أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 42

الموضوع: لغة الصمت ..أقصوصة .

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي لغة الصمت ..أقصوصة .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لغة الصمت ..(أقصوصة)
    عبدالغنى خلف الله
    الحلقة الأولى

    هأنا أعود لدواتى كما يعود العاشق لحبيبته الأولى ..صحيح إننى لا أكتب وأمارس لغة الصمت لا أكثر ..ألا يقولون أن الصمت يكون أحياناً أبلغ من صخب الكلام ..ولمن تُرسم الكلمات يا زمان الرهق المقيم ؟! لكأنك يا قلبى صخرة أُقتلعت من جذورها ..لكنك حين تدحرجت من أعلى قمة فى الجبل ..كنت نزقاً و صاخباً فى انزلاقك المثير وأنت تدهس الشجيرات الصغيرة التى أدمنت قُبلات الهواء الطلق ساعة الأصيل وهى تتمايل يمنةً ويسرًة فى رقصة هادئة بإيقاع نافذ ..ومع كل الصخب والضجيج الذى تلونه قبعات الغبار الصاعد إلى فضاءات السهل الفسيح قلت الكثير قبل أن ترتاح على هُدب التلة الصغيرة اسفل الوادى ..وضاع صوتك عبر الأثير ..نعم حبيبتى ..أرجوك لا تدلفى إلى ذاكرتى الآن ..إنتظرينى قليلاً ..أعدك بأن أعود إليك ولى معك وقفات ووقفات ...لكن ..أففِ لقد مللت الانتظار حبيبى..أعطينى بضعة ثوان وسألتقيك ..أعدك بذلك .. قال لى الموظف القابع خلف نافذته الزجاجية .. بطاقتك الشخصية لو سمحت ..أدخلت يدى فى جيب سترتى وبعد أن تاهت كثيراً فى ثنايا أوراقى المهترئة عثرت على البطاقة ..ملمسها الناعم دلنى عليها ..أخرجتها وقبل أن اقدمها له تأملت صورتى الفوتغرافية المختبئة خلف الغطاء البلاستيكى المتآكل من جميع زواياه .. قالت لى عيناى ..أما تعبت يا صديقى من الركض بحثاً عن الذات ..مذ متى وأنت تقرع ابواب السادة الكبار دون أن يلتفت إليك أحد منهم .. تناولها منى وقال لى تفضل بالجلوس ريثما يتصل بنا سيادة المسئول .. قلت له أنا فى عجلة من أمرى .. أرجوك إتصل به عبر هاتفكم الداخلى .. قال لى بكبرياء مصطنع نحن لا نتصل .. هو من يتصل .. لكن ..عزيزي الفاضل ..إنه يعرفنى بالاسم .. لطفاً قل له فلان يطلب الإذن بمقابلتك .. ابتسم فى خبث وهو يقول لى .. هل لديك موعد مسبق ؟.. قلت له لا ..إذن عليك بالجلوس هنالك ..اخرجت قلمى وكتبت على وريقة صغيرة .. عزيزي فلان .. أنا بغرفة الاستقبال .. تناولها منى ورمى بها جانباً ..قلت لك يا استاذ غير مسموح لنا بالاتصال أو تمرير المذكرات الخطية إلى الداخل ..ألأ تفهم ؟!! .. نعم أفهم .. أفهم جداً وبكل تأكيد .. غادرت المكتب وقبل أن أعبر الطريق أخذت نفساً عميقاً والتفت خلفى لأري ذاك الموظف وهو يضحك من أعماقه مع زميل له كان يجلس بقربه يستمع إلى حواري معه دون أن ينبس ببنت شفة وهو يضع قلماً انيقاً فى فمه وقد توقف عن كتابة شيء أمامه فى وريقة صغيرة حملت فى أعلاها عنوان واسم المؤسسة تلك ..نعم حبيبتى ..ها قد عدت إليك ..لقد صرت قاسياً حبيبى ومعاملتك لى تشعرنى بأنك ما عدت تحبنى ..كيف تقولين هذا الكلام غاليتى ..أنا أحبك .. ولو كنت فى هذه اللحظة لوحدى لصرخت بأعلى صوتى .. أحبك .. احبك ..ولكننى أفقد فى هذه اللحظة بعضا من نفسى .. فقد رفضونى ..رفضونى .. بكل بساطة وبدون إعتذار .. رفض طلبى حبيبتى ..تصورى .. إييه يا دنيا ..ما هذا الذى يحدث لى ؟!! .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالغني خلف الله ; 10-04-2011 الساعة 10:13 AM

