تأخذنا الذاكرة إلى حيث تشاء ،والأسوأ أن تأخذنا إلى مكان لا يذكرنا، وزمن لا يعترف بنبضاتنا الضاربة في أعماقه
تأخذنا الذاكرة إلى هناك
وفي مرايا الدمع ترتسم مشاعرنا لنبصر بعين الألم كم هي موحشة هذه الغربة الممزوجة بالحلم اليائس ،وكم هو موحش عدم اعترافنا بأننا مهزومون أمام ذواتنا في الوقت الذي سمحنا للغفلة المتعمدة أن تحاصرنا بأعذارها المُضللة
وكم هو ساذج ذلك القلب الذي يحتوي أعاصير الفكر بدون أدنى محاولة في احتوائها وتفحص ما تمليه بزمجرتها من قوانين ننكسر أمامها بهدوء فتعبر إلينا ولا تُعبّر عنا00
فقط لأننا نظن بأن ذوي الأمر المغيبون حتى عن قناعاتهم نظن بأنهم مقتنعين بأنّ السلامة في أن نبقى بلا إرادة ،ويا للمتاهة عندما نتيقن بأن سوء أفعالنا وسوء قراراتنا مرده لسوء الظن حتى في أنفسنا ،وبين زمنين لازلنا نتودد للذاكرة لكي تذكرنا بخير بعد أن تستحوذ على زمننا هذا فنحن على الأقل اعترفنا بهزيمتنا أمام أنفسنا ووقعنا على حكم تراجعنا الفكري .