|
رَبِيعُكِ العَذْبُ يَسْبِيني وَيُغْنِيني |
وَيَبْعَثُ السِّحْرَ في لُبِّي وَتَكْوِيني |
فَأُسْرِجُ الحَرْفَ أَرْجُو أَنْ يُبَلِّغَني |
لِنَبْعِكِ الثَّرِّ مِنْ رَيَّاهُ يَسْقِيني |
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنِّي في الهَوَى دَنِفٌ |
وَأَنَّ حُبَّكِ يَا أُمَّاهُ يَبْرِينِي |
فَاللهُ يَشْهَدُ أَنِّي عَاشِقٌ وَلِهٌ |
اللهُ يَشْهَدُ أَنَّ الحُبَّ مِنْ دِيني |
أُيَمِّمُ الشَّطْرَ لِلْخَضْرَاءِ في جَذَلٍ |
وَأَسْأَلُ القَوْمَ عَنْ فِتْيَانِ كَانُونِ |
مِنْ رِبْقَةِ القَهْرِ قَامُوا يَكْسِرُونَ ضُحًى |
قَيْدًا تَرَسَّخَ في قَلْبِ المَلايِينِ |
نَفْسِي الفِدَاءُ لَهُمْ لَمْ يَرْهَبُوا صَنَمًا |
وَلَمْ يَعِيشُوا بِعَقْلِ الخَائِفِ الدُّونِ |
البُوعَزِيزِي عَزَاءٌ في عَزَائِمِهِمْ |
قَدِ ارْتَقَى بِنَصِيبٍ غَيْرِ مَغْبُونِ |
وَأَنْثَنِي نَحْوَ مِصْرَ الحُبِّ يَجْرِفُنِي |
شَوْقِي إِلَيْهَا وَيَنْشُرُنِي وَيَطْوِيني |
أُحَرِّرُ الرُّوحَ في (التَّحْرِيرِ) مِنْ قَلَقٍ |
وَنِيلُهَا الأَزْرَقُ الرَّقْرَاقُ يَرْوِيني |
وَأَسْأَلُ اللهَ إِتْمَامًا لِنِعْمَتِهِ |
وَأَنْ يَمُنَّ عَلَى أَهْلِي بِتَمْكِينِ |
فَهُمْ وَرَبِّيَ أَنْصَارٌ لِدَعْوَتِهِ |
وَصَخْرَةُ الحَقِّ في وَجْهِ الشَّيَاطِينِ |
وَفي طَرَابُلْسَ أَبْكِي إِذْ جَرَى دَمُهَا |
وَنَارُ فَاجِرِهَا في القَلْبِ تَكْوِيني |
وَمَا يُخَفِّفُ مِنْ حُزْنِي سِوَى نَفَرٍ |
هَبُّوا سِرَاعًا بِلاَ وَهْنٍ وَلا هُونِ |
وَأَقْسَمُوا أَنَّ فَجْرَ النَّصْرِ بُغْيَتُهُمْ |
( يَا نَفْسُ كُلِّ كَرِيمٍ هَكَذَا كُونِي ) |
غَدًا يُعِيدُون لِلأَرْجَاءِ بَسْمَتَهَا |
وَيَنْقَضِي عَهْدُ مَخْبُولٍ وَمَأْفُونِ |
وَقُمْ بِنَا نَحْوَ صَنْعَاءَ التِي انْتَفَضَتْ |
يَقُودُهَا فِتْيَةٌ شُمُّ العَرَانِينِ |
قَدْ أَعْلَنُوا السِّلْمَ عُنْوَانًا لِثَوْرَتِهِمْ |
يُوَاجِهُونَ هَدِيرَ الظُّلْمِ بِاللِينِ |
لا يَأْسَ يَقْمَعُهُمْ لا خَوْفَ يَمْنَعُهُمْ |
وَعَزْمُهُمْ عَزْمُ أَفْذَاذٍ مَيَامِينِ |
نَفْسِي الفِدَاءُ لَهُمْ كَالشَّمْسِ طَالِعَةً |
أَوْ قُلْ إِذَا شِئْتَ كَالأَقْمَارِ في الجُونِ |
وَمِنْ نَسَائِمِ أَوْطَانِي الَّتِي نَفَحَتْ |
تَجَدَّدَ العَزْمُ في خَضْرَا البَسَاتِينِ |
فَفِي عُمَانَ خَلَعْنَا الخَوْفَ فَانْطَلَقَتْ |
عَزَائِمٌ نَحْوَ إِصْلاحٍ وَتَمْكِينِ |
فَلا سُكُونَ عَلَى قَهْرٍ يُمَزِّقُنَا |
وَلا سُكُوتَ عَلَى لَدْغِ الثَّعَابِينِ |
فَذِي (صُحَارُ) غَدَتْ رَمْزًا نَتِيهُ بِهِ |
فَخْرًا وَنَكْتُبُ سِفْرًا في الدَّوَاوِينِ |
وَفي (ظُفَارَ) تَسَامَى نَحْوَنَا ظَفَرٌ |
يَقُودُنَا لِعَطَاءٍ غَيْرِ مَمْنُونِ |
في (صُورَ) في (مَسْقَطٍ) عَادَتْ عَزَائِمُنَا |
تُعْلِي المَشَاعِلَ عَنْ عَقْلٍ وَعَنْ دِينِ |
نُجَدِّدُ العَهْدَ لِلسُّلْطَانِ نَحْفَظُهُ |
في رُوحِنَا بِفُؤَادٍ غَيْرِ مَفْتُونِ |
بِأَنْ نَكُونَ بُنَاةَ المَجْدِ في وَطَنٍ |
نُحَقِّقُ السَّبْقَ في كُلِّ المَيَادِينِ |
عُمَانُ يَا قَلْبِيَ المَوَّارُ يَا سَنَدِي |
يَا فَخْرَ نَفْسِيَ يَكْفِينِي وَيُعْلِينِي |
أَدَامَكِ اللهُ حِصْنًا شَامِخًا أَلِقًا |
يًزِينُ بِالعِلْمِ وَالإِخْلاَصِ وَالدِّينِ |