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الثانية
    أشعر بإحباط شديد منذ الليلة الفائتة حبيبتى ..فقد وبخنى جدي توبيخاً قاسياً ولاذعاً.. ذلك لأننى لم أزره بالمشفى طوال الأسبوع الذى أمضاه بالمشفى مريضاً ممدداً فوق السرير الأبيض يتالم جراء معادوة آلام (القولون ) العصبى له ..هذه العصبية الزائدة عن الحد تجتاح كل شيء حتى تلافيف إمعائنا .. قلت له والله العظيم يا جدي لم اكن موجوداً بالمدينة .. فقد غادرتها لزيارة أحد اصدقائي القدامى بقريته النائية .. كانت رحلة شاقة لكنها ممتعة بحق .. فقد اقلتنا شاحنة ظلت تهبط وتصعد بنا الوهاد والوديان على مدي يوم كامل .. ولماذا كل هذه المعاناة حبيبى ؟ .. هل سافرت لإنجاز صفقة ما أو شراء شيء .. لا .. لا .. حبيبتى .. قطعت تلك المسافة فقط لأسلم عليه لأننى إفتقدته بشدة الأعوام الأخيرة .. تعودت أن امضى معه فى قريتهم تلك نصف فترة الإجازة الصيفية أيام الدراسة وتعود هو على تمضية البقية معى .. غريب تصرفك هذا حبيبى .. لا أحد يسافر لبضعة دقائق من أجل عيون صديق او حتى حبيبة فى زماننا هذا .. وكل المشاوير مرهونة بكسب مادى أو للحصول على ربح ما اياً كان ..هذا المنطق لا يعجبنى حبيبتى .. تدحرجنا من آخر نقطة وصلتها الشاحنة سيراً على الأقدام .. لم اشعر بالتعب لأن كل شيء حولى كان يشعرنى بالأمن والراحة والسكينة ..وهنا تذكرت ايام صبانا فى تلك السهول الخضراء التى أصابها اليوم الجفاف واضحت مجدبة بشكل مخيف .. اين تلك الغابات الممتدة إلى ما لا نهاية .. لقد اُجتثت حبيبتى من عروقها .. اذكر أنني كنت وصديقى نمتطي (الحمير ) ونحن ندفع أمامنا قطيع صغير من الأغنام باتجاه الوادى ..وكانت الأغنام تعرف طريقها جيداً الشيء الذى سهل كثيراً من مهمتنا .. وهنالك ندعها تمرح وتسرح وتلهو كما تشاء .. ونجلس أنا وصديقى تحت شجرة ( تبلدى ) عملاقة نهضت لوحدها في ثنايا الغابة كطفل اضاع طريقه نحو حضن أمه الدفيء .. وفى تلك الأيام تعلمنا كيف نصنع المزامير من أعواد الذرة الجافة .. نقوم بتجويفها جيداً ونحدث ثقوباً صغيرة بها .. وعندما ننفخ فيها تعطيناً نغماً حنوناً .. حنوناً جداً حبيبتى .. نطرب له وتطرب له أيضا عصافير الغابة واسراب الغزلان العابرة فوق أعلى التلال وكذلك اغنامنا .. وقبيل الظهيرة نتسابق بحميرنا ومن يفوز يُحظى بوجبة شهية يصنعها الخاسر يطلقون عليها اسم ( أم حليبين ) .. وجبة بسيطة من دقيق الذرة المعجونة باللبن .. اللبن الذي نحتلبه من اغنامنا نقوم بوضعة فوق حفنة من العيدان المتساقطة هنا وهنالك من الأشجار ..بعد ان نكون قد اشعلنا فيها النار ..وعندما تنضج ننظفها من حبيبات الرمل التى علقت بها ومن ثمّ نقوم بتسخين كوب من اللبن ونأكلها بتلذذ ..قضمة من هنا ورشفة من هناك ..نعم ..نعم حبيبتى .. يطلقون عليها ذاك الاسم لأنك تعجنها باللبن وتاكلها مع شيء من اللبن المتوفر بأيدينا .. كيف لا وأغنامنا الحبلى باللبن ترعى أمامنا .. لكن حبيبتى إنتهت رحلتى بالألم والدموع .. فقد توفيت أم صديقى أثناء زيارتى لهم ..شعرت بألم فظيع بمعدتها .. وعندما أخذوها على ظهرناقة حتى أقرب مشفى ماتت فى الطريق .. وكيف ذاك حبيبى .؟ ألا توجد مشافى فى بالقري ؟.. لا توجد .. بالطبع لا توجد .. المستشفيات والمشافى الخاصة والطرق المسفلتة ضرب من البذخ الذى لا يحلم به اهلونا فى الأماكن النائية وللمفارقة العجيبة .. تعيش المدينة الكبيرة على ما ينتجه هؤلاء البسطاء من خيرات .. خضروات وفواكه وقمح وذرة ولا يحصدون سوى القليل والقليل جداً .. إذ أن اسواق المحاصيل رهينة لتقلبات السعر الموازي والبورصة واشياء من هذا القبيل .

