أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رؤيا الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 662
    المواضيع : 83
    الردود : 662
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي رؤيا الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله

    ( عن جريدة الاتحاد ،،،، صفحة وجهات نظر ،،،، د. محمد سليم العوا )

    يحكي عبد العزيز الرنتيسي في كلمته التي ألقاها يوم استشهاد الشيخ أحمد ياسين أن الشيخ أخبره أنه:"رأى في المنام أنه قام يمشي، فأمسكت (أي الرنتيسي) بيده ومشينا معاً، والجماهير الغفيرة مشت خلفنا. قال الرنتيسي: وأوّلَ الشيخ هذه الرؤيا بأنه سيلقى ربه قريباً، ثم ألحق به"!

    تحققت هذه الرؤيا الصادقة. وفي تراثنا الإسلامي الصحيح أن الرؤيا الصادقة جزء من أربعين جزءاً من النبوة؛ وأن النبوة ختمت بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يبْقَ منها على الأرض سوى الرؤيا الصادقة يراها العبد المؤمن أو تُرى له. والمهتمون بهذا الأمر يروون منه أعاجيب حقيقية حدثت لهم أو عرفوها مباشرة من أصحابها تطمئن الصالحين أن الدنيا لم تخل من قلوب موصولة بالله تعالى تتلقى البشارة الصالحة في الرؤى الصادقة.

    لقد كان عبد العزيز الرنتيسي مجاهداً صادقاً، وبطلاً صابراً، وشاعراً ملهماً، ومن أولي الصدق والثبات من الشعراء المؤمنين "الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعدما ظلموا، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون" كما وصفهم القرآن الكريم في السورة التي سميت باسمهم (سورة الشعراء)!

    وكل شعر الرنتيسي شعر بطولة وفحولة محبوبه فيه الوطن، وغايته في أجمل أبياته الشهادة، ودعوته في درر قصائده إلى مقاومة العدو الغاصب.

    فالرنتيسي وهو في منفاه في مرج الزهور يحدث نفسه في قصيدة جميلة يقول في مقطع منها:

    فـالموت خير من حياة الخُنَّـعِ
    إن الحياة وإن تـطُلْ يأتي النعيِ
    فإلى الزوال مآلها.. لا تطمعي..
    إلا بنـيل شـهـادة فَـتُشَفـَّعي
    ولذا فشدي هـمتي وتَشَـجَّعي!

    وهو في مرج الزهور منفي تحولت خيمته إلى مركز لتعليم الإصرار على الموقف والاستمساك بالحق الفلسطيني ورفض التهجير الذي أرادت إسرائيل أن تفرضه على المبعدين الثمانمائة، فكان مما حفظه عنه إخوانه المبعدون معه قصيدته "التحدي" التي حملها بعض زوار المرج إلى الشيخ الشهيد في سجنه:

    عودوا إلى المشلول ياسين العلا
    بحماسه دارت على البغي الدوائر
    فغداً تعود لنا الديار تبثنا..
    أشواقها، ونَقيل في ظـل البيادر
    لنكحِّلَ العـينـين من أطيـانها
    ونردد التسبيح مَعْ رنّات طـائر
    عودوا إلى مرج الزهور لتعلموا
    أن المبادئ لا تَذِلُّ إلى مـكابر!!

    وعندما يلقى الشهيد يحيى عيّاش حتْفَهُ بيد الغدر الصهيوني يخاطبه الشاعر عبد العزيز الرنتيسي بقوله:

    عـياش حيٌّ لا تقل عـياش مات!
    أوَ هل يجف النيل أو نهر الفرات؟
    عـياش شمس والشمـوس قـليلة
    بشروقها تُهدي الحياة إلى الحـياة
    أبْشِرْ فـإن جـهـادنا متـواصل
    إن غـاب مـقدام ستخلفه مئات!

    وهكذا كان. ما اغتالت يد الغدر بطلاً ظنت أنها باغتياله قتلت أحلام المقاومين الأبطال، وكسرت الذراع الضاربة للشعب الفلسطيني الصامد إلا فوجئت بمئات ومئات من أبطال المقاومة الباسلة يطلبون الموت لتوهب لأمتهم بهم الحياة.

    وعندما سجن عبد العزيز الرنتيسي مع شيخه الشهيد أحمد ياسين للمرة الثانية، في سجون الصهاينة، ورأى من آيات صمود هذا الشيخ المريض القعيد آيات يعجز عن وصفها البيان نطق شعر الرنتيسي يخاطب الشيخ صادقاً بقوله:

    يا طود يا بركان.. يا عَـلَمُ!
    ماذا يخـط لوصفك القـلم؟
    يا من على الآلام قد طويت
    منك الضلـوع وأنت مبتسم

    فيوقفه الشيخ ياسين عن إكمال قصيدته - أو إكمال إلقائها ـ ويقول:"لا تمدحوا حياً"!

    هكذا المجاهدون الصادقون، يخافون أن يفتتن الناس بهم، أو أن تأتيهم الشياطين من بين أيديهم أو من خلفهم متخفية في قول صادق يمدحهم به المحبون فيرضون عما يفعلون، أو يغترون به فيتكلون عليه وهم قد عاهدوا الله على الصبر في الميدان الذي لا يرون لأنفسهم فيه حظاً، ولا يرجون مغنماً دنيوياً، وإنما يتطلعون إلى إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة. وأمثال أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي يكونون عادة إلى الثانية أقرب وأكثر تطلعاً، فهم يعلمون أن الذي عليهم يجب أن يؤدى، وأن القدوة الصادقة هي البذرة الصالحة التي تثبت في الأرض وتنبت الشجر وتخرج الثمرات الطيبة كل حين بإذن ربها. وهم يرون الدنيا أهون عند الله من جناح بعوضة، ولكن التفريط في الحقوق هوان لا يليق بالمؤمن الصادق الإيمان.
    ويستحضرون الكلمة الخالدة للمصري البطل مصطفى كامل:"إن من يفرط في حقوق بلاده ولو مرة واحدة يبقى أبد الدهر معذب النفس سقيم الوجدان".

    لقد نظرت المقاومة الفلسطينية إلى هذه المعاني كلها، وآمنت بقول الله تعالى:"إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص" وبقوله سبحانه: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا".

    فإن تخلى عنهم الناس، وتفرقوا يطلبون المكاسب والمناصب والقرب من العدو والرضا ممن يمدونه بالسلاح والمال والقرارات الدولية فإن دستورهم ما قاله الله لنبيه صلى الله عليه وسلم حين ألّب عليه اليهود قبائل المشركين يومئذ:"فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرِّض المؤمنين".

    والذين يقرأون التاريخ يعرفون أنه لم يقاوم شعب إلا انتصر، ولم يطغ مستكبر إلا انكسر. وذلك ما ينتظره أبطال فلسطين ويعملون له بإيمان لا يتزعزع وعزم لا يلين هما عُدَّة المظلوم وعتاده وهما لا ينفدان ولا يستوردان من عند عدو ولا يزيدهما الاستشهاد والسجن إلا قوة ومضاءً.

    ومن أراد التأكد من ذلك كله، والاستزادة منه، فليقرأ عدد يونيو 2004 من مجلة فلسطين المسلمة التي تصدرها (حماس)، أو ليقرأ أعدادها كلها فهي سجل أمين لجهاد فلسطين ورؤية صادقة للفكر المقاوم الذي لا يهزم!!


    مودتي
    غموض
    (( و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ))

    ( لوحة .. فحسب )

  2. #2

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 662
    المواضيع : 83
    الردود : 662
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    العفو ..
    هم من نحب
    فأي حديث أطيب من حديثهم ؟

المواضيع المتشابهه

  1. قمرٌ مُنير (إلى روح الشهيد: الشيخ أحمد ياسين، رحمه الله)
    بواسطة رشيد سوسان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 15-05-2019, 01:00 PM
  2. أبتي -مهداة إلى روح الشيخ الشهيد أحمد ياسين
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-05-2004, 04:04 PM
  3. في رثاء الشهيد البطل الشيخ أحمد ياسين
    بواسطة محمود صندوقة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-04-2004, 06:48 PM
  4. إلى جنة الخلد أيها الشيخ الشهيد أحمد ياسين
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 27-03-2004, 07:39 AM
  5. الحي الشهيد-مهداة لروح الشيخ الشهيد أحمد ياسين
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-03-2004, 11:26 AM