35 AM
  5. الأديب الكبير عبدالله بن إدريس في تجربته الأدبية
    بواسطة حسين العفنان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-08-2007, 07:12 PM