  3. #3
    الصورة الرمزية وطن النمراوي شاعرة أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 838
    المواضيع : 24
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالغني خلف الله مشاهدة المشاركة
    اقتباس كامل النص

    سأتابع لغة الصمت هذي أستاذي الفاضل عبد الغني
    و لكن هل ستواصلها ؟ أم في كل مرة لغة صمت جديدة ؟
    لأنهم رفضوا طلبه في الحلقة الأولى و قد تعاطفت معه جدا فليتهم يحنون عليه في التالية...
    سعدت بمصافحة حرفك الجميل هنا أستاذي فلقد كان صاحبك ذكيا في نقلنا من الحوار مع الحبيبة إلى سرد ما عاناه ... و... سأتابع
    لك التحيات و مثلها لحرفك اللطيف.

    فقط قل له إن حرف الثاء قد حل –سهوا- محل السين في (ينبس)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة آمال المصري ; 14-04-2011 الساعة 11:50 AM

  4. #4
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    أسلوب يدهشني كل مرة في السرد ، تجذب القارئ رغماً عنه ليتابع القصة مهما كانت طويلة
    أحييك أيها البارع

    أتابعك
    أموتُ أقاومْ

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    أحبتى وطن وأحمد ..اسمحوا لى أن أناديكم بدون ألقاب وشكراً لأنكم فى معيتى وما أروعها من رفقة غالية .. شكراً مرة أخري.. ولوطن أقول شكراً للتصويب وقد تم عزيزتى .

