لك الله يا "صنعاءَ" من بعد "بغداد"
ومكرُ الأعادي حولها رائحٌ غاد
لك الله يا "بلقيسَ" شدَّت محاملاً
إلى القدرِ المجهول يحدو بها الحادي
كأني أراها والمنايا تحوطها
فلا رعبُها خافٍ و لا أمنُها باد
ولا الهدهدُ المأمونُ يُرشِد خطوَها
و لا من "سليمانَ" الزمان لها هاد
كأني أرى الأزكى نفوساً وقد غدَوا
بأحلام أطفالٍ وصولةِ آساد
تنادوا إلى حيثُ المنايا رخيصةٌ
وتحتَ مثار النقع ترجفُ أكبادي
يصيحون بالثاراتِ في كل ساحةٍ
ولا تنتهي الثاراتُ إلا بإفساد
وأُشفِقُ من بأسي عليّ وإخوتي
ومن غدر أعدائي ومن كيد حسادي
كأني أرى "الأقيال" ألقوا أزمّةً
إلى كفِّ زنديقٍ ومستعمرٍ عاد
تداعوا إلى الثوراتِ والثأر طافح
وأين من الثوراتِ ثاراتُ أحقاد
فصبّحنا أهلُ الهوى وذيولُهم
وبُحّت بنا الأصواتُ من طول ترداد
إلي أين يا "صنعاءُ" ؟ ضاقت صدورُنا
بهذا التداعي واختفى المرشدُ الهادي
سلامٌ على الأخيار لم يبق فيهمو
فضالة إحسان بها يرتوي الصادي
فهل نبأٌ من "هدهد" اليوم صادقٌ
يُفرِّح أحبابي وتُشرق أعيادي
إذا لم تداركنا من الله رحمةٌٌ
فلا خير في عيشٍ لحاضر أو باد
هي "اليمن" الميمون أرضي ..وأهلها
هم الناس في إصدارِ رأيٍ وإيراد
إذا اشتد في ليل الرزايا بلاؤها
تداركها المولى بلطف وإمداد
عسى فرجٌ يأتي به الله عاجل ٌ
يُعزُّ بني ديني ويشقى به العادي