أنا والليالي
المهندس: محمود فرحان حمادي
تسائلني الليالي عن مصابي
وتبكي في محاسنها لما بي
وما بي غيرَ آهاتٍ ثقالٍ
على عيشٍ تقضّى باغترابِ
على وطنٍ عشقناهُ بشوقٍ
فجرّعنا السمومَ من الشرابِ
كتبنا حبَّهُ في القلبِ حتى
نسينا القلبَ من فرط التصابي
تخذناهُ دليلاً في خطانا
نعيشُ به إلى يوم الحسابِ
إلى أن مسَّنا منه اضطرابٌ
شربنا الذلَّ منه باضطرابِ
هوت شمُّ الجبالِ به فأمسى
يجرُّ ذيولَهُ تحت الهضابِ
وقد فقد السكينةَ من رباهُ
فقاد المبتلينَ بشرع غابِ
فكشَّر نابَهُ لبنيه حتى
رمى الأبناءَ في ظفرٍ ونابِ
وصال ببطشه حتى كسانا
ثيابَ الذلِّ في سوطِ العذابِ
وقد غطّى الذهولُ الفكرَ منا
فضاع الحقُّ من أمِّ الكتابِ
فجئنا نشتكي ألمَ الليالي
وضيقَ العيشِ في شرع المُرابي
ومن عجب الليالي أنَّ فيها
جمالَ الفكرِ يُدفن بالترابِ