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الثالثة
    أشعر بفرح غامر مليكتى فقد تصالحت مع جدى وقبل مشكوراً إعتذارى ..لكم أحب هذا الهرم الغالى العتيق وأتمنى لو يمد الله فى أيامه ..فأنا لست مستعداً بعد لفقده .. صحيح انه متقدم فى السن ولكن شخصيته المرحة تأسرنى على الدوام .. قالت لى أمى ..لمّا كنت طفلاً صغيراً لا تنفك تبكى بصوت عال طوال الليل وأنت فى عامك الأول وكان جدك يقيم فى الطرف الآخر من المنزل لوحده بعد أن غادرتنا أمى فى زمن مبكر .. وظل جدك وفياً لذكراها فلم يتزوج بعد وفاتها بالرغم من رجاءاتنا وتوسلاتنا له بالزواج لا سيما وجميع أقرانه فى القرية متزوجين بأكثر من إمرأة ..فى هذه الجزئية لا أتفق معك .. لماذا حبيبتى ؟ .. لأننى لن أقبل بأن يتزوج علىّ زوجى .. ولكنها سنة الحياة يا رائعتى ..المهم .. اين كنا ؟ .. كنت تبكى طوال الليل .. نعم.. نعم ..فكان جدى يأتى أنصاف الليالى مهرولاً ليأخذنى فى حضنه ويظل يدور بى حول الدار إلى أن أنام ..فيضعنى بلطف فى مخدعى ..وفى صباح كل يوم يأخذنى معه فى مشاوير لا تنتهى وقد حملنى معه ذات مرة للمدرسة التى يعمل بها كمعلم لللغة العربية والفقه الاسلامى .. هو معلم إذن .. بالطبع حبيبتى فقد كان من الرعيل الأول الذين تخرجوا من الأزهر الشريف ..فأحدث وجودى هرجاً ومرجاً لا مثيل له.. فقد كانت المدرسة .. مدرسة للبنات .. تجاذبتنى الآنسات الصغيرات كل واحدة منهن تريد حملى..فشعرت بالخوف منهن فانخرطت فى البكاء ..كنت أنا ايضاً سأفعل لو كنت معهن ..ليتك كنت هناك .. لا .. لا .. حبيبتى وإلا كنت ستكونين اليوم كبيرة فى السن .. لكننى فعلاً كبيرة فى السن .. فقد بلغت العشرين عاماً بالتمام والكمال فى الخامس من مارس الماضى ..أنا آسف حبيبتى كأنك تلمحين إلى تقصيرى فى تقديم هدية تليق بك بمناسبة عيد ميلادك .. اقسم بالله العظيم أننى لم أكن أملك ولا فلساً واحداً لذلك كتبت لك قصيدة .. ألم تعجبك حبيبتى .. بلى أعجبتنى .. بيد أنى سمعت أحدهم يقول ( إحذروا كتابة الشعر ..فإنه يورث الفقر ) ..وأنا لا أنوي الأرتباط بشخص خالى الوفاض ولو اننى أحبك .. يجب أن تحصل على وظيفه .. بالمناسبة اخبرنى جدى بأن صاحب شركة أكس للتجارة والخدمات زميله إبان دراسته فى كلية دار العلوم بالأزهر الشريف وقد كتب لى رسالة يذكره فيها بأيام القاهرة ومنتدياتها الساحرة ..لا اظننى ساقبل بشهر العسل هنا .. ضع فى الإعتبار ومنذ اليوم .. شهر العسل بالقاهره أو الاسكندرية .. مفهوم ؟ .. حاضر حبيبتى .. على عينى وراسى فقط دعواتك لى بأن أوفق مع السيد إكس .. إن شاء الله ..لم تسألنى لماذا أخلفت موعدى معك مساء الأمس ..؟ .. أود أن أعرف السبب بكل تأكيد .. لقد ذهبت إلى الحدائق العامة يحدونى أمل اللقاء ..إخترت مكاناً قصياً وجلست أترقب إطلالتك المفرحة ..حدق الجرسون فى وجههى أكثر من مرة وهو يوزع طلبات الأسر الكثيرة التى انتثرت على الموائد وهى تضج بالسعادة والحبور ..والموسيقى الهادئة تلون المكان بالرغم من صخب الأطفال وهم يتقافزون من حولى كالفراشات ..لكنك تأخرت كثيراً .. تأخرت حبيبتى والوقت يمر ..والأسر بعضها يغادر والبعض الآخر يدلف إلى الداخل ..وأنا كمن يجلس على الجمر .. تجتاحنى رياح القلق .. وفى لحظة ما بدأت اشك فى مدى حبك وإخلاصك لى ..وكلما أنهض لأغادر أجلس مرة أخرى وضميري يقول لى أمنحها مهلة أخري .. ومهلة أخرى وأخرى وأنت لا تأتين ..وفى نهاية الأمر أيقنت بأنك تتلاعبين بعواطفى لذلك لملمت اشيائى وانصرفت ..هل تبكين يا غاليتى ؟ ..لا ..لا ..أرجوك كفى عن البكاء .. لقد سامحتك .. أنا أبكى لعل دموعى تعبر لك عن مدى إحساسي بالألم لأننى خذلتك ..صدقنى كنت أنوى اللحاق بك لكن بعض أقاربنا حضروا فجأة من القرية ..ولماذا حضروا من القرية حبيبتى ..حضروا .. حضروا .. لخطبتى لابن عمى الذي يعمل فى المهجر .. ماذااااا؟؟؟!.

