|
سلامٌ من فؤادٍ مُستهامِ |
تَضوَّعَ بالشَّقائقِ والرِّهامِ |
ضَوى دارَ المروءةِ والكرامِ |
طَوى نجداً وجادَ إلى تِهامِ |
بلادٌ كلُّ مافيها يطيبُ |
كأن أصيلَها ثغرُ ابتسامِ |
يُحِّدثُ شرقُها عن مجدِ عُربٍ |
ويحكي غربُها قِصصَ الشِّهامِ |
سمعتُ مقالةً كالصَّابِ طعماً |
تجرُّعُها سبيلُ إلى الزُّؤامِ |
يُقالُ الشِّعرُ تَهطالٌ ويفنى |
فهل جهلوا عُباباً منهُ طامي؟ |
وقيلَ حديثكُم لايُؤتي نصراً |
وفِعلُ الغِلِّ ذَرُّ الاتِّهامِ |
نضوناهُ أبيًّا عبقريًّا |
فهاتوا أشهِروا نصلَ الحُسامِ |
وليس سواءُ من بلغَ الروابي |
ومن رَقيَ الشواهقَ باضطرامِ |
فما للهرِّ كرٌّ كالهِزبرِ |
ولا القُمريُّ يعلوا كالقُطامي |
وليسَ مرابِطٌ في الثغرِ يهنا |
بنومٍ كالذي رَغدُ المُقامِ |
ولا يتنقَّصِ الشُّعراءَ إلَّا |
أخو جهلٍ تناسَلَ من لِئامِ |
فلا يُنبيكَ عن سرِّ العصورِ |
ولا يُدنيكَ من أُطُمٍ عِظامِ |
ولا يُهديكَ من حِكَمِ المقالِ |
كشعرٍ نائرِ الأفكارَ سامِ |
ولمَّا عِفتُ هذرَ العالمينَ |
صرفتُ إلى محاسِنِهِ اهتمامي |
هجَرتُ لأجلهِ صَحباً وهَجعاً |
وبِتُّ أُريقُهُ في جوفِ ظامي |
إلى من راضَ لفظاً بالقوافي |
وأمسى براحِهِ حبلُ اللجامِ |
لكم شأوٌ فرُوموا المكرُماتِ |
وآذِنوا للملاقَةِ بانصِرامِ |