بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حينما كان أغلب الجمهور العربي يقبع أمام شاشات التلفاز لمتابعة المؤتمر الأول للنقود العربية ووصول المجتمعين فرادا وجماعات
وقد اصطفت العملات النقدية المعدنية الصغيرة من فئة القرش والمليم والهلل والفرنكات على جنبات الطريق وهي تلوح بأعلام جميع الدول العربية ترحيبا بقدوم المشاركين من عملاتنا النقدية العربية فهاهو
( الريال ) على رأس الوفد من الريالات يتقدم ملوحاً بيديه لكاميرات التصوير وتبعة الريالات المشاركة وقد حمل كلاً منهم ملفاته تحت إبطية
ويدخل خلفة مباشرة ( الجنية ) ومعه بقية الجنيهات ثم ( الليرة ) ومن خلفها الليرات تتقدم متمخطرة إلى داخل صالة الاجتماعات ثم يليها (الدينار) ومعه الدنانير المشاركة ومن ثمة يتقدم ( الدرهم ) وصحبة الكرام

كم هو منظر جميل حينما تقرر نقودنا العربية عقد هذا الاجتماع في الوقت الذي نحن بحاجة إلى الترابط ووحدة الصف العربي المالي
وبعد ان أخذت النقود أماكنها المخصصة لكل فئة نقدية مع أخواتها التي تشترك معها في الاسم وان اختلفت قيمتها الشرائية لتضرب لنا أروع الأمثال في نبذ الخلافات والجلوس حول الطاولة للتفاهم والتشاور
فرحب رئيس المؤتمر بالحضور وافتتح المؤتمر بخطاب نال استحسان الحضور والمشاهد القابع خلف الشاشات العملاقة والتي نُصبت في الشوارع والميادين العامة ليستطيع الجميع من متابعة هذا الحدث المهم
فقال حفظة الله
أخواني الفئات النقدية العربية الموقرة
أبنائي وأطفالي من ذوات الفئات النقدية المعدنية
جميعكم يعلم ان الاتحاد الأوربي استطاع ان يجمع شمل أوربا قاطبة تحت لواء ورقة نقدية موحدة ( اليورو) فنبذ بذلك كل الخلافات التي كانت عالقة بينهم ونسف جميع الحواجز والحدود المالية ممهداً بذلك لما هو أعظم من هذا مستقبلاً وقد آن الأوان لنا نحن النقود العربية ان نوحد صفوفنا ونلغي الألقاب والمسميات فا الأمة العربية جميعها تنتظر اجتماعنا هذا لنعلن لهم عن ولادة العملة العربية الموحدة كاسرين بذلك كل الحواجز المقامة بيننا لنسعد أبناء شعوبنا العربية المتعطشة للوحدة المالية لنقوي اقتصادنا ونعتمد علية خيراً من اعتمادنا على الأجنبي الذي يتربص بنا

فما ان انتهى الرئيس حتى ساد التصفيق والتكبير الصالة مهللة موحدة
الهتافات والشعارات التي دائماً نسمعها عند ابتداء أي مظاهرة عربية
فتناقل الكلمة لبعض الفئات النقدية ومنهم من اتهم الأخر بالخيانة واخر يتهم اخية بتدبير المؤامرات له وهكذا انتشرت تبادل الاتهامات بسرعة النار في الهشيم ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل حلت الشتائم وتبادل القذائف المخزية بينهما وامتد الأمر إلى ان قاموا بقذف بعضهما ببعض القطع النقدية المعدنية مما أدى إلى اظرار بوجييهم وأنوفهم وسالت الدماء منهم وساد المرج والهرج الصالة فأصبحت الغوغائية الكلمة التي تناسب هذا الوضع المؤلم وماهي سوى لحظات فحدث مالم يكن في الحسبان
أرجل قوية تدفع بباب صالة الاجتماعات ويسود صمت مطبق على الكل
وتشخص الأبصار في هذا القادم وتنتكس رؤوس في الأرض
ان القادم (( الدولار )) فهاهو بقامة الهامة وغطرسته المعهودة وقد ارتدى فوق راسة قبعته المشهورة ( الكاوبوي ) فأخذ يحدق في النقود العربية
فبصق في وجه الرئيس أعقبها ببصقه في وجيه الحاظرين واخذ يرمقهم
بنظرة مليئة بالاحتقار والاشمئزاز ثم قال فيهم خاطباً
أتعتقدون أنني لا اعلم باجتماعكم هذا بل أنني اعرف أرقام التسلسل الذي تحملوه على ظهوركم وكل كلمة قيلت لهي مسجلة لدينا ولكن انتم تعلمون ان الذي يخرج عن حكمي سوف يكون مصيره الحرق بالنار ومسحة من خرائط البنوك وان لكم في بعض الفئات النقدية الضعيفة قدوة وأنها لخير شاهد على قولي 00 فتقدم نحو رئيس الاجتماع واخذ منة مسودة البيان الختامي ومزقه بيديه إلى قطع صغيرة جداً وقام بنثرها في سماء صالة الاجتماع وادخل يده في جيبه واخرج منه مسودة مطبوعة جاهزة وطلب من الرئيس ان يقرئها للحضور ويقرها باقي النقود المجتمعة بالموافقة

فحينها شرع رئيس الاجتماع لتلاوة البيان الختامي وما أُتخذ من قرارات وتوصيات وكانت كا لتلي

أعزائي المجتمعين لقد ارتأينا في اجتماعنا هذا انه الأخير و ان من مصلحتنا يبقى وضعنا كما هو علية الأن ولن ندع للإمبريالية باب تدخل منة علينا ومن شذا شذا في النار ومصلحتنا في استقلاليتنا وتنوع إشكالنا والواننا وقيمنا وشكرا

وما ان انتهي الرئيس من قراءة البيان الختامي حتى غادر المجتمعين على عجل والخوف يسكن بين أعينهم إلى المطار ليعود كلاً إلى مؤسسته النقدية التي ينتمي إليها
عقب ذلك بثت جميع المحطات التي كانت تنقل وقائع المؤتمر أنشودة بلاد العرب اوطاني من الشامي لبغدادي
وعاش الدولار للوطن و العرب

وسامحيني يا نكله وأعذرني يا دولار

عنترنيت