  7. #7
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    ها نحن على موعد جديد مع رائعة أخرى للأستاذ الكبير عبد الغني خلف الله .

    أنسى نفسي أخي وأنا "أتدحرج نزولا في قصتك من حلقة لأخرى مستمتعا بالريف السوداني ، ليوقظني أذان العصر ، ولكن الحمد لله أنهيت قراءة الحلقة الثالثة .

    لكم سيدي كل التقدير والتحية
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    أهلا بعودة هطول الرواية العربية السودانية النكهة والتي ادمنّاها

    متابعون بشوق وترقب للتالي

    دم بألق أديبنا الرائع
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    ولك ايتها الغالية أهدى الحلقة الرابعة مشفوعة بالدعاء العريض بأن يحفظك الله من كل سوء ..أجر وعافية يا ابنتى ربيحة ..أجر وعافية إن شاء الله .

  10. #10
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الرابعة
    اعذريني حبيبتي لتصرفي الأحمق ذاك وقد هالني ما سمعته منك بخصوص خطوبتك.. لكن كان يتعين عليّ الانتظار لمعرفة ردك على طلب اقاربك بدلا من الهروب كلص مطارد.. انت دائما تظلمني حبيبي.. قلت لهم بكل بساطة.. لقد دخلت الجامعة هذا العام فقط وأرغب في تكملة دراستي بالجامعة.. وماذا قالوا لك حبيبتي.. تحولوا الى طلب يد شقيقتي الكبرى .. وهل وافقت ؟! بالطبع وافقت ..كيف لا والاغتراب حلم كل فتى وفتاة.. لقد كان تحولهم نحو شقيقتي شيئا رائعا .. لاننا لا نتفاءل خيرا عندما تُزوج الشقيقة الصغرى بينما الكبرى غير متزوجة.. هذا الامر أراحني وأراح أسرتي وبالذات شقيقتي.. لقد كنت دائما اعتبرها كصديقة لي اكثر من كونها شقيقة.. وقد شكرتني بحرارة بعد مغادرتهم وقالت لي انت فعلت ذلك من أجلي.. لأنك وكعادتك تخافين على مشاعري وتؤثرينني على نفسك.. لكنها لو علمت بأنني رفضت عرضهم لأجلك .. ربما .. ربما ماذا حبيبتي ؟ لكأنك نادمة على قرارك .. لا .. ارجوك لا تفهمني بطريقة خاطئة .. أنا فقط أريد أن أذكّرك بضرورة أن تجتهد أكثر لتكون احسن وأفضل الف مرة من المغتربين.. وكيف سأفعل حبيبتي .. أنت تمزحين ولا ريب .. المهم .. هل وافق العريس على خطوبة شقيقتك بدلا عنك.. بالطبع وافق واتصل بها عبر الهاتف وسمعتهما يتوشوشان بكلام لذيذ.. مثل ماذا حبيبتي ..؟ يعني .. هو يقول لها أنه سعيد جدا بموافقتك على زواجنا بالرغم من أننا لم نلتق كثيرا .. باستثناء الاجازات.. وماذا قالت له.. كن صريحا وواضحا معي.. كنت ترغب في الزواج بشقيقتي.. قال لها لا.. أقسم لك بأنني قلت لوالدتي.. هي أو أنت.. كلاكما قريبتان من قلبي .. ياااه.. قال لها كل هذا..؟! وأكثر حبيبي.. هؤلاء المغتربون عمليون جدا.. يضعون خطة.. والخطة لها رؤية محددة ورسالة.. ولها ايضا اهداف.. وكذلك وسائل لتحقيق الاهداف.. وتوجد دائما بدائل في حالة ما واجهت الخطة صعوبات ان كان علي صعيد المراحل او الاخطار غير المنظورة.. مهلاً.. مهلاً.. حبيبتي إعترفي بأنك سمعت هذا الكلام داخل مدرجات الجامعة.. (إن جيت) للحقيقة هذا هو ملخص محاضرة الدكتور عصام استاذ الاقتصاد بالكلية.. لديكم محاضر اسمه عصام حبيبتي؟! أجل اسمه عصام.. هذا الاسم يدل على أنه شاب .. بالطبع حبيبي .. شاب وسيم وضحوك وبشوش وشاطر.. هل انت معي حبيبي .. لا .. لم اسمعك جيدا.. كنت اتمنى لو كنت معي مساء البارحة وانا استمع الى (فيروز).. ومن هي فيروز؟. فيروز شخصية جميلة ومهذبة ورائعة وصوتها دافيء وحنون .. يأخذك الى عوالم ساحرة وتتمنى لو أنها لا تكف.. تكف عن ماذا..؟ عن الكلام.. وأين إلتقيت بها.. أنا ألتقي فيروز؟! وكيف يتسنى لي توفير قيمة التذكرة إلى سوريا أو لبنان.. هي ليست سودانية حبيبي .. ؟ لا بالطبع .. سمعتها تردد.. (بكتب اسمك يا حبيبي على رمل الطريق بكتب اسمك يا حبيبي على الموج العميق ويبقي اسمك يا حبيبي واسمى بينمحا..).. الان فهمت .. قصدك الفنانة فيروز.. لقد أفزعتني حبيبي .. فقد حسبتها فتاة التقيتها هنا .. هل تغارين عليَّ يا غاليتي.. بالطبع أغار .. أغار لدرجة مخيفة .. أنت لا تعرفني جيدا حبيبي بالرغم من أننا نحب بعض على مدى اكثر من ثلاثة اعوام.. تعرف لو أخذتك مني أي إمرأة سيكون مصيرها الموت البطيء على يدي.. الموت الزؤام ؟! أعوذ بالله.. سأدعها تندم على اليوم الذي أحبتك فيه.. سأقطعها من القدم للرأس .. قطعة .. قطعة .. وأرمي بها للكلاب.. ولماذا كل هذه القسوة حبيبتي ..؟ أنت لا تقتلين ذبابة ناهيك عن البشر .. فأنا أحفظك عن ظهر قلب .. إذن كن حذراً .. لا تحولني إلى قاتلة حبيبي.. مفهوم؟! مفهوم حبيبتي.

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الصمت لغة العاشقين
    بواسطة مصطفى سالم سعد في المنتدى بَرْقُ الخَاطِرِ وَبَوحُ الذَّاتِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-12-2018, 05:04 PM
  2. لغة الجَمـــال
    بواسطة محمد المختار زادني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 13-08-2009, 12:48 PM
  3. صباح الخير (74) لغة القوة ام لغة النجاح؟
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-03-2007, 09:13 AM
  4. لغة الموت الأحمر
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 31-01-2007, 04:10 PM
  5. لغة التدليك واهميتها لطفلك
    بواسطة روح في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-04-2003, 01:53 PM