المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي
|
بلْ إنَّ فضلَكَ أثمارٌ ورَيحانُ |
ونهرُ علمِكَ دفّاقٌ وريّانُ |
و إنَّ قدرَك معلومٌ ومشتِهرٌ |
فليس ينكرُه في الشرقِ إنسانُ |
و ما أضرَّ بشأنِ الشمسِ منزلةً |
أن لّا تراها وطاويطٌ و عُميانُ |
يا مَنْ له "الرَّقِميُّ" انصاعَ مِنْ ثقةٍ |
ومَن به الشعرُ يَستقوي و يزدانُ |
حاشى لمثلِكَ أن تُثنى أصابعُه |
أو أن تصيرَ إلى كفّيهِ أدرانُ |
أرجعْتَ للإرْثِ شيئاً من مَهابته |
مِنْ بعدما عبثَتْ بالعرشِ عُبْدانُ |
وكيف يَكبُرُ زرْعٌ عند مُخْصِبةٍ |
وقد تَعهّدَهُ عَــقْمى وخِصْيانُ |
وليس يَعلمُ عن مضْغِ الطعامِ فمٌ |
إنْ لم تكنْ فيه أضراسٌ و أسنانُ |
ولو جحدْنا على العَطّارِ صَنعتَه |
فلن تَصِـحَّ من الأمراضِ أبدانُ |
جادتْ علينا فلسطينٌ بفِـلْذتِها |
لكنها استأثرتْ بالعزِّ عَمّـانُ |
فابْنِ لنا بعضَ أمجادٍ وقدْ هُدِمَتْ |
يا حبذا بك يا ذا العزمِ عُمْرانُ |
لو قيلَ : مَنْ كالفراهيديِّ في زمنٍ |
صعبِ المِراسِ لقال الدَّهرُ: خَشّـانُ |
|
|
يا سيدي قد كساني منك إحسانُ ......... يكل عما بقلبي منه تبيانُ
بلّغتني قمما هيهات أبلغها ......... إلا بمدحك فليحفظك رحمن
لله درّك من شهْمٍ ومقتدرٍ ......... إن قال للشعر هيّا كانَ إذعانُ
تأتي القوافي إليه ترتجي أملاً ......... تشريفـَه بقبول فهي تزدان
بأنها داعبت خمساً مميزةً ......... ما سال منها على طرسٍ له شانُ
ويحي وكيف أجاري الريح إن عصفت ......... يثور بالشعر إعصار وبركانُ
فاعذر أخاك فليس الماء مُمْتَتَحاً ......... من قعر بئر كما يلقيه طوفانُ
أما الخليل ففكرٌ ناطق عميت ......... عنه العيونُ وصُمّت عنه آذان
كأنّه الروح في الأرقام منطقها ......... لا يبلغ الروحَ مهما كان جثمانُ
أدعوك دعوة حبٍّ أن تلمّ به ......... في الرّقم من فكره درٌّ وعقيانُ
فعبقريته لا شيء يشرحها ......... كالرّقْمِ فهو لشرح الفكر ميدانُ
ولست أنكر توصيلا لفكرته ......... به التفاعيل قامت وهي أغصانُ
لكنّما الجذر في فكر وحوهره ......... هو الجمال على الأزمانِ ريّانُ
نهجانِ: من ظاهر التجزيئء تشرحه ......... كتْبُ العروض تفاعيلٌ وأوزان
ونهجُ فكرٍ (1) وما شيءٌ بشارحه ......... كالرقم فاظفر به، يدعوكَ خشّانُ
---------------------------
(1) - يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ.